|
Re: إبحثوا معي عنه ..... فكلماته ركن الهدوء (Re: عبير خيرى)
|
عودة .. خارج النص
هدير .. صوت ذاك الحزن فيني .. حين ذهبت حروفي إلى ما بعدك .. تخطّت كل حواجز الزمن والعذابات .. حين وقف التأهب بيننا .. رافعاً هامة الكلام . بداخلي براكين العتاب تفجرت .. رجعت إلى هذا العيب فيني .. واستبعدت روحي لحظة .. عندها تراءى لي سراب الشك آخذني بعيداً .. بعيد قلت له يومها ألاّ يجري بالأحداث وبريق الدهشة في الأعين حتى لا يأتي يوماً .. يخبو هذا البريق وأجدنا ذابلين أقسم .. أنك عربدت بداخلي .. ولم تدع لي مكان لأنام بيننا الحوار يا حبيب .. فدع عنك التذمر ولتبعد عن مسار نقاط الارتجاج داخلي .. إن هذا يحرك الآهات في العمق البعيد وهكذا .. يخرج الاعتراف سهلاً بماهية الدواخل .. أن أصدق لحظات هي التي أمدُّ فيها جسر علاقتي بيني ... والقلم وصفحة كتابك الأخيرة
الآن أعلن إنسحابي لأدعك بسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبحثوا معي عنه ..... فكلماته ركن الهدوء (Re: عبير خيرى)
|
عبير مها الطيب
تعلمت من سودانيزأونلاين أن لا أدخل في عناوين مواضيع الجدل وأن أتجنب العناوين المثيرة والشمارات وما إليها، وأن أركز في البحث والتصفح على أسماء المشاركين المتميزين - وقطعا يا عبير فإن كل مشاركاتك متميزة - ورغم الدقداق والعجاجة القايمة في الموقع فقد أهتديت للطيب، دلني إليه عبير آسر، وحروف "جلبن الهوي من حيث أدري ولا أدري".
الشكر لكم عبير، مها والطيب، فقد عطرتم المقام، وأعرف أن الشكر وحده لن يكفيكم حقكم، ولذلك أدعو لتثبيت هذا الموضوع ورفعه حيث مقامه.
ودعوة أخرى لعمل موقع في الإنترنت لهذا الشاعر القدير الطيب برير يوسف.
العوض الطيب الرياض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبحثوا معي عنه ..... فكلماته ركن الهدوء (Re: Elawad Eltayeb)
|
Quote: عبير مها الطيب
تعلمت من سودانيزأونلاين أن لا أدخل في عناوين مواضيع الجدل وأن أتجنب العناوين المثيرة والشمارات وما إليها، وأن أركز في البحث والتصفح على أسماء المشاركين المتميزين - وقطعا يا عبير فإن كل مشاركاتك متميزة - ورغم الدقداق والعجاجة القايمة في الموقع فقد أهتديت للطيب، دلني إليه عبير آسر، وحروف "جلبن الهوي من حيث أدري ولا أدري".
الشكر لكم عبير، مها والطيب، فقد عطرتم المقام، وأعرف أن الشكر وحده لن يكفيكم حقكم، ولذلك أدعو لتثبيت هذا الموضوع ورفعه حيث مقامه.
ودعوة أخرى لعمل موقع في الإنترنت لهذا الشاعر القدير الطيب برير يوسف.
العوض الطيب الرياض |
الاخ العوض الطيب لك التحيه والاحترام وكل عام وانت بخير الشكر لك اخي عوض على الكلمات العذبه واليك اخي انت والمتداخون/ات ديوان من قال ماذا؟ سوف احاول جاهده انزال قصائده
من قال ماذا
الطيب برير يوسف
* من؟ قال ماذا؟ *الطيب برير يُوسف(شِعر) *الطبعة الأولى 3/199 *جميع الحقوق محفوظه *الناشر :ألِف للنشر
الاهداء (1)
إلى الاستاذ عباس أحمد الريح إن كان حظُ .... الرّياحِ سوق السحابِ فأنت ... أولى بالمطر (2)
صَديقي الرّاحل على حَسَنْ عثمان كَانْ أًملي أنْ يَرَاك وُيطالِعك هذا الّذي كُنْتَ تَحُثُّني عَلْيه هو لَكْ فِي عَلْيَائِك
(3)
هل أستطيع أن اهديك هذا الذي لابدّ ان يكون لَك رغم كُلّ شيء. يقيناً من قبولك .
