في السبعينات الباكرة دعاني الصديق كمال الجزولي الى افتتاح معرض لوحات للفنان عبد الله بولا في المركز البريطاني بأمدرمان وظني انه كان نفس الدار التي صارت فيما بعد مقرا لمكتبة البشير الريح ومركزها الثقافي ذي الدور المشهود في التنمية الثقافية المرتكزة إلى جهود المجتمع المدني. وكان الافتتاح الرسمي موكولا الى طفل في قرابة الثامنة من العمر هو أحد اشقاء الاستاذ الجزولي وظني أنه حسن الجزولي (حالياً الدكتور حسن الجزولي). وفي الموعد المحدد جاء الطفل راكضا الى قاعة المعرض وأمام بابها انحنى على مقبض القفل وبدلا من امساكه بيديه أمسكه بأسنانه وأداره في الجهة الصحيحة فانفتح الباب وبين تصفيق الحضور دلف بنا الى قاعة العرض في أجمل افتتاح ممكن لمعرض فنان طليعي .. avant guarde وكان ذلك فاتحة معرفتي بالدكتور عبد الله بولا ولكنه لم يكن فاتحة لقاءاتي به فقد شهدته قبلها في أكثر من محفل وهو يحاضر عن الفن او يجادل فيه مستخدما ما أوتى من قوة العارضة ومواهب الجدل التي كان ممكنا ان تجعله في طليعة المحامين او طليعة المشتغلين بالدبلوماسية متعددة الاطراف لو انه اختار ان يدخل ايا من تلك المجالات. في نهاية ذلك المعرض خرجت بلوحتين من لوحات ذلك الموهوب ظللنا نرفعهما في الصالون جنبا الى جنب لوحات عصام عبد الحفيط وسليمان العريفي. هذه المرة (بعد نيف وثلاثين على ذلك الافتتاح) عدت من مكان العمل غضبان أسفا وعلى مائدة العشاء قلت لأهل البيت ان بولا مريض فوجموا وقال احدهم :هل هو الرسام؟واضاف متسائلا:ذلك الذي يرسم الانسان بخط واحد متصل؟وقالت الأم انه الرجل الذي أهدانا لوحة كنا نرفعها في الصالون حين كنا في الوطن. وقلت مصححا بل لوحتين. وأهدانا فوق ذلك محبة صافية وودا مقيما أدفأ قلوبنا وأسرجها بالضوء والجمال. كان ذلك كله من على البعد وعبر الكلام المنشور وذلك ان الدنيا لم تكرمنا بالكثير من اللقاءات الشخصية وكنا نتبادل الغياب والحضور عن الوطن الى ان جاء هؤلاء الناس وخرجنا كلنا من البلد -هو الى فرنسا ومدينة النور وانا الى ما وراء بحر الظلمات ولذلك فان لقاءاتنا الشخصية تحصى على اصابع اليد ولكن لقاءاتنا الفكرية كانت كثيرة ومتنوعة. ويعود الفضل في ذلك الى اهتمام عبد الله بولا بديوان «أمتي» وإلى القراءة المستوعبة التي أكرم بها ذلك الديوان ويحدثني قلبي أنه حفظ «أمتي» عن ظهر قلب وتفهم مقاصده ومراميه وعرف مواطن القوة والضعف فيه وأنه أذاع شيئاً من ذلك بين الناس خاصة مجايليه فكان ذلك من ضمن الأسباب التي أكسبت ذلك الديوان سيرورته بين أجيال السودانيين. ولاشئ يدفئ قلب المؤلف أكثر من الفهم الذكي لما يكتب للناس وذلك ما توفر في تذوق بولا لتلك الأشعار ولكن حسه النقدي الرفيع وتعليقاته الذكية أعطتني الإحساس بأنه شريكي في إنشاء ذلك الشعر وتخليقه وأنه بوسعي أن أركن الى فهمه العميق وقدرته على شرح ما يستغلق منه للآخرين نيابة عني . لكم تمنيت أن يكون لي بعض بصره الحديد وأنا أحدث الناس عن لوحتيه المرفوعتين في غرفة الاستقبال ولكن انى لي تلك المعرفة المتفوقة بشئون الرسم والتلوين وانا لم ادرس الفنون وذائقتي البصرية بدائية على أحسن الفروض. ما يسألني أحد عن احدى اللوحتين إلا وحدثته عن رؤيا بولا الفنية التي كانت تقول ان على الفنان ان يرسم اشياء لا وجود لها في الطبيعة والوجود وكنت أشير في تلك اللوحة الى كائنات بولا المبتكرة من زهور تتداخل مع سكسفونات وبدايات تخليق بشري تنتهي الى غرائبيات لا يمكن وصفها بالكلمات ولا بد من رؤيتها بالعين على قماش اللوحة. أما اللوحة الأخرى التي رسم فيها انساناً بخط واحد من الرأس الى القدم فكانت موضوع محاورة بيني وبينه في افتتاح ذلك المعرض في المركز الثقافي البريطاني بامدرمان فقد استرعت نظري المهارة والحرفية المذهلة في ذلك التكوين وقرنت ذلك بكونه فنانا حداثيا فأبديت عجبي لكونه متمكناً من قواعد الرسم الكلاسيكي بكل ذلك الاتقان. وكان رده صريحا كما هي عادته في كل الشئون فأجابني