لا لجامعة المغتربين ، لا لاستغلالنا من خلال فلذات أكبادنا

Quote: ما يعرف عن الجامعات أنها تقوم على التخصصات العلمية وليس الفئوية. وبنفس مفهوم فكرة جامعة المغتربين؛ وبدلاً من أن نرى جامعة التكنولوجيا، أو الطب أو الإقتصاد، أو البترول، أو الإدارة فلا أستبعد أن نرى غداً في السودان جامعة اللاجئين، جامعة المفصولين تعسفياً.. جامعة الحجاج... إلخ. من الأفكار الغريبة والمريبة. فليس المغتربين سوى فئة إشتركت في هم الإغتراب، مثلهم مثل اللاجئين الذين إشتركوا في هم اللجوء، أو المفصولين تعسفياً الذين إشتركوا في هم الفصل من العمل أو الحجاج الذين إشتركوا في أداء فريضة الحج، أو غيرهم ممن يخطر لك على بال، فلا تجمعهم مهنة موحدة ولا تخصص موحد ولا هدف مهني مشترك، وليس كل مغترب لديه إبن أو إبنة في طور الإلتحاق بجامعة. وليس من لديه أبناء يرغب في إدخالهم في جامعة "للمغتربين" دون غيرهم. فحلم التميز وإن كان مُميِّزاًً للماديين من المغتربين فهو ليس حلماً مشتركاً لكل بني الوطن المغتربين. فجل المغتربين الوطنيين يعملوا على أن يعيش أبنائهم نفس حياة أهلنا البسطاء دون تميز. هذا للأسف تفكير ضيق الأفق وقصير النظر وليس جديراً بأن ينشيء "روضة أطفال" دعك عن "جامعة". كان الأجدر أن تحول هذه الجهود لخدمة أبناء المغتربين بعملها على مساواتهم بغيرهم من بني الوطن وردم الفواصل بينهم وبين بنى الوطن... بدلاً من تعميقها. يحلم أبناءنا المغتربين بأن يدرسوا في جامعات السودان المختلفة كل حسب طموحه وتخصصه والتخصصات الدقيقة التي يحلم بها ومن الغباء الظن بأن جامعة واحدة ستحقق هذه الأحلام والطموحات المختلفة. ناهيك عن حلمهم بالإندماج في المجتمع السوداني كغيرهم من بني الوطن دون تمييز. ليس كل الأعمال التي تبدوا في ظاهرها جيدة هي جيدة... فعلى ظاهرها البريء تمرر أسوأ الأجندة. ختاماً أريد أن أضيف أنه كمغترب لا أجد ما هو أسوأ تجسيداً للطبقية في نظري من فكرة هذه الجامعة. فلا نريد ن ننتظر حتى يدخلها أبنائنا لنعرف أنها سيئة لنشرع في هدمها من جديد. فقليل من التصور المحايد يسعفنا. فنحن نحلم بسودان تزال فيه الفوارق الطبقية ولا نريد أن نبني بأيدينا تماثيل لآلهة تفرقنا. اللهم هل بلغت فأشهد. العوض الطيب الرياض دعوة عامة لاجتماع هام بالسفارة يوم الخميس 17 نوفمبر بخص...ة المغتربين - الرياض