مواضيع توثقية متميزة

العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2004, 09:22 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يواصل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي كتابة وقفته السادسة

    عند التمعن في الحكومات التي شكلها السيد الصادق المهدي يتضح الأتي:
    كان الانسجام شبه معدوم في الوزارة الائتلافية الأولى مع الحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة أن خلاف رئيس الوزراء مع الدكتور محمد يوسف أبوحريرة الوزير الاتحادي لم يكن محتملاً، مما اضطر السيد الصادق المهدي لفض الائتلاف وتشكيل حكومة ابعد منها الدكتور أبو حريرة ولم تعمر الوزارة طويلاً إذ ظل السيد الصادق المهدي يشكو من المتاعب التي يثيرها الحزب الحليف الذي يغني كل وزير فيه على ليلاه ومنهم من يبدو وكأنه في حزب معارض ومنهم من لا هو في العير ولا في النفير ومنهم من منح نفسه اجازة مفتوحة. ذكر السيد الصادق المهدي في كتاب " الديمقراطية عائدة وراجحة" أن زين العابدين الهندي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية كان يتغيب عن معظم جلسات مجلس الوزراء واذاء هذا الوضع اضطر السيد الصادق المهدي لادخال الجبهة الاسلامية في الوزارة التي اسماها حكومة الوفاق الوطني باعتبار الجبهة حسب رأي رئيس الوزراء حزب متماسك وموحد الروى يسهل التعامل معه.
    اثناء فترة هذه الوزارة احكمت العزلة حول السودان بسبب وجود الجبهة الاسلامية في الوزارة وقد انعكس ذلك في المساعدات التي كانت تقدم للسودان خاصة العسكرية، منها ما أشار إليه الفريق عبد الماجد حامد خليل وزير الدفاع أمام الجمعية التأسيسية وكانت دول الخليج غير راضية عن العلاقات الودية التي اقامها السيد الصادق المهدي مع ايران الأمر الذي ادى لفتور واضح بين هذه الدول والسودان الذي كان في امس الحاجة لدعمها خاصة وأن البلاد كانت تحاول ترميم اقتصادها الذي دمرته فترة الحكم المايوي. لابد من التأكيد أن فساد بعض الوزراء كان واضحاً للعيان ومتداول في مجالس المدينة حتى أن السيد الصادق المهدي نفسه لم يستطع الدفاع عن بعض تلك الممارسات.
    واضافة للحرب الدائرة في الجنوب، فإن الأوضاع في دارفور تأثرت بالحرب التشادية والتدخل الليبي في الحرب حيث انتشر السلاح وتفاقمت أعمال النهب المسلح وانعدمت الحياة في الأقليم بما يشبه حالة الشلل ولابد للاشارة إلى أن تسليح المراحيل في مناطق الالتماس لعب دوراً كبيراً في تدهور الوضع الأمني في دارفور ويتحمل المسئولية كاملة في هذا الخصوص حزب الأمة الذي نشطت عناصره في تسليح المراحيل.
    ويبدو أن المشهد السياسي بناءاً علىهذه المعطيات كان متسماً بالفوضى والتهريج وغياب المسئولية السياسية وفي وسط هذه الأجواء تقدمت هيئه القيادة بمذكرتها الشهيرة في 20 فبراير 1989 ولقد سبقتها العديد من المذكرات منها مذكرتان تقدم بهما التجمع النقابي في 17 أغسطس 1987 لحل مشكلة الحكم في البلاد، والثانية مذكرة الأحزاب الأفريقية في 19 سبتمبر ضد القوانين البديلة التي كان يعد لها الدكتور حسن التبرابي النائب العام وعرفت هذه القوانين باسم القانون الجنائي لعام 1988.
    هذا هو المناخ السياسي الذي ولدت فيه مذكرة الجيش ونتابع في المحور الثاني الأوضاع في القوات المسلحة 1983-1988

    المحور الثاني: الوضع في القوات المسلحة في الفترة 1983-1988

    الأمر الجمهوري رقم (1) لعام 1983 الغى كل المواد الرئيسية السبعة في اتفاقية اديس أبابا التي وقعت في الثالث من مارس 1973 برعاية الراحل امبراطور اثيوبيا هيلاسلاسي ونال جنوب السودان حكماً ذاتياً في نطاق وحدة القطر استمر احد عشر عاماً. فكان هذا الأمر الجمهوري بمثابة الكارثة التي فجرت الحرب الأهلية من جديد في جنوب السودان فهو بالتأكيد هبط بمركز الجنوب من اقليم يتمتع بالحكم الذاتي إلى ثلاث مناطق ادارية ضعيفة بلا سلطات.
