أقوال صحف اليوم الثلاثاء الموافق 11 ديسمبر 2007م هدية من مكتب الإمام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2007, 10:50 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أقوال صحف اليوم الثلاثاء الموافق 11 ديسمبر 2007م هدية من مكتب الإمام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المكتب الخاص للإمام رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي
    أقوال صحف اليوم الثلاثاء الموافق 11 ديسمبر 2007م
    صحيفة الصحافة
    العناوين الرئيسية:
    تعديل وزاري مرتقب وتعيين مستشار رئاسي وزراء دولة
    المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا لم يستلم عينات "الوداي المتصدع".
    أخبار وتفاصيل:
    هل يكون نزاع الدينكا والمورلي الشرارة ؟
    حكومة الجنوب في مواجهة الإعصار!
    تقرير: احمد فضل
    ليس هناك أسوأ من ان تغرق حكومة الجنوب، في لجة الصراعات القبلية، التي من الممكن ان تلهيها عن كل المهام الجسيمة التي تنتظرها، والمواجهات بين دينكا بور وقبيلة المورلي خلال الايام الماضية كانت نموذجا يضج بالكثير من المتناقضات التي من الممكن ان تقذف بالحكومة الوليدة في بحر لا ساحل له من المشاكل.
    ويتميز الجنوب بكونه اقل تجانسا واندماجا على مستوى التفاعل البشري وتأسيس المجتمع، ويمتد الجنوب من حدود أوغندا إلى خط عرض 12 درجة شمالا، وينقسم سكانه الى: مجموعة النيليين التي تشمل الدينكا والنوير والشلك والانواك بجانب قبيلة الاشولى، ثم مجموعة النيليين الحاميين التي تشمل قبائل المورلى والديدنغا والباريا والتبوسا واللاتوكا، ويقيم معظمهم فى الاستوائية.
    ويضم الجنوب حوالي 5 إلى 6 ملايين نسمة، ما يعادل 14 % من سكان البلاد حسب آخر الاحصاءات، وينتسبون إلى 56 سلالة بداخلها ما يقارب الـ 567 مجموعة فرعية تتحدث 180 لغة ولهجة ويدين 65% منهم بديانات طبيعية ، 17 % بالإسلام و18 % يدينون بالمسيحية، وبالطبع فان ادارة مجتمع بهذه المقومات سيكون عسيرا على حكومة تتلمس طرق ادارة الحكم، بعد عشرين عاما من الحرب التي حالت دون تطور الجنوبيين مدنيا وسياسيا.
    في نهار 28 نوفمبر الماضي وفي بلدة «باقوك» 11 كلم شمال شرقي بور عاصمة ولاية جونقلي، نشبت مواجهات عنيفة اثر هجوم مباغت نفذه المورلي ضد دينكا بور، القبيلة التي ينتمي اليها مؤسس الحركة الراحل الدكتور جون قرنق، ما أودى بحياة 28 من الدينكا وجرح 36 آخرين بينما كان ضحايا المورلي لا يتجاوزون الـ 7 جرحى نقلوا الى مستشفى مدينة بور، لكن الدينكا الذين يشكلون السواد الأعظم من سكان المدينة كانوا غاضبين مما حدث لأقربائهم وعلى الفور أحاطوا بالمستشفى يريدون الانتقام من افراد المورلي الجرحى، بيد ان منظمة اطباء بلا حدود تمكنت من سحب اربعة من الجرحى الى ميز المنظمة، ولم يحول ذلك دون احاطة السكان الغاضبين بالميز وقتل الجرحى، ومن ثم انتشار حالة من الانفلات الأمني في بور، وحفاظا على ارواح المورلي في المدينة نقلت السلطات جميع المورلي الى داري الوالي ووزير المالية حتى لا يتعرضوا للأذى الجسيم من الدينكا الذين يريدون الثأر.
    في يوم 30 من ذات الشهر تقدم أعضاء في برلمان الجنوب ومجلس تشريعي ولاية جونقلي ينتمون الى قبيلة المورلي بمذكرة الى رئيس حكومة الجنوب وزعيم الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت، تطالبه بتدخل سلطاته في الصراع، بناءً على ذلك أوفد سلفاكير، نائبه رياك مشار وفي معيته وفد رفيع يتكون من وزير الشرطة والامن بول ميوم، ووزير شئون الجيش الشعبي ، ووزير الشئون القانونية، بجانب وزير النقل كوال ميانق أحد ابناء المنطقة وذلك لاحتواء الموقف وتهدئة الخواطر توطئة لعقد مؤتمر للصلح بين الطرفين، لكن وفد حكومة الجنوب باءت محاولته بالفشل عندما قوبل أمس الاول في مدينة بيبور معقل قبيلة المورلي التي يبلغ تعدادها حسب اخر الاحصاءات 50 ألف نسمة بمظاهرات هتفت ضد حكومة الجنوب وحكومة الولاية.
    وحسب القيادي في الحركة الشعبية ياي جوزيف ـ احد ابناء دينكا بور ـ الذي تحدثت معه امس، فان الدستوريين والمسؤولين من قبيلة المورلي في الحركة الشعبية عملوا على تأجيج الصراع وشحن منسوبي القبيلة، ومن هؤلاء المسؤولين مستشار سلفاكير نفسه، اسماعيل كونجي الذي كان قائدا لمليشيا من قبيلة المورلي قبل ان ينضم الى الجيش الشعبي في اوائل العام الحالي، رئيس المجلس التشريعي ووزير المالية في ولاية جونقلي.
    وتشير «الصحافة» الى ان دستوريي المورلي طالبوا نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار خلال اجتماع عقد امس الاول بعدة مطالب اهمها: اقالة الوالي، نقل العاصمة من بور لجهة ان المورلي لا يأمنون على انفسهم في مدينة غالبية سكانها من الدينكا ومراعاة التوازن في شرطة الولاية.
    ويؤكد ياي جوزيف، ان المورلي لا يمثلون سوى 10 ـ 15 % من اجمالي سكان ولاية جونقلي، حيث ان اغلبية السكان من الدينكا والنوير، بينما يتمركز أغلب المورلي في البيبور، ويتهم جوزيف المؤتمر الوطني بمد المورلي بالأسلحة لجهة ان الأسلحة التي استخدمت في الهجوم الذي وقع اواخر الشهر الماضي كانت متطورة، ويتساءل كيف استطاع العميد زوغين نياطي التابع للقوات المسلحة، التصريح للصحف في الخرطوم بتصريحاته التي اتهم فيها الدينكا بمحاولة تصفية افراد قبيلته المورلي، رغم ان للقوات المسلحة ناطقا رسميا باسمها..! ويضيف ان مجموعة مسلحة من المورلي هاجموا أيضا قبل ثلاثة ايام احدى القرى القريبة من بلدة «ونقلي»، مسقط رأس الراحل جون قرنق واختطفوا 4 من النساء، قبل ان يطلقوا سراحهن بعد يومين من الحادثة.
    ويعزو القيادي بالحركة الشعبية تدخل المؤتمر الوطني الى تعقيد الحسابات الأمنية لحكومة الجنوب، خاصة وان ولاية جونقلي تقع ضمن المربع «ب» الذي تريد وزارة الطاقة والتعدين منحه لشركتي توتال الفرنسية وبتروناس الماليزية، بينما ترغب حكومة الجنوب في منحه لشركة النيل الأبيض البريطانية.
    وكان العميد زوغين نياطي قد صرح الاسبوع الماضي للزميلة اخبار اليوم ، قائلاً ان قبيلته المورلي وقعت تحت محاصرة الدينكا الذين تحركوا من بور في طريقهم الى بيبور معقل المورلي في يوم 20 من الشهر الماضي، وانهم الان في منطقة خور «اين» مدججين بالاسلحة والذخيرة بعد ان تحركوا بواسطة ثماني عربات ودبابتين واربع عربات لاندكروزر محملة بالدوشكات والراجمات وطائرة يقودها عقيد، محذرا بأن الوضع عموماً في غاية الخطورة، وان هنالك هجوما متوقعا بغرض ابادة قبيلة المورلي بشكل جماعي في ظل عدم توفر الحماية اللازمة من قبل الحكومة الاتحادية او الامم المتحدة بالرغم من علم كل الجهات بهذه المشاكل وما تعانيه قبيلة المورلي ..
    ونفى العميد زوغين صحة المعلومات التي وردت في سياق تصريحات منسوبة للنائب الاول للرئيس سلفاكير ميارديت في اميركا حول عدم خصوبة قبيلة المورلي والمقدرة على الانجاب ولجوء افرادها لخطف اطفال القبائل الاخري، واتهم سلفاكير بانه يعمل ضد قبيلة المورلي ، وقال ان وصف القبيلة بعدم الخصوبة غير صحيح على الاطلاق ، وقال «انا على سبيل المثال لدي سبعة ابناء، كما ان السلطان اسماعيل كوني لديه اكثر من خمسين من الابناء وهنالك اسر لها اكثر من ثلاثين او ستين من الابناء.. انه امر غير صحيح على الاطلاق» .
    ويعتبر الصراع في جونقلي بين قبيلة المورلي وقبائل الدينكا الأنواك والنوير لوة في اكوبو، صراعا تاريخيا، ويتمركز المورلي في وحول البيبور، بينما يمتد الدينكا في شكل حزام من نهر السوباط وحتى منطقة بور، وتعود أسباب الاحتكاكات في المنطقة الى الصراع حول المراعي والاستحواذ على الماشية، بيد ان الصراع الحالي بين المورلي ودينكا بور اتخذ انماطا واسبابا جديدة، عندما قامت القبيلة الأولى بخطف أطفال الدينكا، لأسباب عزاها رئيس حكومة الجنوب أثناء زيارته للولايات المتحدة الأميركية مؤخرا الى قلة الخصوبة بين منسوبي المورلي.
    لكن جوزيف ياي ، يبين هذا السبب بشكل أكثر وضوحا عندما يقول ان أمراضا جنسية تنتشر بين افراد المورلي بشكل كبير، الأمر الذي يدفع رجال القبيلة الى خطف الاطفال القصر من القبائل الاخرى لمحاولة تبنيهم وتربيتهم كأبناء لهم، ويؤكد انهم تمكنوا منذ شهر اغسطس الماضي من اختطاف ما يزيد عن 50 طفلا من الدينكا.
    ودخلت قبيلة المورلي في عدة مؤتمرات صلح مع القبائل الاخرى منذ العام 2003م وحتى سنة 2005م ، وكان اخرها في 2006م في بور بحضور اسماعيل كونجي والوالي فيليب طون حيث تم الاتفاق على هدنة بين القبيلتين وارجاع بعض الاطفال المختطفين، لكن سرعان ما كانت هذه المصالحات تصبح حبرا على ورق بمجرد مغادرة افراد القبيلتين للمؤتمرات، حيث يعود المورلي الى ممارسة هوايتهم المفضلة في اختطاف الاطفال.
    الممثل الخاص للحكومة الصينية بشأن دارفور ليو قويجين
    لن نتراجع وسننشر قواتنا في الوقت المحدد بدارفور
    تصريحات قادة الحركات المسلحة غير مقبولة وجنودنا سيتوخون الحذر
    أجراه ببكين : أمير عبدالماجد
    • الاهتمام الصيني بقضايا السودان بدا واضحا خلال زيارتنا الاسبوع الماضي لبكين وشنغهاي الاسبوع الماضي والحديث عن الاوضاع السودانية والعلاقات الصينية مستمرهناك بين السياسيين والتنفيذيين الصينيين والحديث عن وجود القوات الصينية في دارفور مستمر ايضا خاصة بعد التهديدات التي اطلقها بعض متمردي دارفور تجاه القوات الصينية والوجود الصيني، وكان زعيم " حركة العدل والمساواة" خليل إبراهيم قد صرح لوسائل الاعلام أن القوة الصينية ليست موضع ترحيب وأن المهندسين الصينيين لن يستطيعوا أبدا دخول دارفور واستمر الجدل مع الاعلان عن وصول 135 جنديا صينيا من سلاح الهندسة إلى نيالا عاصمة جنوب دارفور كطليعة للقوة الصينية المكونة من 315 عسكريا ..ما هو موقف القيادة الصينية ازاء التصريحات وازاء مشاركتها في حزم الدعم .. وماهو موقفها تجاه القضايا السودانية عموما ،هذه التساؤلات وغيرها قادتنا للقاء الرجل الاقرب للملف.. ليو قويجين الممثل الخاص للحكومة الصينية لقضية دارفور وهو لقاء بدا الرجل من خلاله واضحا ومتفهما للشأن السوداني ..مدخلنا لفهم دور الرجل وعلاقته بالسودان بدأ من خلال علاقته بالشأن الافريقي ...فالرجل بدأ علاقته من خلال العمل المستمر في افريقيا
    • أين عملت في افريقيا ...؟؟
    عملت في ملف شؤون افريقيا منذ وقت مبكر
    • متي ..؟؟
    منذ العام 1981م
    • أين ....؟؟
    في جنوب افريقيا وزيمبابوي وكينيا واثيوبيا ..الى ان تم تعييني في مايو من هذا العام ممثلا للشؤون الافريقية لكنني خصصت (80%) للعمل في الشأن السوداني وزرت السودان ودارفور
    * آخر زيارة كانت ......!!
    كانت في نوفمبر الماضي
    * ذهبت الى مفاوضات سرت ...!!
    نعم ذهبت الى هناك ...والواقع اننا نهتم كثيرا بملف السودان ودارفور
    • لكن الأوضاع معقدة ...!!
    دعني اقول ان السودان يواجه صعوبات في العملية السياسية بسبب رفض بعض الحركات مثل العدل والمساواة الانضمام الى المفاوضات
    • ماموقفكم من هذه المفاوضات ...؟؟
    الصين تدعم المصالحة في السودان
    • وموقفها من الوسطاء ...؟؟
    • تقصد سالم والياسون ...!!
    نعم ...
    - هما يقومان بجهد وافر ولم يتخليا عن جهودهما السلمية
    • اريد تفصيلا اكثر للموقف الصيني ...؟؟
    يمكننا تلخيص موقف الصين تجاه قضايا السودان كالآتي ...نحن نقول بوضوح انه يجب احترام سيادة السودان ووحدة اراضيه وندعو الى دعم سياسة المسارين
    • ماذا تقصد بسياسة المسارين ...؟؟
    ايلاء الاهتمام نفسه بمسار العملية السلمية واحلال السلام ...والتحقق من وقف اطلاق النار بصورة جدية وحقيقية وعلى المجتمع الدولي ان يقدم الدعم والتسهيلات لان الاهتمام بالتنمية واعادة الاعمار مهم جدا اذ لامعنى للحديث عن حلول في غياب التنمية الحقيقية بدارفور
    * ماهودور الصين هنا بصورة واضحة ...؟؟
    الصين ملتزمة بآليات التشاور الثلاثي .. بين السودان والامم المتحدة والاتحاد الافريقي
    * وموقف الصين من قضايا جنوب السودان ...؟؟
    موقفنا واضح جدا اتفاقية السلام الشامل يجب ان تنفذ بالكامل
    • ثمة خلافات بين الشريكين الآن كما تعلم ...!!
    نعم ونحن نأمل ان يتم تجاوزها في اطار اتفاق السلام ..نعلم ان الخلافات موجودة لكن كما قلت نأمل انها ستحل بالحوار ونحن في الصين ليست لدينا اجندة في السودان اذ تربطنا بالسودان صداقة تقليدية وهي صداقة تشمل جميع اهل السودان ونرجو ان نتعاون بصدق لان السودان يملك موارداً طبيعية هائلة وشعباً شجاعاً وانا مازلت اذكر قصة لطالما رددتها علينا المعلمة في مراحل دراستنا وهي قصة متعلقة بغردون.
    *عندما كان حاكما في الصين ...؟؟
    نعم ...انت تعلم ان غردون ارتكب جرائم كبيرة في الصين لذا اصبح السودان معروفا لدى شعبنا تماما بعد ان قتل غردون في الخرطوم
    • ثمة جدل مثار الآن بشأن قواتكم المشاركة في عمليات الهجين بدارفور !!
    نعم ونحن مستعدون للتعاون مع المجتمع الدولي للوصول الى حلول في دارفور والجنوب ...أرسلنا (315) من قواتنا الى هناك وملتزمون بارسال بقية القوات واعتقد بصورة عامة ان الاعداد المقررة ستفي بالحاجة في الحزمة الثانية المتعلقة بالدعم الثقيل ..وحسب معلوماتنا ان القوة الصينية هي اول قوة غير افريقية تتواجد في دارفور
    • يقال إن العمليات الهجين تواجه اشكالات في القوات من بينها عدد المشاة مثلا ...؟؟
    لا ...عدد المشاة كافٍ وحسب معلوماتنا ان الدول الافريقية تعهدت بارسال عدد يفوق العدد المطلوب بـ (50%) ..المشكلة الاساسية في المروحيات
    • بمعنى ...؟؟
    هناك مشكلة فيما يتعلق بالمروحيات القتالية ومروحيات النقل لان عددها قليل والمجتمع الدولي يدرس الآن في خطط بديلة لحل المشكلة
    • بمناسبة المجتمع الدولي كيف تعاطيتم مع ضغوط المجتمع الدولي واقصد امريكا والغرب بشأن دارفور والسودان ...؟؟
    • من خلال اللقاءات العديدة التي اجريتها مع السفراء الاوربيين ببكين وضح لي وجود اتجاهين بخصوص دارفور ...الرأي الاول وهو الغالب اجراء مفاوضات شاملة مع كل الحركات والرأي الثاني يدعو لاجراء مفاوضات تضم فقط الجماعات المتمردة الرئيسية والكبيرة في دارفور على ان توجه هذه الحركات فيما بعد انذار للحركات الصغيرة بضرورة ايقاف أعمالها القتالية
    • ماهو رأي الصين ...!!؟
    سأقول لك رأي الشخصي ..
    تفضل ...
    يجب ضم الحركات العسكرية اولا لان القيام بعمليات عسكرية قد ينسف العملية السياسية ...
    • ماهو رأي المجتمع الغربي الذي اثير عبر لقاءاتك معهم ...؟؟
    هم يتحدثون عن قادة هذه الحركات ويقولون إنهم يعيشون في اوروبا في فنادق فخمة ولفترات طويلة واهتمامهم غالبا منصب حول المناصب التي قد يحصلون عليها ...لايأبهون غالبا بأهلهم في المعسكرات ...اضافة الى انهم غالبا ذوي امكانات محدودة ...وغير مسؤولين
    *بعضهم هدد الصين من المشاركة في العملية الهجين في دارفور ...؟؟
    نعم ...سمعت بالأمر ...هناك قادة وجهوا انتقادات للصين لانهم يسمعون الاعلام الغربي ولا يعرفون حقيقة الموقف الصيني ..فبعض وسائل الاعلام الغربية والمنظمات تقوم بتحليلات غير مسؤولة ويزعمون ان التعاون النفطي سيؤهل السودان للحصول على السلاح
    • هذا التحليل يقود الى ان الصين تدعم مايقولون إنه إبادة ...؟؟
    نعم ...مع ان الربط غريب ..ماعلاقة التعاون النفطي وتنظيم الصين للأولمبياد بالامر
    * بعض الحركات رفضت التفاوض مع الحكومة في ليبيا ماهو الموقف الآن ..؟؟
    * دعني أحيي الحكومة السودانية التي أبدت حرصا والتزاما بالتفاوض في اي مكان ...اعتقد ان الاولوية يجب ان تكون للسلام وألا ننشغل بالصغائر...نحن عموما ندعم جهود الياسون وسالم وندعم جهود ليبيا واريتريا
    • ماذا عن الغربيين ...؟؟
    الدول الغربية تملك تأثيرا على قادة الحركات ويجب ان تلعب دورا اكبر لاقناعهم بالتفاوض مع الحكومة اذ لامجال لتحقيق السلام دون اتفاق شامل للسلام ولامعنى قوات حفظ سلام دون وجود سلام حقيقي وعملية سلمية
    • نعود للحديث عن تهديد بعض قادة الحركات بالاعتداء على القوات الصينية بدارفور ...؟؟
    بعض الحركات مثل تحرير السودان والعدل والمساواة قالت انها ستعتدي على قواتنا واتصلنا بالامم المتحدة لاقناعهم بان مثل هذه التصريحات لاتهدد الصين بل تهدد العملية السلمية والمجتمع الدولي ...قواتنا مؤهلة وهم محل اشادة في افريقيا ...لن نقبل هذه التصريحات وجنودنا سيتوخون الحذر وستوفر القوات الموجودة هناك الحماية لجنودنا واؤكد ان هذه التصريحات لن تؤثر في موقف الصين ...الصين لن تتراجع وستنفذ التزاماتها لاحلال السلام في دارفور وسننشر جنودنا خلال الفترة المقررة واقول لمثل هذه الحركات ولقادتها ان الصداقة السودانية الصينية تشمل جميع السودانيين ..لسنا اعداء لاحد ولو اصروا على عدائنا فانا اعتقد انها ستكون رؤية تفتقر للبصيرة ..بعضهم قال ان الصين لم تقدم دعما لدارفور مع اننا قدمنا اربعة دفعات بـ (80) مليون ين صيني كمضخات مياه ومولدات كهرباء وبيوت سابقة التجهيز ..وقد التقيت اثناء زيارتي لدارفور بقيادات نسائية تعرف تماما ماذا قدمنا لدارفور ..وسنواصل مساعداتنا في العام القادم
    من فرعون إلى طالوت: هل في القرآن ما يعارض الديمقراطية؟
    روى ابن عبد ربه أن الحجّاج أتى بامرأة من الخَوارج فقال لأصحابه: «ما تَقُولون فيها.. قالوا: عاجِلْها القَتْلَ أيَها الأمير قالت الخارجية: لقد كان وزراءُ صاحبِك خَيْرًا من وُزرائكَ يا حجّاج قال لها: ومَن صاحبي قالت: فِرْعون استشارهم في موسى فقالوا: أرجِه وأخاه». وفي رواية مشابهة أن رجلاً ادعى النبوة أيام المأمون فأشار عليه جلساؤه بقتله، فقال الرجل للمأمون: إن فرعون كان أعدل منك وملؤه كانوا خيراً من ملئك. فعندما جاءه موسى بدعواه في النبوة طلب منه البرهان قبل أن يحكم عليه، وعندما استشار ملأه قالوا له: أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين. أما أنت فتحكم قبل أن تسأل البرهان، وملؤك يشيرون عليك بالتعجل في الحكم بدل التريث. فتراجع المأمون عن قراره بالإعدام الفوري للرجل.