انه بالأساس رسام متمكن وكان ذلك معروفاً عنه في الكلية :«أرسم لك الحاجة افضل مما هي في الطبيعة.. كنت رساما مجنونا» وأقنعني ذلك بكون خياراته الفنية ناشئة عن صدق وحرية اختيار وليس عن عجز حرفي كما يروج أعداء الفن الحديث. وذلك بنظري أمر مهم ينسحب على كل الفنون فلا سبيل الى قصيدة طليعية كقصيدة النثر ما لم يكن المنشيء قادراً على إنتاج الشكل الكلاسيكي للقصيدة وذلك لأن القصيدة الكلاسيكية تعلمنا مبادئ الايقاع وهو إيقاع نمطي وجهير ولكن متى تعلمناه استطعنا أن نبدع إيقاعاتنا الخاصة الهامس منها والجهير. يمثل بولا ما يمكن تسميته بالمثقف الشامل فهو منظر كبير في مجال الرسم والتلوين وفي مجال الشعر كما في مجال التاريخ الثقافي وله نظرات ثاقبة في النظر الى موضوع الهوية السودانية . وكثيراً ما وقفنا على طرفي نقيض في مسائل الهوية بالذات ولكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بذكائه الحاد ونظره المتميز وقدراته الالهامية في استقراء الأمور. وسوف تظل مساهماته الكبيرة موضع التقدير والنظرالعلمي والفلسفي في مقبل الايام ،كما ان لوحاته المتميزة ستشكل لبنات أساسية في متحف الفن السوداني الحديث. وبيني وبينه وجه شبه كبير في محاولة الانتشار على كامل الفضاء الثقافي فمثله تجاوزت ذاتي الشاعرة لأكتب في التأريخ الثقافي ثم في السياسة وفي الاقتصاد التنموي ومثله سمعت صيحات الاستنكار ولكن للأسف صرفنا ذلك الانتشار عن مجالاتنا المتخصصة فقد كتبت شعرا قليلا بمعيار الكم وانتج بولا لوحات قليلة بمعيار الكم ايضا ولكنها بالمقياس النوعي ليس لها من ضريع إذ أسست لمفاهيم جديدة في التشكيل او لمدرسة في الرسم سوف يحفظها له تاريخ الفن في السودان. وفي زمن غير هذا الزمن الضيق الكئيب سيجد بولا نصيبه الكامل من التقديروسيتقدم كثيرون ليعترفوا له بالفضل والسبق والنبوغ وارجو ان لا يتأخر ذلك كثيرا. والى أن يجيء ذلك الوعد الموعود أرفع يدي بالتحية لعملاق سوداني اسمه عبد الله بولا وأرفعها بالدعاء له بكامل الصحة والشفاء.
11-01-2007, 06:27 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
نعم هو كذلك لا بل أكثر وكما قلت ذات مره كنت أحسبه من الفرنجة أو الأعاجم لموسيقى الإسم حتى إنبرى بيراع سنين الشفرتين من فولاز لا يرمى به إلا واحده ويقطع عنق شك الإبداع وشك العبقريه بمهارة مطربة موقظه لدواعى الدهشة ولأسباب الإنبهار ولج إلى سودانيس أونلاين وكأنه متعدد الأشخاص فى شخصه وفيه ترى محمد إقبال وإبن خالدون والفارابى والغزالى وترى عماليق الفن والموسيقى...عميق حصيف حريف فى طرحه بلا عرج وإن أغلظ عليه ظلما وسواسى النت وخناسيه... بيد أنه إنبرى يرسل الجمال تلو الجمال ويؤنق العبارة تلو العباره ويجمل الإشارة تلو الإشاره فلم تضق عبارته بما تحتوى ولم تتسع إشاراته أكبر من ما أراد لها بل كان كل ذلك بمقدار ما أراد لها أن تكون جزلة جذابه مريحه...فنسأل الذى فطر السماء أن يشفيه ويعافيه ويعف عنه وله ولود المكى ولك أنت يا من أتيت بهذا المسك السلام..............................
منصور
11-01-2007, 07:41 PM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
الفنان الباقر موسى تحيه طيبه قلت ان بولا ابعده الصعاليك عن هذا المنبر!!!! هل تعلم ان صديق بولا وزميله فى منبرهم حسن موسى يصف هذا المنبر بالملجه؟؟؟؟ ثم ان كان بولا ديمقراطى الذهن حقا فعليه البقاء فى المنبر ومناقشه الصعاليك الذين ابعدوه وتهذيبهم بدلا عن الانسحاب لانه وحسن موسى يضيقون بالنقاش والنقد الذى يختلف مع افكارهم وطرحهم ثم هل تعلم ان عدد كبير من اعضاء منبر بولا نفسه قد غادروه لعدم وجود الحريه الكافيه فى طرح ارائهم خصوصا عندما تختلف مع " تفاهات وبذاءه حسن موسى" عليك بمراجعه ارشيفهم لتعلم عدد الذين غادروا منبرهم بسبب ذلك اخيرا بولا ينتمى فكريا الى مدرسه النقد الايدليوجى التى تعد اسوأ مدارس النقد لانها لا ترى اى سمه موجبه فيمن يخالف صاحبها الراى....