    لمعرفة تفاصيل النزاع في جنوب السودان ولمعرفة محتويات اتفاق اديس أبابا والغاء ذلك الاتفاق، لابد للقارئ من الاطلاع على كتاب " جنوب السودان، التمادي في نقض المواثيق والعهود" الذي الفه قائد وزعيم فذ من قادة السودان المرموقين والذين انصب جل اهتامهم في خدمة قضايا أهل السودان من نمولي إلى حلفا وهو السيد ابيل الير الذي يرجع له الفضل في ا لمقام الأول رفع الوية السلام عام 1974. لقد قال عن هذا الكتاب مترجمه للعربية الاستاذ الصحفي المخضرم الراحل بشير محمد سعيد " أن هذا الكتاب سفر نفيس لاغنى عنه لمن يريد أن يتعرف على الظروف القاسية التي تحيط بالسودان اليوم".
    فالواقع لقد اثار نميري فكرة التقسيم أولاً في فبراير 1980 مدعياً انها اقتراح تقدم به جنوبيون من الاستوائية ولقد اتضح امام اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي أن المويدين لهذه الفكرة اثنين من أصل ثمانية عشر عضواً من أهل الجنوب وأثار هذا الموضوع مرة أخرى في سبتمبر وظل يحتك مع بعض القادة الجنوبيين خاصة بعد صدور كتيب "التضامن" الذي وجه نقد لسياسات نميري الأخيرة. أثار كتاب التضامن حفيظة نميري وأغضبه ومما زاد غضبه عدم معرفته الجهة التي اصدرته وهكذا كان نميري الأخرق التصرفات المستبد بالرأي مبيت النية لفكرة التقسيم ففعلها بعنجهية كعادته الرزيلة بأمره الجمهوري الذي جاء في كنذير شؤم أدى لتجفر الحرب الأهلية في جنوب السودان والتي تختلف كثيراً عن السابقة في طبيعتها وعنفها وحجم خسائرها البشرية المادية ومما فاقم أمر هذه الحرب بلا شك اعلان قوانين سبتمبر وما تبعها من بطش وتنكيل بأهل السودان قاطبة باسم محاكم العدالة الناجزة واصلاً العدالة القاصرة التي أوجدت وضعاً شاذاً في السودان بتصنيف قطاع كبير من أهل السودان كمواطنين درجة ثانية في بلد واحد فالناس في كل انحاء الدنيا اعتادوا على أن يكون الوطن للجميع والدين لله بالفطرة السوية.
    المؤلف في عرضه أسماها حرب سياسية واكتفى بذلك وكل أنواع الحروب في العالم سياسية. فهناك اتفاق واسع النطاق لعريف الجنرال النمساوي كلاوزفيتز للحرب على أنها امتداد للسياسة باستخدام القوة أي تسوية النزاعات السياسية بالدم عندما تفشل الطرق السلمية لإيجاد الحلول المرضية وفي رأي كان لابد من إيضاح الأسباب السياسية التي قادت إلى ذلك.
    انقلاب 25 مايو 1969 اعتمد على القوات المسلحة لحمايته في مواجهة جماهير الشعب السوداني التي كانت تعترض على سياستها وبالتالي أصبحت توظف لخدمة نظام مايو الأمر الذي أضعف قدراتها القتالية وأصبح الاهتمام منصب على استخدامها كفصيل حماية فجاءت ا لحرب الأهلية في عام 1983 وهذه القوات المسلحة منهكة بحالات الاستعداد التي كانت توضع فيها في الحالة القصوى لفترات طويلة لتنفيذ مهام أمن وحماية. في رأي كضابط عمل في هذه القوات المسلحة في مجالات عديد شملت التدريب وأعمال الركن واستخدام القطاعات المختلفة لتنفيذ مهام قتالية أي كان نوعها... وأتيحت لي الفرصة للعمل في منطقة العمليات أثناء الحرب الأهلية في منطقة بحر الغزال العسكرية ولقد كتبت العديد من المقالات عن هذه الحرب والظروف القاسية التي كانت تقاتل فيها القوات المسلحة من واقع التجربة الذاتية وكانت كيوميات لهذه الحرب ولم استطع مواصلتها بناء على تعليمات صادرة من القيادة العامة في فترة الديمقراطية الثالثة.
