كنت في السودان (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-01-2024, 04:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2007, 04:38 PM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت في السودان (1) (Re: خليل عيسى خليل)

    [size=5][color=#FF0000]كنت في السودان1946م «3»
    أ. د. مختار الأصم
    [email protected]
    لقد تكبد صاحب مصر الفتاة عنتاً شديداً في الحصول على تأشيرة ليدخل بها السودان، كانت بريطانيا فزعة من مسألة وحدة وادي النيل والتي كان صاحب مصر الفتاة أحد دعاتها الأقوياء. فلم يكن غريباً أن تعمل السلطات البريطانية على محاربة وصوله للسودان. وهو هنا يحكي قصة معاناته بصفته مصرياً في الحصول على مقعد في المواصلات للسودان.
    # وكنت قلت في كتاب «النيل» قبل ستة أشهر، إن معاهدة سنة 1936م، تعطي المصريين- كل مصري ومصرية- حق الرحلة، بل الهجرة إلى السودان، وعتبت على هؤلاء الذين يزعمون أن هناك عوائق تحول دون سفرهم، متخذين من هذا الوهم حجة يسترون بها كسلهم وفتور همتهم.
    # ذهبت إلى وكيل حكومة السودان، وتركت اسمي عن أحد موظفيه ليحجز لي مكاناً في أولى باخرة أو طائرة تذهب إلى الخرطوم، وتجاهلت بقية البيانات الموجودة في الورقة الطويلة التي قدمت لي وطبع عليها «تصريح سفر» لأني كما قلت لكم قرأت المعاهدات وكتبت عنها..!! ثم قابلت الوكيل، وهو انجليزي يمتاز بذكاء غير عادي، ونظرة نافذة يكتسبها الانجليز خارج جزرهم من طول عملهم في المستعمرات.. قلت له أنا «فلان» وأريد السفر إلى الخرطوم بصفتي الصحفية ... فاحجزوا لي مكاناً في باخرة الأسبوع المقبل أو طائرة هذا الأسبوع..!!
    - ألست السكرتير السابق لحزب مصر الفتاة؟
    - نعم..!!
    - إذن يحتاج «حجز المكان» إلى الرجوع للمستر «بِني»، فلدينا تعليمات قديمة بخصوص هذا الحزب تحتاج إلى تنقيح. وبعد أسبوع سأدق لك تليفوناً.
    # ولست أعلم بماذا أجاب المستر «بِني»، الذي قيل لي إنه يشغل منصباً في حكومة السودان يشبه منصب مدير الأمن العام عندنا. ولكن وكيل حكومة السودان أخبرني في الموعد المحدد أن الأماكن في البواخر والطائرات مزدحمة جداً، وانه في خلال شهر سيراجع المستر «بِني» مرة أخرى لتسهيل مهمة رجال الصحافة..!!
    # إذن فقد كان صواباً ما قيل من أن سيطرة حكومة السودان على وسائل السفر بين الشلال وحلفا، وهي منطقة مصرية صميمة .. هي بلاد النوبة العزيزة علينا، تتخذ ذريعة للحد من حرية المصريين المسافرين إلى السودان. وحميت وغضبت أشد الغضب.. فما يلام أحد في هذا التصرف غير حكومة مصر التي أهملت قراءة المعاهدات وتنفيذها. وغير وزارة المواصلات التي لم تمد الخط الحديدي بين الشلال وحلفا، بل لم تسير باخرة أو باخرتين في مياه النيل المصرية، وتركت وسيلة المواصلات الوحيدة بين شطري الوادي في أيدي حكومة السودان، مع أن تشغيل بعض بواخر الأشغال، أو شراء بعض بواخر «كوك» لن تقصم ظهر الميزانية المصرية، بل ربما عاد عليها بربح وفير.
    # وعلمت بعد هذا أن أسطورة «الأماكن المشغولة» لا تقال لي وحدي، ولكنها قيلت لموظف مصري كبير، وهو محمود بك زكي الخبير الاقتصادي السابق في السودان، وتأكدت أن الرد التقليدي بعدم وجود أماكن في البواخر أو الطائرات البريطانية هو أسلوب انجليزي مؤدب، يؤجل أو يرفض به سفر بعض المصريين إلى السودان.
    # ولكني علمت أيضاً أن المصري الوطني الأستاذ محمد محمود جلال بك يسافر كل عام إلى السودان في الوقت الذي يحدده، ودون أن يقوم بأي إجراء من الإجراءات التي تطلب منه، تمسكاً منه بحق الرحلة، وذلك لأن حكومة السودان تعلم أنها إذا تذرعت بعدم وجود أماكن في بواخرها، فانه يستطيع أن يسافر بطائرة مصرية خاصة.