    ويذكرنا هذا بأن السلف كانوا يقرأون القرآن قراءة متكاملة، وأيضاً بأن السجال حول الإسلام والديمقراطية يتعامل بصورة مجتزأة مع النصوص، خاصة حين يقتصر الاستشهاد في كثير من الأحيان على آيتي الشورى في القرآن، ويغفل عن مواضع أخرى كثيرة ذات صلة في القرآن والحديث. ومن أمثلة ذلك كثرة الاستشهاد بالحديث المشكوك فيه: «ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة،» مع اهمال آيات سورة النمل التي تحدثت عن ملكة سبأ ونهجها في الشورى بدون إنكار لأيٍّ من ذلك. ومن هذا المنطلق نود أن نبدأ هنا بتقديم هدية مجانية لمعارضي الديمقراطية من السلفيين بالإشارة إلى موضعين في القرآن يبدو من ظاهرهما أنهما يدعمان التفسير الذي يرى تضارباً بيّناً بين الديمقراطية وقيم الإسلام.
    أما الموضع الأول فهو الآيات 246-249 من سورة البقرة التي تتحدّث عن طلب بني إسرائيل إلى أحد أنبيائهم أن يبعث لهم ملكاً لقيادتهم في الجهاد في سبيل الله. وحين استجيب إلى طلبهم، اعترض ممثلو المجتمع على شخص الملك بحجة أنه غير مؤهل لتولي المنصب بسبب وضعه المالي والاجتماعي المتدني نسبياً في بني إسرائيل. ولكن النبي رفض هذا الاعتراض الجماعي، مذكّراً القوم بالاختيار السماوي للرجل. وحين خرج الملك المعين -طالوت- على رأس جيشه، وضع للجند اختباراً حين نهى أفراد الجيش العطشى عن الشرب من نهر اعترضهم، وحين شرب غالبية الجند من النهر قام بطردهم من الجيش واكتفى بالأقلية التي اتبعت أوامره. فهذه الحكاية تشير بوضوح إلى أن رأي الغالبية لم يكن له اعتبار في أمرين مهمين، هما القيادة السياسية-العسكرية وعضوية الجيش.
    أما الموضع الثاني فهو الآية 154 من سورة آل عمران التي ورد فيها: «وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر شيء؟ قل إن الأمر كله لله. يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا». ففي هذا الموضع ينتقد القرآن هؤلاء المعارضين لاتهامهم الرسول صلى الله عليه وسلم ضمناً بأنه لا يشركهم في اتخاذ القرار، ويرد عليهم رداً حاسماً: إن الأمر كله لله. وفي كلا الموضعين يبدو أن القرآن تعامل مع حالتين وقفت فيهما القيادة الدينية ضد شريحة مهمة من أهل الرأي، فدعمها الوحي وانتقد بوضوح حجج وموقف المعارضين، حتى حين كانوا يمثلون رأي الغالبية.
    ولكن التأمل الأعمق يشير إلى خطأ هذه القراءة. ففي القضية الأولى نجد أن ممثلي بني إسرائيل هم الذين طلبوا من النبي اختيار القيادة السياسية بمحض إرادتهم، وجاء الوحي مستجيباً لطلبهم. فلو أنهم اختاروا الملك بأنفسهم بدون طلب توليته عبر الوحي لما ثارت هذه القضية أصلاً. وبما أنهم طلبوا مشورة الوحي كما فعلوا في قصة البقرة، كان يجب عليهم أن يمتثلوا. وحتى هنا فإن النبي لم يقل لهم فقط إن الله اصطفى طالوت عليهم بقرار سماوي، بل فسّر لهم ذلك بأن لطالوت مؤهلات بدنية وعقلية تجعله الأصلح للمنصب، وأن اعتبارات الثروة والمكانة الاجتماعية ليست هي كل شيء في هذه القضية. وزاد النبي فأعطاهم آية تتمثّل في عودة التابوت المحمول من الملائكة لرفع الروح المعنوية وتأكيد الدعم السماوي المباشر لجهادهم العادل.
    في المسألة الثانية، وهي تتعلّق بالمداولات التي وقعت بعد هزيمة أُحد، حين احتج البعض على قرار الخروج لملاقاة العدو، وكانوا يريدون القول بأن الهزيمة وقعت لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستمع لنصيحتهم بالبقاء داخل المدينة، فإن القرآن يذكّر المعترضين بأن النصر والحياة والموت كلها بيد الله: «قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم». وقد كان قرار الخروج وواقع الهزيمة تدبيراً إلهياً: «وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور».
    ولا بد من التذكير بأن الخروج إلى أُحد كان قراراً «ديمقراطياً» كما هو مشهور، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يريد الخروج، ولكنه انصاع لإرادة الأغلبية التي أشارت بذلك في المداولات المفتوحة التي سبقت المعركة. إذاً، فإن الفئة المعترضة لم تكن تدافع عن الديمقراطية ورأي الأغلبية، بل بالعكس، كانت تجادل بأن يكون لها هي موقع متميّز في اتخاذ القرار لا يؤهلها له سند شعبي ولا رجاحة رأي معروفة ولا إخلاص مشهود به. والمشهور أيضاً أن آية «وشاورهم في الأمر» قد نزلت بعد واقعة أحد مباشرة مما يفنّد تحديداً أي استنتاج أن استشارة النبي لأصحابه كانت خطأً كما ادعت هذه الفئة. ومن هنا فإن هذه الآيات مجتمعة تؤكد على قيم تؤيد الديمقراطية من شورى مفتوحة واستئناس برأي الأغلبية.
    ولا بد من ملاحظة أن الواقعتين أعلاه تتميّزان أولاً بوقوعهما في وقت نزول الوحي، وثانياً بتعلقهما بشأن حربي. والمعروف أنه حتى في الديمقراطيات الحديثة فإن الأمور العسكرية، خاصة في جوانبها الميدانية، لا تخضع بالكامل للاعتبارات الديمقراطية. إضافة إلى ذلك فإن وقت نزول الوحي حالة خاصة لا تتوافر فيما عداها. على سبيل المثال فإن المعارضة لحكم سليمان وداؤود عليهما السلام قد تكون معارضة للنبوة أكثر منها معارضة سياسية واختلاف اجتهاد، ولكن ليس في كل حال. ومع ذلك فقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حالة معارضة سياسية من أصحابه ولم يعتبرها هو خروجاً على الدين. حدث هذا في قصة أسرى بدر التي نزل الوحي فيها مؤيداً للرأي المعارض، وواقعة الحديبية التي عالجها بالحكمة (بناءً على مشورة إحدى زوجاته)، وقصة غنائم حنين التي عالجها بالحوار والإقناع.
    ولكن القراءة المتعمقة للواقعتين تؤكد أنها (بالرغم من هذين البعدين، أي استمرار الوحي والطبيعة العسكرية للقضايا الخلافية) تؤيد حجج المنادين بالديمقراطية وليس العكس. فمثلاً نجد أن طالوت لم يفرض على الكل ما يمليه الالتزام العسكري في الجيوش قديماً وحديثاً بإصدار أوامر حاسمة بعدم الشرب من النهر، وإنما أعطى من شاء الخيار في الشرب من عدمه، ومن ثم الاستمرار في الجيش أو مفارقته. وهكذا كان الحال في الغزوات في العهد النبوي، حيث لم تكن هناك عقوبة مالية أو جسدية أو غيرها لمن يتخلّف عن الحملة، بل كان هناك قبول لأعذار المتخلفين الكاذبة، وفي حالات نادرة عقوبات أخلاقية بالمقاطعة أو الحرمان من المشاركة في غزوات قادمة.
    في ما يتعلق بواقعة أحد فإن الشورى كانت الأساس قبل المعركة (مثلما كان الأمر قبل بدر: «أشيروا عليّ أيها الناس!»)، وتم التأكيد عليها بعدها. ولم يكن النكير على المنافقين الذين جأروا بالشكوى من اقصائهم من المشاركة في القرار إلا تأكيداً لهذا المعنى، فهذه المجموعة كانت تطالب بوضع خاص يتميّز عن بقية المؤمنين الذين تمت مشاورتهم كما أسلفنا، فإذا كانت الشورى والاستئناس برأي الغالبية مأموراً بها في إدارة العمليات العسكرية وفي وقت نزول الوحي، فمن باب أولى أن تكون هي السبيل في غير ذلك من الأوقات والظروف.
    إن التأكيد في هذه الآية على أن «الأمر كله لله» هو تأكيد على حقيقة لا جدال فيها، وهي أن القرار النهائي بشأن الكون وما يقع فيه هو للمولى عز وجل، ولا يفهم من ذلك أن حق اتخاذ القرار منزوع من العباد، إذ أن الجدال هنا كان بين النبي وبين فئة من أهل الشقاق، وقد ورد في آية سبقت هذه في نفس السياق في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس لك من الأمر شيء»، أي في ما يتعلّق بمصائر العباد وهدايتهم أو هلاكهم. أما الأمر بمعنى المشاركة في اتخاذ القرار في الشأن العام، فهو للأمة بمجملها، وليس كما يوحي تعبير «ولي الأمر» الذي يستخدمه البعض لتبرير استبداد الفرد أو الأسرة بالأمر من دون المؤمنين.
    وتنسف هذه الخلاصة الحجة القائلة بوجود تعارض ومقابلة بين «حكم الله» و«حكم الشعب»، لأن الله سبحانه وتعالى أوكل الحكم في الدنيا للبشر، وابتلاهم بذلك، حتى في وقت نزول الوحي وفي حضور الأنبياء، لينظر كيف يعملون. والمسألة الخلافية هنا هي هل تحتاج الأمة إلى وصاية من قلة تدعي أنها هي الناطقة باسم السماء، أم أن الأمر متروك للأمة تتداول فيه بما تراه؟ الثابت عند جمهور أهل السنة هو أن الأمر متروك لإجماع الأمة. ذلك أن القرآن يرفض وجود طبقة من الأحبار والرهبان تحتكر السلطة الدينية، ويؤكد المسؤولية الشخصية لكل فرد مع المسؤولية الجماعية للأمة.
    وإذا كان الأمر للأمة بعمومها، فإن هذا لا بد أن يترجم بآليات ترتضيها الأمة بغالبيتها لاختيار القيادات ومحاسبتها والتأكد من سيرها على هدى الشرع.. وقد فهم السلف الصالح ذلك حين تخيروا الآليات المتاحة وقتها لتحقيق هذا الغرض، وليس صحيحاً كما يزعم البعض أن ممارسات الخلافة الراشدة كانت تقوم على الحكم الفردي وفرض الخليفة بقرار فوقي. فبيعة أبي بكر تمت بعد حوار مفتوح شارك فيه غالبية أهل المدينة، ولم يخالف في الأمر إلا قلة معزولة. وبنفس القدر فإن ترشيح أبي بكر لعمر لم يكن قراراً فردياً ولم يفرض على الأمة، بل إن أبابكر لم يزد على أن رشح عمر، وعرض ذلك على جمهور المسلمين فوافقوا عليه في حياته بعد مداولات طويلة، ثم أمضوا الأمر بعد موته. ونفس الأمر في ما يتعلّق باختيار عمر للمجلس السداسي، إذا كان الأمر اقتراحاً لو شاء من جاء بعده لرفضوه. ولم يتم اختيار الخليفة من بين الستة إلا بعد مشاورات مكثّفة شملت كل رجال (ونساء) المدينة لاستطلاع آرائهم في الأصلح للقيادة. وينسحب هذا الأمر ليس فقط على قرارات اختيار الخليفة، بل كل قراراته التنفيذية التي كانت تتعرّض للمناقشة في برلمان الأمة (المسجد النبوي)، وكان يكفي اعتراض فرد واحد (أحياناً امرأة نجهل اسمها حتى اليوم كما كان الحال في محاولة عمر تحديد المهور) لتعويق أو إلغاء القرار.
    ومن هذا المنطلق فإن الاعتراضات على الديمقراطية تسقط. ولا يعني هذا أن الديمقراطية بشكلها الغربي لا بد أن تطبق إسلامياً وألا بديل عنها. فليس هناك ما يمنع الأمة الإسلامية (وغيرها من أمم العالم) من ابتداع نهج يجسّد قيم الإسلام بصورة أفضل. ولكن الثابت هو أن الديمقراطية هي اليوم أفضل المعروض، خاصة وأنها جربت في بيئات كثيرة، وتم تطويرها لتلافي عيوب التطبيق. ولا بد أن نضيف هنا أنه لولا الديمقراطية الحديثة ومزاياها لما تنبّه كثير من المسلمين إلى وجود بديل عن الاستبداد، وهو ما نوّه به الشيخ رشيد رضا حين كتب في عام 1906 رداً على قارئ سأله لماذا لا يسمى الحكم الدستوري حكم الشورى يقول: «ولا تقل أيها المسلم إن هذا الحكم (الدستوري) أصل من أصول ديننا، فنحن قد استفدناه من الكتاب المبين وسيرة الخلفاء الراشدين لا من معاشرة الأوروبيين والوقوف على حال الغربيين، فإنه لولا الاعتبار بحال هؤلاء الناس لما فكرت أنت وأمثالك بأن هذا من الإسلام». وقد صدق الشيخ، فإن التنبّه إلى هذا الجانب من تعاليم الإسلام جاء نتيجة للإطلاع على مزايا الديمقراطية الحديثة، بينما نجد العلماء في معظم بلاد الإسلام ما زالوا يؤيدون كل أصناف الاستبداد، وهو أمر ذكر به رضا قراءه، حين أشار إلى حكام مراكش وغيرهم ممن كانوا يكثرون تلاوة سورة الشورى دون أن توحي إليه بمقاومة الاستبداد الذي يؤيدون.
    فلتكن البداية إذاً من الديمقراطية بشكلها الحالي، ثم لنفتح الباب لتطويرها عبر التجربة الحرة واجماع المسلمين. ومن كان عنده اقتراح أفضل فليطرحه لنا حتى تتداول الأمة حوله، هذا بالطبع إذا سمح لها المستبدون بذلك.
    والاعتقال السياسي بين التشريعات والممارسة
    الخرطوم ـ التقي محمد عثمان
    اتفاقية السلام فرصة عظيمة لاستعادة عافية الوطن
    احتفلت شبكة حقوق الانسان والعون القانوني صباح أمس باليوم العالمي لحقوق الانسان في تزامن مع احتفال الناشطين والمهتمين والمواطنين العاديين في مختلف انحاء العالم بهذا اليوم الموافق العاشر من ديسمبر والذي يجيء تحت شعار «الكرامة والعدالة لنا جميعاً».
    واختارت الشبكة لاحتفالها المنعقد بقاعة اتحاد المصارف ان يكون في شكل سمنار حول «حقوق الانسان والاعتقال السياسي في التشريعات والممارسة السودانية» قدمت فيه ثلاث اوراق عمل تناولت الاولى «المعايير الدولية المتعلقة بالمعتقلين» قدمها الدكتور محمد عبد السلام، وتناولت الثانية «حرية التعبير بين النظرية والتطبيق» قدمها مولانا محمد الحافظ بينما تناول الاستاذ الحاج وراق في الورقة الثالثة «الاعتقال السياسي» ليتم التداول والنقاش حول ذلك كله ليخرج السمنار بهذه التوصيات.
    الخرطوم ـ التقي محمد عثمان
    توصيات
    • مناشدة حكومة الوحدة الوطنية بالاسراع في انفاذ تعديلات القوانين لتتسق مع الدستور الانتقالي وخاصة وثيقة حقوق الانسان.
    • المناشدة بالاسراع في اقامة مفوضية حقوق الانسان والتأكيد على ضرورة اشراك منظمات المجتمع المدني فيها.
    • مناشدة الاجهزة السياسية برفع يدها عن استقلالية القضاء وتمكينه وخصوصا المحكمة الدستورية مع الاشارة هنا الى القضية رقم 35 المرفوعة من قبل منظمات المجتمع المدني ضد قانون العمل الطوعي.
    • يناشد السمنار كل الاطراف بالسعي في تمكين الشبكة من اصدار تقريرها السنوي حول اوضاع حقوق الانسان في السودان حتى لا يتم استخدام قضايا حقوق الانسان في المصالح الاستراتيجية للدول العظمى واستلاب السيادة الوطنية.
    • التأكيدا على اهمية مفوضية حقوق غير المسلمين بولاية الخرطوم ودعمها ومساندتها بما في ذلك اقتراح ان تنظر في تعديلات قانون النظام العام وحل اشكاليات النساء من غير المسلمات في مواجهة هذا القانون.
    • ان تتولى شبكة حقوق الانسان والعون القانوني تنسيق مساهمة منظمات المجتمع المدني في تعديل القوانين وبخاصة قانون الامن الوطني الجديد، ومناشدة كل القائمين على امره الالتزام بالتعريف الذي ورد في الدستور أي ان يقوم بجمع المعلومات وتقديم المشورة للحكومة فقط وان ترفع عنه كافة اشكال الحصانة التي نص عليها القانون الساري الآن، والتي هي خارقة للدستور الساري الآن.
    • أن تقوم شبكة حقوق الانسان والعون القانوني بتقديم المساعدة للأجهزة الأمنية والشرطية من خلال برامج توعية متخصصة بقضايا حقوق الانسان.
    • التأكيد على دعم الشبكة لتضطلع بمسؤولياتها وعلى الدولة والمجتمع السوداني والدولي تقديم الدعم لبناء قدرات شبكة حقوق الانسان والعون القانوني.
    مفارقة:
    هذا وكان الدكتور معاوية شداد رئيس شبكة حقوق الانسان والعون القانوني قد تلى في فاتحة أعمال السمنار كلمة جاء فيها:
    يحتفل ناشطو بلادنا بهذا اليوم في ظل تحولات كبيرة شهدتها وتشهدها البلاد، لعل أهمها المفارقة الناشئة من وجود دستور انتقالي يتضمن في بابه الثاني وثيقة الحقوق وعدم انجاز الاصلاحات التشريعية وتغيير القوانين لتتلاءم مع الدستور الانتقالي وتجعل منه نقطة تحول حقيقية في اتجاه تحسين أوضاع حقوق الانسان.
    لهذا نود في هذا اليوم مناشدة الجهات الرسمية وخصوصاً المجلس الوطني للاسراع باحداث الاصلاحات التشريعية الضرورية للتمتع بالحقوق الدستورية وسرعة اجازة قانون مفوضية حقوق الانسان كما نناشد طرفي اتفاقية السلام ان يعالجا ما نشأ بينهما من خلافات بحكمة ومسؤولة وطنية وان يلتزما بنبذ العنف والابتعاد عن كل ما من شأنه تصعيد الخلافات والعودة للحرب.