    في أبريل 1996 في القاهرة كلفني الأستاذ محجوب التجاني بكتابة شهادة عن الحرب الأهلية في جنوب السودان لدورية منظمة حقوق الإنسان السوداني الصادرة في ذلك الوقت وهي بالتأكيد تعكس حالة الوضع في القوات المسلحة وجاء فيها ما يلي:
    ظللت مرتبطاً بالحرب الأهلية في السودان منذ ديسمبر 1983 وقد جرى نقلي تعسفياً من الفرقة السابعة مدرعة بمنطقة الشجرة في الخرطوم إلى منطقة بحر الغزال العسكرية مع بداية حركة التمرد الثانية في السودان والتي اندلعت لأسباب سياسية في الثالث عشر من فبراير 1984 . وصلت إلى رئاسة المنطقة في واو وعملت في أول الأمر قائداً لكتيبة 111 مشاة برمبيك في محافظة البحيرات التي كانت تعسكر في مــلــو " وتعني بلغة الدينكا الثور البني" وبعدها استلمت قيادة الكتيبة 113 مشاة معسكر قرنتي واو وأخيراً عينت ضابط ركن قائداً لشعبتي العمليات والتدريب لمنطقة بحر الغزال العسكرية.
    بدأت مهمتي في فبراير 1984 وامتدت إلى سبتمبر 1986. وخلال هذه الفترة عشت مرارة الحرب في جنوب السودان بكل ماَسيها، والتي ستظل حاضرة في ذاكرتي وأنا على قناعة كاملة بعدم جدوى استمرار هذه الحرب وظللت دوماً اؤكد على أنها لا مستقبل لها ولا نفع لأهل السودان الواحد. ويكمن الحل في الجلوس إلى مائدة للتفاوض وسلمياً بغية الوصول لحلول مرضية للاطراف المتحاربة.
    عند مستهل عملي بمنطقة البحيرات كان حجم القوات تحت امرتي وامكاناتها غير متناسب مع امتداد المنطقة لأكثر من 200 ميل من كاواجينا إلى ميناء شامبي على بحر الجبل. عقب تفقدي للمنطقة ميدانياً تبين لي أن القدرة القتالية لهذه الكتيبة لا تتعدى 30% من حيث الأفراد والعتاد والامداد للحرب، مما ترتب عليه عدم قدرتها على احتواء أي عمل عمل عدائي. رفعت تقريراً بهذا المعنى لرئاسة المنطقة وقررت الاستمرار في تحسين مراكزها الدفاعية تحت شعار – احفر لتعيش- في عام 1984 شن الجيش الشعبي لحرير السودان هجوماً كبيراً على المنطقة وتخطى المراكز الدفاعية للكتيبة111 وهاجم منطقة الكتيبة 114 اويل, واستطاع احراز انتصارات محدودة بخسائر محدودة في الجانبين ونجح في تجنيد اعداد كبيرة من أبناء المنطقة بالاضافة لنسفه كوبري اويل الذي أدى لتعطيل النقل البري بالسكة حديد " الخرطوم- واو" وكان قد ركزقبل ذلك على تعطيل الملاحة النهرية " الخرطوم –كوستي- ملكال – جوبا" وهذه الاستراتيجية أدت لقطع خطوط الامداد البرية والنهرية الأمر الذي أدى للاعتماد على النقل الجوي والذي لم يكن متوفراً بالحجم المناسب لمواجهة العمليات البرية في مناطق العمليات بالاضافة للتكلفة الباهظة لذلك. انسحب عبر محافظة البحيرات مختطفاً مجموعة من الأجانب في كبري العاج على مشارف واو، وواصل انسحابه عبر منطقة مسئولية الكتيبة 111 ولم تستطع هذه الكتيبة احتواء هذا الموقف لعدم قدرتي على تحريك أي قوة في ذلك الوقت لوجود كل العربات الخاصة بالكتيبة في واو مع الطوف الاداري لامداد الكتيبة باحتاجاتها.