11-01-2007, 09:38 PM
Hussein Mallasi
Hussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230
افهم أن يدعو كمال الجزولي احدهم لافتتاح معرض لعصام أبو القاسم؛ مجدي الجزولي و نحوهم إن كانت لهم معارض؛ و لكن صعب علي فهم كيف يدعو كمال ود المكي لافتتاح معرض لبولا!!
خالد التحية والمودة ياسلام ياخالد ذكرتنا ايام لن تعود ! ملاسي بالله ماتخرمج لي الزول بوستو الفتح المعرض فعلا محمد الجزولي وكان وقتها المعارض تفتتح بواسطة وزير الثقافة او اي مســوؤل رسمي فكسرا للتقليدية وولفت نظر الناس للأطفال واهمية دورهم في الحياة واهمية الفنون في حياتهم تم إفتتاح المعرض بهذه الطريقة وكان وقتها لفته فريدة بدليل انها محفورة في ذاكرتنا حتى الأن وعلى فكرة كمال الجزولي كان ناشطا ثقافيا جدا في كل المجالات وكان أحد مؤسسي فرقة الخليل 79 المسرحية السيعينيات فترة زاهية ونضرة في تاريخ الثقافة السودانية شكرا ملاسي سكرا الباقر وشكري الجزيل خالد دام صفانا
11-02-2007, 11:06 AM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
Quote: وكان وقتها المعارض تفتتح بواسطة وزير الثقافة او اي مســوؤل رسمي فكسرا للتقليدية ولفت نظر الناس للأطفال واهمية دورهم في الحياة واهمية الفنون في حياتهم
جميل جداً .. طيب .. ماهي دلاله افتتاح ذلك الولد – أياً كان اسمه – للمعرض بأسنانه بدلاً عن يديه!!
11-02-2007, 07:32 PM
kh_abboud
kh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508
كلاهما عملاقان ... شاعر أمة وفنان أمة ... تغنيا بالسودان فى بساطة ناسه ... وحملا هم السودانى المستضعف .... د. عبد الله بولا رفضته الإدارة المهترئة لكلية الفنون لأنه كان يجلس مع تلاميذه فى الواطة وياكل الفول معهم فى أكشاك المقرن ، فى الواطة برضو ... كان فنانا حافيا باحثا ، صادقا وكان همه الحقيقةوالخير والحق والجمال وكان أصدقائه هو المفكرون والتشكيليون والأدباء الحفيانين .... ويشرفنى أننى كنت صديقا له ، لاشىء كان يشغلنا ، غير البحث عن الحقيقة والصدق فى التعبير ... أما الشاعر الذى نطق عن السودان بأجزل العبارات والأبيات الشعرية ، محمد المكى إبراهيم ، فلم أتشرف بمعرفته عن قرب ... ولكن شعره يكفى لأضعه فى قامة شعراء الشعب ... لا شعراء التملق ومن ينظمون الشعر لإرضاء الحكام ... وهو فى تقديرى المتواضع ،أشعر العرب ، اليوم ...
أشكر جميع الأساتذة الذين شاركونا في مداخلة هذا البوست.. الشكر لشاعرنا محمد المكي والأستاذ الجميل يوسف الموصلي والسني دفع الله ومنصور المفتاح الباقر عثمان وعمر عبد الله عمر والاله زمراوي والأستاذ (سمعة).. وناصر والمعز وعبود
وأقول للأستاذ أحمد الأمين أحمد بأنك رجل ومثقف وسوداني في المقام الأول وسواءاً اختلفنا مع الفنان عبد الله بولا أو اتفقنا، يبقى أن الرجل فنان سوداني له إسهامه الواضح في مجاله.. الأمر الآخر هو أن بولا شفاه الله يلازم سرير المرض، فما الداعي للحديث حول النقد الآيديولوجي أو غيره.. إنه الآن بحاجة للدعاء ولوقفة سودانية أصيلة عهدناها في أهلنا وفي حاراتنا وأحيائنا وفي بيوتنا وعند أمهاتنا وآبائنا. وأقول للأستاذ حسين ملاسي شكراً على المداخلة أقولها لك من قلبي.. فقط لو وقفت مع الرجل في مرضه ولو بالدعاء وتركت أسئلتك جانباً لأننا لا نحتاجها الآن في هذا الظرف المرضي الحرج.. والتحية للجميع من قلبي.. وهكذا عودنا السودان دوماً أن نتقابل ونتلاقى في الشدائد والمحن وإن اختلفنا... خالد
وفي زمن غير هذا الزمن الضيق الكئيب سيجد بولا نصيبه الكامل من التقديروسيتقدم كثيرون ليعترفوا له بالفضل والسبق والنبوغ وارجو ان لا يتأخر ذلك كثيرا. والى أن يجيء ذلك الوعد الموعود ..أرفع يدي بالتحية لعملاق سوداني اسمه عبد الله بولا وأرفعها بالدعاء له بكامل الصحة والشفاء
11-03-2007, 10:31 PM
kh_abboud
kh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508
ألف سلامة وألف سلام للأستاذ عبد الله بولا والشاعر محمد المكي إبراهيم.. وأهديهما هذا المشهد بكل ما فيه من جمال ظاهر وباطن ونسأل الله للسودان العافية وأن يصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقٍ.. ويعود المهاجرون والمُهجَّرون.. والشكر موصول للأديب عبد الله الشقليني فبوسته في منبر "سودان للجميع" لفت نظري إلى هذا البوست هنا
(2) هذه هي البوابة العتيقة . الزمن وقد خفف من بريق نقشها . اطرق معي وانتظر ... ، ينفتح الكون بسماواته وأراضيه ، ترى بيوتاً من اللبِن عامرة بالمحبة . لنعُد أدراجنا نلثم عطر نسيمها ونطرد الغبار الأسود الذي تختزنه الرئة مما تنفثه الحضارات .