    # إذن فالرحلة إلى السودان لمثلي تحتاج إلى كفاح. ولن أتردد في إثارة هذا الموضوع على أوسع نطاق، وقد بدأت هذا الكفاح. ولكن أغناني عنه أن أعلن وزير المعارف السابق السنهوري باشا، أنه سيسافر إلى السودان لافتتاح المدارس المصرية هناك، فرجوته أن أكون من أفراد بعثته، وتفضل فقبل، وبهذا أراح قراء الصحف من صداع كان سيتصل، ما اتصلت إجابة «الأماكن المشغولة» رداً على طلب سفري إلى السودان.
    # وإذن فهناك أشواك توضع أمام المسافرين، ولكنها أشواك أحيطت بغطاء حريري من الظروف القاهرة، وهي قلة وسائل النقل. وقد نسجت هذا الغطاء وزارة المواصلات المصرية، وقدمته من عندها هدية لحكومة السودان. وربما تعاونت شركت مصر للطيران مع وزارة مواصلاتنا في هذا الجهد، من اليوم الذي أوقفت فيه رحلة طائراتها بين القاهرة والخرطوم.
    #وقد سمعت أن وزير المواصلات الحالي- حفني محمود باشا- سيعمل ما يستطاع، وما لا يستطاع، لمد الخط الحديدي بين أسوان وحلفا. وأرجو أن يكون ما سمعت صحيحاً، إذن يستطيع حفني باشا، أو الوزير الذي ينفذ هذا المشروع، أن ينام ملء جفنيه بقية حياته السياسية. فإنه سيعمل عملاً عظيماً لن ينساه له الناس، ما عاش على ضفتي النيل ناس.
    # ولم أتردد عندما وصلت إلى الخرطوم في أن أثير مع الموظفين الانجليز المسؤولين هناك قصة السفر إلى السودان. وقد أجابني المسؤولون بأنه لا عقبات توضع في طريق أي مصري، ما لم يكن مصاباً بمرض معدٍ، أو هارباً من سجن..!!
    # قلت وما قصة الصور الشخصية التي تطلب من كل مسافر وتلصق مع طلبات السفر كأنما سفر تماماً.. فقيل هذا إجراء شكلي ! ومن الغريب أن وكالة حكومة السودان في القاهرة طلبت صور وزير المعارف وأعضاء بعثته في رحلتهم الرسمية، وكادت هذه الغلطة الفاحشة تتم لولا أن تنبه إليها أحد المسؤولين.
    # قلت لهم سنمد الخط الحديدي بين أسوان وحلفا، حتى نستريح من هذه المتاعب وهذا يكلفنا أكثر من مليون جنيه، ويصل مصر بالسودان إلى الأبد، وقلت لنفسي إن هذا الخط سوف يحيي موات بلاد النوبة التي يسكنها قوم ضربوا في السنين الأخيرة أروع الأمثال في الصبر وقوة الاحتمال وصفاء الوطنية، رغم كل ما بذل بينهم من دعاية لهجر هذه الشقة من الأرض، حتى تصبح فاصلاً طبيعياً حقيقياً بين شطري الوادي لا يعيش فيها إنسان.
    # إن هذا الخط الحديدي سيصل هؤلاء الناس بالحياة من جديد، ويكافئهم على ما أعنتهم به تعلية خزان أسوان من نقص في الأنفس والأموال والثمرات، ويمهد السبيل لإقامة صناعات تستمد كيانها من كهرباء الخزان ومناجم الحديد القريبة منهم.
    # قلت للمسؤولين سنمد هناك هذه الخط الحديدي، فقالوا: هذا شأنكم، ولكن ألا ترون إنه كثير النفقة قليل الربح.. ولا سيما أن سكة حديد السودان أضيق من سكة حديد مصر..!!
    # وقد أدهشني وقوفي على هذه الحقيقة التي لا يعلمها أحد، وعجبت «لكتشنر» كيف مد الخط الحديدي على طراز يخالف الطراز العالمي الشائع ولا يتفق إلا مع الطراز الروسي. وهل كانت هذه خطة مقصودة. ولكن قيل لي إن سكة حديد الصعيد الأعلى في مصر كانت بهذه السعة فسار مهندسو حملة الفتح على نظامها.
    # ومهما يكن الأمر، فخير للمسافر ألف مرة أن ينتقل في حلفا من قطار إلى قطار، بعد رحلة ست ساعات من أسوان لحلفا، من أن ينتقل من قطار إلى باخرة ثم قطار آخر بعد رحلة تستمر «40» ساعة.
    # وعندما ركبت القطار الحديدي من حلفا، وأخذ يجتاز بأصحابي وبي صحراء العتمور الموحشة، التي يضل الجن فيها، كما قال الشاعر القديم، تذكرت كيف مد العمال المصريون هذا الخط الحديدي، وكان مسيره الأول بجوار النيل، وأي جهد بذلوه، يفوق كل ما تصوره الخيال عن طاقة البشر.. ففي وقدة الحر ووهج الشمس الذي يذيب الكائنات ويصهرها صهراً، وتحت وطأة الأمراض ومنها الكوليرا، كانت أميال هذا الخط تمد مرحلة بعد مرحلة. وتحت كل «فلنكة» من خشبه كان يرقد عامل من بني مصر، وقد سلب حياته التعب أو المرض أو ضربة الشمس أو رصاصة العدو. واكتفت التقارير عن الحملة، بأن ذكرت أن فرقة مد الخط الحديدي أدت مهمتها بالبراعة والجلد اللذين عرفا عن فلاحي مصر..!![/size]