    لم تكن هناك وسيلة متاحة لتحسين وضعنا العسكري في بحر الغزال لأن القيادة العامة/عمليات كانت مهتمة حينها بهجوم الجيش الشعبي لتحرير ا لسودان على منطقة أعالي النيل. هكذا دأب الجيش الشعبي على الهجوم من أكثر من محور في وقت واحد بقصد انهاك ادارة العمليات المحدودة الامكانات. في نطاق مسئوليتي، فقد بذلت جهداً كبيراً لتمكين أنفسنا من مواجهة الظروف القاسية بسبب شح الامداد ورداءة المياة وتفشي مرض الملاريا ونقص الأدوية. اضطررنا لاستخدام العقاقير الشعبية لعلاج المرضى مثل زيت دهن النعام لعلاج القارديا وعروق بعض الأشجار بالاضافة للعرديب لعلاج الملاريا ولدغات الأفاعي والعقارب.
    مع مرور الوقت كانت الأوضاع تزداد سؤ وتتجاوز إمكاناتنا ومع ازدياد حجم العمل العدائي ضدنا وبفعل الألغام ولم يطرأ أي تقدم في حال الكتيبة 611 التي دفعت الثمن غالياً مع إخفاق كل الجهود الذاتية لرفع كفاءتها القتالية.
    في عام 1986 حين كنت مسئولاً عن العمليات في منطقة بحر الغزال العسكرية بدأت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تتدفق بأعداد كبيرة إلى منطقة البحيرات ومنها كتائب شارل،توتل تويك و زانيو. استطاع أول مركز دفاعي في يرول الصمود في وجه الهجوم، ووقعت خسائر بين الجانبين وكانت هناك ضرورة للاستعواض والإخلاء لإدامة المعركة. تقرر دفع قوات برية والاستعانة بإسناد جوي من القيادة العامة وكانت هناك حاجة لطائرة هليوكوبتر وأخرى للنقل "بفلو" ولكن هذا لم يتوفر لأسباب تتعلق بأسبقيات العمليات التي تحددها الإمكانات المتوفرة في القيادة العامة. لذا اعتمدنا على الدعم البري وتم حشد القوة بواو ودفعنا بها وكانت لا تتعدى قوة سريتين مشاة وعند وصولها لبحر النعام في منطقة البحيرات واجهت قوات كبيرة أحدثت فيها خسائر كبيرة واستولت على كل خط حملتها بكل إمداداته. تحت هذه الظروف الصعبة والحرجة، قرر قائد مركز يرول المقدم أ.ح. بخيت إيدام الانسحاب إلى تالي ومنها لجوبا في الاستوائية لتفادي الدخول في معركة غير متكافئة. بانسحاب قوات يرول وهو كان الأول في منطقة العمليات، أصبحت منطقة رمبيك تواجه تهديداً كبيراً بقوات كبيرة معنوياتها مرتفعة بما حققته من نجاح في المنطقة. واجهت منطقة رمبيك ضغطاً متواصلاً اضطرت تحته الانسحاب إلى دالو "1" ومنها إلى دالو "2" ثم إلى مريدي في غرب الاستوائية. هكذا استطاعت الحركة الشعبية إحراز أكبر انتصاراتها في منطقة البحيرات وإيقاع خسائر كبيرة بقواتنا في الأفراد والمعدات والمنشئات . لاستعادة الأوضاع في البحيرات، قدمت تصوراً للقيادة عند زيارة الفريق تاج الدين عبد الله لرئاسة المنطقة في واو أوضحت فيه حجم القوة المطلوبة لاستعادة زمام المباد أه في منطقة البحيرات وقد كان وقد كلف ذلك الكثير.
    عند الحديث عن المرارات ا لتي أفرزتها هذه الاشتباكات ومنها ما حاق بالعنصر البشري، فقد فقدت العديد من الأسر أعز أفرادها، أباء وأمهات وأخوة وأخوات وأبناء إلى جانب ما حل بالروابط الأسرية ولا تستطيع أي قوة تعويض الخسائر والخراب الذي شهدته منطقة البحيرات و ستكون في حاجة ماسة لعمل كثير لإعادة ترتيب الأوضاع لما كانت عليه.
    أوقفت حديثي عند الكتيبة 111 لأنها في رأي أكثر الوحدات في القوات المسلحة التي عانت من أهوال الحرب وفظاعتها وبشاعتها. الاستمرار في الحرب يعني مزيداً من سحق أبناء الوطن واستنزاف قدرات البلاد الاقتصادية ومزيداً من الخراب في المنشاَت والثروة القومية في مناطق العمليات. ولذلك ارتفعت الأصوات بقوة منادية بضرورة إنهاء الحرب التي لا يلوح أي مستقبل لها. البداية كانت في ورشة عمل أمبو، وثم اتفاق كوكادام ومسك الختام اتفاق الميرغني- قرنق في نوفمبر 1988 . لم يكتب لهذه الاتفاق النجاح لأن شريحة صغيرة وقفت ضده وتآمرت للاستيلاء على السلطة في 30 يونيو 1989 ، تحولت إثر ذلك الأمور وأصبحت الحرب جهاداً في سبيل إعلاء كلمة الله كما يزعمون وأضحت حرباً للتطهير العرقي وأزكت نار الفتن الدينية.
    هذه صورة لطبيعة الوضع في منطقة بحر الغزال وفي بقية المناطق، كانت الأوضاع تتصاعد على نفس الوتيرة وفي تدهور مستمر. استطاع الجيش الشعبي لتحرير السودان انتزاع زمام المبادرة مرات عديدة في كل المناطق وحقق نجاحات عسكرية وألحق العديد من الهزائم بالقوات المسلحة التي كانت تعاني من نقص حاد في جميع الاحتياجات القتالية ولقد أوضح ذلك الفريق عبد الماجد حامد خليل وزير الدفاع أمام الجمعية التأسيسية ووجه بهجوم عنيف من الجبهة الإسلامية التي كانت متحمسة للحرب ومتعطشة لإهدار مزيداً من دماء الشعب السوداني في هذه الحرب وكانت تصف الأصوات المنادية بإيقاف الحرب بالطابور الخامس. أما وزير الدفاع فوصفته بأنه وزير سلام. كان الرجل على دراية بالحرب وحالة الاستعداد للقتال من ناحية الإمكانات والقدرة القتالية. ولا يشك أحد مطلقاً في أمانة الرجل ونزاهته العسكرية ومعرفته للأوضاع في الجيش، فالرجل كرس حياته العسكرية للتدريب على نطاق القوات المسلحة طيلة خدمته العسكرية ويتمتع الرجل بقدرات عالية من حيث الكفاءة ويشهد له أكاديمياً من الناحية العسكرية وحديثه جاء بمثابة حديث العراب العارف ببواطن الأمور ولم يجد سند لرؤيته للمخرج من مأزق الحرب الأهلية. أمام تهريج الجبهة الإسلامية المتعمد لإضعاف مركزه كوزير دفاع تقدم باستقالته وترك بذلك فجوة وهوة واسعة بين قيادة الجيش والقوة السياسية صاحبة القرار السياسي في استمرار هذه الحرب وهكذا وجد الفريق أول فتحي أحمد علي القائد العام نفسه في مواجهة ظروف صعبة ومستعصية وقرر دعوة القادة من رتبة عميد وما فوق للاجتماع للتشاور واتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الموقف فكان اجتماع المذكرة وهو سيكون الحور الثالث لحديثنا القادم.

    المحور الثالث: اجتماع المذكرة 20 فبراير 1989

    وقتها كنت برتبة العقيد أ.ح. في الأكاديمية العسكرية العليا في الخرطوم وكان ينتابني إحساسا بعدم المسرة لهذا النقل من منطقة الشجرة مدرعات لهذه المؤسسة الأكاديمية العليا والتي كانت في تلك الفترة تعقد دورة في كلية الحرب مستعينة بطاقم من الضباط المعلمين من أكاديمية ناصر العسكرية العليا "المصرية" والذين كانوا يتوافدون وفقاً للبرنامج الزمني المعد لتلك الدورة الراقية، خاصة والجيش المصري قد خاض العديد من الحروب في العقود الأخيرة من القرن المنصرم ولديه تجربة وخبرة هائلة في هذا المجال والتي بالتأكيد هي معرفة تأتي من جهة متمكنة في هذا الشأن وبالتالي أضافت رصيد هائل من الخبرات لرفع كفاءة القادة القتالية كانت القوات المسلحة في امّس الحاجة لها.
