|
|
 المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية....
|
المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية....
الفرد والمجتمع المسلم مسئول عن امر الدعوة والتى من اهم ركائزها ان يكون هذا الفرد مجسدا للسلوك القويم ورمزية الانسان الخلوق المكلف والمنوط به تغيير وجه الحياة الى الافضل وذلك بكونه حكيماً ولطيفاً فى تناوله للامور الدينية والدنيوية اسوة بسيد الاولين والاخرين محمد بن عبد الله الذى كان يحذر من الغضب وان احدى وصاياه للصحابى الجليل ان لا يغضب , و لان الانسان الغاضب لا تصدر عنه قرارات سوية ولا يكون رد فعله وسلوكه متسقاً مع موجهات الدعوة لا يمكن ان يكون الداعية والفرد المسلم متشنجاً حيال تعبيره عن القضايا التى يتعرض لها المجتمع المسلم ورموزه اذ ان التعصب من دلالات قلة رجاحة العقل و الفطنة.
لقد عرفنا عبر سيرة المصطفى عليه السلام ان احد الاعراب وهو حديث عهد بالاسلام قد اتى رسول الله فى المسجد فقام وتوجه الى احدى زوايا المسجد واخذ يتبول فيها فثار وغضب مجموعة من صحابة رسول الله وهبوا ليعاقبوه على فعلته تلك الا ان حكمة نبى الهدى كانت ابلغ اذ هدا من روعهم وامرهم بتركه الى ان فرغ مما كان عليه واتى الى معلم البشرية الذى قدم له النصح والارشاد و مبادئ وقيم الدين الجديد بطريقة حكيمة و مقنعة مما هداه للايمان برسالة سيدنا محمد الخاتمة هكذا يجب ان يكون المسلم داعياً الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وان يجادل الناس بالتى هى احسن لا ان يبنى سلوكه على ردود الافعال والحماس والانفعالات غير المؤسسة على منطق ولا حجة , ايضاً مما تعلمناه من سيرة خير الناس انه كان يجد فضلات احد يهود المدينة امام منزله عندما يكون خارجاً من منزله كل صباح فما كان من الرحمة المهداة الا ان يقوم بازاحتها عن طريقه وهو ماضياً الى حال سبيله دونما تافف ولا تضجر فلم يامر باحضار ذلك اليهودى ومحاكمته بالجلد او السجن او غيرهما, وفى ذات صباح وهو خارج عن منزله اذا به يفاجا بعدم وجود تلكم البضاعة التى اعتاد على رؤيتها كل يوم وعندما سال عن صاحب البضاعة علم انه قد ابتلاه الله باحدى ابتلاءاته فذهب رسول الله الى ذلك اليهودى ليخفف عنه المصاب الذى الم به فساله عن حاله وكيف انه افتقده ذلك الصباح نتيجة لعدم وجود تلك البضاعة , كانت زياة المصطفى الى ذلك اليهودى عبارة عن وقفة له للتامل فى هذه الشخصية التى فاقت انسانيتها كل خياله وتصوره مما جعلته يستشعر صدقية رسالتها التى امن بها فيما بعد , فكانت روح نبينا الكريم مشبعة بالرحمة والتسامح وحب الاخر المختلف معه فى العقيدة .
ان التصعيد الاعلامى الذى لازم قضية المعلمة البريطانية مؤخراً والضجيج والصخب الذى قام به مجموعة من البسطاء والمساكين محركين من قبل جهات لها اجندتها واهدافها التى لا علاقة لها بامر الدين ولا الدفاع عن رسوله الكريم , هذه القضية هى سلسلة من كثير من القضايا والظواهر التى تم استغلالها عبر العاطفة الدينية الغير مرشدة والغير موجهة لخدمة اهداف الدعوة السمحاء فليس من التعقل ان تثار مثل هذه الضجة وهنالك مرجعيات اساسية يجب الاحتكام اليها وهى التمثيل الدبلوماسى لتلك المعلمة فى دولة السودان من سفارة وسفير, فكان يجب ان لا يخرج الامر عن هذه المؤسسات التى قامت من اجل هذه القضايا والا لتركت كل دولة تفعل ما تشاء مع رعايا دول تربطها بها علاقات تاريخية وانسانية من دون الحاجة الى التمثيل الدبلوماسى , كما ان على الوزارات و المؤسسات المختصة فى الدولة ان تجعل من مثل هذه البوادر مدعاة الى تقديم الاسلام فى شكل غير الذى اعتاد عليه الانسان الغربى والذى يرى فيه دين للمتشنجين والقتلة والانتحاريين كما اطل احد اصحاب العمائم الخضراء على شاشة التلفزيون فى تظاهرة مطالبة بالقصاص من هذه النصرانية وكان يردد كلام مفاده انه اذا تمكن من هذه الخواجية فسوف يقتلها , هل هذا هدى نبينا الذى اوصانا به ؟ لماذا لم يقم بمعاقبة من تبول فى احدى اركان مسجده ؟ ولماذا لم يقم بجلد وغرامة وسجن من اعتاد على ترك الفضلات على باب منزله ؟ ما هكذا تورد الابل يا دعاة الاسلام الجدد , ان هذه الدعوة فى مازق اذا كان من يمثلها اشخاص كالذين اطلوا برؤوسهم فى اجهزة الاعلام حاملين للاسلحة البيضاء متحدين ومهددين بالقتل والتدمير من دون الاهتمام لما هو اوجب عليهم من حمل السلاح وهو القيام بواجب التعريف لكل الاجانب الذين يدخلون الدولة بهذا الدين الحنيف والمساهمة فى دعوتهم الى قيمه ومبادئه لان ذلك من اوجب الواجبات التى تقع على عاتق المجتمع المسلم فيجب عليه القيام بها افراد وجماعات ومنظمات ودولة , نحن فى عالم توفرت فيه كل وسائل الاتصال والمعرفة مع الاخر المختلف عنا فى العقيدة , ماذا استفدنا من هذه الوسائط فى خدمة الدعوة وتقديم ما جاء به ديننا السمح من مبادئ و قيم ؟ هل قدمنا لمن يخالفنا الراى المحجة البيضاء التى اورثنا اياها النبى الخاتم ؟ هل نستطيع ان نحصى عدد المسيئين لديننا العظيم على مواقع الانترنت المختلفة يوم بعد اخر والتى اخرها عدد من المواقع المنشاة من قبل عدد من اليهود حول العالم بمسميات اسلامية وتحمل مدلولات مواقع فقهية وافتائية وفى واقع الامر هى مواقع لتشويه و تحريف تعاليم هذا الدين الحنيف الى ان تم كشفها عن طريق شباب واعى ومدرك لتحديات الدعوة فى عصرالمعرفة والتقنية الالكترونية وسرعة ايقاع التسابق المعرفى عبر الشبكة العالمية , كم عدد المسيئين لنا ولعقائدنا من ابناء جلدتنا معرضين ارواح مسلمة وغير مسلمة طاهرة وبريئة للهدرو الضياع بارتكاب حماقات يدعى اصحابها الاصلاح و هم ابعد ما يكونون عن الرشاد والصواب , ان قدوتنا الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم روحه مملؤة بالتسامح و لا يعرف الانتقام والضغائن والتشنج , لقد تاذى كثيراَ من مشركى مكة وسمع منهم عبارات ومفردات مسيئة وموغلة فى السباب و العنف اللفظى ككذاب وساحر وما الى ذلك بل تجاوز ذلك الامر بان تعرض للضرب والقذف بالحجارة من مشركى الطائف حتى شكى الى ربه ومولاه شكواه الماثورة التى تعرض فيها لضعف الحيلة والوهن الذى اصابه و المشاق التى تكبدها فى سبيل نشر القيم السمحة بين اولئك الاعراب الاجلاف الذين لا تعرف روحهم الرحمة ولا العفو لكنه رغم ذلك لم يستخدم ضدهم سلاح الانتقام بل كان دائم الامل فى ان يخرج من اصلاب اولئك القساة الشداد من يعبد الله حق عبادته وقد صدق فيما ذهب اليه , انه كان صاحب رسالة كونية عظيمة وكبيرة متجاوزة حدود جزيرة العرب , هكذا يصل الرجال الصابرين الصادقين الى مراميهم وغاياتهم النبيلة .
ماذا سيحدث اذا اطلق سودانى مقيم ببريطانيا اسم عيسى على دمية ؟ هل سيحاكم بالسجن والابعاد ؟ رغم ماخذ بعض من علماء المسلمين على اخواننا فى الديانة المسيحية الا ان مساحة التسامح بينهم كبيرة وتشمل حتى غير المنتمين اليهم فى العقيدة , اولى بهذا التسامح المسلمين لان كل معانيه جسدها خير البرية والذى هو قدوتنا ودليلنا ومرشدنا فى هذه الحياة لتحقيق السلم فيها ولا ننسى ان اسم ديننا مشتق من هذه المفردة – سلام – كان يجب ان تشعر به هذه النصرانية حتى تكون خير سفير لنا فى بلادها و لا تكون خصماً علينا باشعارها بالخوف وعدم الامن والطمانينة التى قالت معتذرة انها لم تكن تتوقع ان هذا الامر سيثير كل هذه الضجة , وايضاً تساءل احد حكماء المدينة عما اذا دخل احد المهوسيين وقتل هذه المراة ماذا سيصير ؟ هل المجتمع المسلم فى حاجة الى مزيد من اشانة السمعة , ان الدعوة الاسلامية مواجهة بكثير من التحديات فى عصر الانفتاح والعولمة , لماذا لا نقارع الاخر بالحجة التى نحن نملك جوامع كلمها فى قراننا الكريم وسنة نبينا المطهرة , لا نحتاج لان نضج او نثور او نسير التظاهرات المعبرة عن ضعفنا وهواننا على الناس لعدم ايصالها للحقيقة بل فقط التفافها حول الشجب والادانة والاستنكار .
سماعين
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | اسماعيل عبد الله محمد | 12-03-07, 07:41 PM |
 Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | kamalabas | 12-04-07, 02:12 AM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | اسماعيل عبد الله محمد | 12-04-07, 11:25 AM |
 Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | saadeldin abdelrahman | 12-04-07, 03:14 AM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | اسماعيل عبد الله محمد | 12-04-07, 11:29 AM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | Mohamed Omer | 12-04-07, 03:48 AM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | اسماعيل عبد الله محمد | 12-04-07, 11:45 AM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | saadeldin abdelrahman | 12-05-07, 04:16 AM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | Mohamed Omer | 12-05-07, 06:00 AM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | اسماعيل عبد الله محمد | 12-05-07, 05:51 PM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | Mohamed Omer | 12-07-07, 09:03 PM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | Mohamed Omer | 12-07-07, 09:41 PM |
| Re: المعلمة البريطانية... وقفة مع تحديات الدعوة الاسلامية.... | اسماعيل عبد الله محمد | 12-08-07, 01:26 PM |
|
| |
اسماعيل عبد الله محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست