تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: وقد إتضح للجنة عند زيارتها لمكان اعتقال السيد عبدالخالق ومن ظروف إعتقاله التي استوضحتها من الشهود، أن ذلك البيان قد حوى كثيراً من المبالغة والبهتان ويتضح ذلك من ملاحظات اللجنة التي دونت عند الانتقال إلى مكان إعتقاله برفقة العريف [الشاهد الثالث] الذي سهل له الهروب حينما كان في حراسته. وقد جاء في تلك الملاحظات عند معاينة المكان، والذي هو منزل من النوع الذي يخصص لكبار الضباط بمنطقة المصانع الحربية ما يلي: [الشاهد الثالث ص 16-17] "المكان عبارة عن منزل مكون من حجرة تجاورها أخرى يوصل بينهما باب – وكانت الحجرة الأولى حسب شرح الشاهد هي مكان الاقامة في أغلب الأحيان للمعتقل – كما كان بها سرير نوم – وللحجرة الأولى باب آخر يفتح على برنده بنملية تطل على الشرق وللنملية باب من ناحية الشرق – كما أن للحجرة الأولى باب يفتح على حمام به بانيو وحوض لغسيل الوجه ونافذتان متوسطتان 100X40 سم تقريباً- كما أن للحمام باب يفتح على الحجرة المغلقة الثانية والتي تشبه وضعها وضع الصالون في المنزل – ومساحة الحجرة الأولى تقريباً 4 X 5 متر – وبها مروحة ولمبة نيون وللحجرة نافذتان تطلان على الجهة الجنوبية في مواجهة شاطيء النيل الأبيض وعدد من الاشجار التي تقع على الشاطيء ويبلغ حجم كل من النافذتين متر X ### ولكل منهما مصراعان من الزجاج و مصراعان من الشيش وللحجرة الشبيهة بالصالون باب يفتح على مصطبة من الناحية الغربية مواجهة للنيل الأبيض. عرف الشاهد بأن عبد الخالق كان يقضي جزء من العصريات في تلك البرنده – المنزل محاط بسلك شائك عريض الفتحات بدرجة تمكن من خروج الشخص –ويوجد خـ### باب في السلك الشائك من الناحية الغربية الآن غير موجود- يقع المنزل بداخل سور جديد حول المعسكر بعد الأحداث حسب رواية الشاهد. ويقع على بعد حوالي عشر أمتار –ص 33- تقريباً من المنزل، منزل آخر كميز للضباط و من ملحقاته المطبخ الذي كان يعد فيه لعبد الخالق – ويقع بالقرب من ذلك الميز وبداخل فنائه ### من النجيلة عرف الشاهد أن عبدالخالق كان يقضي فيه العصريات- كما كان له حرية التنقل داخل المنزل ال### متى شاء وحيث شاء وما كان على الحرس إلا مراقبته فقط. كما كان له أن يفتح باب حجرته ونوافذها متى ### شاء. وكان يدخل للنوم في الحجرة الأولى المشار إليها في الوقت الذي يريد – كما كان محظوراً على الحراس الدخول في تلك الغرفة اذ كانوا يبقون في الحجرة الأخرى المجاورة بينما اثنان منهم هم الديدبانية حول المنزل". كما يقول شاهد آخر ممن كانوا يقومون بحراسة السيد عبدالخالق عن ظروف إعتقاله ما يلي: [الشاهد 167 ص 1] "عبدالخالق كان بيطلع بره الأوضة في الأوقات البكون عايز يطلع فيها وفي الحالة دي بيكون الديدبان مراقبه وممكن عبدالخاق يقعد في أي مكان في المنطقة، ويقع بالقرب من المكان الكان معتقل فيه عبدالخالق في اتجاه شمال شرق، منزل آخر مستخدم ميز للضباط وكان مسموح ليه يتمشى في أي وقت يشاء للميدان الواقع شمال الميز. بالليل كان بيقعد بره لحدي الوقت العايزه ويخش يرقد". كما يقول عن ذلك شاهد [الشاهد 168 ص 1-2] آخر "عبدالخالق كان بياكل من ميز الضباط وكان في ضباط من المدرعات ساكنين في الميز عددهم خمسة أو ستة تقريباً"... " حصل أني شفت عبدالخالق يتكلم مع بعض الشيوعيين ### كانوا ينظموا حراسة عبدالخالق حيث انو يكون حكمدارات الحرس من الشيوعيين". ويتضح للجنة بالتالي أن اعتقال السيد عبدالخالق محجوب كان أشبه بتحديد الاقامة أكثر منه إعتقال، وأنه كان يلقى معاملة كريمة، بل كانت لديه فرصة الإتصال بأتباعه وفقاً لظروف الحراسية المرنة التي استعرضناها ووضع إعتقاله، الأمر الذي يستبعد معه إحتمال عدم معرفة الحزب الشيوعي بمكانه وظروف إعتقاله، مما يستخلص منه أن الحزب كان يعتمد المبالغة والتمويه في المنشور الذي أصدره والذي يبدو بأنه كان تمهيد للأذهان لمشروع هروبه المرتقب.