    كانت الظروف السياسية والعسكرية بالصورة التي تحدثت عنها سابقاً وفي تلك الأوقات الحرجة والصعبة والمستعصية رأى حينها القائد العام الفريق أول فتحي أحمد علي دعوة الضباط من رتبة عميد فما فوق للاجتماع للتشاور والتفاكر إزاء الأوضاع المتردية في جنوب السودان بقصد توسيع دائرة المشورة لاتخاذ التدابير اللازمة التي يمكن أن تساعد على ترتيب الأوضاع بصورة مناسبة تحافظ على توازن الوضع داخل القوات المسلحة. ولابد من الحديث عن شخصية القائد العام الفريق أول فتحي أحمد علي الذي كان مسكوناً في أعماقه بحبه للوطن وشغفه الشديد بالقوات المسلحة وجهوده الرائدة لرفع الكفاءة القتالية بتقديمه للخطط الطموحة لذلك نقرأ بطاقته الشخصية:
    كان ميلاده في مدينة أم درمان، حي الملازمين في 21 مايو 1939 . تلقى تعليمه الأولي في مدرسة بيت المال و من ثم مدرسة أم درمان الأميرية الابتدائية ثم مدرسة وادي سيدنا الثانوية.
    التحق بالكلية الحربية السودانية في عام 1958 واستمر بها إلى سبتمبر 1959 . ثم التحق في سبتمبر 1959 بالكلية البحرية الامبراطورية الاثيوبية. عمل في الفترة من فبراير 1963 وإلى يناير 1965 ضابط أول أطواف بحرية ومن يناير1965 ِإلى مارس 1966 قائد قوارب أطواف ثم حضر دورة تخصص ملاحة وارشاد في المملكة المتحدة في الفترة من مارس 1966 وإلى اكتوبر 1966 . ترقى في فبراير 1967 لقائد مجموعة قوارب أطواف. عمل في الفترة من يناير 1968 وإلى يناير 1971 ضابط ركن عمليات وتدريب لقيادة القوات البحرية. في يناير 1971 وإلى اكتوبر 1973 عمل قائد لمدرسة القوات البحرية. حضر دورة قادة وأركان بكلية القادة والأركان بأم درمان وبعدها في عام 1974 حضر نفس الدورة بكلية القادة والأركان بكامبرلي بالمملكة المتحدة. عاد بعدها ليعمل معلماً بكلية القادة الأركان بأم درمان في الفترة من اكتوبر 1974 إلى سبتمبر 1976. حضر في الفترة من اكتوبر 1974 إلى سبتمبر 1976 دورة كلية الأركان المشتركة بالعراق وعند عودته عمل مديراً لمكتب وزير الدفاع والقائد العام وقتها الفريق عبد الماجد حامل خليل. في الفترة من يناير 1981 إلى مايو 1983 عين ملحقاً عسكريا بحرياً وجوياً بسفارة السودان بالولايات المتحدة الامريكية ومنها عاد ليعمل قائداً لقاعدة فلامنجو البحرية في الفترة من مايو 1983 إلى يناير 1984.
    حضر دورة كلية الدفاع الوطني بالاكاديمية العسكرية العليا بالخرطوم وعند تخرجه واصل قيادته لقاعدة فلامنجو البحرية حتى سبتمبر 1985 حيث تم اختياره لرئاسة الأركان بالقوات البحرية السودانية واستمر في هذا المنصب إلى أن تقلد منصب قائد القوات البحرية وقائداً لمنطقة البحر الأحمر من ديسمبر 1986 حتى يوليو 1988 .
