|
Re: ثقوب نيفاشا أصبحت غير قابلة للرتق (Re: Mustafa Mahmoud)
|
ربما كانت الإتفاقية معيبة، ما من جدال في ذلك، ولكن العيب الإساسي هو في طبيعة السلطة الحاكمة في السودان (الديكتاتورية) وكيف يتسقيم الظل (الإتفاقية) والعود (السلطة الموقعة وحامية للإتفاقية) أعوج. ومن الطبيعي أن تفرز إتفاقية كهذه سلاما هشا، ولكنه سلام علي أيه حال، وهو خير من الحرب بكل المقاييس. وتبقي النقطة التالية في الترتيب وهو التحول الديمقراطي. ولا أظن أن المعارضة بهذا القدر من السذاجة لتنتظر من السلطة الحاكمة أن تقدم رأسها في طبق (التحول الديمقراطي والإنتخابات الحرة النزيهة)، ولكن قوانين اللعبة السياسية تقول أن علي المعارضة أن تدعم السلام وتعمل في إتجاه الوحدة، وهذا عدا عن أنه مطلوب في ذاته، من شأنه أن يضعف سلطة لا تعيش وتنتعش إلا في أجواء الحرب. والسلام مقدمة ضرورية للتحول الديمقراطية، خاصة وأن الشرعية الوحيدة (المفترضة) لهذه السلطة هي الحرب (دفاعا عن الأرض والعرض، كما كانوا يقولون)، وبتخليها (مكره) عن شرعية الحرب فإن السلطة سوف تحتاج لشرعية أخري، سوف تبحث عنها بالضرورة في إنتخابات صورية، وستجبر أن تقدم ما تظنه تنازلات مؤقتة لصالح حكم مستدام ذي شرعية (بالإنتخابات) وهذا الإضطرار من قبل الحكومة مما يلزم الإهتمام من قبل المعارضة والمهتمين بالشأن السوداني عموما.
|
|
|
|
|
|
|
|
|