أفتح الآن معي أوراق الذاكرة :
أهلاً بك أيها النهر القديم وأنتَ ترقُد على سجادة الوطن بطولك الفارع . الأنجم تتلألأ على صفحة مائك ، والضوء يتكسّر . المساء عندك أهدأ ، والفجر يتلصص عليك ، وأنت لا تنام . تغسل أرواحنا حين نمّد اكفنا نشرب من اللجين .
أين أنت أيها الماضي؟.
من يغطس في حوضك ليخرج مُشرقاً ؟
إننا نعيش حاضراً سدّ علينا كل منافذ الرجوع .
(3)
منْ يسبح في بحر الظُلمات ولا يغرق ؟
منْ يُمسِك مسبحته ليحسب أيام العُمر ولا يتوقف ؟
منْ يصنعُ فراديس لنا لنغتسل بمائها المُقدس ؟
انفتح الكون بأذرعته كلها ، ناعمة كملمس الحرير، خشنة كتضاريس الصخر الصلِد . هو لا يشبه الدُنيا التي أنجبته . لصيق هو بأهلنا الفقراء منذ تاريخ قديم . يرى الضوء لامعاً من توسُل عيونهم ويلمح عزّة أنفسهم حين لا يطلبون عند الحاجة. هوّ يلمس أحلامهم القريبة للتحقيق و يبتئس من الحياة حين تضنّ عليهم .
قَرّب هو المسافة بين من ثقف سنانه بالعلم وقرّب فراشه عند مرقد الفقراء طالباً العدل لهم . الدمع أقرب إلى مُقلتيه عندما تُحاصره عواطف المحبة والحنين من أصدقاء كُثر وعند تذكر الوطن الذي أبعدته عنه قسوة من لا يعرفون حلاوة الفكر الحُر عندما يتمكن منكَ و تقبض مخالبه الرشيقة جسدكَ الضامر ليطير بكَ إلى السماوات العُلا .
جاءت المهاجر من عُسر ما بالوطن .
(4)
نغم الشفاء لبولا :
في رحلة عودة الطيور من موسم التدفئة قبل موعدها ، حَملتْ معها إليكَ سيدي رسائل الحنين من الوطن الأول ، وقد فكَّت النخلة الولود عقد خصلاتها ، أمسكت بنواة حبة رُطَبٍ كشفت مرقدها الريح فكتبت :
لن ينسى الرمل خُطاك حافياً على الدروب ، ولن تمحى الرياح محبتك . نشأتَ أنتَ مُحباً للحياة والحرية والديمقراطية والعدالة وعاشقاً للكائنات تُسابق ما كتبته الشرائع . يدكَ وبشاشة بسمكَ أُرجوحة تصعدها الطفولة في وهج فرحها والأصدقاء . فكرك والمَسلَكْ توأمان منذ تفتحت عيناكَ ورفقتكَ نعيم لم توصفه الكُتب التي نقرأ صباح مساء . من سرعة نُهوضكَ لمشاغل الدُنيا حسبتَ الجسد قصيدة لأبطال الأساطير لا تتعب ولا تغفو . نهضة حُلمُكَ إلى التجديد والفِكر هي خطوات الخاطر في مُنعطفات التأريخ ، لكنه على الجسد البشري حجارة ثقيلة لا تُحتَمَل .