    الكفاءة والأمانة والنزاهة والحنكة والثقافة والأداء المميز في مجال العمل والتأهيل والقدرات أهلت الفريق أول فتحي أحمد علي للصعود لمنصب القائد العام وكان اختياراً موفقاً للسيد وزير الدفاع وقتها الفريق عبد الماجد حامد خليل. كان الفريق فتحي أحمد علي شخصية فذه ومرموقة بين أقرانه وتميز بالبساطة وسماحة أهل السودان والنظرة الثاقبة والتفكير العلمي و الموضوعي. كان يتعامل مع رفاق السلاح بثقة عالية جداً وحسن نية. هذا قد كلفه الكثير في حياته عندما عمل قائداً ووقع على مذكرة فبراير الشهيرة ورغم أي انتقادات يمكن أن توجه لتلك الخطوة التي صارت غطاءً لانقلاب الجبهة الإسلامية القومية في يونيو 1989 . إلا أنه تعامل معها فقط كأداة للتعبير عن حالة الضيق، بينما رفض ضغوطاً عديدة عليه للتفكير في تدبير انقلاب. لقد رفض باقتناع فكري ونفسي كامل قيادة انقلاب عسكري كان الرأي العام الشعبي قد صار مستعداً لتقبله بعد سنوات مترعة بالخيبة والاحباط. لقد أشار لذلك الأستاذ التجاني الطيب في مقدمة الكتاب الذي قمت بإعداده عنه. لقد ذكر الأستاذ التجاني أنه ناقشه في ذلك أكثر من مرة وكان يرد عليه وابتسامة مريرة تطل من وجهه الصبوح بأنه لو عاد التاريخ القهقرى لاختار أن يعمل على سد الثغرات التي صاحبت تقديم المذكرة لا القيام بانقلاب كان وما زال يرفضه. لقد كان الفريق أول رجلاً مثالياً متواضعاً يتطلع لوحدة السودان وكان على قناعة تامة بضرورة إيقاف الحرب الأهلية في جنوب السودان. في يونيو 1989 قاوم انقلاب الجبهة الإسلامية القومية وتعرض للاعتقال. في 26 سبتمبر 1990 أعلن تأسيس القيادة الشرعية وكانت سابقة أولى ورائدة بانضمام قيادة الجيش للمعارضة. في يونيو 1995 في اسمرا في مؤتمر القضايا المصيرية انتخب نائباً لرئيس التجمع ومسئولاً عن الأمانة العسكرية.
    قام بأول زيارة للوطن بعد تكوين القيادة الشرعية لمنطقة اسوكي غرب توريت حيث التقى مع قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في الفترة من 21 وإلى 23 ديسمبر 1990 واَخر زيارة لمنطقة ياي في الفترة من 5 وإلى 12 أبريل 1997 لأسرى القوات المسلحة لد ى الحركة الشعبية. وعاد بعدها للترحال الأخير في رحاب الله في 28 أبريل 1997 .
    لقد مات البطل واقفاً و شهيداً في معركة الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية وهي ميته تقوم مقامة النصر إذا فاته النصر كما يقول المتنبي. إن ذكراه ستبقى مضيئة وعطرة. هذه بطاقة الراحل الحبيب الفريق أول فتحي أحمد علي الذي تعرض لكثير من الأذى من رفاق السلاح بعد مذكرة فبراير الشهيرة ورغم اداء القسم القاموس تم الانقلاب وفي الخارج تعرض ايضاً للكثير من الأذى من رفاق سلاحه وساتعرض لذلك لاحقاً.
    كان اجتماع 20 فبراير 1989 للضباط من رتبة عميد فما فوق، ولم اكن أنا ضمن المدعوين للاجتماع. أما دفعتي مؤلف الكتاب فقد عرف طريقه للاجتماع بحكم تواجده في مكتب القائد العام كضابط مساعد لمدير مكتب دفعتنا العميد الركن بحري سيد الحسيني وهذا يعني أن وجوده في ذلك الاجتماع لم يكن مشروعاً ولكن درجت العادة منذ عهد مايو على وجود بعض الضباط في اجتماعات يكونون غير مدعوين لها. غير أن التحضير للاجتماع وما يتطلبه من توفير للحماية يعطي فرصة لهم للتواجد و بفضول في الاجتماع. لكن جرت العادة في كل جيوش العالم وعندما يبدأ الاجتماع يبادر الضباط الغير معنيين بالانسحاب من الاجتماع. تحدث المؤلف بكثير من الإسهاب عن مشاركته في ذلك الاجتماع وهو أصلاً بحكم رتبته في ذلك الوقت لم يكن ضمن المدعوين لذلك الاجتماع وكانت الأمانة تقتضي منه أن يذكر ذلك عند التوثيق لهذا الحدث الذي أوجدته ظروف عمله داخل ذلك الاجتماع. قدم تسجيله للتاريخ بعدم أمانة وموضوعية ودقة ولإبراز جوانب مشرقة في شخصيته ولقد تحدثت في ذلك للفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الأركان عمليات وقد كان موجوداً في ذلك الاجتماع. وفي رأي لمصلحة القارئ سأترك المجال للحديث عن اجتماع المذكرة للفريق عبد الرحمن سعيد الذي حضر الاجتماع. اتصلت به للإدلاء بشهادته عن هذا الحدث وسعادة الفريق له المقدرة النافذة والذاكرة الحاضرة الثاقبة والشفافية العالية لتقديم هذا الحدث بصورة واقعية وموضوعية ودقيقة ستكون بالتأكيد معلماً بارزاً لتغطية هذا الحدث المهم في تاريخ قوات المسلحة السودانية. ومعروف أن المذكرة قد سبقتها العديد من المذكرات التي أرسلت لرئيس وزراء السودان السيد الصادق المهدي الذي لم يكن يستمع للرأي الآخر حول مستوى أدائه في السلطة في ذلك الوقت ولم يكن يعطي اهتمام لأصوات الإنذار المبكر لحالة التردي الذي وصلت إليه البلاد. أتوقع أن يصلني من سعادة الفريق عرضاً راقياً وشيقاً عن هذا الشأن كعادته دوماّ في العطاء في إتقان يغطي بإسهاب كل صغيرة وكبيرة متعلقة بهذا الجانب.