الطيب مايو 1995 م
إضاءة
القارىء الكريم اجيؤكَ .. دُون تقديم ليس انكاراً لدور التقديم ولكن اثباتاً لحقً حصافتك .. وابداعك بالنص الموازي دون ظلال لك الود
الطيب
زمانُك والجوعُ مُفردة الكلام
يَا كُلَّ عَافِيَتِي ... وبَوْحَ تَأرْجُحِي ... فِي مَهْد جَائشَةِ الصَّهِيلْ مَثَّلْ تَشَرْنُقَ صَمْتِناَ بُؤَراً مِن الصَّبْرِ النَّبِيلْ هَذا زَمَانُكَ .. فَاقْترِحْ للصَّيْفِ مِروَحَةَّ ... وسَقْفَاً .. أَوْ فَفَاوِضْ ظِلَّ أَعْجَازِ النَّخِيلْ هَذَا زَمَانُ الخُبْزِ .. يَهْضِمُ جَوْفَ إمْعَاءِ الدَّقَائِقِ يَشْتَهِي زَمَنَ الرَّحِيلْ وَاطَّرِح زَبَدَ التَّغَازُلِ بين .. هَلْ، كَان ... يُمْكِنُ ... مُسْتَحِيلْ يَا أنْتَ .. يَا هَذَا الَّذي أَبَدَاً ... تُكَثَّفُ مِن حُضُورِكِ فِي دِمَايَ وتَرتَجِي فيءَ المَقِيلْ مَارِسْ حُقُوقَكَ في اسْتِلافِ زَمَانِناَ فَالْجُوعُ مُفْرَدَةُ تُحَرَكُ مِفْصَلَ الحَرْفِ الأصِيلْ لاتَبْتَنِي قَصْرَاً مِنْ الوَهْمِ إتَّئِدْ خَطْوَ التَّغلْغُلِ فِي مَسَالِيكِ الهَدِيلْ لَمْ يَبْقَ في الإمْكَانِ صَوْتُ للّذِي شَاد َالتَّأمُّلَ فِكْْرَةً وَتَسَوَّر الحُلَمَ الجَمِيلْ خَدَرَاً يَكُون حَدِيْثُنَا لَوْ هَجَّنَتْ هَذِى البَوَارقُ مَائِسَ الصَّوْتِ الصَّلِيلْ عَبَثَاً نُحَاوِلُ أنْ نُقَاوِمَ مَوْتَنَا إنَّا نُقايضُ صَحْوَنَا ... بالصَّمْتِ بالنَّوْمِ العَليلْ مَا عَادَ في الفَرَحِ إلْتِجَاءُ ... وَالْتِقَاءُ الضَّدَّ.. من بَهْوِ المَثِيلِ لَمْ يَبْقَ في التَّارِيخِ سَطْرُ للّذي صَكَّ التَّسَامُحَ كَي يُصالِحَ قَاتِلاً .. أَوْ يَشْتَرِي رَهَقْ القَتِيلْ عَمَّقْ نِضَالَك .. أَوْ فَكُنْ حَطَبَاً لِتُحْرَقَ مثْلَنَا فَيَنَالَ دِفْئَكَ .. صَاحِبُ المَالِ العَرِيضِ ... السَّيدُ !! الوَرِعُ !! الجَليل !! لا ..تَجْترىءْ كَذِباً فتببَّاً للّذِي طَاشَتْ لَوَامِعُ بَرْقِهِ رَعْدَاً يُفَرْقعُ لا دُعَاشَاً جاءَ لامَطَرَاً ولا ...... عُذْرَاً، سَنَأْتِي في القرِيبِ .. مَعَ الأصِيلْ .