    فلقد اتاحت اتفاقية السلام فرصة عظيمة لاستعادة عافية الوطن وتوافق بنيه على بناء السلام الاجتماعي والتحول الديمقراطي والحكم الراشد. وينبغي علينا أن نعمل جميعاً على عدم اهدار هذه الفرصة.
    كما نشعر بقلق بالغ جراء استمرار النزاع في دارفور وآثاره على اوضاع حقوق الانسان ونناشد كافة الاطراف ببذل كل الجهود اللازمة للتوصل لاتفاق سلام نهائي ينهي معاناة شعبنا في دارفور. ونعضد حملة مكافة العنف ضد النساء التي انطلقت منذ 16 نوفمبر الماضي وتستمر حتى اليوم ونطالب كل الاطراف الفاعلة في المجتمع بتمكين المرأة وتمتين دورها في كل مراحل اتخاذ القرار.
    وننظر بأسف لاستمرار ظاهرة الاعتقال السياسية وملاحقة اصحاب الرأي دون سند دستوري. ونطالب بوقف هذه الظاهرة السالبة فوراً واستلهام نصوص الدستور وروحه في التعامل مع الرأي المختلف.
    أعمدة
    في عموده إليكم: كتب الطاهر ساتي: لرئاسة الجمهورية .. ( هؤلاء يضحون برعيتكم .!!
    كُتب في: 2007-12-11 { للرعية مطلق الحق حين لا تثق في أقوال وأفعال بعض ولاة أمرها ، فالصدق يكاد أن يصبح غريب الوجه واليد واللسان في دهاليز بعض مؤسساتنا ذات الصلة المباشرة بحياة الناس ، ولعلك تابعت - أخي القارئ - كم الحبر الذي سكبناه هنا في الأسابيع الماضية محاولة لنقل حقائق وتفاصيل الحمى النزيفية التي تصيب الإنسان ، ثم حمى الوادي المتصدع التي تصيب الحيوان ، تعاملنا - ولانزال - مع تلك الأزمة بشفافية تصطحب ألا تضار صحة الإنسان السوداني وخاصة أهل الريف الذين يحتكون بالأنعام مباشرة ، ثم بحكمة تصطحب عدم نقل أية معلومة عن الداء إلا من أهل العلم وولاة أمر ثروتنا الحيوانية ، لم نجنح للإثارة رغم سيل الأرقام والمعلومات المحيط بنا ، وكذلك لم نلتزم جانب الغموض لقناعتنا بأن حياة المواطن وعافيته أمانة في أعناق السلطة الرابعة أيضا ، خاصة والكل يترقب عيد الأضحى ليضحي .. في كل تلك الأسابيع الفائتة كنا أمام خيارين فقط لاغير ، اما أن نكتفي بنقل تصريحات المسؤولين ليواجه المواطن مصيره ،أو ننقل تصريحاتهم ثم نتشكك فيها حتى تتجلى الحقائق الكاملة ، فاخترنا الخيار الثاني ، وللأسف كشف لنا الخيار الثاني بأن وزير الثروة الحيوانية ووزير الدولة ثم الوكيل غير مسؤولين ، وغير جديرين بثقة الصحافة والرأى العام .. فالوزير ووزير الدولة ثم الوكيل هم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة لماحدث وما سيحدث يا رئاسة الجمهورية ..!!
    { قبل ثلاثة أسابيع جمعتنى الإذاعة السودانية بوكيل وزارة الثروة الحيوانية في برنامج مؤتمر اذاعي ، وكان الحديث عن تلك الحمى ، هناك أقسم لي الوكيل بأن البلاد خالية من حمى الوادي المتصدع ، وقبل أن يخرج من غرفة الضيافة سألته ان كان جاء الى هذا المنصب التنفيذي - المهم جدا - بالتدرج الوظيفي المطرز بالكفاءة وسنوات الخبرة ، فأقسم مرة أخرى بأنه جاء بالتدرج الوظيفي ثم الكفاءة و سنوات الخبرة الطويلة والممتازة ، ربما سيادته لم يعلم المغزى من سؤالي ، ولكن انتابني احساس أثناء حديثه عن الحمى بأن الوكيل يجتهد في أن يكون دبلوماسيا لا عالما ولا خبيرا ، فالعلماء والخبراء لا يخفون فيض علمهم عن الناس ، لذا سألته ذاك السؤال ، ثم خرجت من الإذاعة و توجهت الى المعامل البيطرية بسوبا ، فتجولت في معاملها ، وألتقيت بالعلماء والخبراء ونتائج فحوصاتهم البيطرية ، وعرفت بأن نتائجهم أثبتت وجود أجسام مضادة لفيروس حمى الوادي المتصدع في بعض بؤر ولاية النيل الأبيض ، وراعي الضأن في النيل الأبيض يعرف بأن الجسم ، أي جسم ، لا ينتج الجسم المضاد للفيروس ما لم يتعرض لهجوم الفيروس ، وأنا في المعامل أيقنت بأن من كان ينفي - ويقسم بالله - في الإذاعة كان يخفي عن الشعب السوداني كل حقائق الحمى وأرقامها ومساحاتها ، ورغم أن النزفية تخطت حدود النيل الأبيض وظهرت ملامحها في نهر النيل ، رغم ذلك لا يزال الوكيل يخفي وينفي الحقائق ، ليس الوكيل وحده ، بل كل الذين ينشرون صورهم في الصحف وهم فيها يلتهمون اللحم المشوي ، هذا الشعب ليس ساذجاً كما تظنون ، هو يعرف بأن اللحم المشوي لا ينقل الفيروس ، ولكن ماذا قبل الشواء ..؟.. أي ماذا عن الذبح والسلخ والقطع والطهي ..؟.. تلك هي المراحل الخطيرة أيها الأذكياء .. وتلك هي المراحل التي يجب عليكم تنفيذها بأنفسكم ثم نشر صورها في الصحف ، هذا إن كنتم ..( صادقين ) ...!!
    { و في الإذاعة أيضا حدثني الوكيل مؤكدا بأن سيادته - شخصيا - أرسل بعض عينات مواشينا للمعمل المرجعي بجنوب افريقيا للتأكد ، ربما كان يظن بأن جنوب افريقيا - بالنسبة الينا - أبعد من كوكب المريخ ، ها هي شهادة خبيرنا العالمي البروفيسور عبد الله عبد اللطيف تأتينا من قلب المعمل المرجعي بجنوب افريقيا ، يشهد البروف نصا ( أنا أؤكد أنه وحتى تاريخ 26/11/2007 لم تصل المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا - خلافاً لما ذكر الوزير - أي عينات لتأكيد أو نفي المرض. وقد اتصلت بالسفارة السودانية حسب رجاء خاص من مدير المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا مستفسراً عن العينات المرسلة من السودان والتي سمع عنها المدير من بعض المنظمات المتابعة لخبر الوباء بالبلاد، ولم يصلني أي رد من السفارة بعد ..!!) ... هل وكيل وزارة الثروة أرسل العينات الى معمل آخر غير هذا المعمل المرجعي الوحيد الذي يعمل فيه خبيرنا العالمي البروف عبد اللطيف ..؟.. أم أن سيادته بالتمادي في النفي واخفاء الحقائق يرغب في أن يكون المواطن السوداني هو كبش الفداء في عيد الأضحى المبارك ..؟
    { و إليكم - بالداخل - تفاصيل حقائق الحمى ثم الطريقة التي يدير بها وكيل الثروة الحيوانية ملف الحمى ، بقلم خبيرنا العالمي العامل بالمعمل المرجعي بجنوب أفريقيا ..!!
    في عموده بشفافية: كتب حيدر المكاشفي: لرئاسة الجمهورية .. ( هؤلاء يضحون برعيتكم) .!!
    { للرعية مطلق الحق حين لا تثق في أقوال وأفعال بعض ولاة أمرها ، فالصدق يكاد أن يصبح غريب الوجه واليد واللسان في دهاليز بعض مؤسساتنا ذات الصلة المباشرة بحياة الناس ، ولعلك تابعت - أخي القارئ - كم الحبر الذي سكبناه هنا في الأسابيع الماضية محاولة لنقل حقائق وتفاصيل الحمى النزيفية التي تصيب الإنسان ، ثم حمى الوادي المتصدع التي تصيب الحيوان ، تعاملنا - ولانزال - مع تلك الأزمة بشفافية تصطحب ألا تضار صحة الإنسان السوداني وخاصة أهل الريف الذين يحتكون بالأنعام مباشرة ، ثم بحكمة تصطحب عدم نقل أية معلومة عن الداء إلا من أهل العلم وولاة أمر ثروتنا الحيوانية ، لم نجنح للإثارة رغم سيل الأرقام والمعلومات المحيط بنا ، وكذلك لم نلتزم جانب الغموض لقناعتنا بأن حياة المواطن وعافيته أمانة في أعناق السلطة الرابعة أيضا ، خاصة والكل يترقب عيد الأضحى ليضحي .. في كل تلك الأسابيع الفائتة كنا أمام خيارين فقط لاغير ، اما أن نكتفي بنقل تصريحات المسؤولين ليواجه المواطن مصيره ،أو ننقل تصريحاتهم ثم نتشكك فيها حتى تتجلى الحقائق الكاملة ، فاخترنا الخيار الثاني ، وللأسف كشف لنا الخيار الثاني بأن وزير الثروة الحيوانية ووزير الدولة ثم الوكيل غير مسؤولين ، وغير جديرين بثقة الصحافة والرأى العام .. فالوزير ووزير الدولة ثم الوكيل هم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة لماحدث وما سيحدث يا رئاسة الجمهورية ..!!
    { قبل ثلاثة أسابيع جمعتنى الإذاعة السودانية بوكيل وزارة الثروة الحيوانية في برنامج مؤتمر اذاعي ، وكان الحديث عن تلك الحمى ، هناك أقسم لي الوكيل بأن البلاد خالية من حمى الوادي المتصدع ، وقبل أن يخرج من غرفة الضيافة سألته ان كان جاء الى هذا المنصب التنفيذي - المهم جدا - بالتدرج الوظيفي المطرز بالكفاءة وسنوات الخبرة ، فأقسم مرة أخرى بأنه جاء بالتدرج الوظيفي ثم الكفاءة و سنوات الخبرة الطويلة والممتازة ، ربما سيادته لم يعلم المغزى من سؤالي ، ولكن انتابني احساس أثناء حديثه عن الحمى بأن الوكيل يجتهد في أن يكون دبلوماسيا لا عالما ولا خبيرا ، فالعلماء والخبراء لا يخفون فيض علمهم عن الناس ، لذا سألته ذاك السؤال ، ثم خرجت من الإذاعة و توجهت الى المعامل البيطرية بسوبا ، فتجولت في معاملها ، وألتقيت بالعلماء والخبراء ونتائج فحوصاتهم البيطرية ، وعرفت بأن نتائجهم أثبتت وجود أجسام مضادة لفيروس حمى الوادي المتصدع في بعض بؤر ولاية النيل الأبيض ، وراعي الضأن في النيل الأبيض يعرف بأن الجسم ، أي جسم ، لا ينتج الجسم المضاد للفيروس ما لم يتعرض لهجوم الفيروس ، وأنا في المعامل أيقنت بأن من كان ينفي - ويقسم بالله - في الإذاعة كان يخفي عن الشعب السوداني كل حقائق الحمى وأرقامها ومساحاتها ، ورغم أن النزفية تخطت حدود النيل الأبيض وظهرت ملامحها في نهر النيل ، رغم ذلك لا يزال الوكيل يخفي وينفي الحقائق ، ليس الوكيل وحده ، بل كل الذين ينشرون صورهم في الصحف وهم فيها يلتهمون اللحم المشوي ، هذا الشعب ليس ساذجاً كما تظنون ، هو يعرف بأن اللحم المشوي لا ينقل الفيروس ، ولكن ماذا قبل الشواء ..؟.. أي ماذا عن الذبح والسلخ والقطع والطهي ..؟.. تلك هي المراحل الخطيرة أيها الأذكياء .. وتلك هي المراحل التي يجب عليكم تنفيذها بأنفسكم ثم نشر صورها في الصحف ، هذا إن كنتم ..( صادقين ).
    { و في الإذاعة أيضا حدثني الوكيل مؤكدا بأن سيادته - شخصيا - أرسل بعض عينات مواشينا للمعمل المرجعي بجنوب افريقيا للتأكد ، ربما كان يظن بأن جنوب افريقيا - بالنسبة الينا - أبعد من كوكب المريخ ، ها هي شهادة خبيرنا العالمي البروفيسور عبد الله عبد اللطيف تأتينا من قلب المعمل المرجعي بجنوب افريقيا ، يشهد البروف نصا ( أنا أؤكد أنه وحتى تاريخ 26/11/2007 لم تصل المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا - خلافاً لما ذكر الوزير - أي عينات لتأكيد أو نفي المرض. وقد اتصلت بالسفارة السودانية حسب رجاء خاص من مدير المعمل المرجعي بجنوب أفريقيا مستفسراً عن العينات المرسلة من السودان والتي سمع عنها المدير من بعض المنظمات المتابعة لخبر الوباء بالبلاد، ولم يصلني أي رد من السفارة بعد ..!!) ... هل وكيل وزارة الثروة أرسل العينات الى معمل آخر غير هذا المعمل المرجعي الوحيد الذي يعمل فيه خبيرنا العالمي البروف عبد اللطيف ..؟.. أم أن سيادته بالتمادي في النفي واخفاء الحقائق يرغب في أن يكون المواطن السوداني هو كبش الفداء في عيد الأضحى المبارك ..؟
    { و إليكم - بالداخل - تفاصيل حقائق الحمى ثم الطريقة التي يدير بها وكيل الثروة الحيوانية ملف الحمى ، بقلم خبيرنا العالمي العامل بالمعمل المرجعي بجنوب أفريقيا ..!!
    صحيفة الميدان
    العناوين الرئيسية:
    الحزب الشيوعي: موازنة عام 2008م تمويل القهر وتكريس الفقر.
    أزمة العسكريين المتقاعدين تتصاعد.
    صحيفة رأي الشعب
    العناوين الرئيسية:
    سلفا كير يطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
    مسرحو القوات المسلحة يغلقون الكباري ويعطلون حركة المرور.
    صحيفة الأيام
    العناوين الرئيسية:
    النائب الأول يدعو لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فورا من السجون.
    أخبار وتفاصيل:
    تأجيل التعداد السكاني مرة أخرى
    أعلن مجلس التعداد السكاني تأجيل التعداد القومي من الثاني من فبراير إلي منتصف أبريل القادم لضمان تكملة جميع المعينات والخرط والإستمارات المطلوبة ووصولها لكل المناطق بالبلاد. وقال رئيس الجهاز المركزي للإحصاء بروفسور عوض حاج علي عقب إجتماع مجلس التعداد السكاني برئاسة وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح بالقصر الجمهوري امس ، قال أن التعداد القومي سيغطي مناطق السودان كافة بما فيها معسكرات النازحين بدارفور مشيرا لإجراء التعداد الأولي فيها ، وإلي تعاون المجلس مع مفوضية اللاجئين للحصول علي المعلومات الخاصة باللاجئين السودانيين في دول الجوار. وأضاف بروفيسور عوض أن بدء التعداد بالجنوب في منتصف أبريل لا يمثل مشكلة رغم تزامنه مع بدء موسم الخريف في بعض المناطق وخاصة جنوب الإستوائية ذات الأراضي الثابتة مبينا ان تعداد عامي 1983-1993م أجريا في نفس التاريخ إلي ذلك عزا أزايا شول رئيس مفوضية الإحصاء بجنوب السودان وعضو المجلس التأجيل لتكملة إنجاز الخرائط والإمدادات المطلوبة وضمان توزيعها ووصولها لكافة المناطق بالبلاد.
    المبعوث الياسون يجتمع بمناوى ونافع اليوم: عبد الواحد : فرنسا ديمقراطية ولن تطردني
    قال دبلوماسي فرنسي امس الاثنين ان من المرجح ان ترغم فرنسا زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور على مغادرة البلاد بحلول نهاية الشهر لامتناعه عن حضور محادثات السلام مع الحكومة لكن عبد الواحد قال ل(الايام ) من فرنسا امس ان باريس لم تخطره بذلك ولن تفعل لانها دولة ديمقراطية وتحترم حقوق الانسان والشعوب
    وقال عبد الواحد انه يكن احتراما للحكومة الفرنسية وفرنسا تحترم الديمقراطية وانا رجل لي قضية ولن اغار باريس وقال (على الرئيس عمر البشير بدلا من ان يطلب من فرنسا طردي عليه ان يوقف ما أسماه بالابادة الجماعية في دارفور ).
    واوضح دبلماسي فرنسي امس أن عبد الواحد يقيم ف فرنسا حاليا بموجب تصريح ينقضي في نهاية الشهر وقال الدبلوماسي الفرنسي الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه لرويترز بشأن عبد الواحد أمس (لن يجدد تصريح الاقامة الخاص به على الارجح بسبب عدم مشاركته في مفاوضات سرت.) في السياق أجرى المبعوث الامم المتحدة الخاص بسلام دارفور يان ألياسون مباحثات في الخرطوم امس مع كبير مساعدي رئيس الجمهوري مني اركو مناوي دعتت للاسراع في بدء العملية السياسية في سرت باعتبارها الطريق نحو اقرار السلام الشامل في دارفور وقال مناوى عقب الاجتماع مع الياسون ان اللقاء بحث مجمل الاوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور واوضح ان الوضع بالمنطقة اصبح له تأثيرات وظلال سالبة علي بعض دول الجوار وينتظر ان يلتقى المبعوث الاممي اليوم بمساعد رئيس الجمهورية ومسؤول ملف دارفور الدكتور نافع على نافع في اطار مشاوراته التي يجريها مع المسئولين بالدولة .
    مسودة قانون بديلة لمشروع الجزيرة
    أعلن تحالف مزارعي الجزيرة عن عقد ورشة عمل لإعداد مشروع قانون بديل للمشروع وبحث علاقات الانتاج، في وقت كشف اتحاد المزارعين عن تقديم حزمة من المقترحات لوزيري الزراعة والري ومدير المشروع تختص بتفعيل قانون 2005م وتجديد عمل روابط مستخدمي المياه.وأكد عضو سكرتارية تحالف المزارعين محجوب الطيب على عقد ورشة عمل لإعداد مشروع بديل لقانون المشروع الحالي وبحث علاقات الانتاج عقب عيد الأضحى القادم، ودعا الخبراء والمختصين والمهتمين بالشأن الزراعي إلى المشاركة في الورشة وشدد محجوب على ضرورة توفير التمويل للمزارعين وفقاً لتقرير مندوب البنك الدولي.من جانبه قال رئيس اللجنة الزراعية باتحاد المزارعين (القسم الشمالي) مصطفى الشامي عمر بدر لـ(الأيام) ان الاتحاد سلم الوفد الحكومي الذي زار المشروع الاسبوع الماضي حزمة مقترحات تطالب بجسم تنفيذي لروابط مستخدمي المياه وتوفير معينات العمل لها، وتأهيل وصيانة الكباري بالقنوات والترع، بجانب تعيين خفراء للمساعدة في عمليات الري وتابع (والالتزام بالمحددات الفنية للدورة الزراعية وايجاد تركيبة محصولية لزراعة محاصيل مجزية للمزارع والتسويق الجيد للمحاصيل وتحديد السعر المجزي قبل الزراعة). وطالبت مقترحات الاتحاد حسب الشامي بوصول السياسات الزراعية قبل بدايات الموسم بقت كافٍ وتوصيل المعلومات الصحيحة.
    حل حكومة جنوب كردفان
    اصدر والي ولاية جنوب كردفان عمر سليمان آدم قرارا امس بحل حكومة الولاية توطئة لاعلان التشكيل الحديد لحكومة الولاية. وخاطب والي الولاية امس الجلسة الافتتاحية لمجلس تشريعي الولاية في دورته الرابعة متناولاً السمات العامة وموجهات خطة الولاية للفترة القادمة في المجالات المختلفة الاقتصادية والخدمية والسياسية وغيرها. وقال والي جنوب كردفان أن اعلان الحكومة الجديدة بالولاية سيكون خلال الايام القليلة القادمة.
    صحيفة أخبار اليوم
    العناوين الرئيسية:
    بالصور: متقاعدون عسكريون يتظاهرون ويغلقون والكباري والطرق والانفاق المؤدية الخرطوم لساعات.
    المتظاهرون أبلغوا "اخبار اليوم" بعدم صرف معاشاتهم منذ احالتهم منذ عام ونصف.
