هنا فداسي

الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنتبهوا أيها السادة والسيدات. أنتم في حضرة فتى من فداسي غارق في حبها إلى درجة الهيام وحق له أن يهيم بها، ومن أجمل منها حسنا وتيها ودلالاً؟ ألم يقل العم أحمد حسين من قبل معبراً عن حبه لفداسي الدنيا ما فيها غير ثلاثة : مكة والمدينة وفداسي، ولولا قدسية هذين المكانين الطاهرين لما تردد أن يقول فداسي فمكة ثم المدينة. أعود وأقول إن في وجود الأخ الأديب هيثم يطيب المقام ويحلو الأنس ويزداد الشوق لفداسي. جمال كتابة الأخ هيثم يكمن في تناوله رموزاً ربما لا يعيرها كثير من الناس بالغ إهتمام وهم في واقع الأمر أفاضل الناس وأكرمهم طباعاً وأنبلهم خصالاً( هل غاب أحمد ود الحاج أو إعتذر محمد ود ألياس يوماً عن المجيء لحفر قبر وإن كان الوقت ليلاً متأخراً أو خريفاً ماطراً أو صيفاً غائظاً أو شتاءً قارصاً؟ وهل تخلف عمنا عبد الرحيم بابكر (أبجحيرات) أطال الله بقاءه عن الذهاب لبيت الفراش حاملاً عموده وهو يتوكأ على رجل ولو كان الفراش في ديوان أحمد ود عثمان؟ وهل رأيتم خالتنا الشهمة الكريمة صفية بت الشونة حاملة صينيتها على رأسها في طريقها إلى بيت الفراش مناديةً على أقرب شخص ليحمل عنها الصينية قائلةً له هذه صينية غداء ولدي عبدالله الجعلي( والجعلي بالسعودية)، ولا تكتفي بهذا بل تعطيه مبلغاً محترماً ليسجله باسمه في كشف الفراش. مثل هذه النماذج أليست جديرة بالتوثيق وقصها للآخرين لما فيها من قيم وأصالة تفرد بها الشعب السوداني الغارق في الأصالة. يوجد كثير مثل هذه النماذج في قريتنا ، فنحمد الله أن هيأ لنا قلماً شاباً معبرا يقص علينا في أدب رفيع هذه القصص الفريدة.

ما يزيد إعجابي بكتابات الأخ هيثم حداثة سنه وعميق معرفته برموز فداسي، فهل غير الأخ هيثم من كان يتحفنا بكتابته الرائعة عن رمز خالد من رموز قريتنا ألا وهو طيب الذكر الأخ عبد العزيز عبد القيوم يرحمه الله صاحب المروءة المدهشة. ألم تروا أن الأخ عبد العزيز كان يقوم بملء أزيار المسيد رغم يده الواحدة ورغم بعد مسافة ورود الماء ورغم ثقل الجردل الذي كان يحمله . سقاك الله من حوض الكوثر أخي عبد العزيز . واصل أخي هيثم واكتب لنا عن بقية الرموز ولا تترك منهم أحداً.