فاطمة احمد ابراهيم :هل لها علاقة نسب باليهود؟!الى شوقي بدري

Quote: استطاع اليهود شراء قطعة أرض واسعة في وسط شارع فكتوريا (القصر حالياً)، الذي كان أجمل شوارع العاصمة في ذلك العهد·· كان واسعاً تحفه الأشجار الباسقة الممتدة من قصر الحاكم العام (الجمهوري حالياً) على النيل الأزرق وحتى محطة السكة الحديد· تم تشييد معبد واسع وجميل على قطعة الأرض على طراز معابد السفارديم يسع حوالى 500 شخص·· وألحق به قسم خاص بالنساء (العزارا) في الطابق الأعلى مواجهاً للهيكل· وطبقاً لتقاليد السفارديم أقيمت منصة متحركة مع مكتب عرضه ثمانية أقدام في وسط المعبد يواجه جماعة المصلين وفي اتجاه الهيكل· وأقيمت منصة أخرى تضم مخطوطات التوراة· وتغطي باب الهيكل ستارة من المخمل الأحمر والأزرق المقصب (باروخيت)، أهداها بعض المصلين للمعبد بعد أن طرزوا عليها أسماء أحبائهم الراحلين·· أما مخطوطات التوراة فقد تم وضعها في اسطوانات خشبية مغطاة بالمخمل من تراث السفارديم تعلوها أجراس فضية للزينة ولتخلق جواً من الرهبة والخشوع عند فتح باب الهيكل· تميز المعبد بكثرة النوافذ التي انتظمت الجدران تطل على فناء محيط وحديقة لتلطيف الهواء خلال أيام الحر القائظ· كما تم تزويده بعدد من مراوح السقف حيث لم تكن أجهزة تكييف الهواء قد عرفت بعد· ومن الهيكل والمنصة ينهض الحاخام مالكا يحيط به فرج شوا والمنشد ألبرت جبّاي - الذي يمتلك صوتاً جميلاً أخاذاً· وكان ينضم إليهم تلميذ الحاخام ديفيد أوهانا ومخلوف مالكا· وكانت الترانيم تؤدي بأنغام السفارديم التي انحدرت من التراث اليهودي القديم المغربي والمصري· وكانت تثير جموع المصلين الذين يرددون الترانيم مع المنشدين بطريقة السفارديم· وكانت المواعظ في المسائل الدينية يقدمها الحاخام مالكا باللغة العربية التي كان يفهمها معظم المصلين· وكانت تنشر أيضاً في صحيفة الشمس اليهودية الأسبوعية الوحيدة التي كانت تصدر باللغة العربية في المنطقة· وفي وقت لاحق جمع اليهود هذه المواعظ في كتاب تم نشره بعنوان المختار في تفسير التوراة وقام بترجمتها من لغتها العربية الى الإنجليزية بالإضافة الى كتابات الحاخام مالكا الأخرى ابنه أدموند مالكا وتم نشرها في ثلاثة مجلدات بعنوان تخوم الإيمان اليهودي · كان لابد لنا من التعرض لوصف هذا المعبد اليهودي - الذي كان يقع في قلب الخرطوم ولا نعلم ما كان يجري في داخله منذ أن تم إنشاؤه في عام 1926 بتكلفة بلغت ثلاثة آلاف جنيه· كان مبلغاً ضخماً بمقاييس تلك الأيام· وقد ساهم بمعظمه يهود السودان من الرجال والنساء· ذلك بالإضافة الى تبرعات جاءتهم من يهود مصر، ومن بينهم أبراهام بتيش الذي تبرع بـ 250 جنيهاً، بينما قدم في نفس الوقت مبلغاً مماثلاً لبناء معبد آخر في تل أبيب· وبعض المساهمات وصلتهم أيضاً من يهود المملكة المتحدة من خلال الوكالة اليهودية في لندن·