    وزير الدفاع اجتمع بممثلين للمتقاعدين العسكريين المحتجين مساء أمس وتعهد بصرف استحقاقاتهم.
    مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش: المتظاهرون يصرفون رواتبهم بصورة منتظمة والقيادة العامة ملتزمة بحل كافة قضايا المعاشين.
    قرارات هامة مرتقبة اليوم في اجتماع الرئاسة حول أزمة الشريكين بحضور البشير وكير طه.
    اللجنة السداسية انهت أعمالها وأعدت مسودات القرارات المرتقبة للرئاسة وتصريحات متفائلة للدرديري وعرمان.
    قبل الاجتماع: "أخبار اليوم" تستطلع حبراء استراتيجيين وأساتذة علوم سياسية حول التنائج المتوقعة لاجتماع اليوم.
    أخبار وتفاصيل:
    الشرطة تكشف معلومات مثيرة وخطيرة حول اختطاف اطفال دارفور
    أخبار اليوم» ترصد المؤتمر الصحفي لوزيرة الرعاية الاجتماعية والوزيرة أعلنت عن تكوين هيئة من عشرة محامين للدفاع عن الأطفال المختطفين
    الخرطوم : عرفة حمد السيد
    وقف اجتماع هيئة قيادة الشرطة أمس برئاسة البروفيسور الزبير بشير طه وزير الداخلية على الجهود التي تمت في قضية الاطفال المختطفين من دارفور ، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية لاسترداد الاطفال وملاحقة المتهمين الذين قاموا بارتكاب الجريمة.
    وقال اللواء السر احمد عمر خلال اللقاء التنويري للصحافيين حول اجتماع هيئة القيادة اضيفت في الاجتماع معلومات جديدة توثق بالصور خطوات تسليم هؤلاء الاطفال ، مبيناً أن الشرطة تحصلت على شريط يوضح هذه المسألة ثم تضمينه في الملف ، مشيراً الى انه تم الحصول على معلومات جديدة عن مدير المنظمة «كريدلس» واقامته داخل السودان لمدة 10 ايام في حي الرياض بالخرطوم.
    وأوضح ان اجتماع هيئة القيادة تطرق الى نظام حوسبة البلاغات باعتبار انه نظام حديث يوفر قاعدة بيانات ضخمة تمكن من الاستفادة من صناعة القرار الجنائي والاجتماعي ، مبينا انه نظام احصائي دقيق لانتاج التقارير المصاحبة للمعمل الجنائي ويتيح الربط في النظام المركزي ومعرفة سير البلاغ منذ فتحه حتى محاكمته ، اضافة الى البيانات عن الشاكي والمتهم وزمان ومكان وقوع الجريمة.
    فيما كشف عن ان الاجتماع ناقش بدء التشغيل التجريبي لشبكة اتصالات الشرطة «التترا» خلال الايام القادمة وهي شبكة تربط كل ولاية الخرطوم وتؤمن استمرار الاتصال في كل الظروف والأوقات وتحقق التحكم والسيطرة في الاحوال الاستثنائية والاحوال العادية ، كما يتم من خلالها سهولة قيادة القوات وتبادل المعلومات بين القيادات دون القاعدة وتتيح للمدير العام الاتصال بالقوات ومعرفة مواقعهم وتحديدها . كما ناقش الاجتماع القيادي ضرورة تفعيل الخطة التأمينية الشتوية بالولاية.
    وفي سياق منفصل اكد اللواء خميس ميان دوت مدير شرطة ولاية كسلا هدوء الاحوال الامنية بالولاية . واوضح سيادته خلال لقائه التنويري بالصحافيين امس عقب اجتماع هيئة قيادة الشرطة انه عكس لهيئة القيادة مجمل الاوضاع الامنية بالولاية من انجازات تحققت ومشاكل تحتاج الى معالجات ، وعدد سيادته المحاور التي تطرق لها خلال تنويره لهيئة القيادة والتي اشتملت على الجانب الجنائي الامني والاداري واللوجستي والتدريب وشئون القوة.
    واوضح ميان انه بعد توقيع اتفاقية الشرق قمنا باستلام ملف الترتيبات الامنية وتم تنفيذ كل البنود بالتدريج ، مشيرا الى ان قوات الشرق قامت بتسليم كل الاسلحة وتم تصنيفهم الى مجموعات منهم من انضم الى القوات المسلحة واخرون الى قوات الشرطة والبقية تم اخذ اسلحتهم وتسليمهم الى برنامج (DDR) وتم تعويضهم.
    وابان ميان ان المجموعة التي انضمت للشرطة يتم تدريبهم الآن في معسكرات بكسلا والبحر الاحمر وبعد فترة التدريب سينخرطون في الشرطة السودانية للعمل في كل ولايات السودان.
    وكشف خميس عن زيادات كبيرة في عدد المتسلليين الاريتريين للسودان عبر الشريط الحدودي ، عازياً ذلك الى أنه أحد إرهاصات الحرب بين اريتريا واثيوبيا.
    واشاد ميان بالجهود الكبيرة التي تبذلها ادارة مكافحة التهريب بالولاية ، مشيرا في الوقت نفسه الى المشاكل التي تواجه الولاية بسبب المطاردات التي تحدث بين قوات مكافحة التهريب والمهربين داخل السودان ، مبيناً ان شرطة الولاية أصدرت قرارات بمنع استعمال السلاح داخل المدينة واطلاق الذخيرة ومن يتجاوز هذه القرارات يتم محاسبته بالقانون.
    واثنى سيادته على الجهود التي قامت بها شرطة الدفاع المدني بالولاية اثناء فصل الخريف فيضان نهر القاش.
    تفاصيل المؤتمر الصحفي لوزيرة الرعاية الاجتماعية
    الخرطوم : رصد وتصوير / نجاة صالح شرف الدين
    أكدت الأستاذة سامية أحمد محمد وزيرة الرعاية الاجتماعية وشئون المرأة والطفل عن سير التحقيقات وجمع المعلومات فيما يتعلق بالمنظمة التي قامت بعملية اختطاف الأطفال . وأشادت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته مساء امس بالوزارة بمشاركة اللجنة العليا لاختطاف اطفال دارفور بالجهود المبذولة في تشاد فيما يتعلق بجمع المعلومات حول المنظمة التي قامت بعملية الاختطاف والمنظمات ذات الصلة ، واوضحت ان الجهود في هذه القضية تسير بصورة طيبة جداً .. وقالت نحن متأكدون بان تسير العدالة في تشاد بصورة جيدة تجاه هذه القضية وستأخذ العدالة مجراها.
    وأضافت من جانب السودان فان هذه القضية قد مرت بمراحل لاحقة ففي المرحلة الاولى قد تم الاهتمام بتكوين لجنة لجمع الشمل الى ذويهم على المستوى الاتحادي ، وأشارت الى ان هناك لجنة موجودة في غرب دارفور وان اللجنة قد قامت بعمل جيد وان هنالك عددا مقدرا من الاسر قد تعرفت على اطفالها ، كما علمت اللجنة بأسماء الاطفال واعدادهم والكيفية التي تم بها أخذ هؤلاء الاطفال من قِبَل هذه المنظمة ، كما تأكدت اللجنة على تورط المنظمة بمسألة الاستدراج وان الامهات قد أكدن أخذ اطفالهن ، واشارت الى ان افراد المنظمة كانوا قد قاموا بزيارة الى ابنائهم في الخلاوي وابانت ان اللجنة قد تعرفت على المشرفات وعدد من الشهود الذين اثبتوا مدى الافك الذي قامت به المنظمة في عملية الاستدارج ، واضافت بان المرحلة الثانية والتي تتمثل في عمل لجنة جمع الشمل فان اعمال هذه اللجنة تسير بصورة جيدة ، واضافت بان هنالك مسائل تتعلق باكمال التحقيقات ، واشارت الى ان السودان في هذه القضية له الحق الخاص للدفاع عن الاطفال المختطفين.
    وكشفت وزيرة الرعاية الاجتماعية عن تكوين لجنة تتكون من عشرة من المحامين حيث قام اتحاد المحامين السودانيين بتكليف عشرة من المحامين لتولي الدفاع عن الاطفال المختطفين ، كما ان هنالك عددا كبيرا من المحامين قد أبدوا رغبتهم في الدفاع عن هؤلاء الاطفال ، واضافت بان المرحلة الثالثة تتعلق بتقديم السودان الى شكوى لكل الجهات عبر الآليات المختلفة والمتمثلة في مجلس حقوق الانسان والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي وجامعة الدول العربية ، فقد اصدرت هذه الجهات العديد من الادانات والبيانات ، ورأينا لا بد من اخذ حق حماية المنظمات العاملة في مجال الطفولة في دارفور حتى لا تتلطخ هذه المنظمات بالشكوك والاتهامات.
    وقالت بانه قد تم ارسال مذكرات الى الصليب الاحمر ومفوضية اللاجئين للتنسيق للم الشمل للعمل الى ارجاع المفقودين ، واشارت الى ان المنظمة قد تورطت في عملية اختطاف الاطفال وان هنالك منظمات اخرى في مجال الطفولة في دارفور تدور حولها الشكوك لتقديمها لمساعدات لمنظمة اوش ، وأكدت بان اية منظمة قد ساهمت في مهمة تقديم المساعدات لهذه المنظمة ستتخذ ضدها الإجراءات القانونية.
    ومن جهته اكد اللواء شرطة محمد احمد السيد محمد ممثل وزارة الداخلية في اللجنة الوزارية العليا لاختطاف الاطفال بان كافة الاجراءات القانونية قد اتخذت وان اجراءات البلاغ في السودان تسير بصورة سليمة الى حد كبير وان لجان التحري في القضية تعمل بصورة متسقة باعتبارها قضية عابرة للحدود.
    وأضاف ففي الجانب القانوني فان البلاغ قد اصبح مكتملا وقد تحصلنا على معلومات عبر لجان تحري عملت في كل من تشاد والخرطوم بالتعاون مع الوزارات المعنية بالامر وقد توصلنا الى استرداد المتهمين الذين في طرف تشاد عبر الانتربول كاجراء قانوني روتيني معروف في مثل هذه الحالات ، كما تحصلنا بالتعاون مع السلطات التشادية على معلومات بان الاطفال من دارفور وان الاطفال محجوزون في ابشي ، واضاف باننا نمتلك الوثائق التي تثبت بان هؤلاء الاطفال سودانيون من ناحية القبيلة والأم والأب ولقد قطعنا خطوات كبيرة لاثبات الهُويات المطلوبة والتي تثبت بان الاطفال سودانيون وتم تزويد الجهات المعنية بهذه الوثائق.
    واوضح اللواء السيد بانه من خلال التحقيق قد وضح بتورط منظمات اخرى في هذه القضية ، واشار الى ان اللجنة الوزارية قد توصلت الى هذه المعلومات ، واضاف بانها قد اتخذت العديد من الخطوات حيث خاطبنا الانتربول الدولي وانتربول تشاد فيما يتعلق بهوية الاطفال.
    واشار الى ان هنالك خطوات اتخذت مع دولة فرنسا فيما يتعلق بالحق الخاص وفي هذا الصدد فقد
    تم انتداب محامين سودانيين وفرنسيين بالتعامل مع اسر الاطفال
    واوضح بان المعلومات تؤكد بان المنظمة قد خططت لعملية التحضير للاختطاف قبل 25/10/2007م.
    وقال ان رئيس المنظمة وزوجته قد قاما بزيارة ودية للسودان اتضح انها بغرض التحضير للاختطاف ولدينا من الوثائق ما يثبت ذلك ، واكد اكتمال يومية التحري في البلاغ وسيتم ترجمته بالتعاون مع الجهات المعنية الى اللغتين الانجليزية والفرنسية تمهيدا للجهات المعنية ، واضاف بان الدولة متمثلة في وزارتي الخارجية والعدل سيقومان بهذا المحور .
    وفي معرض ردها على اسئلة الصحافيين اوضحت وزيرة الرعاية الاجتماعية وشئون المرأة والطفل بان المشرفات على الخلاوي كن بالخلوة في منطقة ادري اثناء زيارة افراد المنظمة وقالت ان كل المنظمات العاملة في مجال حماية الطفولة في دارفور ستظل تدور حولها الشكوك وستسأل وستتخذ الاجراءات القانونية في حالة تورط اي منظمة من هذه المنظمات في هذه القضية ، واوضحت بان الزيارة التي قام بها كل من رئيس المنظمة وزوجته للسودان كانت زيارة عادية وكمواطنين عاديين واعتقد بانهما حضرا الى الخرطوم ومن ثم غادرا الى دارفور واشارت الى انه جاري الحصر على عدد الاطفال ، واضافت بان التعامل مع تشاد في هذه القضية يسير بصورة جيدة واشارت الى ان هنالك اتفاقيات مشتركة في مجال الطفولة واننا نتعامل مع جريمة وقعت مع كل من السودان وتشاد.
    واوضح اللواء السيد في معرض رده على الاسئلة بان هنالك حقا عاما تمثله الدولة وحقا خاصا لاسر الاطفال المختطفين لتعرضهم للضرر.. وقال ان القانون قد كفل لهم حق التعويض عن الضرر، واضاف بانه سيتم انتداب محامين فرنسيين للمساعدة في توفير الحق الخاص ، واشار الى ان المتهمين الذين كان قد تم اطلاق سراحهم لا يؤثر في عملية سير الاجراءات القانونية ، واضاف بان هنالك (16) متهما بتشاد وقد تقدمنا بطلب الى الانتربول باستر داد ملف كل المتهمين والمشاركين في هذه القضية بما فيهم المتهمين العشرة الذين تم تسليمهم للسلطات الفرنسية.
    ومن جهة اخرى اوضحت الاستاذة اميرة الفاضل الامين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة بان كل الاطفال الذين تم اختطافهم سودانيون وان الحكومة الفرنسية لم تتحدث عن اطفال غير سودانيين وقالت ان كل الوثائق تثبت بان هؤلاء الاطفال سودانيون، واضافت بان لدينا (17) طفلا سودانيا ووجدنا اسرهم واشارت الى ان هنالك خمسة من المشرفات السودانيات وقالت ان كل الشواهد تؤكد ان الاطفال سودانيون وتم استغلال المنظمة للظروف الانسانية وعلى المنظمات التي شاركت في هذه القضية عليها ان تثبت عدم تورطها.
    هذا وقد تم تكليف هيئة من المحامين للدفاع عن الاطفال المختطفين يتكون من الأساتذة : عثمان
    1. محمد الشريف
    2. جلال محمد السيد.
    3. علي محمد عثمان قليوب.
    4. هاشم ابوبكر الجعلي.
    5. د. عبد الوهاب محمد الحسن.
    6. د. امير كمال الدين.
    7. عبد العظيم مهدي همت.
    8. كمال اسماعيل ابو نايب.
    9. محمد حسن شوكت.
    10. الطيب هرون علي.
    السياسي
    نظرية الموت الفجائى
    وتداول السلطة السياسية في السودان «1»
    د. عمر سر الختم المكي: باحث في الشأن السياسي السوداني
    البحث في النظم السياسية المتعاقبة علي السودان لفت نظري الي ظاهرة تستحق او يجب ان يتوقف امامها الباحث في الشأن السياسي السوداني . الا وهو ظاهرة تداول السلطة السياسية في السودان عبر الممارسة التاريخية ، وعلي وجه الخصوص في فترة مابعد الاستعمار .
    نقول .. ذلكم المحور ولما يكتسبه من اهمية تنعكس علي عملية تداول السلطة السياسية ومن ثم الاستقرار السياسي ، ومن اجل ذلك جاء التركيز عليه كظاهرة مهمة تستحق المناقشة عبر دراسة مفصلة ، نقف فيها علي اشكالياتها وابعادها واشكالها . دراسة بهذه الاهمية استوقفني كثيرا في البداية منهج الدراسة . فهل اتبع ماهو متبع من سرد او وصف للاحداث كما هو الحال لدي كثير من الكتاب والدارسين من استخدام للمناهج التاريخية والوصفية ، وهل مثل تلكم المناهج قادرة علي تلبية مانحن بصدد دراسته ، ويقودنا فعلا الي تحليل شامل للظاهرة بغية الوصول الي وضع معالجات من خلال معطيات النظم السياسية التي غيبت او غابت او القائمة بين ظهرانينا .
    للخروج من تلكم المعضلة المنهجية استعرنا منهج التشريح مما مكننا من اعطاء دراسة في تقديرنا في غاية الاهمية لتداول السلطة السياسية في السودان .
    عبر تلكم المنهجية ادخلنا النظم السياسية المتعاقبة علي حكم السودان مشرحة علم السياسية ، سواء كانت موميات او علي قيد الحياة ،وفي كلا الحالتين الهدف واحد وهو تحديد سبب الموت الذي نفذ او سينفذ لا محال انها سنة الكون . وبطبيعة الحال فان هذا المنهج متبع في كثير من دول العالم ، وعلي وجه الخصوص الدول المتقدمة ، ومن اجله وما ماثله من مناهج مثل المنهج السلوكي ... الخ انشئت مايمكن ان نطلق عليه اسم معمل او مختبر السياسة ويجهز بالكيفية التي تتيح للدارس والباحث وكذلك الاهم متخذ القرار ، ان ينتخب او يختار من الحلول والمعالجات والبدائل التي تقدم للظاهرة المراد دراستها او معالجتها او اتخاذ قرار بشأنها ، وهذا المختبر بالاضافة الي انه يتيح فرصة واسعة لاستخدام عدد من المناهج المختبرية فانه كذلك يتيح الفرصة لاستخدام عدد من الادوات المنهجية مثل اداة المحاكاة .. الخ ونضع بين قوسين هنا : لماذا لا تلجأ حكومة السودان الي انشاء مراكز سياسية (حرفية متفرغة ومحصنة) من هذا النوع يكون الهدف منها هو ايجاد بدائل للكثير من القضايا السياسية المهمة الكامنة او الشاخصة بين ناظرينا وذلك من خلال اجراء دراسات متخصصة استبقاية مساندة للقرار السياسي، وهي غنى عن البيان مرحلة تحضيرية متقدمة ضرورية وسابقة علي (مرحلة) المؤتمرات والمناظرة والخطابة السياسية مجرد رأي.
    عموما يمكن ان نجمل ونعلن في البداية هناك ثلاثة احتمالات لموت النظم السياسية:
    واول تلكم الاحتمالات هو الموت الحتمى او الخلدوني نسبة الي العلامة العربي بن خلدون ، والذي اشار اليه في مقدمته عندما ذكر بان الدول لها دورة حياة كالانسان ، واستخدام بن خلدون مصطلح الدولة للدلالة علي النظام السياسي والتعبير عن الكيفية التي يتم بها تداول السلطة السياسية ووصفها بالتدرج من الشباب الي الهرم ثم تموت ، وهو بذلك يشكل موت حتمى للنظام السياسي او نظام الحكم وتتدخل فيه عوامل كثيرة من اجتماعية وثقافية واقتصادية ودينية وتاريخية، وهذه الاخيرة هي الاهم في ظاهرة الموت الحتمي او الخلدونى . اذ ان الانسان وبالفطرة دائما في حالة تطور او ينشد ذلك ، ولكنه يبدو بطيئاِ في هذه الحالة لانه ينشأ نتيجة للحراك التاريخي ، ولكن ذلك ليس علي الاطلاق اذ يمكن ان يتخذ خطوات متسارعة ، والفرق بين هذا وذاك هو الكيفية التي تنمو بها العناصر المكونة للحراك في جزئياتها او كلياتها في المجتمع، وبطبيعة الحال شتان مابين التطور والتطوير ، فاذا كان الموت الحتمى هو عبارة عن تطور تاريخى او حتمى للنظم السياسية او نظم الحكم ، فان التطوير يحدث نتيجة لتدخل مباشر ومقصود لاحداث التغيير او في المقابل لاحداث اثر الموت وهو ما اسميناه بالموت الرحيم وهو ثانى احتمالات موت نظم الحكم .