نوفمبر 92
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبحثوا معي عنه ..... فكلماته ركن الهدوء (Re: serenader)
|
في هذا اليوم 14/10جئت إلى الدنيا ما كان ظني أن ينتهى بي المقام إلى الإشراق بكم جميعاًفي (ابحثوا) ولأني عرفت الأخوة الحقة معكم في هذا البوست تحديداً وعرفت معادنكم النبيلة هنا ووفاء لحق ما تفضلتم به على فليأذن لى الأخ محمد صالح والأخت نوسه أن أنقل الشكر لكل من هنأني بعيد ميلادي هنا عسى أن يواصل أهل (ابحثوا) بحثهم في قلوبنا ويخرجوا مكنوناتهم الثرة ويبهجوني في يوم ميلادي فأنا الآن في حاجة لكم جميعاً اليوم دمت يا أهل (ابحثوا) وهيا للقصائد والكلام الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبحثوا معي عنه ..... فكلماته ركن الهدوء (Re: عبير خيرى)
|
سلامات وعوافي شكرا عبير فقد ظللت طيلة الايام الفائتة ابحث عن (ابحثوا) والله العظيم اصبحت قد الذي فقد حبيبته يوم عرسه ..والحمد لله ان جمعنا به اخر المطاف.. كل سنة وانتو بالف خير وصحة وحب.. واشكرك يالطيب علي التفاصيل الحنينة في سكر والان فقط يمكن ان اجزم علي انني زرتها مرارا..اي الدويم.. ثم هل جربت كتابت القصة يالطيب..الرواية.. نفسك الكتابة عندك يشهي الحكي المقعد ومضبوط.. محبتي نيلين وجزائر...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبحثوا معي عنه ..... فكلماته ركن الهدوء (Re: عبير خيرى)
|
سلطان الجن كان محدثنا يجلس في دكان الحاجة سعدية بت محمد صالح (رحمها الله)، بسوق النسوان بالدويم. في موقع زريبة السلخانة الحالي وشرق موضع الجوازات الحالية،التي كان موضعها يوما ما (الأندايات). الرجل في السادسة والثلاثين من عمره. إلا أن الناظر إليه قد يعتقد أن عمره فوق الستين أو السبعين. شعره مبيض ، كان ملاءة بيضاء لفحت هامته، التي بدت لي صغيرة نوعا ما. كان الحديث يدور حول الشيب. وكبر السن . الجالسة قبالة الحاجة سعدية إمرأة في أربعينات العمر أو يزيد. استفزتها طعنة غمزتها بها الحاجة سعدية بقولها : (( مالك يا (فلانة) قومتك بقت يا الله .. يا الله؟ )). ردت الحاجة سعيدة بت القريش ، صاحبة محل قريب، والتي جاءت لغرض ما : (( عاد كمان الكبر بجامل يا بت أمي)) ردت صاحبة الشأن باستنكار - آييي (كلمة تعجب) قادر الله في ملكه. البيتو من قزاز ما بطقع الناس. - عاد يا أختي بعد الشيب ده تاني في مدسة؟ (شئ يدس). الفوقو بخور بنشم. - والله ما كبر لكين الشيب ده سببو الهم و الشقاوة. من ما تصبح قولي يا لطيف... تدخل صاحبنا الأشيب في الحوار مطيبا خاطر المرأة ومنصفا في القضية: أنا القدامكم دا تدوني كم سنة؟ فشلت النساء في تقدير عمره وكان أقل تقدير لعمره تسعة وأربعين عاما. قال الرجل علي بالطلاق شهر تسعة الجاي أتم ستة وأربعين سنة. وشهادتي في جيبي. - هي يا حاج ما تخاف من الله الخلقك. -هو زمنك يا حاج محمد كان في شهادات؟ امكن القراية ذاتها الزمن داك ما كان بدوها ولا فكروا فيها . يا راجل أخجل تلقى بنات بناتك في القبر ليهن سنين. استطرد صاحبنا- غير آبه بالهجوم- قائلا: (( والله العظيم ما نقَّصْـتَ ولا يوم لكين قولوا لي القصة شنو؟ علي بالطلاق الشفته – الذي رأيته – يشيب سواد ستار الكعبة المشرفة ويقلبوا أبيض زي الكفن. أثار صاحبنا فضول النسوة ونسين تشاحنهن وشرعت كل واحدة فيهن تستحثه للكلام بطريقتها الخاصة ونسيت الحاجة سعدية أن تصب القهوة له ولضيفتها بل نسيت أن تسأل بت القريش عن غرضها. واصل الحاج محمد الحديث قائلا – والكلام كله له بتصرف- : كنت أعمل راعيا في صغري .وليس فقرا و لكن حتى لا يعيرني أهلي بالعطالة. حتى إذا وصلت إلى مرعى قرب النهر جلست أراقب الغنم ترعى. ثم أخرج كيس فطوري عصيدة دخن و أحلب إحدى الغنم في كبروس و أصبه إداما ثم أشرب باقي اللبن. أحيانا يكون معي روب أو سمن. عملت في مهنتي هذه سبع سنوات ثم صارت لي أغنامي الخاصة وزادت ماشيتي في زمن وجيز نسبيا. فقررت بيع بعضها والزواج من بنت عمي، التي صارت كل أحلامي. في يوم جمعة ما خرجت للمرعى و تفرقت أغنامي في الخلاء وجلست تحت شجرة أعزف مزماري. فجأة سمعت جلبة غير بعيدة عني. قمت من مكاني وقصدت الموضع، مستجليا الأمر، متأبطا عصاي . و سكيني في جفيرها على ذراعي. لما وصلت الموضع رأيت رجلين لا أعرفهما ولم أرهما من قبل ولكن تبينت من ملامحهما أنهما من قبيلة (...) . كان الرجلان يمسكان تمساحا ضحما ويشدان الحبال حول جسده، فلا يستطيع الإفلات مطلقا. ولكنه كان يتملص ويفرفص بشدة وقوة . نظرت في عيني التمساح أتبين اسطورة أن التمساح يبكي بل صار مثلا قولهم ( دموع التماسيح) . كانت عينا التمساح تدمعان بغزارة وفيهما حزن وخوف. صدقوني، أشفقت على التمساح وكاد قلبي يتفتت أسى عليه لما رأيته يجفل بجزع واضح لما اقترب منه أحد الرجلين وفي يده سكينه وساطوره. تذكرت أني لم أسلم على الرجلين ولم يسألاني فرفعت صوتي قائلا: عوافي يا أولاد العم. فردا علي السلام. استفسرتهما عن الأمر فقال أحدهما - زي ما إنت شايف . تمساح قبضناه وعايزين نذبحه. عندك مانع؟ وكان جعان أُكـُـلْ معانا . وكان لقينا في بطنو شيء نتقاسمه. يا أخوانا تاكلو تمساح؟ كلام شنو ده؟ - نأكل زلط ، نأكل أي حاجة. ده القدرنا عليه. قال الثاني: -يا أخي إنت مالك؟ التمساح دا أخوك ولا ود عمك. أما صحيح راجل حشري. واحتدم صوتا الرجلين معي في المناقشة منذرا ببداية مشكلة وشيكة. قلت للرجلين لما بدأ التمساح يضرب الأرض بذيله بشدة رغم الحبال التي كانت توثقه. قلت لهما: شوفوا يا جماعة أنا عندي أقتراح . أديكم شاه تأكلوها وأوقد لكم النار الكبريت موجود والحطب راقد زي الهم . لكن تفكوا التمساح المسكين دا .