|
Re: كلما اقتربت الماركسية من الواقع ، كلما نزعت لافتاتها الشيوعية (Re: Yaho_Zato)
|
قراءة نقدية ... فى تيمن د. صدقي بالماركسية ( 1من 8 )
أتناول هنا بعضا من آراء الأخ د. صدقي حول موضوعة هذا الحوار , كما أدفع عن نفسي ما أتاني ... ما أمكنت , كما سوف أدون ملاحظاتي على المساهمات المتميزة للأخ قصي , وحيث يحتل موضوعها جزءا
من هذه المناولة ... آمل فى حوار نضر ... مع تحياتي للكتاب والقراء و أمنياتي لهم ببال هنئ
ووطن عزيز .
الأخ صدقي
تحياتي
أبتدئك من حيث بدأت . مشيرا لعدم وجود مساهمات شيوعية مؤيدة لوجهة نظر الأخ عدلان , فالملاحظة صحيحة , لأن هذا أمر غير مطروق وغير عادي لديكم , وذلك لأسباب تاريخية تتعلق بطبيعة التربية الشيوعية داخل حزبكم , والتي ( غالبا ) ما تربط المبادرة بالقيادة ... ولية العقل الجمعي الشيوعي , وإن لا تعود من ثم مبادرة مبادرة , وإنما أقرب للموجهات , فعلى هذا النسق يتربى العضو الشيوعي , دائما فى إنتظار شئ من عل . صحيح إنفراط هذا العقد مؤخرا , وتقافز بعض الشيوعيين على السقوفات النظرية والتنظيمية لحزبكم , لكن هذا لا يحدث وعلى نحو يشير إلى نقلة نوعية فى أنماط تفكيركم وفى آليات إدارتكم الحزبية , وإنما يحدث نتيجة لسقوط الشيوعية بشكل أساسي وما ترتب عليه من فوضي , فلولا هذا السقوط لما علا صوت على صوت الحزب , وأرجو هنا ألا تجمل الفوضي وتهندس الخراب وتمنحهما عمقا لا يستحقانه , فالحزب الذي ترتفع الآن بعض أصوات بينه بخلاف ما يزعم , فإن لوائحه ومقرراته التنظيمية ( الماثلة ) , تحدد بصرامة ووضوح ما تسمونه ( بالصراع الفكري داخل الحزب ) , وكيفية إدارته وحسمه , وكل القنوات التي يجري فيها هذا الصراع الفكري هي قنوات حزبية صرفة , ليس من بينها الصحف ولا المنابر العامة كما هو حادث الآن وهنا تجاوز بالمعنى التنظيمى , فإن كنتم تعتقدون أن هذه شفافية , ومؤشر لديمقراطيتكم , فقد كان الأحرى إعادة تأهيل منطلقاتكم النظرية وآلياتكم التنظيمية أولا , لتنسجم مع هذه الشفافية ومع تلك الديمقراطية , وإلا فما معناهما وهما يتحلقان حول جوهر شمولي , تعصف بهما قوة طرده المركزي , طالما ظل هذا المركز ماركسيا منافيا للديمقراطية والشفافية على حد سواء .
ومع وجود أصوات شيوعية ناقدة ومسموعة فيما يتيسر من المنابر العامة , فأعتقد أن الغالبية الحزبية ما تزال تنتظر قيادة الحزب لتقرر فى أمرها وأمره , والإنتظار هنا أهون للشيوعى من مغبات الصوت العالي , والذي ربما تكون نتائجه وخيمة إن أتت الرياح بما لا يشتهي السفن , فالحزب مقامات , أكثرهم إنصياعا وطيعا أقربهم إلى الرضي والقبول والترقي والعكس صحيح , لهذا لا يغامرون , ولهذا تقل المساهمات التي تسأل عنها , ليس حبا فى الماركسية لكن خوفا من السطوة الحزبية . لهذا أرى الأخ صدقي وهو يطوف علينا من هنا , وعلى صديق عبد الهادي وهو يكتب عن الخاتم من قبل , إنما يحمل رسالة ( حزببة ) أخال طيها معلوم .