    ثانيا:ً هو كما ذكرنا واطلقنا عليه مصطلح الموت الرحيم ويتخذ شكلان او نمطان ، وهو علي العموم موت ليس من جنس احتمال الموت الاول اي الموت الخلدونى . اذ في هذا الاحتمال يكون هناك تدخل بغرض احداث تطوير للنظام السياسي واحداث تغيير او تغيرات متواترة في نظام الحكم القائم فعلا من خلال التجربة او التجارب التي تواجه النظام، فيستخلص منها الايجابيات والابقاء عليها، اما السلبيات فيتم ترشيدها او استبعادها، وعندئذ يتم التطوير . هذا النهج يتطلب اشتراطات واهمها علي الاطلاق : ان يكون النظام السياسي القائم مكتسباً في ذاته لقابلية استيعاب ما يطرأ من مستجدات كيفية او كمية وقادر علي استصحابها لاحداث التغيير في شفافية ومسئولية بعيدا عن الانا او النزعة السلطوية المتطرفة التي بمقدروها ان تدمر او تحجز علي تلكم الاصحاحات او المعالجات - حتي وان كانت مقبولة - ان تجرى في احشائها بغية الاستئثار بالسلطة وهذا الاتجاه الاخير غالبا ما يقود الي الموت الحتمى في المدي الطويل والمتوسط او الي الموت الفجائى (وهو النوع الثالث وسنعالجه لاحقاً) في الزمن المتوسط او القصير نتيجة فعل مدبر من الاخر ليبسط ما يراه من افكار ومفاهيم ويصدر لذلك في آن واحد شهادة موت للنظام الذي اجهز عليه وشهادة حياة للنظام الذي قام علي انقاضه . الا ان الموت الرحيم نجد له الكثير من الامثلة في كثير من الدول التي تتمتع بنظم سياسية تحترم الاخر ولا تستبعده او تقصيه ، وانما تقبل به وتعتبره جزء من النظام ومكمل له ، ويتخذ بذلك قانون اللعبة السياسية وضعه الفعال ويتحد لتحقيق هدف واحد وهو تطوير وتنمية نظام الحكم او النظام السياسي ، وهو بهذه الكيفية قد لا ينتج عنه موت حقيقي للنظام السياسي بقدر ما يسمح باحداث تغييرات جزئية او كلية الي حد ما في ذات النظام دونما حاجة الي احداث تغييرات جذرية او كلية مطلقة كما هو عليه الحال في الموت الحتمى او الفجائى.
    اذا كان ذلكم هو مفهوم الموت الرحيم فانه لا يأتي دوما بهذا الشكل الايجابي، ولذلك كان لابد وبالضرورة ان نميز مابين موت رحيم ايجابي واخر سلبي ، فاذا كان ما قمنا بتحديد اطره المفهومية يمثل الوجه الايجابي للموت الرحيم الايجابي في الشكل العام وان كلاهما يتم داخل النظام القائم . اما ما دون ذلك فيختلف معه اختلافا بيناً . اذ ان الموت الرحيم السلبي ينشأ نتيجة صراعات مصالح مابين افراد الجماعة النافذة في السلطة السياسية ، فينتصر اتجاه علي اخر ، فيعلن الاتجاه المنتصر من داخل النظام انه قاد تصحيحا في مسار النظام ، وهو عادة ما يسمي بالثورات التصحيحية داخل النظام وهو يكثر في دول العالم الثالث وخاصة في ظل الانظمة الشمولية والعسكرية ، والشئ المميز له هو الاقصاء او الاستبعاد او القطيعة السياسية مابين افراد الجماعة المكونة للنظام ، وهو بهذه الكيفية لا يمثل تحريك ايجابي حقيقي لمسارات النظام السياسي بقدر ما يظل انفعال شخصانى ذاتي داخل اطار الجماعة المكونة للنظام ، لذلك يوصف بالسلبية.
    اما الاحتمال الثالث : الموت الفجائى: وهو معاكس في عمله او احداث اثره مع الاحتمالات السابقة . اذ انه ينشأ بفعل مدبر تخطيطا وتنفيذا من قبل جماعة ينشأ بينهما دافع واحد ومشترك للاستيلاء علي النظام السياسي بالقوة، لذلك غالبا ما تكون وسيلة التغيير هي الاداة العسكرية او الجماعات المنظمة المسلحة ايا كانت تسميتها او شكلها او بالتضامن او الاشتراك مابين جماعات مدنية وجماعات عسكرية او غير ذلك من اشكال تكون غايتها احداث اثر الموت الفجائى ، وهذا الاخير اشبه ما يكون لدي الانسان بالموت الذي لا تسبقه اعراض مرضية ظاهرة او معروفة لذات الانسان او لغيره . ولكن في المقابل فان الجماعة التي تتصدي للتغيير تحتفظ لنفسها ولغيرها باسباب او منطق قادها للتغيير وترى فيها انها اسباب ومبررات مقبولة لتغيير النظام السياسي الحاكم ، لذلك تعلن عن تلكم المبررات بداية في البيان الاول للنظام السياسي الجديد.
    وفي ذات السياق فان الموت الفجائى قد يتخذ مفهوما مغايرا ، وهو ان الجماعة التي قادت التغيير - كما ذكرنا انفاً - لها اسبابها ومبرراتها وترى فيها انها مشروعة لاحداث التغيير وهذا المنطق قد يختلف او يتقاطع مع النظام السياسي القائم ، وهى بذلك كأنما تحاكم النظام القائم في محكمة غيابية دونما ان تعطى فرصة للمتهم - وهو النظام السياسي القائم - للدفاع عن نفسه وهى محكمة غير معلنة وحكمها دوما الاعدام وتتولي بنفسها مهمة تنفيذ الحكم وهو الموت الفجائى ، وعندئذ ينشأ نظام سياسي جديد ويصدر شهادة موت للنظام السابق عليه .
    هكذا يمكن ان نجمل نظريات موت النظم السياسية في تلكم الفرضيات الثلاثة ، وهي في الغالب الاعم لا تخرج عن تلكم الزمر ، واذا ما نجحنا في ترتيبها والتدليل عليها ، فاننا نجد لها مصداقاً في التجربة السودانية لتداول السلطة. فاذا كان الموت الحتمى شاخصاً في حضارة السودان القديمة المتمثلة في ممالكه وسلطناته كمرحلة من مراحل تطور النظم السياسية في السودان. فان ظاهرة الموت الرحيم الايجابى لم يعرفها السودان بكلها المطلق لعدم توفر الارضية والاسباب والعناصر المكونة لها والتي يفترض وجودها اولاً لنفاذها كآلية حضارية لتداول السلطة السياسية . بقدر ما كانت هناك محاولات يمكن ان توصف او تنسب نسبياً لتلك الزمرة. الاولي تحققت بعد الحكومة الانتقالية التي نشأت في اعقاب ثورة اكتوبر 1964م. اذ تم تسلم السلطة السياسية لحكومة منتخبة . اما الثانية فقد تحققت بعد ثورة ابريل - رجب اي بعد الفترة الانتقالية للمجلس العسكرى الانتقالي وايلولة السلطة السياسية لنظام سياسي منتخب. الا ان التجربتين اصابهما الفشل لاسباب كامنه في عملية التحول منها ماهو هيكلي وزمنى يرتبط بشكل وثيق بعمليات الترتيبات السابقة للتغيير او التحول ، ومنها ماهو خاص بالانفعال الذي يجب ان يتوفر في جماعات المجتمع المدني للدرجة التي تحافظ به علي السقف المشترك الذي يجمع بينها وهو المصالح العليا للدولة ، نقول الدولة وليس مصالح السلطة السياسية الحاكمة.
    اما ظاهرة الموت الرحيم السلبي فقد شهدها السودان بصورة اوسع، ويمكن ان نضرب لها بعض الامثلة ، بما حدث وتواتر ابان فترة حكم النظام المايوي ، والذي كان من احد مميزاته سياسة الاستبعاد بداية من داخل ذات الجماعة التي قادت الحركة الانقلابية وما حدث فيها من مخاصمات، ثم ما حدث مابين النظام السياسي المايوى والجماعات المدنية المتحالفة معه والتي تدرج في تحالفاته معها من اقصي اليسار الي اقصي اليمين .، وكذلك شهدتها فترة الديمقراطية الثالثة وما جري فيها من تحالفات مابين حزب الامة بقيادة السيد الصادق المهدي وحزب الوسط الاتحادي الديمقراطي كما وصفه الصادق المهدي وقتها ، ومابين حزب الامة وحزب الجبهة الاسلامية القومية . كان القاسم المشترك في تحالفات فترة الديمقراطية الثالثة هو حزب الامة صاحب النصيب الاكبر نسبيا في الانتخابات مما مكنه من ان ينفذ عمليات الموت الرحيم السلبي علي الاحزاب المتحالفة معه ، وانعكس اثره سلبا علي فترة تجربة الديمقراطية الثالثة ، دون احداث اي اضافات ايجابية ترتقي بالتجربة او تحدث فيها شئ يذكر من الاستقرار السياسي.
    اما ظاهرة الموت الفجائى فقد خبرناها في السودان في اشكال متعددة ومتباينة بداية من النظام العسكري في نوفمبر 1958م ونظام مايو العسكري 1969م وكذلك النظام السياسي العسكري مابعد انتفاضة رجب ابريل 1984م واخيرا نظام يونيو العسكرى 1989م. اذا كانت تلكم النماذج عبرت عن موت فجائى قد تحقق فعلا وهي بذلك مكتملة العناصر وتم تنفيذها لتغيير نظم سياسية قائمة ودوما هي نظم سياسية ديمقراطية جاءت عبر الانتخابات . وفي المقابل هناك ايضا امثلة اخري عبارة عن محاولات كانت تهدف لاحداث ذات الاثر الا انها لم تكتمل او تحدث اثرها المراد فاجهضت من قبل النظام القائم ونجد منها ماهو عسكرى وشبه عسكري ومدني ومختلط ، وشهد النظام المايوى العديد من تلكم المحاولات والامثلة عديدة نذكر منها محاولة هاشم العطا وما سمي بعملية المزتزقة .. الخ . وكذلك نظام يونيو العسكري لم يخل من تلك الامثلة الحية التي تعبر عن نفسها كمحاولات لاحداث موت فجائى لنظام يونيو ولكنها لم تكتمل عناصرها فتم اجهاضها منها ماهو عسكري ومنها ايضا ماهو لتنظيمات شبه عسكرية او جماعات مسلحة ومنها ماهو مختلط . وهي بذلك شاهد عصر للتدليل والاستدلال علي فرضية الموت الفجائى في السودان.
    نردف ونقول ، ان تداول السلطة السياسية في السودان غلب عليه احتمالات الموت الفجائى في جل دوراته مما
    قرارات هامة مرتقبة اليوم فى اجتماع الرئاسة حول ازمة الشريكين اللجنة السداسية انهت اعمالها واعدت مسودات القرارات المرتقبة للرئاسة وتصريحات متفائلة للدرديري وعرمان.
    الخرطوم :سناء عباس
    ينتظر أن تصدر المؤسسة الرئاسية في اجتماعها الذي يعقد صباح اليوم بالقصر الجمهوري عدداً من القرارات الهامة والتي يمكن ان تساعد الشريكين لتجاوز الازمة بينهما والاستعجال في عودة وزراء الحركة الشعبية لممارسة مهامهم في حكومة الوحدة الوطنية من جديد، في وقت تمكنت اللجنة السداسية من ايجاد معالجة لقضية أبيي من واقع تصور دفعت به الحركة الشعبية، وأعدت اللجنة السداسية للشريكين ـ والتي أكملت أعمالها عشية أمس حسب المتحدث المشترك بإسم اللجنة الدرديري محمد احمد ـ أعدت وبمعاونة قسم القرارات برئاسة الجمهورية مسودات للقرارات التي ستتخذها رئاسة الجمهورية اليوم وذلك حتى تتمكن الرئاسة وبسرعة من نقل مقررات اللجنة وموجهاتها الى حيز النفاذ الفعلي وحتى تبلغ ذات القرارات مختلف اجهزة الدولة في الشمال والجنوب والاجهزة المدنية والعسكرية للدخول لمرحلة التنفيذ بالسرعة المطلوبة.
    واكد الدريري للصحافيين عقب ختام اعمال اللجنة أن كل ما انجز عبر المشاورات التي جرت طيلة اربعة ايام كان موضع اتفاق تام.
    واستمعت اللجنة السداسية في الجلسة الصباحية لتقرير من مجلس الدفاع المشترك واللجنة الفنية التابعة للقوات المشتركة، حيث اطمأنت اللجنة ـ وفقاً للدريري ـ بان القرارات الجمهورية فيما يتصل بالترتيبات الامنية المشتركة قد نفذت جميعاً ودخلت حيز التنفيذ منذ اكثر من اسبوع بجانب القرارات التي اتخذت على مستوى المفوضية السياسية لوقف اطلاق النار وعلى مستوى المجلس العسكري المشترك، كما اطمأنت اللجنة بأن الجهود تمضي لتوفير التمويل المطلوب للقوات.
    من جهته قال المتحدث المشترك للجنة السداسية ياسر عرمان إن ما ورد في تقرير مجلس الدفاع المشترك احدث ولأول مرة تقدماً كبيراً سيضع القوات المشتركة في موقعها الصحيح خاصة في مناطق البترول باعتبار ان القوات المشتركة تتأهب الان لتصبح جسما حقيقيا يقوم بمهامه التي انيطت به في الترتيبات الامنية والدستور حيث سيتم كذلك اكمال الانسحاب المتزامن جنوب وشمال خط 1/1/1956م التي كانت عقبة اساسية في الازمة الحالية.
    وكشف عرمان ان اللجنة السداسية قامت بمعالجة قضايا هامة لجمهور كبير من المواطنين السودانيين في مقدمتها قضايا المصالحة الوطنية وتوصلت خلالها لافكار محددة واليات ترفعها للرئاسة اليوم بجانب افكار اخرى بشأن قضايا تعزيز التحول الديمقراطي وسيادة حكم القانون فضلاً لافكار عن موضوع الوحدة الطوعية الجاذبة قال انها ستجعل منها قضية تحت دائرة الضوء والعمل.
    وذكر عرمان ان الحركة الشعبية دفعت بتصور كامل للجنة السداسية يتعلق بقضية ابيي (تم التوصل الى معالجة قضايا بعينها) تفادي الافصاح عنها، واكتفى بان قضية ابيي لاهميتها ستوضح الرئاسة ما دار حولها.
    أخبار اليوم) تستطلع خبراء وأساتذة علوم سياسية حول نتائج إجتماع اليوم
    توقعات المتحدثين تتراوح بين انفراج مشترط بتدخل وحل متدرج وظهور أزمة من نوع جديد
    إستطلاع : عمر صديق البشير
    من المتوقع أن ينعقد اليوم اجتماع مؤسسة الرئاسة وسط اجواء من التفاؤل والترقب الحذر حول التوصل الى حلول تنهي الأزمة بين شريكي نيفاشا إثر الخلاف الذي اندلع عشية عيد الفطر المبارك باعلان الحركة الشعبية تجميد نشاط وزرائها في الحكومة الاتحادية، ومع مرور الايام تراوحت حدة الازمة صعوداً ونزولاً وكانت درجات التفاؤل والتشاؤم تتحرك تبعاً لذلك، واليوم يعقد اجتماع هام لمؤسسة الرئاسة، وفي سبيل قراءة التوقعات والنتائج المحتملة سعت (اخبار اليوم) للجلوس الى الخبراء
    الاستراتيجيين واساتذة العلوم السياسية لمعرفة توقعاتهم لنتائج هذا الاجتماع، وفي البداية تحدث الى (اخبار اليوم) الدكتور ابراهيم ميرغني محمد علي، استاذ العلوم السياسية وعميد كلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية بجامعة الزعيم الازهري، فقال انه يتوقع ان تتمسك الحركة الشعبية بكل مطالبها والتي اثارتها عند تجميدها نشاط وزرائها مثل مشكلة ابيي وكل ما طرحته حول قسمة السلطة والثروة، واضاف انه لا يعتقد ان اجتماع مؤسسة الرئاسة يمكنه ان يفضي الى حل جذري لهذه المشكلة الا اذا حدثت تنازلات من جانب المؤتمر الوطني تلبي طموحات الجناح المتشدد في الحركة الشعبية وتوافق رؤيته حول الشراكة، وذكر ان اعضاء هذا الجناح يرون ان الشراكة الحالية غير متكافئة وانها بصورتها السابقة لا تستجيب لاتفاقية نيفاشا، واضاف دكتور ابراهيم ميرغني ان المؤتمر الوطني على الجانب الاخر ليس في موقف يمكنه من الايفاء بمطالب هذا الجناح المتشدد في الحركة الشعبية، وقال ان الحل يتطلب ان يكون للمؤتمر الوطني طرح ايجابي يلبي تطلعات ذلك الجناح ويكون لديه استعداد لتغيير سياساته في المرحلة الماضية تجاه الحركة الشعبية، ولكل هذه التعقيدات ذكر انه يتوقع ان يكون هذا الاجتماع لمؤسسة الرئاسة بمثابة محطة في اتجاه الحوار بين الشريكين واذا لم يحدث ذلك قال انه يتوقع ان تستمر المصاعب والازمة بين الشريكين ولذلك يرى انه من غير تدخل طرف ثالث بين شريكي نيفاشا فإن افاق وفرص الحل تكون ضيقة، وقال انه في ظل رفض المؤتمر الوطني لتدخل أي طرف خارجي فان هذا الطرف الثالث يمكن ان يكون من القوى السياسية الداخلية وخاصة الاحزاب الشمالية، وهذه ايضاً غير مرحب بها من قبل المؤتمر الوطني. وخلص دكتور ابراهيم ميرغني انه لا يتوقع انفراجاً كبيراً لهذه الازمة في الوقت الحاضر.
    ومن ناحية أخرى استطلعت (اخبار اليوم) السفير د. ابراهيم البشير الكباشي المدير الأسبق للادارة السياسية بوزارة الخارجية واستاذ العلوم السياسية بجامعات السعودية واوهايو وام درمان الاسلامية والذي قال ان ازمة الشريكين افضت الى عدة حقائق وهي ان العامل الخارجي المتمثل في الضغوط على حكومة السودان لتتغير ثوابت وطنية حول بعض القضايا مثل مشكلة ابيي ليس مجدياً، واضاف ان هذه الضغوط لن تصلح الحال سواء اتت من مجموعة دول الايقاد او شركائها، وذكر ان الحقيقة الثانية التي نجمت من هذه الازمة هي ان الجميع توصلوا الى انه لا سبيل للخروج من هذه الازمة الا عبر التفاهم حيث ان الحرب ولمدة 50 عاماً لم تؤد الى حل يرضي كل الاطراف او بعضها، وعليه فان القضايا العالقة ليس لها فرصة للحل الا عبر الحوار والذي يجسد مصلحة جميع الاطراف ويحقق فائدة استراتيجية للوطن، وقال انه يرى ان نتائج الحوار مهما كانت متواضعة فان نواتجها ستكون اكبر من نواتج الحرب، ولذلك يرى من فوائد الازمة انها رسخت هذه المفاهيم والقناعات لكل الاطراف ولذلك يتوقع لاجتماع مؤسسة الرئاسة ان يخرج بتوافق بأي شكل وهذا بالطبع افضل من الرجوع الى الحرب مرة اخرى، وذكر ان التوتر والخلافات ستظل بصورة او بأخرى ولذلك ستكون دائماً هنالك قضايا عالقة ولكنه استدرك انه بمرور الزمن يمكن حلها واصفاً هذه الازمة بين الشريكين بانها ليست كالشوكة التي تطعن الشخص فيقوم بإقتلاعها من جسده وهو سائر في الطريق ولكنها مثل الجرح في جسد الانسان يحتاج الى وقت للشفاء منه، ولذلك يقول دكتور ابراهيم الكباشي انه بمرور الزمن ستقل الشكوك وتنخفض درجة انعدام الثقة وقال انه يدعو جميع الاطراف ان تتعلم وتعمل على التكيف وعلى التعايش المشترك، وقال ان الغربيين لديهم مفهوم يعني ان كل حدث قبل السلام لا بد ان يكون لديه اثر فيضي، بمعنى ان السلام سيفيض مثل فيضان النهر ليغطي انعدام الثقة واختلاف الرؤى الايدلوجية والقناعات الفكرية، وتوقع في النهاية ان يغمر هذا الاثر الفيضي للسلام كل هذه القضايا الخلافية ونواتج الازمة، وقال انه يتوقع ان يكون لهذا الاثر التراكمي نتائج معتبرة تجعل السلام قيمة مقدسة ومحترمة من جميع الاطراف وان تظهر اثار السلام بصورة ملموسة لكافة القيادات ولجمهور الشعب السوداني. وكذلك استطلعت (اخبار اليوم) د. امير عبد الله النعمان استاذ العلوم السياسية ومساعد مدير جامعة الرباط الوطني لشئون الطلاب والذي قال ان ازمة الشريكين ومآلاتها تكمن في انها تمثل ازمة سياسية، وقال انه من المبادئ التي يتفق عليها الدارسون لطبيعة الازمات والصراعات السياسية هي ان الازمة او الصراع اول ما تحدث تكون كبيرة جداً ثم تتراجع وتصغر الى ان تتلاشى بصورة نهائية، وقال انه بتطبيق هذه المبادئ على ازمة الشريكين فانه يرى انها بدأت بصورة كبيرة وكأنها تمثل انهياراً جزئياً او كاملاً لاتفاقية السلام، او هكذا ظن الكثيرون، ولكنها سرعان ما بدأت تتراجع اثارها محلياً واقليمياً ودولياً، وعلل ذلك بأنه على المستوى الداخلي فان الوزارات والمؤسسات التي انسحبت منها الحركة الشعبية قد استمرت في اداء اعمالها وتصريف شؤونها كالمعتاد وعلى المستوى الاقليمي والدولي فان الازمة لم تجد رواجاً كافياً حيث ان مسبباتها لا ترقى لمآلاتها، وبالرغم من ذلك قال د. امير النعمان ان البعض قد يعترض على ذلك التحليل بحجة تطاول امد الازمة ولكنه يرد عليهم بانه لا يرى ان هذه الازمة تمثل ازمة بين شريكين وكفى وانما تمثل ازمة شريكين وزيادة، وذكر انه يعني بهذه الزيارة ازمة الشريك الاصغر الداخلية المتمثلة في الخلافات داخل الحركة الشعبية، ولذلك قال انه يتوقع ان تنتهي ازمة الشريكين اليوم في اجتماع مؤسسة الرئاسة ولكن يتوقع ان تبقى هذه الزيادة، وقال ان ذلك يمثل امراً مؤسفاً لتبعات هذه الازمة لانه يتوقع ان تحل ازمة الحركة الشعبية الداخلية محل ازمة الشريكين لتوقع اثراً اكبر واعمق، واضاف انه يرى بوادر انقسام للحركة الشعبية مشيراً للخلافات وعدم التوحد لاراء قيادات الحركة الشعبية والتي يرى انها ستكون لها اثار اكبر من ازمة الشريكين، وعليه يعتقد د. امير النعمان ان الازمة ستتحول الى خلافات داخل الحركة الشعبية، وبالتالي لن تكون لها نهاية كلياً في الافق القريب.