قالة الناسالحبال حول جسده فلا يستطيع الإفلات مطلقا. من قبيلة (...) عدية أن تصب القهوة له ولضيفتها بل اختلف الرجلان إذ أعجبت الفكرة الأول ممنيا نفسه بطيب لحم الماعز ورفض الثاني لأنه كان يمني نفسه بكنز يجده في معدة التمساح من حلي النساء اللائي ابتلعهن. أخيرا وافق الرجلان و اخترت لهما شاة سمينة . ذبحتها بنفسي بعيدا عن التمساح و طلبت منهما أن يحلا قيود التمساح ففعلا. انطلق التمساح كالسهم من الرمية صوب النهر ولكن لعجبي عندما كان التمساح على حافة الماء وقف ينظر ناحيتي ولم يثر ذلك في نفسي شيئا لحظتها ولكني فهمته فيما بعد. غربت شمس ذلك اليوم وانصرفت إلى منزلي وغنمي أمامي أكثر تحمسا للرجوع. ومضت ليلتي هادئة عادية . ولم تحمل جديدا، سوى أنني خطبت بنت عمي ووافق وحددت موعدا للزواج ثالث أيام عيد الفطر. خرجت مرة إلى المرعى جوار النهر فرحا سعيدا بقرب موعد زواجي من بنت عمي، أجمل بنات النيل الأبيض قاطبة. مضى النهار بطيئا وجلست أعزف على مزماري و الشمس في كبد السماء.تها بنفسي بعيدا عن التمساح و طلبت منهما أن يحلا قيود التمساح ففعلا. معدة التمساح من حلي النساء الأئي ابتلعهن. أحسست بحركة ثوب تفضفضه الريح فالتفت صوبه. كان هنالك رجل قسيم وسيم نظيف أنيق تدلى من كثيب رملي قريب. وضعت مزماري جانبا وقمت لأقابل الرجل الذي كان يقصد مجلسي بخطى وئيدة. خطى رجل واثق من نفسه معتد بها. اقترب الرجل مني فزادت هيبته وملأ عطره الفاخر الفضاء حولي. لاحظت أن له رباعية من الذهب. كان الرجل في العقد الثالث من عمره. يرتدي جلابية من قماش (السكروته) الفاخرة ومركوب نمر غالي السعر و(ملفحة) من حرير وفي أصبعه خاتم ذهبي كبير جدا عليه فاروزة حمراء. سلم الرجل مبتسما ابتسامة عريضة وفي وجهه بشر تلقائي . ابتسامة رجل يعرفني ويظن أنني أعرفه. كانت يد الرجل رقيقة لينة ممتلئة لحما. تركها في يدي زمنا وهو يطالع وجهي ويحفز ذاكرتي لأتذكره. ولكني خيبت ظنه. - ما عرفتني؟ - و الله يا ود العم المشاغل كتيرة لكن حبابك عشرة بلا كشرة. من عرب وين إنت؟ ابتسم الرجل ابتسامة غريبة نفد معها صبري ثم أردف : أنا راجل غلبان مريت بي محنة حارة مرقتني منها إنت. تطرى – تذكر – التمساح الفديتة بي شاه . الكان مسكوه الوليدات الإتنين . فرددت عليه بالإيجاب وقلت له : الوليدات مجانين يأكلولهم تمساح. التمساح ذاتو قطع قلبي لما اتجرس... ضحك الرجل ضحكة مدوية خرجت من قلبه و انفتح فمه أكبر لأرى ترتيبا غريبا لأسنانه . ما كان سيبدو لو لا أنه قهقه كذلك. بدت لي أسنانه العيب الوحيد في هيئته التي خلتها قد بلغت الكمال. سكت الرجل فجأة ونظر في عيني بجد ثم قال: ترى التمساح ده هو أنا ذاتي. وقبل أن يكمل كلامه ربطت بين أسنانه وأسنان التمساح ولأول مرة استطعت أن أركز في عينيه لألاحظ أنهما ذواتي لون أزرق مائل إلى الخضرة. نعم كانتا عيني التمساح نفسه . تذكرت نظرته إلى وهو يبكي . تذكرت نظرته الأخيرة وهو قرب النهر. نعم كان فيهما شكر وامتنان. كنت متأكدا أن أقدامي كانت تسيخ في الأرض وأن جلدي قد أشتعلت فيه النار ورأسي ثقلت حتى أني رفعت يديَّ الاثنتين لأسند بهما رأسي ، الذي