أتذكر سيدي التجربة الأولى ، حين انفجر أنبوب الأمعاء ووقفت أنتَ على شفا الموت بُرهة فحبس المُحبون أنفاسهم حتى رجعت إلينا سالماً ؟
عندها تذكرنا جميعاً أن لك جسداً لا يقدر على حمل رؤاكَ فترفق به وبأحبتكَ . في منعطفات الدُنيا تُصاحب الروح الجسد عند كل معنى من معانيها في الذاكرة ، صُحبة لا فكاك منها حسب ما نعلم . لغريزة التفكير ونحنُ نُمسِك بقيادها أن تنتبه أن الجسد حلقتنا الأضعف . على سرير الاستشفاء : نعود جميعاً أدراجنا إلى طفولتنا الأولى نأخذ الجُرعة في موعدها ، ونغمُض العينين من مرارة الطعم .
لك الشفاء سيدي ،
فالداء رفيق ثقيل الظل ، يهبط معنا الدرج وينام معنا على وسادة العواطف ويحشُر أنفه في كل صغيرة وكبيرة ، ومن الحِكمة أن نصبر على مكر التفاصيل .
احن ظهرك سيدي للريح وأسلس قياده بالطاعة المفرطة ، رُغم معرفتي أنكَ لو عرفتَ الطاعة يوماً لما كُنت نابه الفِكر ولا مُعلماً عميق الغور في أنفُس طُلابكَ والأصدقاء والقُراء والمحبين ، بل لأصبحت قوي الجسد تَعرف كيف تعزق الأرض وتهبنا طعماً آخر للحياة .
محبتنا لكَ ولمن برفقتك ، فالبسمة المرسومة على أوجههم خير تميمة لشفاء النفس .
للدكتور عبد الله بولا سلسلة مقالات في صحيفة الأيام سمعت عنها ولم أقع عليها.. وقد حدثني عنها تشكيليون كثر منهم: الأستاذ جار النبي عيسى أتيم.. فقد قال لي أنه كتبها تحت عنوان (سقوط الإنسان الممتاز) أو (سقوط الرجل الممتاز). لا أدري صحة العنوانين كما لست متأكداً من تاريخ نشرها.. أرجو ممن يلم بذلك أن يوفر لنا تاريخها وأن يصححنا في العنوانين المذكورين إن أخطأنا... ولكم مودتي...
خالد
11-13-2007, 03:46 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
الاستاذ خالد كتمور تحيه طيبه وبعد : هذا البوست انتج بوستا مضادا كتبه " الرسام" حسن موسى فى موقع sudaneseonline.com يوم الاحد الموافق 11نوفمبر بعنوان " اشغال العمالقه" عبرك ادعو المتداخلين لزياره الموقع المذكور لاجل الاطلاع على البوست المعنى ثم اثراء النقاش واذا تمكن المتداخل Abureesh تحديدا من فهم بوست حسن موسى المعنى سوف يفهم لماذا اننى ذكرت حسن موسى فى مداخلتى الاولى باعتباره صديق لبولا ومن ذات مدرسته فى التفكير والنقد لانه يصعب ذكر بول دون ذكر حسن موسى حتى عند اصحابهما المثقفين لدرجه ان صديقهما الراحل زهاء الطاهر قد اشار اليهما داخل احدى قصصه القصيره ثم عرفهما فى الهامش انهما " من اميز التشكليين السودانيين" وعبر اشاره زهاء تلك تمت معرفتى بحسن موسى اما بولا فكنت اعرفه عبر اسهاماته الكثيره المنشوره بل اننى اوشكت ان اصبح تلميذا له فى اللغه الفرنسيه بعد الانتفاضه بجامعه الخرطوم كليه الاداب لكن اسباب معينه لا اعلم تفاصيلها ادت الى عدم عمل بولا بالشعبه علما ان الدكتور عبدالرحمن مصطفى كان قد بشرنا فى محاضره فى اللغه الفرنسيه ان بولا سيقوم بتدريسنا معذره كل ذلك الاطناب ليعلم ابوريش اذا تمكن من الصبر ان يعلم لماذا ذكرت حسن موسى فى سياق بولا... * الى حسن موسى: باعتبارك متابع لهذا البوست انا عبر صديقى عادل القصاص عضو الهيئه الاستشاريه بموقعكم احمل عضويه فى موقعكم قبل اكثر من 3 سنوات لكن ظروف تقنيه خاصه بموقعكم حالت دون نجاح دخولى طوال تلك الفتره عليه كنت سارد عليك فى ضيق تفكيرك بشان مدح صلاح احمد ابراهيم لامير الدوحه لانه ان كان لك موقف مبدئى من الدوحه وحكامها ونعيمها فلماذا ارسلت "......"للاقامه بها فتره فى ضيافه الاستاذ الراحل صديقك القاص زهاء الطاهر" ان صحت المعلومه التى عندى؟" ثم انك كررت فى اكثر من موقف ان عبدالحى عمل مع مايو فان كان لك موقف مضاد لمايو او عبدالحى تحديدا فلماذا كنت تنشر انت وصديقك بولا فى مجله " الثقافه السودانيه " التى هى احد المواعين الابداعيه التى شكلها عبدالحى اثناء عمله بمصلحه الثقافه السودانيه فى عهد مايو ام ان الله لك غفور رحيم ولعبدالحى واسماعيل حاج موسى شديد العقاب وامثلتى كثره على تناقضك انت ومن يتمشدقون بمنهج " النقد الايدليوجى" الذى يسفه الاخرين لمجرد الاختلاف الفكرى . * الى خالد كمتور مره ثانيه: فى مداخلتك الاخيره وعبر لغه مهذبه حقا تساءلت عن جدوى ايرادى " للنقد الايدليوجى" بحجه ان المقام مقام شفاء لبولا......طيب حسن موسى " صديق بولا" تكرم بالرد على ذلك فى بوسته المشار اليه قائلا: " خالد كتمور معذور فهو يجهل ان امر شفاء بولا لا يكون " بغير النقد الايدليوجى" انتهى كلام حسن موسى عليه ارجو ان تفهم قصدى من ايراد النقد الايدليوجى عسى ان يشفى به الاستاذ بولا...