    مناوي يطالب المالية بفصل ميزانيتي السلطة الإنتقالية وصندوق إعمار دارفور
    نائبة حركة التحرير بالبرلمان تسحب استقالتها وإسقاط عضوية أربعة لتعيينهم معتمدين
    البرلمان : هناء حسين
    طالب مني اركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية وزارة المالية بفصل الميزانية المخصصة للسلطة الانتقالية عن ميزانية صندوق اعمار دارفور بموازنة العام 2008م موضحاً أن الصندوق يهدف لتنمية وإعادة إعمار دارفور وليس للتسيير والفصول الاخرى بالسلطة، كما طالب بمراعاة ايداع كل المبلغ الذي تم تخصيصه لصندوق اعمار دارفور بالموازنة، بجانب ضرورة إنفاذ الالتزامات بالاتفاقيات التي وقعت في نيفاشا ودارفور والشرق والقاهرة بالموازنة الجديدة، وأكد على ضرورة ادراج طريق الانقاذ الغربي وإعادة توطين النازحين واللاجئين وتنمية المرأة والشباب النازح بالموازنة، وأكد مناوي على أهمية تطوير الجامعات الولائية والتي قال إنها تعاني من نقص المعدات والمعامل بالموازنة، وأعلن مناوي عن سحب نائبة الحركة في البرلمان مريم تكس لاستقالتها ومزاولة نشاطها في الايام القادمة.
    وفي الجلسة المسائية سحبت الاستاذة مريم تكس بالفعل استقالتها التي اثارت جدلا في جلسة المجلس الصباحية، حيث تقدم عدد كبير من النواب بالتماس لرئيس المجلس لتأجيل قبول الاستقالة وتم قبول التأجيل باغلبية ساحقة.
    وعلى صعيد آخر أجاز المجلس إسقاط عضوية اربعة اعضاء لتقلدهم مناصب ولائية حيث لا يجوز الجمع بين الاثنين حسب الدستور، والاعضاء هم : خليل محمد عبدالله، نائب مقاعد المؤتمرالوطني والذي تم تعيينه معتمداً لمحلية السلام بجنوب دارفور، والعضو محمد بناني حماد عن مقاعد المؤتمر الوطني وتم تعيينه معتمدا لمحلية الضعين، والعضو د. احمد اسحق عن مقاعد المؤتمر الوطني وتم تعيينه معتمدا لمحلية رهيد البردي بجنوب دارفور، والعضو احمد محمد منصور العجب عن مقاعد المؤتمر الوطني وتم تعيينه معتمداً لمحلية الدندر بولاية سنار.
    عقيلة مبارك الفاضل سمية هباني تروي لـ(أخبار اليوم) حديث الأسرار لأول مرة بعد اطلاق صراحه: خروج مبارك من الامة لم تكن قفزة في الظلام ويسعي لوحدة الحزب كصمام امان للسودان واعتقاله كان مفاجئا
    تعتبر الاستاذة سمية هباني حرم السيد مبارك الفاضل المهدي زعيم حزب الامة الاصلاح والتجديد من القيادات النسوية الحزبية التي تفضل لعب ادوار مهمة خلف الكواليس بعيدا عن الاضواء .. والاستاذة سمية درست القانون بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (النيلين حالياً ) ، عملت بالمحاماة ثم تفرغت لادارة البيت وتربية الاطفال ومعاونة زوجها السيد مبارك وهو يخوض معترك السياسة .
    (اخبار اليوم) ارتأت ان تجري معها حواراً حول تداعيات اعتقال زوجها والتطرق لعدد من القضايا السياسية المرتبطة بالاعتقال ورأيها حول ما يجري .
    وقالت الاستاذة سمية يوسف هباني في هذا الحوار ان اعتقال مبارك الفاضل كان مفاجئا جدا خاصة ان البلاد كانت تمر بمرحلة تحول ديمقراطي ، موضحة انه ليس انقلابيا وانما من قادة العمل الديمقراطي بالبلاد ، مبينة انه في الوقت الذي تم فيه اعتقاله كان يسعي لوحدة حزب الامة ، وشكرت الأستاذة سمية جميع المسؤولين الذين اتصلوا بهم وعلي رأسهم دكتور غازي صلاح ودكتور مصطفي عثمان اسماعيل وقالت من الاسباب التي ادت الي اعتقال مبارك التقارب بين حزب الامة القومي وحزب الامة الاصلاح والتجديد ، وتحدثت في كثير من الاسئلة الاستفسارات والمحاور .. فالي التفاصيل :
    { أولاً استاذة سمية المراحل الدراسية واين تلقيت تعليمك؟.
    سمية يوسف هباني من مواليد مدينة الدويم تلقيت تعليمي الأساسي بمدينة الدويم والثانوي بمدرسة كوستي الثانوية ودرست كلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم عملت بالمحاماة لفترة بسيطة بعدها تفرغت للبيت وظروف العمل السياسي لزوجي .
    { قصة زواجك من الأستاذ مبارك الفاضل هل كانت بطريقة تقليدية ؟.
    اولاً مبارك ابن عمي والدي شقيق والد مبارك ولم يكن زواجي منه بطريقة تقليدية فقد نشأ تفاهم بيننا وتم الزواج .
    { استاذة سمية ملابسات اعتقال مبارك ، وتداعيات ذلك علي صحته وسمعته ؟.
    الاعتقال كان مفاجئا جدا بالنسبة لنا بالذات ان البلد كانت تمر بمرحلة تحول ديمقراطي لذلك كنا نستبعد اعتقالات فكان في الفترة التي تم فيها الاعتقال كان مشغولاً بمسائل البلد الأساسية مثال لذلك مشكلة دارفور وتنفيذ اتفاق نيفاشا ووحدة حزب الامة وعندما عرفنا اعتقاله كان هذا مفاجئاً لنا ولم نتوقع ذلك وتبادر الي ذهني ان الانقاذ رجعت الي المربع الاول لان مبارك هو ليس انقلابي انما ديمقراطي ويعمل بالديمقراطية والدليل علي ذلك انه يسعي لوحدة حزب الامة بالذات ان الانتخابات علي الابواب وهو يعاني من مشكلة صحية وفي نفس يوم الاعتقال من المفترض ان يجري عملية منظار للمعدة وابلغنا المعتقلين بذلك عندما تم اعتقاله رفضوا الاستجابة واستمروا في الحبس الانفرادي لمدة ستة اسابيع وطيلة هذه الفترة لم يتلق العلاج المطلوب والاكل المعين لحالته مما ادي الي تدهور حالته الصحية فعندما سمحت له السلطات باجراء عملية المنظار كانت قد تدهورت حالته الصحية ، وأثبتت نتيجة المنظار التهاب حاد في الاثني عشر والتهاب حاد في المعدة بالاضافة الي الفتاق في الحجاب الحاجز .
    { هل اثر ذلك علي نقصان وزنه ؟.
    بالتأكيد اثر علي صحته مما افقده ذلك 15 كيلو من وزنه في الأسابيع الاولي .
    { ايام اعتقال مبارك من من المسؤولين في المؤتمر الوطني اتصل بكم واطمأن علي صحته وما يجري له ؟.
    -تصل بنا اشخاص من الحكومة هم علي صلة قرابة وصداقة مع مبارك مثل دكتور غازي صلاح الدين ودكتور مصطفي عثمان اسماعيل والاخ احمد عبد الرحمن محمد والاخ بونا ملوال .
    { ومن القوي الحزبية الاخري والرموز السياسية وقادة المجتمع ؟.
    تقريباً جميع القوي السياسية اتصلت بنا وعلي رأسهم الدكتور حسن عبد الله الترابي .
    { رب ضارة نافعة .. هل صحيح ان الاعتقال قرَّب الشقة بين حزب الامة القومي والاصلاح والتجديد وأثار شفقة وعاطفة الرافضين عودة مبارك لحزب الامة ؟.
    التقارب بين حزب الامة القومي وحزب الامة الاصلاح والتجديد بدأ قبل الاعتقال وفي رأيي ان هذه من الاسباب التي ادت الي اعتقال مبارك لان حزب المؤتمر الوطني يسعي لتفتيت الاحزاب وهو يعلم ان وحدة حزب تشكل خطورة علي المؤتمر الوطني بالذات ان الانتخابات علي الابواب وباعتقال مبارك حاول ان يقطع الطريق امام وحدة الحزب لكن العكس ان الاعتقال ربما يساعد للإسراع بالوحدة . والدليل علي ذلك قرار اطلاق صراحه كما قال الوزير في القرار لا توجد اي بينة تصلح اساس لاتهامه ولا توجد اي مادة في القانون الجنائي تصلح لاتهام .
    { كيف تنظرين لعودة مبارك لصفوف حزب الأمة ؟.
    ليست عودة مبارك بل وحدة حزب الامة بشقيه تشكل قوي اساسية في البلد باعتبار ان حزب الامة هو صمام الامان لوحدة السودان .
    {في تقديرك الخاص لماذا تم اعفاء زوجك من منصب مساعد الرئيس سابقاً ؟.
    حقيقة ان المؤتمر الوطني لا يقبل بالرأي الاخر ومبارك لا يرضي ان يكون تابعاً لذلك حصل الخلاف وكان هدفه في مشاركته في حكومة الوحدة الوطنية ان يدفع بالسلام وحل مشاكل دارفور وهو دائما يؤمن بان حل مشاكل السودان تتم بتضافر جميع ابناء الوطن وعندما اتضح له ان المؤتمر الوطني لا يؤمن بالاخرين بينما يريد تنفيذ سياساته ومشروعاته بينما يكون الاخرون واجهة لتحسين صورته فهذا هو السبب الذي من أجله خرج مبارك.
    { لقد ذكرت بأن مبارك خرج فهل خرج بقراره هو ام بقرار من الحكومة ؟
    استبقوه في الخطوة لانه مقرر في الأصل بأن يخرج لانهم لا يستطيعون التعاون والتعامل مع شخص له رؤيته في كل القضايا السياسية التي تهم البلد واختلف معهم في موضوع دارفور وعندما وضع خارطة طريق دارفور كذلك اختلف معهم في قوانين جهاز الأمن والاختلاف في مواضيع كثيرة ولكن هذه من ضمنها.
    { هل توافقين علي ان خروج مبارك من الحزب كان قفزة في الظلام وتقديرات سياسية خاطئة؟.
    لا ابداً لأن بعد اتفاق نداء الوطن بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني قرر حزب الأمة العودة الي السودان والعمل من الداخل والمشاركة مع الحكومة فتكونت لجان للإتفاق مع الحكومة وشارك فيها ورأي ان يكون ذلك لدفع مسيرة التحول الديمقراطي واتمام عملية السلام فلابد من وجود حزب الأمة داخل الحكومة لان حزب الأمة من اكبر الاحزاب السياسية في السودان ولابد ان يشارك في جميع القرارات التي تهم السودان لذلك رأي مبارك أهمية وجود الحزب في الحكومة لذلك حصل الخلاف.
    { عندما يذكر اسماء المعتقلين في المحاولة التخريبية فإن اول ما يُبدأ به مبارك الفاضل كيف تفسرين ذلك ؟.
    انا في اعتقادي انه تضخيم للموضوع واعطائه أهمية فمبارك شخصية سياسية معروفة ورئيس حزب سياسي وكان معارض شرس لحكومة الانقاذ .
    { لقد تم اطلاق سراح مبارك الفاضل هل تتوقعين اطلاق سراح المعتقلين علي محمود حسنين وعبد الجليل الباشا؟.
    ارجو ان يتم اطلاق سراحهم لتتم الفرحة .
    { أستاذة سمية هباني ماهو رأيك في استعمال مصطلح محاولة تخريبية؟.
    هذا المصطلح استعمل في غير موضعه ولا يوجد أي نوع من الانواع التي تدل علي ان هنالك محاول تخريبية ولا يوجد أي سلاح يدل علي وجود عمل تخريبي خاصة انهم أعلنوا ان المحاولة احبطت قبل 24 ساعة من حدوثها والحصل انهم ذهبوا الي جنوب كردفان بعد ثلاثة اشهر من الإعلان لمحاولة البحث عن السلاح الذي كان من المفترض ان يستعمل في المحاولة وانا أقول ان اتهامهم لمبارك في الضلوع بمحاولة تخريب الخرطوم هذا كلام غريب فمبارك هو حفيد الابطال الذين حرروا الخرطوم من المستعمر الانجليزي !!.
    { تأثر الأبناء بإعتقال والدهم ؟.
    تأثروا تأثيراً كبيراً لكنهم اظهروا صموداً وشجاعة وساهموا في العمل الذي ساعد علي اطلاق سراح والدهم بالحملة الإعلامية الخارجية والإتصال بالمنظمات الدولية.
    صحيفة الخرطوم
    العناوين الرئيسية:
    لقاء بين البشير ونقد غدا.
    تعديل وزاري في الحكومة الاتحادية.
    صحيفة السوداني
    العناوين الرئيسية:
    وزيرة الرعاية تتهم وكالات أممية بالتورط في اختطاف أطفال دارفور.
    مسرحو الجيش يشلون حركة العاصمة.
    مبارك الفاضل: ظروف اعتقالي كانت مسرحية شخيفة.
    أخبار وتفاصيل:
    وزيرة الرعاية تتهم وكالات أممية بالتورط في اختطاف أطفال دارفور
    الخرطوم: معاذ النجومي
    وجهت وزيرة الرعاية الاجتماعية وشؤون المرأة والطفل سامية أحمد محمد اتهامات صريحة لوكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية بالتورط في قضية محاولة اختطاف الأطفال السودانيين والتشاديين التي ثبت تورطها بأدلة بطرف وزارة الداخلية السودانية. وأضافت في مؤتمر صحفي مساء أمس ان اللجنة الوزارية أرسلت مذكرات الى مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة والصليب الأحمر لجهة لم شمل الأطفال بأسرهم، وتابعت (رغم اننا نعتقد ان هذه المنظمات ساهمت بشكل أو بآخر).
    وأعلن في المؤتمر الصحفي ان محامين فرنسيين سيجري ضمهم الى فريق من المحامين السودانيين لإكمال إجراءات المطالبة بالحق الخاص، وقللت وزيرة الرعاية الإجتماعية من تأثير سوء العلاقة السياسية مع انجمينا على مجريات القضية والتعاون وفق الاتفاقيات الثنائية، وأوضحت انهم تأكدوا من هوية (17) سودانياً ضمن المجموعة.
    وتم عرض مشاهد من الفيلم الذي صورته المنظمة لتوثيق عمليتها لترحيل الأطفال يبرز وسائل الخداع التي مورست لتبرير نقل أطفال من دارفور الى فرنسا.
    وكانت السلطات التشادية قد أحيطت أواخر أكتوبر الماضي بمحاولة لتهريب أطفال من أبشي قامت بها منظمة فرنسية تدعى (آرش دو زوي).
    مسرحو الجيش يشلون حركة العاصمة
    الخرطوم: حافظ الخير- هبة عبدالعظيم
    تجددت امس التظاهرات من المسرحين من القوات المسلحة بموجب اتفاقية نيفاشا فى مدينتى الخرطوم وام درمان واغلق ما يقارب الألف شخص من مفصولي القوات المسلحة من ضباط الصف والجنود جسر بحري الرابط بين مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، كما اغلقوا جسر الانقاذ الرابط الخرطوم بأم درمان، واغلق المتظاهرون الطرق المؤدية إلى هذه الجسور والطرق القريبة من مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة لأكثر من خمس ساعات مما أعاق حركة مرور السيارات وشل المواصلات العامة.
    وطالب المتظاهرون وزير الدفاع بحل مشكلة صرف استحقاقات إنهاء الخدمة والمعاشات أو تسليفهم جزءاً منها لمقابلة متطلبات الحياة اليومية وعيد الاضحى المبارك الذي اصبح على الأبواب. من جانبها دعت القيادة العامة للقوات المسلحة المعاشيين المتظاهرين الى تحكيم صوت العقل لحين قيام إدارة الشؤون المالية بالبت في طلباتهم الخاصة بالسلفيات التي تقدموا بها.
    وأكدت التزامها التام بحل كافة قضايا المعاشيين من الأفراد والضباط وفق القانون دون ظلم لأحد.
    وقال المكتب الإعلامي للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في تصريح للمركز السودانى للخدمات الصحفية إن مجموعات المعاشيين التي تظاهرت امس واغلقت بعض الطرق المؤدية لمدخل القيادة العامة بالخرطوم يأخذون رواتبهم بصورة منتظمة، مبيناً أن إدارة الشؤون المالية بالقوات المسلحة كانت قد وعدتهم بالنظر في الطلبات المقدمة منهم في ما يختص بالسلفيات.
    مبارك الفاضل: ظروف اعتقالى كانت مسرحية سخيفة
    الخرطوم: آدم محمد أحمد
    أجمع متحدثون فى ندوة الحريات التى نظمتها جمعية الصحفيين والكتاب الديمقراطيين على ضرورة تعديل كافة القوانين المقيدة للحريات، وفيما حذر نائب الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان من خطورة الأوضاع التى يعيشها السودان اليوم وصف رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل ظروف اعتقاله فى المحاولة التخريبية بأنها مسرحية سخيفة، مطالباً بإعادة بناء اجهزة القانون، وتخللت الندوة فقرة تكريمية للصحفيين الذين اعتقلوا أو سجنوا من أجل الكلمة وحرية الصحافة منحوا من خلالها جائزة (الشجاعة الصحفية) وعلى رأسهم الأستاذان عروة ومدنى.
    مكيدة سياسية
    ووصف رئيس حزب الأمة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل ظروف اعتقاله فى المحاولة التخريبية بالمسرحية السخيفة، وقال لدى مخاطبته الندوة: (قضينا فى السجن 5 أشهر فى قضية مسرحية يصعب على المرء أن يحكيها من سخافتها)، واضاف من التجارب التى عشتها جعلتنى أفكر فى من ينفذ هذه القوانين، مطالباً بضرورة اعادة بناء اجهزة القانون من قضاء وشرطة، ودعا القوى السياسية الى التكاتف مع الحركة الشعبية لتنفيذ بنود التحول الديمقراطى، مشيراً الى ان اطلاق سراحه تم بقرار سياسي، كما كان اعتقاله مكيدة سياسية، وان وزارة العدل تعلم كل كبيرة وصغيرة حول القضية، مبيناً ان خروجه هو (مقدمه لخروج الآخرين الذين ما زالوا فى المعتقل ظلماً).
