لا لجامعة المغتربين ، لا لاستغلالنا من خلال فلذات أكبادنا
الذين اقترحوا قيام جامعة للمغتربين سعوا في الأصل لحل مشكلة قائمة استعصت على الحل بسبب التعنت الحكومي والبيروقراطية والرغبة الدفينة في نفوس البعض في إذلال المغتربين ... وأصحاب هذا السعي لم يتم تفويضهم من أحد بالمطالبة - من خلال مؤتمر سمّي افتراء بمؤتمر المغتربين – بقيام جامعة للمغتربين أو بمناقشة قضايا المغتربين نيابة عنهم ... بعض الذين يعملون لقيام ما يسمى بجامعة المغتربين يدّعون أنهم يقومون بعمل طوعي ، وبعضهم يدّعي تمثيل المغتربن ، وبعضهم لا يخلو من الغرض والسعي للوجاهات الزائفة . والسؤال الهام : هل جامعة المغتربين هي الحل المطلوب لمشكلة تعليم أبناء المغتربين ؟ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن تنطلق من جذور المشكلة نفسها . وهي أن الجاليات العربية لا يسمح لها بإقامة مدارس خاصة بها في أي بلد عربي . وهذا الواقع مفروض على الجاليات العربية بقرار من جامعة الدول العربية . والقرار هكذا مجردا يعتبر قرارا إيجابيا لأنه يصب في خانة الوحدة العربية ، وتحقيق التقارب بين أبناء الشعوب العربية ، واعتبار العالم العربي وحدة واحدة . ولم يكن هدف القرار مطلقا إلحاق الأذى بالجاليات العربية التي تعيش خارج أوطانها الأصلية ، كما هو حادث الآن ... والمشكلة عندنا في السودان أصبحت مزمنة وشائكة ومتشعبة ، وقد تأثرت بها أجيال الغربة منذ فترة السبعينات وحتى اليوم ... وتعاملت وزارة التعليم العالي في كل الحقب تعاملا ينطوي على الحقد على المغتربين وأبنائهم والسعي إلى امتصاص عرق الآباء اعتمادا على أن أغلى ما يملكه هؤلاء الآباء هم أبناءهم ، وتعليم الأبناء يأتي في قمة أولوياتهم ، وبالتالي فهو ضرورة قصوى لا يمكن أن تتخلى عنها الأسر . وبهذا الفهم فإن الطلب على تعليم الأبناء وبلغة اقتصادية يدخل في دائرة الطلب غير المرن ، مهما ارتفعت الأسعار ... وقد استجاب المغتربون للأمر الواقع ، وتدافعوا فرادى دون تنظيم أو توّحد ليتنافسوا على الفرص التي يتيحها لهم ما يسمى بالتعليم على النفقة الخاصة . وتحقق الإذلال الذي ينتظره البعض ، وتحقق التشفي الذي يلبي حقد البعض ، وأتيحت فرصة للبعض للتهافت على وجاهة التمثيل الزائف وامتيازاته ، وتصدى البعض لإيجاد مخرج ينبني على تبريرية فجّة لا تستند إلى المطالبة بحق ، إنما تقوم فقط على أنصاف الحلول والرؤى المشلولة العاجزة عن تحقيق الوحدة التي تنتزع الحقوق ، وتردع الظلم ... إذا كان قرار جامعة الدول العربية الذي خرجت منه مشكلة تعليم أبناء المغتربين قرارا ضارا ، فلماذا لا تطالب حكومتنا بإلغائه ، أو تطالب بجعل التعليم العالي مثل التعليم العام حقا للمواطن العربي في كل البلاد العربية ؟ لماذا ترهن حكومتنا شعبها لقرارات تقرّ بخطئها وبضررها ثم لا تتحمّل تبعاتها ؟ لماذا لا تقبل حكومتنا ممثلة في وزارة التعليم العالي بفكرة أن مناهج التعليم العام في كل البلدان العربية صالحة ومساوية للتعليم في كل البلدان العربية الأخرى بما فيها السودان ؟ وإن لم تكن مقتنعة بفكرة المساواة فلماذا لا تطالب الجامعة العربية بإزالة هذه الفكرة كليا وتنقذ ابناء المغتربن من هذه الازدواجية ؟ وما الذي ستقدمه جامعة المغتربين لأبناء المغتربين ؟ هي مؤسسة ربحية ، أو على الأقل ستهتم بمسألة التمويل الكافي ، وإلا فلن تستمر كمؤسسة تعليمية . إذن هي جامعة تقوم كليا على فكرة التعليم على النفقة الخاصة . فما الجديد ؟ سيقول الذين يسعون لإقامة هذه الجامعة أن المصاريف الدراسية ستكون معقولة ، وهنا نتساءل : لماذا السعي لإقامة جامعة بمصاريف معقولة ، لماذا لا يتم إلزام الجامعات القائمة بهذه المصاريف المعقولة ؟ جهاز العاملين بالخارج ( جهاز المغتربين ) ينظر إلى نفسه وكأنه المالك لهذه الجامعة المقترحة ، والجهاز نفسه محل نظر من غالبية المغتربين ، وقد وقع في منبر سودانيزأونلاين أكثر من عشرة آلاف مغترب يطالبون بحل الجهاز ويعتبرونه جهازا طفيليا يقوم على امتصاص عرقهم وادمان إذلالهم ... ومن المؤكد أن الجهاز يحلم بتوفير إيرادات ضخمة من الجامعة المقترحة لتتحول إلى حوافز تملأ جيوب المتنفذّين وتضمن لهم استمرارية امتيازاتهم . ومن ذا الذي قال لحكومتنا أن الاغتراب سيستمر إلى ما لا نهاية حتى تقام له جامعة ؟ ألم يتحقق السلام ؟ ألم نتفق بعد على التوجه الديمقراطي وتحقيق العدالة والمساواة ؟ وهل تراجعت الحكومة عن إعلانها أن حقول البترول تغطي السودان كله ؟ وهل تراجعنا عن التحدث عن إمكانياتنا الزراعية ، وخبراتنا البشرية ، وإمكانياتنا الضخمة التي ننتظر تفجيرها لمصلحة شعبنا ؟ إذن لماذا يغترب مواطنونا ؟ لماذا نتوقع أن يستمر الاغتراب ؟ .. وهل هناك جدوى لإقامة جامعة لتخدم فئة معينة لسنوات قد تكون معدودة ومحدودة ؟ وهل هناك جامعة في العالم كله قامت لخدمة شريحة محددة ؟ كل بلدان العالم لديها مغتربون ، فكيف تحل بلدان العالم مشاكل تعليم أبناء المغتربين ؟ وكيف تتعامل بلدان الدنيا مع مغتربيها ؟ هل تعتبرهم رغم كل شئ بقرة حلوبا يجب امتصاص ثديها لآخر قطرة ثم يحرمونها من الأعلاف ؟ هل هناك في كل البلاد المسلمة من يفرض الزكاة على المغتربين ؟ وهل في كل بلاد الدنيا من يأخذ ضرائب من المغتربين ؟ وهل في كل بلاد الدنيا من يفرض الرسوم الباهظة والمتعددة على المغتربين ؟ لماذا نحن دائما نصرّ على التفرّد السلبي ؟؟؟؟ (عدل بواسطة ودقاسم on 11-16-2005, 06:13 AM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]