(1) كتب الشاعر إدريس محمد جماع : أنتَ إنسانٌ بحق وأنا .. بين قلبينا من الحب سنا
***
العزيز خالد تحية طيبة لك ،
(2)
كثير من الود لك أن كنتَ سبباً للحوار ، وأنقل لك شكر وامتنان الدكتور عبد الله بولا وقد أحس بحرج من صفة ( العملقة ) التي وصفه بها صديقه الشاعر محمد المكي إبراهيم . ويذكر بأنه في سلسلة مقالاته في السبعينات المعنونة بـ ( مصرع الإنسان الممتاز ) هدم وهجاء مرير لمؤسسات الامتياز والسيادة التي يعتقد بناتها وإيديلوجييها أنها وليدة صفاتهم الممتازة "الطبيعية"، أو أنها "هبةٌ من الله" الخ ، رغم أنه يعتقد دائماً أن داخل كل إنسان عملاق دفينً ، بمعنى مبدعً مقموع حالت مؤسسات الامتياز الإيديولوجية والاجتماعية/الاقتصادية و"التعليمية" و"الإعلامية" الخ، دون خروجه إلى عالم الضوء . وسلسلة ( مصرع الإنسان الممتاز ) يمكن الحصول عليها في دار الوثائق السودانية في اعتقادي (إن بقت الدار لا تزال تحتفظ ببقيةٍ من صحتها وعافيتها اللتين أكتسبتهما من الجهد العظيم الذي بذله في سبيل تأسيسها المتين الراحل الدكتور الجليل أبو سليم".
(3)
ويسأل بولا سؤال خاص وقد تعذر مخاطبتكم أخي خالد في الماسنجر حالياً لظروف خاصة بتأمين سودانيزأونلاين : هل الاسم الخاص بكم ( في "الأصل") من كماترة بربر(ناس عمنا عبد الماجد ود كامتور)، أم من كماترة السٍّلَمة أم كماترة السعدابية؟
(4)
إني أرى بالفعل داخل كل ذهن بشري كبسولة مُبدع ( عمليق ) في حاجة لفتح الأبواب المغلقة ليخرج مارد الإبداع إلى الدُنيا دون حصار المؤسسات . لقد تم إجهاض الكثير من بذور الإبداع وقتلها في المهد وشهدنا الكثيرين والكثيرات في مراحل الدراسة الأولى كيف تسلل المبدعين الصغار من التعليم وهم حملة جراثيم الإبداع الذي أُطلقت عليها رصاص الرحمة وهي مُزهِرة !!!. عندما كتبنا ما كتبنا عن بولا ، نقلنا واقع محبته أهلنا الطيبين دون مكر التمييز ، ذكرنا في مقال لنا قديم أنموذج ذلك في المشروع الخيري لبناء فصل إضافي في مدرسة بنات المدينة عرب في العام 1975 م ، وبولا موطنه بربر وأنا من أم درمان وهاشم محمد محمد صالح من بور تسودان ، ولا شيء يدعونا وفق المفاهيم العرقية التي تسود ثقافة اليوم للذهاب إلى " المدينة عرب " وإحياء حفل خيري! . لكنها كانت تجربة جسورة خلاقة ساهم فيها هو بالتحريض وبالعمل اليدوي ـ الفني ، وتركنا لأهل المدينة عرب وضواحيها أن ينبت فعلهم الخلاق من أنفسهم وبالسوق الخيري قام الفصل وبالنفير تم الأمر . لم يزل ذلك اليوم يرن في الذاكرة : كيف كنا أبطال الحفل الساهر ، ونحن نحفظ الأغنيات في الطريق من "الخرطوم "إلى"المدينة عرب" في يوم الحفل وليس لدينا المال لنعود للخرطوم وللجامعة !. بفضل محبة أهلنا الطيبين نجح الحفل !، وتلقينا درساً بين يوم وليلة : كيف نعود لأصلنا الإنساني النبيل ، نُقدم دون أجر ولم ننتظر الشكر ، بل علقت المحبة في أنفسنا وركبت وجداننا : نعُف عن الرذائل ونكتُب دوماً للخير . لم أزل أشهد فرح بولا الغامر بنجاحنا ولم ننم تلك الليلة إلا قرب الفجر . بمثل تلك التجربة تمرّنا على يد الصديق بولا : كيف يمكن رد الجميل للذين بنوا اقتصاد بلادهم وأسسوا التعليم والتطبيب من ريع الرعي والزراعة التقليدية دون مردود لهم يُذكر ، وهي من عيوب هيمنة مؤسسات الامتياز ! . ومن بعد جاء اليوم الذي شهدنا دخول المزارعين السجون من علاقة الأيادي السوداء الماكرة للبنوك ...
