هنا فداسي

في التوأمة مابين الدويم وفداسي - 3

الأخ أبي البشرى
لك خالص التحية والود



أسأل الله أن يجزيك عن أهلك بفداسي كل الخير ومزيد المحبة، واعلم أن الذي تقوم به نحو فداسي وأهلها من صنوف البر التي لا يمكن أن تقابل بشكر ألسنة البشر، ويكفي فقط الحضور والشعور الأخوي العميق والمشاركة في دقائق الأمور، حتي لو عنّ لنا أمر شخصي لا نجد حرجاًأو بأساً أن نبادلك فيه الرأي والمشورة.

أقول ما قلت وبكل صراحة، ولتكن هذه رسالة لمن يريد الاستبصار بها: إني حذوت مع ابن البشرى نعال التاجر فوجدت منه النفع والخير العميم، ولا أقول لكم أنه يبادل نفس المبدأ.ولا أضعه إلا في المكان الذي يحب أن يكون فيه: أراد التخفف عن ردود الأفعال أو الاحتفاء بالشكر. ولقد عرفته مرفوع الرأس ومعرفته إياي لم تزده ولم تضره، ويبقى دائماً على الهيئة التي تخيرها.

ومع أن الرسالة موجهة له لكني أنتهزهافرصة لتوضيح فكرة جوهرية مودّاها أن العلاقات المحسوبة لا تضر بأصحابها لو قدروا معهاالأهداف سلفاً. وحقيقة كانت فداسي الهم المشترك على الدوام وستظل.

أكرر شكري للأستاذ الجليل الذي أوضح لي بالأمس قصد المتنبي في بيته ذي المعني الظاهر الذي حملته كلمة لا تؤدي للمعنى: وهي كلمة "أعيذها" التي جاءت في افتتاحية البيت:

أعيذها نظراتٍ منك صادقة أن تحسب الشحم في من شحمه ورم

وسياق المعنى مفهوم، ولكن كلمة " أعيذ" من عاذ يعوذ وهي بمعنى لجأ يلجأ، ومنها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وأنه كان رجالٌ من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً. لكن الأخ أبي أشار إلى حقيقة المعني المتلبس بظهر الكلمة من طرفها الأخر، بحسبان أنك لو لجأت لجهة ما تكون قد "بعدت"عن جهة الفرار. وبهذا يكون المعنى:
"استبعدها" منك نظرات أن تحسب الشحم في من شحمه ورم.
ألا توافقني -بعد - أنها علاقة تجارية رابحة؟

ويؤيدهذا الرأي أخي الأستاذ الجليل / يوسف حجر، فقد سار على مذهب ابن البشرى وأثنى عليه الثناء الكبير، وابن حجر عند نفر كثير بمنزلة بن جنيّ، أوابن حِجة صاحب الباعونية، فقد ذكر:
لا يجدر بالمتنبي أن يقف موقف الواعظ للأمير أمام الملا وهويخاطبه بلفظة مباشرة: "أستبعد: منك يأيها الأمير أن .... لأن مكانة الأمير تستدعي التأدب وانتخاب اللفظ، ولذلك استعاض عنها بكلمة قرآنية، وماأجل لغة القرآن وخير الناس هم إليها جانح، فجاءت كلمة " أعيذها" لتسد مكان اللفظة وتؤدي للمعنى خير أداءٍ، وبأفضل من أصلهاالمباشر. )

لك التحية أخى أبي وأنت تشحذ الهمم وتصحح الفهم وتعين على الشدائد، وتُطرّق الحديث حيث تشاء وكيف ومتى تشاء. أيدك الله بالظفر وخالص المودة .

ولك من أخي وعمي الرشيد موسي أجل تحية وتقدير، وشكراً على زيارتك الأسرية لمنزل الأخ الرشيد لمباركة المولود.

* همس القول:
إبراهيم الصافي ( الزعيم): أنت أبي دا من فداسي؟
أنا: أبي من الدويم
الزعيم: معقول!! والله ما أصدق.

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-05-2007, 03:06 PM)
(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-05-2007, 03:14 PM)