    انتهاكات يومية
    واشار نائب رئيس الحركة الشعبية لقطاع الشمال ياسر عرمان الى ثلاثة مواقف قال إنها تجسد التعقيدات التى تمر بها هذه البلاد، واضاف كنت فى اجتماع اللجنة السداسية التى تناقش السلطة ومن ثم ندوة فى مايو عن قضية اناس مهمشين يطالبون بحقوقهم الطبيعية فى عيش حياة كريمة واخيراً مشاركته فى ندوة تتحدث عن الحقوق المدنية، مشيراً الى ان هذه دوائر ترتبط مع بعضها البعض، وقال ان السودان اليوم بين ان يكون أولا يكون وان الحركة الشعبية مع الحريات وقدمت تضحيات وهى من اكبر القوى السياسية التى دفعت فاتورة تجاه قضايا الحريات والتعبير. وأضاف عرمان ان الاداة الرئيسية لهذه الحريات اتفاقية السلام التى تناولت قضيتين؛ الفترة الانتقالية وبعدها الانتخابات العامة التى يرجع فيها الى الشعب وقضية الوحدة على اسس جديدة التى تبنى على الاختيار، واضاف لا يمكن ان يصل الجنوب الى حق تقرير المصير دون تغيير ديمقراطي، مشيراً الى ان هناك انتهاكات يومية ومستمرة ويتم صراع حولها، وقال من مصلحة المؤتمر الوطنى ان يحدث تغيير عقلاني متفق عليه وهذا يحتاج الى رؤية، مشيداً بتجربة الأستاذين عروة ومدنى باعتبارها تجربة ثاقبة يجب ان تحتذى فى سبيل التغيير المنشود، وقال ما يضر بالتحول الديمقراطى هو التشتت وعدم القدرة على تركيز الطاقات فى اتجاه واحد، محذراً من ان الضبابية والتقليل من اتفاقية السلام وعدم الإمساك بها يقلل من امكانية التحول الديمقراطى ومن شأنه ان يرشح لمزيد من الشمولية.
    ودعا عرمان كل منظمات المجتمع المدنى والقوى السياسية لاتفاق على برنامج جديد والبحث عن طرق للتفاهم والاهتمام بقضايا البيئة ومكافحة الفقر، مشيراً الى ان هذه القضايا لا تجد الاهتمام فى الصحف التى تهتم فقط بالقضايا السياسية التى فيها الاثارة. وختم عرمان حديثه بقضية دارفور وقال لا توجد ديمقراطية ولا حرية بلا دارفور ولا بد ان نصل الى حلول تشمل كل مكونات المجتمع بدارفور عربية وغير عربية.
    إحداث التوازن
    من جانبه اشاد رئيس تحرير صحيفة السودانى محجوب عروة بالتكريم، وأثنى على الذين قاموا به، وقال أحمد لله القائل: (نون والقلم وما يسطرون)، ملوحاً بقلمه، واضاف ان السلطة عندما تتجاوز حدودها فانها تطغى ولا يكسر هذا الطغيان إلا هذا القلم الذى يحدث التوازن عبر حرية الصحافة والكلمة فى المجتمع، وقال نريد من الصحافة الحرة ان تحدث هذا التوازن لأن الطغيان هو مفسد وفى ظل هذا فإن الانسان إما يتطرف ان او ينزوى ولكن عبر حرية الصحافة والقلم ينطلق الانسان.
    وطالب عروة بتغيير قانون الصحافة والمطبوعات وكل القوانين التى تقيد الحريات حتى تواكب الدستور.
    من جهته قال الكاتب والباحث د.محمد جلال هاشم أتطلع وما أشبه الليلة بالبارحة، سنوات وهذا الميدان يشهد دائماً نقطة الانطلاقة نحو الحرية كثورة اكتوبر التى انطلقت من جامعة الخرطوم وثورة ابريل، مشيراً الى ان هذا الميدان هو المكان الذى يتجمع فيه قادة المجتمع وعشاق الحرية كلما خيم عليهم ليل الديكتاتورية، واضاف نلتقى اليوم وليعلم الجميع ان الدكتاتورية فى اى زمان واى مكان تحاول ان تزرع الخوف وذلك لأنها خائفة ولا توجد دكتاتورية شجاعة وبالتالى تسعى لانتزاع الخوف بالتسلط على الشعب.
    الحرية كقيمة
    وتناول الصحفى الحاج وراق الحرية كقيمة فى المجتمع وقال ان الحرية هى غاية التاريخ وغاية خلق الانسان وهى ضرورة اخلاقية لأن الناس يختلفون حول القيم التى يفضلونها وان اى قيمة لم تتجسد فى اطار الحرية هى مشوهة. واضاف وراق ان الأمن بلا حرية هو امن المقابر او الاموات، والعدالة بلا حرية هى عدالة حديقة الحيوانات، والوحدة بلا حرية هى قفص للشعوب، والحرية هى ضرورة اقتصادية وبدون حرية فان موارد البلد تذهب للفساد فى العمارات التى تنهار، وقال ان الحرية ضرورة سياسية لأن الناس يختلفون حول امزجتهم، واي مجتمع يريد ان ينمو ويتطور لا بد ان يعتمد الحرية.
    وشهدت فقرة التكريم تجاوباً من الحاضرين وخاصة مع الأستاذين عروة ومدنى اللذين قام لهما الحاضرون عرفاناً بدورهم وتقديراً لمواقفهما فى سبيل الدفاع عن الحريات وصفق الجميع هاتفين تحيا الحرية ويسقط الظلم، وقد اثار هذا الموقف الأستاذ عروة وأخذ (المايك) معلقاً بقوله تذكرون وأنا أدخل هذا المكان فى العام 1969م عندما اغلقت الصحف آنذاك، كنا نقول مع زملاء لنا الآن هم فى السلطة كالأستاذ علي عثمان (لا جامعة بلا حرية) والآن نقول لا صحافة بلا حرية، وهتف الجميع (لا صحافة بلا حرية ولا جامعة بلا حرية)
    السداسية) تنهي أعمالها باتفاق تام حول القضايا العالقة
    الخرطوم: صلاح المليح
    أنهت اللجنة السداسية المشتركة بين شريكي اتفاق نيفاشا (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) مساء أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم أعمالها بإعداد مصفوفات ومسودات للقرارات التي ستتخذها رئاسة الجمهورية لإنفاذ القضايا العالقة في اتفاقية السلام الشامل، وأكد الناطق الرسمي المشترك باسم اللجنة السداسية القيادي بالمؤتمر الوطني الدرديري محمد أحمد ان اللجنة أنجزت مهمتها بنجاح واتفاق تام، وأشار في تصريحات صحفية مشتركة مساء أمس الى ان اللجنة ستواصل أعمالها صباح اليوم بالتعاون مع إدارة القرارات برئاسة الجمهورية لوضع مسودات القرارات التي ستتخذها الرئاسة لجهة تمكين الأخيرة من نقل هذه القرارات والموجهات بسرعة إلى حين النفاذ الفعلي وتبليغها مختلف أجهزة الدولة في الجنوب والشمال والأجهزة المدنية والعسكرية.
    وكشف نائب الأمين العام للحركة الشعبية الناطق الرسمي المشترك باسم اللجنة السداسية عن تقرير قدمه مجلس الدفاع المشترك في اجتماع اللجنة أمس، وقال إنه من خلال هذا التقرير يمكن القول انه لأول مرة حدث تقدم كبير سيضع القوات المشتركة في موضعها الصحيح لا سيما في مناطق البترول، وأشار الى ان القوات المشتركة تتأهب لمرحلة ان تكون جسماً حقيقياً يقوم بمهامه المنوط به في الترتيبات الأمنية والدستور، وأعلن عن انسحابات متزامنة سيتم إكمالها جنوب وشمال حدود (1/1/1956).
    وأشار عرمان الى ان اللجنة السداسية قامت بمعالجة قضايا مهمة للمواطنين السودانيين وعلى رأسها قضية المصالحة الوطنية التي توصلت فيها اللجنة الى أفكار وآليات سيتم رفعها الى الرئاسة، الى جانب قضية تعزيز التحول الديمقراطي وسيادة حكم القانون، وأعلن عن تصور كامل تقدمت به الحركة الشعبية لحل قضية أبيي، مشيراً الى انه من خلال هذا التصور تم التوصل الى معالجة لقضايا بعينها عبر اللجنة السداسية.
    اليوم أولى جلسات محكمة المحاولة التخريبية
    الخرطوم: السوداني
    تبدأ اليوم بمحكمة جنايات الخرطوم شمال أولى جلسات محاكمة المتهمين بما يسمى بالمحاولة التخريبية ومن بينهم نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المحامي علي محمود حسنين والأمين العام لحزب الأمة (الإصلاح والتجديد) وزير السياحة الأسبق عبدالجليل الباشا.
    ويمثل المتهمون امام القاضي عصمت سليمان ويرأس الاتهام مولانا بابكر عبداللطيف مع رئيس النيابة العامة لولاية الخرطوم يعاونه رئيس نيابة أمن الدولة المستشار ياسر أحمد محمد، ويدافع عن المتهمين (27) هيئة دفاع يترأسها الدكتور أمين مكي مدني ووزير الخارجية الأسبق المحامي فاروق أبوعيسى.
    عبدالواحد: وجودى مؤقت بفرنسا وسأذهب الى دارفور
    لندن: مصطفى سري
    نفى رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور بشدة وجود اتجاه من الحكومة الفرنسية لإبعاده سواء بشكل رسمي أو غيره، معتبراً انه ليس لاجئاً وإنما مقاتل من اجل الحرية وحقوق شعب دارفور والسودان، وندد بمبعوث الأمين العام للامم المتحدة لدارفور يان الياسون في ما اسماه بتقسيم اهل الاقليم ووضع تبريرات للحكومة السودانية لإبادة النازحين في المعسكرات، على حد قوله.
    وقال نور لـ(السوداني) ان الحكومة الفرنسية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك قدمت له اوراقاً للجوء السياسي، واضاف: (لقد رفضت اللجوء السياسي لأنني مقاتل من اجل الحرية والديموقراطية لأجل شعب دارفور والسودان عامة)، وقال ان وجوده في باريس لفترة مؤقتة ليقدم شرحاً للعالم الحر طبيعة الصراع في الاقليم والسودان وكيفية الحل الى جانب طرح رؤية حركته، واضاف: (أعتقد انني نجحت في ايصال رسالتي واقامتي مؤقتة وسأعود الى دارفور اذا قررت حركتي ذلك ولن أحدد تاريخ ذلك)، مشيراً الى انه يكن الاحترام للحكومة الفرنسية، وقال لكن قضيتنا لا تقبل الضغوط او المساومة إما سلام بأمن كامل او لا سلام، وتابع: (أنا لست لاجئا).
    مولانا الدكتور محمد أحمد سالم نصير المرأة
    حرم الرشيد شداد
    نظمت وحدة النوع لبعثة الأمم المتحدة (Unimes) ورشة عمل يومي الاربعاء والخميس 5-6 /12/2007م بعنوان ( تعزيز المشاركة السياسية للمرأة) اشركت فيها قيادات ونساء الاحزاب وقيادات ونساء منظمات المجتمع المدني بقاعة الشهيد الزبير وذلك في إطار تفعيل دور المرأة في العمل السياسي ورفع نسبة مشاركتها في مواقع صنع القرار السياسي وقدمت العديد من الأوراق وكانت اميزها ورقة مقدمة من مولانا الدكتور محمد أحمد سالم عن (الاحزاب والمشاركة السياسية للمرأة) وأهمية الورقة إنها الوحيدة المقدمة من قبل رجل وهذه ما ميزت ورقة مولانا الدكتور عن باقي الأوراق الاخرى وما حوته من فكر ثر وإهتمام عظيم بالمرأة، فجعل جميع النساء الحضور في غاية السرور لما قدمه مولانا محمد أحمد سالم واهتمامه العميق بأن تأخذ المرأة دور الريادة والقيادة في العمل السياسي والاقتصادي والتنموي وان تتبوأ المناصب القيادية والتنفيذية داخل الاحزاب وللعلم ان مولانا الدكتور المهذب محمد أحمد سالم هو مسجل التنظيمات السياسية وهو قانوني ضليع ومدافع قوي عن حقوق المرأة ووضعها داخل الاحزاب السياسية، وبالفعل فان المرأة السودانية (وهذا رأيي الشخصي) تلعب دور (الكومبارس) من داخل الاحزاب السياسية في مجتمعنا الذكوري فهي عليها ان تعطي اصواتها فقط وتقوم بالدعاية للمرشحين ولكن هذا سنفرد له مساحة أخرى ولشدة اعجابي بورقة هذا الرجل القامة الدكتور محمد أحمد سالم الذي يقف قلباً وقالباً مع المرأة لكي ينجلي هذا الظلم الجائر من فقدان حقوقها واستغلال حوجتها وهذا مجال آخر لابد من إفراد مساحات كبيرة له الا وهو استغلال المرأة الضعيفة في زمن اصبحت المرأة ممتهنة في رحلة البحث عن عمل وعن حقوقها من قبل الكثير من النفوس الضعيفة البغيضة وإذلال كرامتها في توفير فرصة عمل أو ما تسد به حاجاتها فلابد من وقفة رجل حقيقي يمثل كل قيم الرجولة والنبل بأحساس عميق ويشعر ان هذه المرأة ابنته أو أخته أو زوجته ولكن للأسف يتناسى الكثيرون هذا عندما تقف أمامه إمرأة طالبة المساعدة فهنا يتناسى إنسانيته وتطغي حيوانيته ويتعرى من كل قيم الفضيلة والإنسانية فينسى انه ايضاً له ابنة واخت وزوجة فيراودها عن نفسها ويذل كرامتها والويل لها ان رفضته فسوف يغلق كل منافذ المساعدة هذا ما آل اليه حال المرأة في السودان.نعود إلى ورقة الدكتور المهذب مولانا سالم فكانت مقدمتها: ان هدف الورقةهو بحث الدور الذي يمكن ان تلعبه الاحزاب السياسية في توسيع وتعميق مشاركة المرأة السودانية في العملية السياسية وجاء في الصفحة الثانية تحت عنوان اشكالية المشاركة السياسية للمرأة فقال:
    رغم ان المرأة على النطاق العالمي تمثل نصف المجتمع ورغم انها تساهم بنصيب وافر من الكسب العام وفي دفع عملية الانتاج ورغم انها على المستوى الفردي لأقل قدرة عن الرجل في تحمل المسؤولية ومجابهة التحديات واستيعاب المعطيات والتفاعل مع الظروف المتبدلة، وفي التخطيط والتنفيذ والمتابعة وفي القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وإدارة الشأن العام، ومن عملية اتخاذ القرار السليم وتحمل تبعاته واثبتت الدراسات المعاصرة ان المرأة لا يعوزها الصبر ولا الدقة وان التاريخ أخبر عن نماذج نسائية فاقت الرجال شجاعة وعلماً وحكمة وذكاء ووطنية رغم ذلك كله فالمرأة ما زالت في معظم بقاع المعمورة وحتى في بعض الدول المتقدمة بنسب متفاوتة مهمشة ومظلومة ومضطهدة ترزح تحت نير المجتمعات الذكورية وتعد انساناً من الدرجة الثانية ومواطناً من الفئة الرابعة.
    وهي في نظر الرجال (قدرية) و(مستكينة) وعاجزة عن تحمل المسؤولية وفاقدة لمقومات القيادة والريادة.
    وقد تستخدم انوثتها وجاذبيتها اداة إنتخابية لجلب الاصوات وكزينة حواشي للديكور والاحتفالية ودورها في صناعة القرار يظل محدوداً ورمزياً.
    ثم جاء في الصفحة رقم (3) من ورقة مولانا عن الحيثيات والمفاهيم غير السوية تجاه المرأة التي تكاتفت لاصدار هذا الحكم عليها هي:
    الاعتقاد السائد بأن مكانة المرأة هو البيت فقط ووظيفتها التي جبلت عليها هي الانجاب وان المسؤوليات العائلية لا تترك لها وقتاً ولا توفر لها جهداً اضافياً ومحدودية الامكانيات الاقتصادية تشكل عقبة امام الدور السياسي والانتخابي النشط المرتبط بالمقدرة المالية والتقاليد المحافظة في الأرياف التي لا تقبل خروج المرأة للعمل العام وإنعدام الديمقراطية الداخلية عند كثير من الاحزاب وهيمنة النخب الرجالية في عملية اتخاذ القرار وتوصيف العمل السياسي بانه لعبة قذرة تحتاج للمكر والخشونة والصرامة وهي صفات لا تتوفر في المرأة كقاعدة عامة، وفي البلدان الخارجة من صراعات مسلحة تكون اليد الطولى للمقاتلين والقادة العسكريين في مرحلة ما بعد الصراع ونسبة لمحدودية الدور الميداني للمرأة إبان النزاع يتضاءل تمثيلها في مؤسسات الحكم.
    وتحدث الدكتور في الصفحة رقم 4 عن المساواة في المواثيق الدولية حيث ذكر: اجمعت كل المواثيق الاقليمية والدولية بلا استثناء على تأكيد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في التمتع بالحقوق الاساسية وحظرت اي تمييز بسبب النوع، والعرق، أو المواطنة أو الوضع الاجتماعي أو الدين، والمذهب الفكري، واللون السياسي وأثبت الاعلان العالمي لحقوق الانسان لسنة 1948م في المادة 21 حق المرأة في المشاركة في الانتخابات العامة وتقلد المناصب القيادية في الدولة والمجتمع وتناول جميع الاتفاقيات حتى بداية العمل بإتفاقية سيداو التي بمقتضاها ألزمت الدول الاعضاء بموجب المادة (7) بإزالة كل أشكال التمييز ضد المرأة في الحياة العامة وفي مجال الحقوق المدنية والسياسية بما في ذلك الحق في تولى الوظائف العامة. وتحدث في الصفحة رقم (5) عن ثمار اتفاقية السلام الشامل لعام 2005م وعناية الاتفاقية بقضية المرأة ومشاركة المرأة السودانية وافراد نصوص عديدة تؤكد في مجملها المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات العامة كما جاء في المادة (4) الخاصة بالمبادئ الأساسية مبدأ المساواة كواحدة من الموجهات العامة والمقومات الرئيسية لنظام الحكم في البلاد وألزمت المادة (15) الدولة بحماية الامومة ووقاية المرأة من الظلم وتمكينها من الحياة العامة والمح هذا المبدأ بأن مسؤوليات المرأة الاسرية لا تتعارض مع وظيفتها العامة وكأنه يرد على الذين يطالبون ببقاء المرأة خلف الجدران للتفرغ للإنجاب وشؤون الأسرة فقط. اما عن القانون الخاص بالاحزاب السياسية لسنة 2007م فقد ذكر قضية المرأة وتمكينها من المشاركة السياسية داخل الاحزاب في المادة (14) الخاصة بشروط تأسيس الاحزاب ان لايقل عدد المؤسسين عن خمسمائة من الرجال والنساء أي انه لايجوز تكوين حزب من الرجال فقط وعلى الحزب ان يضمن القائمة مرشحات من اعضائه وذلك الاجراء لمزيد من المشاركة النسائية في المؤسسات التشريعية.
    وعن نسبة مشاركة المرأة في الاحزاب ذكر الدكتور نسب تمثيل المرأة في الاحزاب المختلفة ففي الحزب الاتحادي الديمقراطي خصص للمرأة 55 مقعداً من اصل 2100 اما حزب الامة القومي فقد إرتفعت النسبة إلى 20% اما الحزب الشيوعي الذي عرف بانحيازه على مدى التاريخ للمرأة والذي أوصل أول إمرأة في التاريخ إلى قبة البرلمان وضع نسبة 50% كهدف استراتيجي لتمثيل المرأة اذ كان البرلمان مملكة خاصة بالرجال حتى عام 1964م وبعد ثورة اكتوبر فازت السيدة فاطمة أحمد إبراهيم كأول إمرأة في انتخابات الجمعية التأسيسية. وفي ختام الورقة قدم الدكتور توصيات متفردة ومهمة وضمنها تحسين الأوضاع الاقتصادية والثقافية والمعيشية للمرأة والاهتمام بالتدريب المتصل ورفع القدرات والوعي واستنباط حوافز قانونية لتشجيع الاحزاب على اتاحة مزيد من الفرص للمرأة ، وابتكار وسائل لتوفير الدعم المالي والدعائي للمرشحات الاناث، والزام الاحزاب بالتوازن النوعي في اجهزة الحزب وقوائم المرشحين، رفع قدرات البرلمانيات السودانيات، استنهاض منظمات المجتمع المدني لتكثيف الجهود لنشر ثقافة التوازن النوعي بين القطاعات المختلفة.