يقول الأخ صدقي أن مساهماتي فى هذا البوست لا تختلف عما كتبته فى بوست أزرق طيبة , يعني مجرد تكرار , حسننا يا صدقى , لكن كم مرة فى عمرك السياسي كررت أفكارك وأنت تعرضها على ا لناس , أو لا تزالون كشيوعيين ( تكررون ) الماركسية ولما تقادم بها العمر لأكثر من قرن وربع من الزمان , ثم أو لا يكرر الناس فى حياتهم بعض ممارسات ومقولات وبشكل طبيعي , وربما فى اليوم الواحد عدة مرات , هل ( تكراري ) أشنع من كل ما سبق , أم أنها السياسة الرجيمة التي لا ترى فى الآخر غير عدو محض , وفى ( الشناف ) مدخلا لصرعه ؟ كررت ( أنا ) فيما إقتضته أحوال ومجريات الحوار هنا وهناك , وفى بوست أزرق طيبة على وجه التحديد قلت كلاما يخصني عن التكرار , فأقرأه بالله وأعرضه من ثم على القراء , مع هذا فسوف أكرر ما يستدعى الأمر وما تواضع حظي فى الإبتكار والتجديد , وآمل أن تكونوا من أهليهما .
قلت أنني أقتحمت بوست أزرق طيبة لأغير مجراه لبوست معادي للشيوعية , طيب ... لو قرأت المقال الصداري الذي كتبه الأخ وراق , لعلمت أن الموضوعة ( الأساسية ) هي الإفتراء على أزرق طيبة والمتهم بشكل ( أساسي ) هم صناع الألاعيب الأمنية , و إستنكار وراق لعلاقة الأزرق بالشيوعية كان من الإمور ( العرضية ) , قياسا بوزنها فى كل المقال , ناهيك عن أنها فرضية سياسية يجوز التعاطي معها , غض النظر عن إختلاف وجهات النظر حولها , أما علاقة الشيوعية بالإلحاد فهي علاقة إرتباط بالميلاد , أكثر من عبقرية وراق , ولا يلغي هذا بالطبع مشروعية الإختلاف مع هذا الزعم . إلى هنا والموضوع فى تقديرى عادي وكان يمكن التساوق حول بعادية كذلك , بل أظن أن هذا كان القصد من البوست فى الأساس , لكن ظهر أحدكم وإستل إشارة وراق حول علاقة الشيوعية بالإلحاد , وخلق منها موضوعا داخل الموضوع وتوفر له آخرين منكم كذلك , وتبلور هذا التداعي فى الإفتراء على وراق , بدلا عن ملاحقة المفترين على أزرق طيبة , فأقروا أن وراق , وبموجب إشارته آنفة الذكر فإنه ( يدس السم فى الدسم ) , فهذا لعلمك هو ( الإقتحام ) الذي عنيت , بل حتي تلك اللحظة لم أكتب سطرا فى البوست المعني , لكنهم تمادوا , وأضرموا ألهبة الشواء الآدمي ولما أمسكوا بتلابيب الضحية , فكان أضعف إيماني حبري .