(5)
التحية للشاعر الفخم محمد المكي إبراهيم ، وهو يتحدث بمحبة عن عبد الله بولا ثم وهو يذكر بشفافية قلة حيلته في معرفة الفنون التشكيلية وفق ما كتب :
Quote: لكم تمنيت أن يكون لي بعض بصره الحديد وأنا أحدث الناس عن لوحتيه المرفوعتين في غرفة الاستقبال ولكن أنى لي تلك المعرفة المتفوقة بشئون الرسم والتلوين وأنا لم ادرس الفنون وذائقتي البصرية بدائية على أحسن الفروض.
ولك منا أخي خالد الشكر الجزيل ، وآمل إن وجدت زمناً أن أكتُب عن المقال الذي أثار جدلاً مما استبطن من أحمال .
كتب الشاعر : إدريس محمد جماع في مقدمة ديوانه " لحظات باقية" :
هذه المجموعة التي أتقدم بها إلى القراء هي أول مجموعة تنشر من شعري ، وليست هي كل المستوى الذي أتطلع إليه ولكنها المدى الذي استطعت أن أبلغه في حياة مضطربة كالعاصفة ، لا يستطيع الإنسان أن يصفو فيها ، أو أن يتنفس في هدوء أو ينظر إلى الآفاق .
ونختار من قصيدة : أنتَ إنسانٌ:
أنتَ إنسانٌ بحق وأنا .. بين قلبينا من الحب سنا
و نختار من قصيدة : أنتَ السماءُ :
آنست فيكَ قداسة ولمست إشراقاً وفنا ونظرت في عينيك آ فاقاً وأسراراً ومعنى وسمعت سحرياً يذوب في الأسماعِ لحنا نلت السعادة في الهوى ورشفتها دناً فدنا
بمثل هذه المنظومة اللغوية يتحدث شاعرها عن أن مجموعته الشعرية ليست هي كل المستوى الذي يتطلع إليه ، ولكنها المدى الذي بلغه في طريقها صاعداً في سُلم الشعر في الحياة العاصفة المضطربة كما يحلو له البيان . بمثل ذلك التواضع الجمّ قدم الشاعر جماع لديوانه ، وقد اندثر الكثير من شعره . أمن مسلك عُباد الفنون يكون الطريق الذي يفضي إلى الهوى وصعود الأفنان الباسقة أم أن التواضع مسلكاً موضوع خلاف ؟.
أيمكننا المقارنة ؟
***
12-08-2007, 10:24 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
في وقفة وفاء نبيلة كتب محمد المكي ابراهيم الغني عن التعريف الكلمات اعلاه مواساة لعبد الله احمد البشير (بولا ) في مرضه . ولكن الرسام حسن موسى يابي الا ان يعكر صفاء هذه الوقفة الانسانية النبيلة وينزعها عن سياقها الانساني لبث سموم الكراهية والبغضاء ونسف جسور التواصل والتحابب والتصافي لترتد دعوات الناس هنا بالشفاء والتمجيد ، اليهم لعنات . وما هكذا يكون عمل الفنان !! كنا نظن في الماضي ان الغلظة والفسالة التي واجه بها الرسام حسن موسى المساهمة العظيمة لمحمد المكي ورفيقه محمد عبد الحي حول سؤال الهوية ، لا تعدو ان تكون " صراع رؤى حول الهوية " على حد قولة الكاتب والمفكر الكبير فرانسيس دينق ، ولكن وضح جليا من خلال هذه الكتابة البغيضة ( اشغال العمالقة - سودان فوراول ) ، ان الامر لا علاقة له بمواقف حول الهوية او العمل في ظل نظام النميري ، وان "العربسلامية" المفترى عليها ما هي الا قميص عثمان يرفع في الوجوه لزرع الكراهية وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة . ودونك "العربسلامية " المجيهة والمقعدة التي ظل ينظر ويروج لها الدكتور عبد الله على ابراهيم ، من خلال مشروعه "الاسلاموعروبي " القائم على الدعوة الى الدولة الدينية بكامل عدتها وعتادها ودستورها الاسلامي. ولكن هذه الدعوة العربسلامية المجيهة لا تجد كلمة نقد واحدة من الكاتب ، بل رغم ذلك التحول الاسلاموعروبي لعبد الله على ابراهيم لا يزال الرسام حسن موسى يرفعه وبكل قوة كواجهة لليسار الماركسي العلماني ويستميت في الدفاع والتبرير لطرحه العربسلامي وهذا ابلغ دليل على عدم مصداقية نقده لمساهمة محمد المكي وعبد الحي بحجة وصفها بالعربسلامية !! .
