عبد الوهاب الأفندي ومقال ظريف حول علاقته بالقذافي !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-15-2007, 08:59 PM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الوهاب الأفندي ومقال ظريف حول علاقته بالقذافي !

    أنا وباريس وسيادة العقيد
    عبد الوهاب الافندي

    14/12/2007


    (1) أشياء كثيرة تغيرت في العالم منذ آخر زيارة قام بها العقيد القذافي إلي فرنسا قبل أربعة وثلاثين عاماً، وهي زيارة غيرت حياتي إلي غير رجعة. وكان أبرز ما فرق بين الزيارتين كان الاستقبال للزيارة الأخيرة الذي تراوح بين الاستهجان واللامبالاة، في مقابل الحفاوة والانبهار، إن لم أقل الافتتان، في الأولي. وقد انتقلت إلي العدوي فكان لذلك نتائج درامية.

    (2)

    كنت في ذلك المساء من خريف عام 1973 كعادتي أتابع نشرة السابعة مساءً من إذاعة مونت كارلو التي نقلت خبر الزيارة، حيث استوقفني تحديداً ما جاء من تغطية للمناظرة الفكرية التي قالت الإذاعة أن القذافي عقدها مع بيير مسمير رئيس الوزراء الأسبق وثلة من المفكرين الفرنسيين ودافع فيها عن الإسلام ضد تحامل الغرب فأبلي بلاءً شهد به الخصوم. ولم يكن انبهاري أقل بما ورد في اليوم التالي من أن العقيد حضر حفل العشاء الرسمي في قصر الشانزليزيه بدون ربطة عنق استخفافاً بالبروتوكول.

    (3)

    حزمت أمري في تلك الليلة وقررت ألا يفوتني اللحاق بركــب ثورة الفاتح الميمونة. فها نحن أمام حاكم عربي شاب يجمع بين صفات الفيلسوف ـ الملك التي حلم بها افلاطون والخلافة الراشدة التي نحلم بها، فماذا ننتظر؟

    (4)

    رتبت أمري خلال يوم أو يومين، حيث جمعت مدخراتي القليلة، وسلمت مهامي كمسؤول تنظيم الإخوان في المدرسة لنائبي الأخ صلاح شبرين، وأبلغته والوالدة أنني سأقوم برحلة للعاصمة، وهو ما لم يستغربه أحد لأنني كنت أقوم برحلات مماثلة في مهام تنظيمية.

    (5)

    كانت المدرسة الثانوية قد فتحت لتوها بعد أن كانت مغلقة لأكثر من شهر بسبب شقاوتنا (حيث كنت قدت مظاهرة ضد الحكومة تضامناً مع إخوتنا في الجامعة التي أغلقت بعد مظاهرات مماثلة). ولم أستأذن للغياب من المدرسة، ولكن الإخوة أشاعوا بمبادرة منهم أنني كنت مريضاً.

    (6)

    طوال رحلة القطار إلي الخرطوم كنت أتأمل كل معلم وشجرة في الطريق تأمل مودع، لأنني كنت أشعر بأنني لن أعود قريباً، وهو شعور كان صادقاً إلي حد كبير. فرغم أنني لم أصل إلي ليبيا مبتغاي، إلا أنني لم أعد قط للعيش في بربر أو منزل الأسرة منذ تلك الرحلة الفاصلة. فقد بقيت في العاصمة حيث التحقت بالعمل في الصحافة، ثم الجامعة قبل أن أسافر إلي بريطانيا ثم أمريكا لدراسة الطيران وأعود لإكمال الجامعة وأتزوج قبل التخرج.

    (7)

    واجهت أول خيبة أمل وصدمة لدي وصولي إلي السفارة الليبية في اليوم التالي، حيث استقبلني أحد العاملين السودانيين في السفارة، ولعله كان يتولي الملف الثقافي، ولم أجد منه تشجيعاً علي خطتي في السفر إلي ليبيا، بل لم يشجعني حتي علي مقابلة السفير كما طلبت. تحدث معي الرجل بعاطفة أبوية عن ضرورة إتمام دراستي، منوهاً بأن مستوي التعليم في السودان أفضل منه بكثير في ليبيا وقتها. قلت للرجل إنه لم يفهم قصدي، فالقضية لا تتعلق بتعليم، وإنما بثورة تغير العالم. تبسم تبسم العارف وقال لي: ألا تعجبك ثورتنا هنا؟ فهمت تعريضه دون أن يحتاج لمزيد من الإفصاح، فغادرت وأنا محبط كمن سرق منه حلم عزيز.

    (8)

    لا أذكر الآن تسلسل الأفكار الذي دفعني إلي التوجه من السفارة الليبية مباشرة إلي مباني جريدة الصحافة في الخرطوم حيث كان وقت الدوام الرسمي قد انتهي أو شارف. جلست في استقبال الصحيفة وحررت رسالة قصيرة لرئيس التحرير وقتها أستاذنا الكبير محمد الحسن أحمد. وكم كانت دهشتي حين استدعاني لمكتبه وبعد استفسارات لم تستغرق أكثر من خمس دقائق عن خلفيتي قرر تعييني محرراً بالجريدة. وكم كانت دهشة زملائي (وأساتذتي) في المدرسة وهم يقرأون بعد يومين من سفري مقالاتي وتحقيقاتي في الصحيفة!

    (9)

    المفارقة هو أنني لم أزر ليبيا قط، ولم أكن احتاج لزيارة لكي أدرك أن أحلامي التي تعلقت بثورة العقيد تحولت إلي كابوس عالمي. ومن الطريف أنه بعد أشهر قليلة من التحاقي بجريدة الصحافة أن انضم إلينا الزميل بابكر العراقي الذي كان يعمل صحافياً في ليبيا، فأكد لي ما حاول موظف السفارة التلميح إليه وزاد، فحمدت الله علي ما كان بدا خيبة أمل في حينه.

    (10)

    تلقيت عدة دعوات مؤخراً لزيارة ليبيا التي تابت إلي الله من آثام كثيرة إلا الخطيئة الكبري التي تولدت عنها كل الخطايا، وهي خطيئة الطغيان والاستبداد بالرأي، ولكن لم يكن لدي أدني حماس لتلبية تلك الدعوات لزيارة البلد الذي كان لأيام قليلة في خريف عام 1973 قبلتي الثورية. وحري بمن لدغ من الجحر الثوري أكثر من مرة أن يتوب مع إبراهيم لله رب العالمين، لا أن يقول هذا ربي، هذا أكبر . الثورات تبدأ أحلاماً، وتتحول إلي مآس وكوابيس، ثم تنتهي مهازل مبكية. ونحن اليوم في حقبة المهازل الثورية.

    *
                  

12-16-2007, 11:48 PM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الوهاب الأفندي ومقال ظريف حول علاقته بالقذافي ! (Re: Muhammad Elamin)

    ما جاملتوا الراجل في فجيعته الثورية !

    **
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de