فهكذا تغير مجرى البوست , أما أن تحكم على مداخلاتي بأنها معادية للشيوعية , فهذا شأنك وأتوقع أن يكون شأنكم أجمعين , إلا من أتى الله بقلب سليم , ولا أدري كيف يقبل وجدانك الحكم على متناول قضية فكرية بالعدائية , بينما من يتهم شخصا بدس السم فى الدسم ليس عدوانيا , فأحكامكم جاهزة ومعدة وفق الموقف السياسي للآخر من حزبكم , وإن زعمت أن إستخدام سلاح الدين ضد ا لشيوعية قد فشل , فهذا الجزع علام , وهل بالضرورة أن تكون كل مناولة نقدية للمسألة الشيوعية هي معاداة للشيوعية , أليس هناك ثمة براح عندكم للنقد من أجل الحقيقة ؟ وهل أنتم ونظريتكم Perfect ومبرأون من النقد , وإن أنتم تكفلون لأنفسكم موقفا ( متكاملا ) من الرأسمالية مثلا , فلم لا يحق لآخر أن يتخذ ذات الموقف منكم ؟ وماذا تسمي موقفكم من الرأسمالية هذا ؟ أهو معاداة الرأسمالية ... أم ماذا ؟ وهل أنتم السامييين الجدد ؟ عموما ليس بيني وبين الشيوعية عداء , وإنما إختلاف مشروع , لكن أن تصر على تسميته عداء ... فليكن ... بل لعلي أرى أن ( هذا العداء كما حكمت ) هو موقف نصف ديمقراطي بموجب شمولية الشيوعية وديكتاتوريتها , ويصبح النصف الآخر من هذه الحكمية رهينا بأين يقف المعادي للشيوعية , فإن إصطف في حيز مشروع شمولي آخر فلا جدوى , أما إن كان إصطفافه فى رحاب ديمقراطي , فيصبح موقفه ( المعادي ) للشيوعية موقفا ديمقراطيا صحيحا مائة بالمائة .
كان حري بك وأنت الشيوعي العالي المقيم الآن ( بأريحية ) فى كنف الغرب , أن تكون قد تعلمت كيف ( يفصح ) الناس عن رأيهم فى معارضيهم , بل وتنداح دوائر هذا ( الإفصاح ) توغلا إلى الحزب الواحد , وحيث يصطرع الناس بين مؤيد لهذا البرنامج وناقد لذاك ؟ وبين مؤيد لهذا الفريق ومعارض لذاك الزعيم ؟ ألم ترهم يتجادلون ويختلفون إلى درجة الخشونة , أمام كل الخلوق والكاميرات وفى إطار حزبهم الواحد , سعيا لزعامته وتجديدا لبرنامجه , ألم تر كيف ( يحسم ) أعضاء هذه الحزب هذا الصراع عبر صناديق الإقتراع , أين أنتم من هذا ؟
ألا تعلم أنهم ( تطوروا ) عبر هذه الحرية والمصارحة والنقد , بل ألا تعلم أن واضح النقد ومباشره هو أفضله , وخذ نقدي لكم من هذه الزاوية , فأنا الآن خارج نطاق توازناتكم وإحتباساتكم الأمامية والخلفية , لا أروم بينكم مقعدا ولا أخشى محاسبة , بل والأهم فأنا متحرر من قيود الآيدولوجية ومن تداعياتها العاطفية , ولأنكم غير ذلك فأنتم تنظرون شذرا لما أقول عنكم , مع أن ما أقول نقد ( متواضع ) لفكركم وتجربتكم وفى حدود تجربتي معكم , وملاحظتي خارجكم . لعل وجودي فى بلاد الديمقراطية علمني الكثير , فقد ( إقتنعت ) بصحة تصريفهم السياسي آنف الذكر , وأعلم الآن الديمقراطية نهجا وممارسة أفضل من أي وقت مضى , وأنا الآن أكثر قدرة على التعايش معها بحلوها ومرها , ولدي فوق هذا وذاك إختيارتي التنظيمية والسياسية , لكني وبأثر من خواص الديمقراطية ذاتها وهمي بإصحاح مجتمعنا فى كلياته , أروم تعافيكم وأعمل على مساعدتكم عبر نقدكم , حتى تتخلصوا من كل القيود التي تعيق لحمتكم بمجرى الوطن والمرحلة وأولوياتهما , وكما تستدعي ذلك خيارات العصر الراكضة قبالة الديمقراطية والشفافية , فأرفعوا هذه ( الحصانة ) المعيقة عن نظريتكم وعن تجربتكم ... أزيلوا عنهما أوراق التوت المقدسة وهما وسرابا , دعوا الفكر الأرضي يبقى على الأرض , كيما ينمو فى بيئته المثلى ويزدهر ويموت هناك , بموجب دورة الحياة الطبيعية ... وكما تقولون ( دعوا زهرة تتفتح ) . وأواصل .
|
|
|
|
|
|