هنا فداسي

شربة موية بـ (4000) ريال
ماالذي جعل أحمد عصر ذلك اليوم وهو بالمسجد يجلس ويمسك الكوب بيمينه ويستقبل القبلة ويشرب ثم يحمد الله. وماالذي جعل ذلك الرجل الجالس في مؤخرة المسجد يراقبه ويرتاح لطريقته في الشرب!. بعد فراغ أحمد من شرابه، ناداه الرجل، سلم عليه ثم عبر له عن سعادته وارتياحه لقيامه بتطبيق السنة التي أهملها كثير من الناس ولا يطبقونها في كثير من أمورهم . شكر أحمد الرجل على حرصه واهتمامه بالسنة ثم قال له: لعلك تستغرب إن قلت لك بأنني من الذين لا يطبقون السنة عند الشرب، لكن اليوم نويت صادقاً تطبيقها في هذه الساعة المباركة وخاصة أن اليوم جمعة. ودع أحمد الرجل وهم بالإنصراف، إلا أن الرجل أصر عليه على الجلوس قليلاً للتعارف. لبى أحمد طلب الرجل ، ومن ثم بدأ الرجل بتعربف نفسه وسؤال أحمد عن اسمه وأحواله وعمله. عرفه أحمد بإسمه وطمأنه على أحواله واستقراره في عمله. قال الرجل لأحمد أريد أن أهديك هدية عربوناً لتآخينا ومحبتنا في الله، لم يمانع أحمد قبول الهدية التي هي من أجل المحبة في الله، ولم يتوقع أن يهديه الرجل نقوداً، وغاية ظنه أنه سيهديه سبحة أو نحو ذلك.

كان فرح أحمد بهدية صاحبه عظيماً وكانت عبارة عن ظرف أبيض مكتوب على ظهره أخي الذي أحببته في الله. فتح أحمد الظرف ودهش لما رأى ثمانية ورقات نقدية من فئة الخمسمائة ريال ، لم يكن فرح أحمد مصدره المبلغ الذي لم ينل منه سوى أجر المناولة، إذ قام بتوزيعه على الفقراء والمساكين ، وإنما بالخير الوفير الذي كان نتيجة لتطبيقه سنة من السنن غفل عهنا كثير من الناس . ومن ذلك اليوم أدرك أحمد أهمية تطبيق السنة وما يجلبه لصاحبه من خير في الدنيا قبل الآخرة، فعاهد نفسه من تلك اللحظة على أن يهتم بتطبيق السنة في كل شئون حياته . فما أعظم تطبيق السنة في حياة المسلم ، وفي تطبيقها طاعة لأمر الله ورسوله وخيري الدنيا والآخرة.