    نواصل....

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

العنوان الكاتب Date
العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-07-04, 03:26 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-07-04, 03:33 AM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Elmosley01-14-04, 04:27 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Abomihyar01-07-04, 04:20 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-07-04, 04:42 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة أبو ساندرا01-07-04, 08:20 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-08-04, 06:13 PM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Abdel Aati01-08-04, 06:30 PM
      Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Abdel Aati01-08-04, 06:36 PM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Elmosley04-20-04, 12:57 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-09-04, 06:08 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-11-04, 05:56 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-11-04, 06:06 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-13-04, 05:36 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة sari_alail01-13-04, 09:23 AM
  hg ELTOM01-13-04, 09:34 PM
    Re: hg Raja01-14-04, 05:35 PM
  ryry ELTOM01-15-04, 09:42 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة NEWSUDANI01-16-04, 10:30 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-18-04, 02:33 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-18-04, 02:34 AM
  لمكل ELTOM01-20-04, 04:36 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-24-04, 09:01 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-25-04, 00:18 AM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Elmosley01-25-04, 04:12 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-26-04, 01:35 AM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Elmosley01-30-04, 06:32 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-27-04, 06:15 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة حسن الجزولي01-27-04, 01:11 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM01-29-04, 03:17 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM02-03-04, 04:41 AM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة محمد عوض إبراهيم02-03-04, 09:32 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة عصام الدين ميرغني02-10-04, 01:33 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة essam&amal02-10-04, 07:44 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة حسن الجزولي02-10-04, 08:27 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM02-14-04, 07:13 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة sourketti02-15-04, 00:06 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM02-15-04, 10:50 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM02-17-04, 01:37 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM02-18-04, 06:50 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM02-21-04, 09:17 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-01-04, 01:48 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-01-04, 09:37 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة حسن الجزولي03-02-04, 03:27 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة أبو ساندرا03-03-04, 10:43 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-04-04, 00:08 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-06-04, 06:43 PM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Bakry Eljack03-07-04, 09:40 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-07-04, 10:11 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-08-04, 06:00 AM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Elmosley03-08-04, 01:18 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-10-04, 07:27 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-13-04, 06:19 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-18-04, 07:12 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة حسن الجزولي03-19-04, 03:52 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-20-04, 01:25 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-26-04, 06:07 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-29-04, 01:21 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-30-04, 02:32 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM03-31-04, 06:54 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM04-04-04, 01:06 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة NEWSUDANI04-04-04, 07:35 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM04-12-04, 10:40 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM04-15-04, 03:16 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM04-18-04, 08:50 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM04-24-04, 05:44 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM05-05-04, 05:23 AM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM05-18-04, 06:10 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM05-10-04, 04:16 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM05-12-04, 07:12 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM05-14-04, 02:27 AM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Bakry Eljack05-22-04, 07:05 PM
      Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة بكرى ابوبكر06-07-04, 04:42 AM
        Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة Abo Amna07-06-04, 05:48 AM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM07-30-04, 09:22 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM07-30-04, 09:27 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM08-09-04, 05:55 PM
  Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM08-11-04, 03:23 PM
    Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM08-23-04, 05:54 PM
      Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM09-22-04, 07:27 PM
        Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM09-24-04, 01:49 PM
          Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM10-07-04, 09:47 AM
            Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM10-30-04, 11:55 AM
              Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة ELTOM12-31-04, 10:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de