قال في تبرير سكوته عن مشروع عبدالله ابراهيم العربسلامي ، انه يفرق بين الشاعر والسياسي لذلك يتوجه بالنقد لمحمد المكي الشاعر ولا ينتقد عبدالله ، لانه سياسي !! طبعا هذا المنطق المقلوب لا يمكن ان ينطلي على احد يتحلي بذرة من عقل. يعني ناس الانقاذ ديل كلهم شعراء عشان كده الناس بنتقدوهم وبعارضوهم ؟ طيب يا اهل الانقاذ اتركوا كتابة الشعر وابقوا سياسيين عديل حتى يتخلي الناس عن معارضتكم. !!! هذا بالمنطق العادي ، اما بمنطق اهل الحداثة وما بعد الحداثة فالشاعر ابعد الناس عن المسآءلة السياسية ش، وكن مكضبني اسال ميشيل فوكو وجاك دريدا ورولان بارت ولوتار وبوديارد الى آخر القائمة ممن لف لفهم . اما ان كان الامر هو عمل محمد المكي دبلوماسيا في نظام مايو ، فهو لم ينل ذاك المنصب في تعيين استثنائي او بسبب ولاء سياسي للنظام وانما ناله بكده وكدحه حيث بدا كموظف عادي في وزارة الخارجية من اول السلم. وقد خدم في نظام مايو ، رجال لا يمكن الطعن في وطنيتهم وصدق دوافعهم مثل الكاتب المفكر الكبير جمال محمد احمد الذي عمل سفيرا ووزيرا في اكثر من منصب في حكومة نميري ، ورغم ذلك ظل يحظي باحترام القوى المعارضة لنظام نميرى بل تم انتخابه من قبل قوى اليسار كاول رئيس لاتحاد الكتاب بعد سقوط حكم نميري مباشرة وظل فيه حتى وفاته في 1986 . اما عن التساؤل : هل هنالك شاعر دبلوماسي ؟؟ فالشعراء الدبلوماسيين كثر ، ام انه لا يزال محكوما على الشاعر والفنان عموما ان يجوع وان يعرى ويمشي هائما في الشوارع كالمجنون يسال الناس اعطوه او منعوه او زجروه والا ما عد من الشعراء ؟؟؟ وان كان الامر امر تصالح مع النظم القمعية فها هو الحزب الشيوعي بسجله الحافل في مناهضة النظم الاستبدادية تتربع عضويته في برلمان الجبهة الاسلامية وها هو التجمع الوطني الديمقراطي بعد كل مجاهداته صار جزء لا يتجزاء من الحكومة ودونك الحركة الشعبية والشراكة في السلطة والثورة !!! . وهكذا تنهار جميع الحجج حاول الرسام حسن موسى ان يممرر من خلالها هذا الاسلوب البغيض في الكتابة عن احد أرق الشعرا ء واهمهم. ويبقى المتضرر الاكبر من هذه الكتابة هو بولا نفسه . فقد انتهك الكاتب ، بهذه الكتابة ، حرية بولا الشخصية وخياراته في التعامل مع الناس واعطي نفسه الحق في تقييم مشاعر الناس في التضامن مع بولا والرد على دعواتهم له بالشفاء ، فيقبل من هذا ويرفض من ذاك ، وهو موقف لا اظن ان بولا يرضاه لنفسه ابدا .
12-08-2007, 10:33 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاستاذ عجب الفية.... انه شئ يؤسف له فمحمد المكى من رموزنا الثقافية الشامخة ... فمن اراد ان ينتقص من قامة محمد المكى... لابد ان يكون فى قامته او اطول منه قامتآ....
شكراً عبد الله الشقليني: على هذه الكلمات الجميلات... والتحية للدكتور عبد الله بولا من كل قلبي... حدثه أن شخصي من كماترة (المتمة) وهم أهلي كماترة بربر وغرب أم درمان جميعهم (أولاد كمتور)... لكنني كردفاني المنشأ والبيئة.. كل شمال كردفان هم أهلي وعشيرتي.. التحية لهم في الأبيض والرهد (أبو دكنة) وأم روابة. وعرفت من أستاذنا (صاحبة مفاكرة الجمعة) بصحيفة الصحافة الأستاذ الشيخ عمر الأمين (صلاح) - كما يعرفه زملاؤه... وقد حدثني ملياً حول بولا حديث الصديق الصدوق... فالشكر لك
لكني ما كنت أعلم أن بالدنيا فنانا لا يحمل من صفات الفنان سوى اللوحات والتصاوير التي يرسمها... ولم أكن أعلم أن في الدنيا من يفعل ما فعل ذلك المدعو (المصوراتي) الذي أخذ أقوال جميع من شاركوا بولا وعكته على أنهم أعداء وشامتون... فأي سوء نية هذا الذي ينطوي عليه حسن موسى؟ خبرني؟ ومن ذا الذي يفترض السوء في النفوس حتى ولو جاء الحديث مكذباً لكل مزاعم؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة