|
Re: خوركي لويس بورخيس : سيّد المتاهة في الذكرى العشرين لرحيله (Re: نجلاء التوم)
|
انا كاتب شاب,اسمي وليم شكسبير,لكنني انتحل اسم خورخي لويس بورخيس,حتى اذا ما الناشرين لم يصدقوا اني شكسبير, فعلي ببورخس اذا. لكنك مختلف يااستاذي . انا اريدك ان تنشر لي رواية,رواية اسمها"الموردة تسعه وربع",كنت قد كتبتها في الدمازين,ثم نسيتها في سنار,عثر عليها رسام مجنون,نسيتها في اخر محطة,ثم ما لبث ان عثر علي,وكان قد قراها ووضعني في راسه,ووجدني,كان شرسا مع نفسه بالمقام الاول,ثم الاخرين من بعد,لكنني دهشت انه كان في حال اكثر جنونا من طبيعته,لانه ابتسم بلطف, وقال لي بصوت حان,فيما هو يمد روزنامة اوراق ملفوفة بكيس جيلاني,اختلطت فيه روائح غير حميدة قائلا: "اتفضل يااستاذ,رواية جميلة,تحيه لوردي والجاغريو,ات قابلت ليلى المغربي زمان?". زول خيالو اخضر مطرطش باخدر زرعي. فيهاايه لو زار مخرج برازيلي جوبا معاهو كاست لتصوير فيلم اسمه"الموردة تسعة وربع"? انا مندهش لهذا التطابق المدهش في العنوان. اما في الخرطوم,كانت امطار88 قد اجتثت معالم الحبر في خطي الغير متزن,وسريع مثل روشته مزورة بغير اتقان. كان ذلك في سنة 94. اما في العام76 ,فانا لم اولد بعد,لكنني كنت مشهورا في بيونس ايرس,الستينات سنوات المعجزات,مئة عام من العزلة,موسم الهجرة الى الشمال,اولاد حارتنا,بيت الجميلات النائمات,كان كان العوام الذي مات مرتين,اريدك ان تنشر لي ياسيدي,انافقير,كنت فقيرا جدا,ثم بعدها اصبحت فقيرا جدا جدا. نورا اختي رسامة,كانت مصممة دار نشري في بيونس ايرس,ذات صباح,دخل علي شاب يحمل مخطوطة رواية, اسمها يحمل نكهة ذكية,لست اذكره الان,وكنت قد قلت له ما يفيد ان مر علي بعد سبعه ايام,او اسبوع,لست اذكر تحديدا,تخيل شاب كاتب يذهب لناشر يدعى"بورخس",هاتفته صباح اليوم التالي مباشرة قائلا: "مخطوطتك بالمطبعه,ونورا اختي صممت الغلاف خلاص". ليت كل الناشرين كانوا بورخس يااستاذ. فداحة ان تكون بورخس. انا سمعت عن كتاب مجانين فقدوا المحنة,عاشوا مهمشين,في زقاقات دبلن تقيئ جيمس جويس,تحت هذه الشجرة بال وليم فولكنر وقافي,من هذه النافذة تسلل ياسوناري كاواباتا الى غرفة تلميذته 'التين ايجراويه',ونام معها مثل فرس بحر يحتضن غزالة بكر,على هذه الغرفة كان دايستوفسكي يشعر بصداع مزمن,في هذا المقعد جلس لوتر يامون والرياضيات اللامرئية كبست راسه فكتب"اناشيد مالدورور". انا لست شريرا,لكني اكتب عن صراعات الاشرار,او كتاب سحري تستطيع قراءته من اي صفحة,من اي سطر. لا اعرف شيئا عن الادب الارجنتيني المعاصر,لانه منذ فترة,معاصري هم الاغريق. انا مش موجود ,اذن انا افكر. ليس خطاي ان كان الصحفي قد ترك مناحي الحوار الواسعة,ليسالني عن العصا التي احملها في يدي,فقد انصت بعدها لساعتين عن تاريخ الصين. هكذا انا ياسيدي,اغير رايي بسرعة,انا ممرض بمركز صحي شارع واحد اسمي عيدالروس ,شاعر مصري. انت راجل مش كويس,او ناشر مش كويس,جشع,تاجر هبتلي يرتدي عراقي ناشر مقدود,دمك بارد ذي نخرة الكلب! يلا فرتق بلاش بورخيس معاك! بورخيس? ..مافي زول اسمو بورخيس.هذا رجل عاش في الكتب.
|
|
|
|
|
|