حسبته سيقع من هول المفاجأة والخوف معا. كدت أسقط على الأرض. لكن محدثي وضع يده على كتفي منبها وأحسست بيده باردة على كتفي. بل لمس أبهامه الطويل رقبتي وخرشني ظفره الطويل، فسرت في بدني قشعريرة كفتني شر الإغماء والسقوط. وكان ذلك اليوم هو أسوأ أيام حياتي. كنت منتظرا الرجل ليكمل كلامه حتى أنصرف لأنني لم أكن قادرا على الفرار. قال لي الرجل: ((لأنك أنقذت حياتي وفديتني بالشاه. أنا قررت أجازيك)) أعانتني بقية من شجاعة، فتمتمت قائلا له: (( والله ما في أي داعي أنا ما سويت شيء ...)) قاطعني : (( لا. لا ، إنت أنقذت حياتي ونحن... لازم نرد الجميل وما بنكره. لينا صداقات مع كثيرين. ناس زيك كده طيبين وأولاد حلال. قلت له : كتر خيرك وبارك الله فيك آهه أنا ماشي خلاص يا مولانا. ابتسم الرجل مرة ثانية وقال لي : خلاص باكر من الصباح تجي تقيف في رصيف البحر دا وتكورك – تنادي- يا فلان يا سلطان الجن. والله أغنيك لي والد الولد. خلاص يا أخوي؟ يلا الخائن الله يخونه. يعني ما تجيب سيرة لي أي زول. لا أدري هل انصرف الرجل أم انصرفت أنا. ولكني وعيت بنفسي في المنزل ثاني يوم للحادثة ووالدتي قربي تصب الماء في فمي وكل أفراد العائلة مجتمعين والقلق والشفقة يطلان من وجوههم. وعلمت أن الحكيم – الطبيب – قد انصرف لتوه وأن الشيخ – حامل القرآن – كان يقرأ الليل كله على رأسي. وأول ما لفت الجميع أن رأسي قد شاب تماما حتى بدا وكأنه قطعة من القطن. وكان ذلك الحدث قبل أربعة عشر عاما أو يزيد. جرع الرجل جرعة من الماء الذي كان مصبوبا على كأس ( القرع). وكانت حاجة سعدية تستخدم القرعة في محلها بدل الكوز لقناعتها بأنه لا ينقل العدوى بين الزبائن. تنفست العجائز بعد حبس نفس طويل وهن يتابعن قصة الرجل. لم تستطع واحدة منهن أن تعلق على القصة. غير أن رجلا كان قد حضر أثناء القصة بادره بالسؤال: - آها مشيت للراجل ولا ما مشيت؟ ابتسم الرجل ابتسامة ساخرة وخلع طاقيته وحك رأسه وأعادها إلى مكانها ثم قال للحاجة: (( كبي القهوة . أكان مشيت البقعدني معاكم هنا شنو؟ أمانة في ذمتك يا حاجة كان كنت محلي كنت رجعتي للبحر تاني؟ قفزت الحاجة من مكانها واعتدلت في موضعها على (العنقريب) من السؤال المفاجئ وهتفت وكانها تتنصل من القضية كلها وصوتها يتهدج: (( أنا؟ مالي بيه؟ .. بري ما عندي شغله في الموضوع ده)) وضج الحاضرون بالضحك.
أبي عزالدين البشرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبحثوا معي عنه ..... فكلماته ركن الهدوء (Re: الزنجي)
|
فى ذات المكان الذى التقيتك فيه اول مرة
اتمنى ان اجدك مجددا وبذات العمق والصدق يا طيبنا البرير
كان هنا : (هل كان فى الامكان إتقاء او تلافِ شئ مما حدث)
حقاً تدهشنى هذى الكلمات وصدقها!!
و..... صباحك خير بتوقيت الخرطوم
وكل سنة وانت زى ما عايز
عبير
سلامات كتار والقابلة ......................(أملأى الاماكن الشاغرة)
تسلمو كلكم
| |
|
|
|
|
|
|
|