    [size=6]تخريمه [/size]
    Quote: [size=5]بلاد النوبة التي يسكنها قوم ضربوا في السنين الأخيرة أروع الأمثال في الصبر وقوة الاحتمال وصفاء الوطنية، رغم كل ما بذل بينهم من دعاية لهجر هذه الشقة من الأرض، حتى تصبح فاصلاً طبيعياً حقيقياً بين شطري الوادي لا يعيش فيها إنسان[/size]

    [size=5]هاجس التهجير وافراغ المنطقه النوبيه من سكانها الاصليين كان موجودا قبل التفكير فى السد العالى ..
    وهذا يثبت ان المنطقه النوبيه مستهدفه انسانها وثقافتها وارثها وتاريخها
    ..[/size]
    [size=6][color=#0000FF]تخريمه كبيره [/size]
    Quote: [size=5]إذن فقد كان صواباً ما قيل من أن سيطرة حكومة السودان على وسائل السفر بين الشلال وحلفا، وهي منطقة مصرية صميمة .. هي بلاد النوبة العزيزة [/size]

    [size=6]ما قلتو نوبه [/size]
                  

العنوان الكاتب Date
كنت في السودان (1) خليل عيسى خليل12-06-07, 12:14 PM
  Re: كنت في السودان (1) خليل عيسى خليل12-06-07, 12:16 PM
  Re: كنت في السودان (1) خليل عيسى خليل12-07-07, 10:01 AM
  Re: كنت في السودان (1) خليل عيسى خليل12-12-07, 04:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de