هنا فداسي

الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فداسي عامرة بالناس الطيبين والصالحين، وفيها من الرموز والأعلام الكثير الكثير. محور حديثي اليوم عن العبادلة الثلاثة كمثال للصفاء والنقاء وحسن الأخلاق.

عبد الله ود الإزيرق

عبد الله الطيار

عبد الله الدرويش

تأملوا معي هذه الشخصيات الثلاثة والجامع بينها الطيبة والبساطة وصفاء الطبع ونقاء السريرة، وهم بتشكيلتهم هذه يعطونا أنموذجاً فريداً لبساطة الدنيا وجمالها فيما لو اتخذناها بكل بساطة. رحل هؤلاء الثلاثة وهم من أفاضل الناس وأنبلهم عن الدنيا كأن لم يكونوا فيها وأحس الناس فجيعة فقدهم بعدما ارتحلوا وكان فقدهم عظيماً ومؤثراً، إذ يمثلون رموزاً ونماذجاً للصفاء والطهر والنقاء والطيبة. عبد الله ود الإزيرق ذلكم الرجل الصالح الذي كان الصلاح مجسداً في شخصه، فهو رجل لا أحسبه من أهل هذا الزمان، تحس وأنت تطالعه كأنك أمام رجل من كوكب آخر ومن زمان غير هذا الزمان ، في هدوئه إستعجاب وفي صمته إستغراق، وفي مظهره الزهد الفطري المجسد.

وعبدا لله الدرويش في مظهره البسيط، كان جميلاً وكان محبوبا ومحباً للأطفال وقد رأيته يحملهم ويلاعبهم ويلاطفهم فتفيض دموعه، وكان حنوناً وكلما عاد من سفر وما أكثر سفره وتنقله" من ضهر لوري لضهر لوري" كان يصل جميع أهله وأرحامه ،وكان رقيقاً لدرجة أن دموعه في (طرف عينه) وكلما لامست كفه يداك إنهمر الدمع من عينه. كنت أتوسم فيه خيراً كثيراً، وذات مرة سألته أن يدعو الله بأن ييسر لي حج بيته الحرام فرفع يديه عالياً وابتهل وما أظن أن دعاء هؤلاء الأنقياء الأصفياء سيرد، وقد إستجاب الله لدعائه بعد أن من الله عليّ بحج بيته الحرام ( جزاه الحمد والشكر).

أما الوجيه عبد الله الطيار في كرسيه المتحرك وقي جلبابه الناصع البياض وطاقيته البرتقالية المشغولة( المشرنقة إلى حاجب العين)، وفي بسمته الجميلة التي لا تفارق شفتيه كان عظيما ذا إرادة وعزيمة، إذ لم تقعده الإعاقة وكان يسافر كثيراً ويغيب طويلاً ثم يظهر فجأةً، وكان معظم تواجده في العصريات بخور العمدةً ودكان عمر. ألا رحم الله هؤلاء العبادله وأن يجعل في سيرتهم مثالاً يحتذي، فقد كانوا مثالاً للنقاء والصفاء فاختارهم الله لجواره، نسال الله أن ينزلهم منزلة أوليائه الصالحين.