    هذا ما قدمه مولانا سالم لذا حاز على اعجاب الجميع وسوف تحث هذه الورقة وهذا الكلام الرائع على القبول في نفوس جميع النساء وجميع الرجال الذين يشعرون فعلاً ان لهم اخوات وزوجات في هذا المجتمع.
    وسوف يحفز جميع النساء على اخذ حقوقهن كاملة والاستعداد لخوض الانتخابات ومزيد من المقاعد البرلمانية والمواقع التنفيذية بالرغم من انانية بعض الرجال في الدوائر الجغرافية الأمر الذي دعا بالمناضلة الاستاذ نهى النقر بالتنازل عن حقها الإنتخابي عام 1986م امام الاحتجاج الذكوري.
    أعمدة
    في عموده قولوا حسنا: كتب محجوب عروة: حزب الأمة ومبارك الفاضل
    إذا كانت بعض قيادات حزب الأمة القومي وبعض قواعده تعتقد أن السيد مبارك الفاضل المهدي قد أخطأ في حق حزبه الأساسي بإنشقاقه الشهير وتعاونه مع حكومة الإنقاذ وأدى ذلك الى تصدع كبير في حزب الأمة القومي وقيام (أحزاب أمة متفرقة) ومن ثم ينبغي ألا يعود لقيادة الحزب مرة أخرى بعد خروجه من حكومة الإنقاذ .. هذا الإتجاه ينبغي أن يتغير بعد أن حدث للسيد مبارك ما حدث من إعتقال دام خمسة أشهر وتشهير غير لائق ..
    مهما يكن فقد إجتهد السيد مبارك وهو إجتهاد سياسي قد يخطئ أو يصيب .. وأرى أن حزب الأمة وزعامته وقياداته يجب أن تعيد النظر في قضية السيد مبارك ولعل أحد أهم أسباب ذلك هو أن تاريخ حزب الأمة ملئ بالإجتهادات الصائبة والخاطئة منذ أكبر إنشقاق له في منتصف الستينيات من العقد الماضي حينما خرج السيد الصادق المهدي على عمه الإمام الهادي وشق الحزب الى حزبين أثر كثيراً على وضعه في إنتخابات عام 1968م وفقد بسببها الأغلبية البرلمانية وفتح الباب لإنقلاب مايو 1969م وإضعاف الوضع الديمقراطي والممارسة الحزبية ..
    إننا اليوم في حاجة الى أحزاب قوية متماسكة وفاعلة حتى تستقيم الديمقراطية القادمة، فلا ديمقراطية صحيحة وراشدة ومستدامة إلا بأحزاب قوية لها مؤسسات فاعلة وشورى وديمقراطية حقيقية داخلها وقيادات متميزة متمكنة وبرنامج واضح ومناسب .. وحزب الأمة من أهم وأكبر الأحزاب السودانية له تاريخه الناصع ومساهماته الواضحة في العملية السياسية والتوحد والتكامل الوطني ، كيف لا وهو نتاج للثورة المهدية التي ساهمت في بناء السودان وتكامله القومي ثم الحركة الوطنية فالاستقلال .. مثل هذا الحزب يجب الحفاظ عليه ولعل من أكبر أخطاء الأنظمة السلطوية والشمولية في السودان هو محاولتها لضربه وتفتيته فقدمت أفضل خدمة للذين يريدون تفتيت السودان وإضعاف إرادته وزوال هيبته وسيادته .. ربما تكون هناك أخطاء عديدة لهذا الحزب العملاق وقياداته المتعاقبة وهذه طبيعة البشر التي تخطئ وتصيب (ومن كان منكم بلا خطيئة فليرم هذا الحزب بحجر) .. كل الأحزاب أخطأت بشكل أو آخر وبدرجات متفاوتة وكل القيادات السياسية أخطأت كذلك سواء فى الأنظمة الديمقراطية كانت أو السلطوية و الشمولية ومنهم ما أصاب النجاح هنا وهناك .. لكل هذا وغيره أرى أن يلتفت حزب الأمة زعامة وقيادات وقواعد الى إعادة بناء هذا الحزب العملاق ويلملم أطرافه ويعقد مؤتمراً إستثنائياً يحاول فيه إعادة البناء ولم الشمل والإستعداد للإنتخابات القادمة بإعداد الكوادر والبرامج والمال اللازم وإعادة الفاعلية والحيوية له، وعلى رأس ذلك تطوير الحزب ليضم كل القطاعات الحديثة والفاعلة بعد أن يحاول إسترجاع قيادات مهمة وقواعد خرجت منه لسبب أو آخر وينطبق هذا على كل الأحزاب الأخرى حتى يأتي التحول الديمقراطي ويقود الديمقراطية (العائدة والراجحة) بأفضل مما كانت. لقد كان ولا يزال أن استطاع السيد الصادق المهدى منذ أن تولى زعامة حزب الأمة أن يجعل منه حزباً قومياً وتجاوز حالة كونه محصوراً للأنصار بل خرج به للعالم والقوى الحديثة ورغم ذلك فهو فى حاجة ماسة اليوم الى مزيد من الفاعلية والقيادات الشابة التى خرجت للعمل العام طيلة الأعوام التى مضت وغييب فيها الحزب قسراً وظلماً.
    في عموده مناظير: كتب زهير السراج: مشيناها خطى!
    • في معظم أنحاء العالم يواجه الصحافيون وأصحاب الرأي الحر صنوفاً من المعاناة والمشقة والتعسف وانتهاك الحقوق الذي يصل درجة القتل بغرض إسكاتهم وكسر أقلامهم وإثنائهم عن المهمة النبيلة التي بذلوا كل شئ من أجلها، ومن أجل عالم نظيف عادل، آمن، وخالٍ من الفساد والظلم والاستغلال والاضطهاد والحرب!
    • قتل في العام الماضي، (58)، والذي سبقه (مائة)، بينما تعرض الآلاف للسجن والاعتقال والمطاردة والتهديد والوعيد والترغيب. وتعد مهنة الصحافة، الثانية بعد الجندية، التي يتعرض أصحابها للقتل والإصابة، حسب إحصائيات منظمة العفو الدولية للأعوام العشرين السابقة!
    • ولكن هل ماتت مهنة الصحافة، وانكسرت الأقلام الحرة الشجاعة، وصمتت الأفواه، ونامت الضمائر؟!
    • (لا) كبيرة جداً.. هي الإجابة الوحيدة لهذا السؤال. ادر بصرك في كل مكان يواجه فيه الصحافيون الظلم والبطش، تراهم رافعي الرؤوس، جاهزين للموت والسجن والاعتقال دفاعاً عن شرف الكلمة وحرية الرأي وكرامة المواطن!
    • الصحفي الحر، وصاحب الرأي الحر في حالة (استاند باي) مستمرة ليضحي بحريته، بل بروحه، ليبقى رأيه حراً، وكلمته شريفة، وإرادته مستقلة، وقلمه نظيفاً، ولسانه عفيفاً، وكرامة المواطن الذي يدافع عنه، مصانة ومحفوظة ولا يأبه من أجل ذلك، بتهديدات لحياته أو انتهاكات لحقوقه، ولا بمعتقلات أو سجون، ولا يخاف ولا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى الذي أكرمه ونعّمه بهذه المهنة النبيلة.
    • واهم من يعتقد انه يخيف الصحفي الحر الشجاع بالقتل أو التهديد والوعيد! إنه مثل الذي يخيف الجندي بنقله الى المواقع الأمامية للقتال، أو سمكة القرش بإعادتها الى البحر، أو بطرد الأسد من حديقة الحيوان الى الغابة!
    • لا أدري هل قرأ الذي هدّد صديقنا وأستاذنا الحاج وراق وبقية أصدقائنا وزملائنا الكرام، المقالة التي كتبها وراق قبل عام، بكل جرأته المعهودة، ونقائه الثوري، وأحاسيسه المرهفة، وقيمه النبيلة، وتاريخه المشرق، وعشقه الكبير للحرية، وايمانه العميق بالله، متحدثاً فيها عن لذة التضحية، وحلاوة المصير الذي ينتظر من يمسك بيده اليمنى قلماً، وبيده اليسرى كفناً، ناذراً نفسه للوطن؟!
    • أمثل هذا الإنسان، مثل هذا الجبل الأشم، مثل هذا الوطن الصامد الصابر، وبقية أصدقائنا وزملائنا رباح الصادق والطاهر ساتي، وفيصل الباقر، وعبدالمنعم سليمان، وكل الصحافيين الأحرار، تخيفهم عبارات التهديد والوعيد، وتثنيهم عن رحلة المبادئ؟!
    • واهم وحالم وساذج وغرير.. من يظن ذلك، وإن لم يكن قرأ بيت الشعر الشهير الذي يؤكد العزم على مواصلة المسيرة، فإنني هنا أعيد كتابته للمرة العاشرة، أصالة عن نفسي، ونيابة عن كل زملائي الصحافيين الأحرار:
    مشيناها خطىً كتبت علينا ** ومن كتبت عليه خطىً مشاها
    وخير ختام هو كلام الله سبحانه وتعالى: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) صدق الله العظيم.
    في عموده كلام الناس: كتب نور الدين مدني: شموع الصحافة
    • التظاهرة الديمقراطية التي تنادت لها كوكبة من رموز المجتمع المدني والطلابي والشباب بالميدان الغربي بجامعة الخرطوم مساء أمس الأول تعتبر إضافة جديدة للحراك الايجابي الذي بدأ يشق طريقه نحو تعزيز الحريات ودفع عملية السلام وتأمين الوحدة والديمقراطية والعدل.
    • لن نتحدث هنا عن التكريم الذي طوقت به أعناقنا جمعية الصحفيين والكتاب الديمقراطيين عبر هذه التظاهرة الديمقراطية، على أهمية هذا التكريم الذي هو في حقيقة الأمر تكريم لكل الصحفيين والكتاب في كل المؤسسات الصحفية الذين مازالوا يقبضون على جمر القلم يدافعون عن شرف الكلمة ويتحملون مسؤوليتها تجاه الوطن والمواطنين.
    • لن نستعرض في هذه المساحة تفاصيل هذه التظاهرة، ولكننا لا بد ان نتوقف عند بعض الدلالات والمواقف التي تعيننا على استمرار السير في ذات الطريق الذي اخترناه منذ ان حملنا راية القلم كأمانة ملقاة على عاتقنا وبأمانة نأمل ان نقدر على مسؤوليتها وتبعاتها.
    • نبدأ بمعاني هذه الجموع الطلابية والشبابية التي كانت حضوراً جميلاً في هذه التظاهرة، فهذا يطمئننا أكثر ان رسالتنا بحمد الله وتوفيقه تجد تفاعلاً ايجابياً وسط أجيال المستقبل الذين نعول عليهم كثيراً، ولكننا لن نتركهم وحدهم وهم يشقون طريقهم نحو غدٍ تتحقق فيها تطلعاتهم المشروعة في السلام والديمقراطية والعدل والتنمية.
    • لا بد من التوقف عند كلمة الأخ الصديق ياسر عرمان العضو البرلماني نائب رئيس قطاع الشمال للحركة الشعبية الذي جاءنا من ندوة بحي مايو ليشاركنا في هذه التظاهرة قبل ان يودعنا للحاق باجتماع اللجنة السداسية، لما فيها من جديد نحن في حاجة إلى تعزيزه، حيث تحدث عن دلالات هذه اللقاءات حيث يتطلع أهلنا في حي مايو إلى حقوقهم الطبيعية الأساسية فيما ينشغلون في اللجنة السداسية بمسائل السلطة والثروة أما هذه – التظاهرة- في جامعة الخرطوم- فهي معنية بقضايا الحريات والحقوق المدنية والتحول الديمقراطي, قال عرمان انه لا بد من ايجاد صيغة تعبر عن كل هذه المعاني لدفع عملية السلام والتحول الديمقراطي والبناء التنموي في سودان يسع الجميع.
    • هناك دلالة أهم لهذه التظاهرة لأنها كسرت التصنيفات السياسية للديمقراطيين فقد تحدثت رباح الصادق المهدي إلى جانب الحاج وراق كما تحدث الأستاذ محجوب عروة إلى جانب الدكتور محمد هاشم جلال والسيد مبارك الفاضل المهدي, وكنا ننتظر مشاركة صديقنا الصادح بالحق صاحب حديث المدينة الباشمهندس عثمان ميرغني كي يتعزز هذا المعنى الشامل للديمقراطية.
    • التحية لجمعية الصحفيين والكتاب الديمقراطيين ولاتحاد أساتذة جامعة الخرطوم ولاتحاد طلاب جامعة الخرطوم ولكل الذين تنادوا للمشاركة في هذه التظاهرة الديمقراطية السلمية لتكريم شموع الصحافة.
    صحيفة الرأي العام
    العناوين الرئيسية:
    اتفاق شامل بين الشريكين وسلفا كير إلى إدريس غدا.
    مراسيم بتعيين 6 وزراء دولة ومستشار للرئيس.
    أخبار وتفاصيل:
    مناوي :العام الحالي هو الاخير لايداع مبالغ صندوق اعمار دارفور
    حاصر نواب البرلمان وزير المالية بعاصفة من الاسئلة انصبت في مجملها على زيادة القيمة المضافة والغاء اعفاءات الاستثمار في جلسة المجلس الوطني امس عقب تقديم لجنة التنسيق والصياغة لمشروع الموازنة العامة لتقريرها في مرحلة العرض الثاني (السمات العامة)، ومن المقرر ان يرد الوزير على تلك التساؤلات في جلسة اليوم.
    وطالب كبير مساعدي رئيس الجمهورية منى اركو مناوي بعدم اغفال اتفاقية السلام المختلفة والالتزامات التي تمخضت عنها، واضاف لدى مخاطبته المجلس امس ان هناك مشاريع تسهم في ازالة الفقر مثل طريق الانقاذ الغربي بجانب وضع حساب للمناطق الطرفية. وذكر مناوي ان العام الحالي هو الاخير لايداع كل المبالغ التي تم تخصيصها لصندوق اعمار دارفور مطالباً بفصل مال تسيير السلطة عن صندوق الاعمار.
    من جانبهم طالب عدد من النواب المالية بتوضيح عدد من المواضيع المهمة وقال رئيس لجنة الحسبة والعمل بالبرلمان عباس الخضر ان قضية المحالين للصالح العام الذين تمت اعادتهم للخدمة تحتاج الى مزيد من التوضيح من المالية بجانب اغفالها لواجبها في جانب الالتزام تجاه السكة حديد.
    الوطني يفوز بإنتخابات جامعة الازهري
    الخرطوم: الرأي العام
    فازت قائمة الطلاب الاسلاميين الوطنيين بجامعة الزعيم الازهري بالاتحاد بـ «1437» صوتاً فيما فازت قائمة التحالف والتي ضمت الحركة الشعبية- الاتحادي الديمقراطي، تجمع روابط دارفور وحركة القوى الجريئة «حق» بـ «808» صوتاً.
    قراءة سريالية لعالم ود ضيف الله (6-8)
    صورة الزعيم الخارق ونفوذها على الحياة العامة السودانية
    توجهات الزعيم وصلاته الخارجية
    «وكان من عباد الله الصالحين. كان مؤذناً يطير في آذانه، زواراً للصالحين، إلا أنه لم يحج. وأظنه حج بالطيران»ترجمة عبد المحمود النوفلابي
    «ومن كراماته أنه أصاب مكة مطر شديد هدم البيوت وحزم السيل الناس والبيت واستغاثت الناس به فغرز عكازه فبلع جميع الماء ببركته»ترجمة العجمي ود حسونة
    ربما ساد انطباع خاطئ عند بعض القراء بأن مجتمع السلطنة الزرقاء كان منغلقاً في صلاته الخارجية. والصحيح أنه كان مجتمعاً واعياً بانتمائه الإسلامي، حاسماً في توجهه نحو هذا الانتماء والالتزام به. وربما نتج من هذا التوجه الأحادي تأزم العلاقة مع الحزام الوثني إلى الجنوب. ويكفي أن تقرأ في كتاب ود ضيف الله ومخطوطة كاتب الشونة لترى تكرار العدائيات مع «شلك»، وكانت تنطق هكذا دون أداة التعريف، ربما إشارة إلى أنها ترمز إلى عدد من قبائل السود وليس إلى قبيلة واحدة.
    ونلاحظ قوة الارتباط بالعالم الإسلامي في حجة الشيخ إدريس في تحريمه الدخان حين استند إلى أن سلطان إسلامبولي حرمه ثم قال إن «مذهب مالك رضي الله عنه أن طاعة السلطان تجب فيما لم يرد فيه نص شرعي». والشيخ إدريس يقول هذا الكلام أمام الشيخ عجيب الذي يفترض أنه ولي الأمر المباشر بالنسبة له، والشيخ عجيب لا يحتج. ذلك يعني أن موالاة الخلافة الإسلامية في إسلامبول ومبايعتها قيادة عليا للأمة كانت مسألة بدهية بالنسبة لهما كليهما.
    و يبدو مجتمع السلطنة مقرّاً، على الأقل في مسائل معينة، بأستاذية المراكز الحضرية في العالم الإسلامي، وبخاصة مصر والعراق. العراق جاء منه المدد الصوفي، فيشار إلى أكثر من شيخ بأنه أوقد نار الشيخ عبد القادر، أي عبد القادر الجيلاني. وتاج الدين البهاري الذي سلّك الخمسة المشهورين وأرسى تقاليد الصوفية قادم من بغداد. أما الأزهر الشريف في مصر فقد كان هو المورد الأعلى لعلوم الشريعة، وظلت العلاقة به قوية وحميمة إلى أن تأسس الرواق السناري ليعنى بالطلاب القادمين من السلطنة. وها هو الشيخ إدريس مرة أخرى يحيل الخلاف حول حرمة الدخان إلى الشيخ الأجهوري بالجامع الأزهر ليكون حجة بينه وبين من يقولون بحله من علماء السودان. والطرفان قد وافقا على أن كلمة علماء الأزهر في هذه المسألة هي النهائية بما يعني تسليمهم بأستاذية علمائه. ومحمود العركي، راجل القصير، قدم من مصر وعلم الناس العدة. من ناحية أخرى فإن غلام الله بن عائد جد السادة الركابية، حملة لواء العلم في ذلك التاريخ القديم، هو قادم من اليمن. وقد تمددت الصلات شرقاً نحو الحجاز بالطبع وغرباً نحو المغرب العربي عموماً بما في ذلك غرب إفريقياً. الحجاز أمره معلوم بسبب الحج أما المغرب فقد جاء منه عدد من الشيوخ من بينهم أبو الحسن الشاذلي المدفون بعيذاب، والذي تتلمذ على يديه الشريف حمد أبو دنانة، صهر الجزولي القادم من المغرب والذي صاهره هو نفسه عبد الله جماع والد العبدلاب.
    وكانت الصلات الخارجية ومخالطة المجتمع العالمي كما عرف آنذاك من مكمّلات الصورة والوجاهة، فما من أحد من كبار المشايخ إلا وله صلة يفتخر بها. والجدير بالملاحظة أن هذه الصلة لم تكن دوماً هي صلة التلميذ بالأستاذ. ربما كانت الصلة كذلك في علوم الظاهر، أما في علوم الباطن، كما يقال، فكثيراً ما بزّ شيوخ السلطنة أقرانهم حتى في المراكز الحضرية الكبرى مثل مصر.
    السياحة في الأرض وإقامة الصلات الخارجية وإبراز مواهب الفقهاء والمشايخ وكراماتهم، من الخصال التي تميز بها الخاصة من أولئك المشايخ. الشيخ حسن ود حسونة، على سبيل المثال «حج إلى بيت الله الحرام وساح في الأرض من الحجاز ومصر والشام نحو اثنتي عشر سنة» وفي مصر استطاع أن يفعل ما عجز عنه جميع الصالحين هناك حين عزم لخواجة عظيم القدر فشفي لتوه. وفي مكة التقى «بشريف قطب، أمه مرضانة من سنة»، قال الشيخ حسن «عزمت لأمه فعوفيت فبينما أنا قاعد معه في السطح الفوقاني قابلني بعض الفقرا وقالوا زواملنا ماتت جوعاً، فرفعت يدي في الهواء فامتلأت دنانير فرميتها لهم».
    وبرغم أن الشيخ إدريس قد أقرّ سلفاً للشيخ الأجهوري في الأزهر بالأستاذية في الفقه عندما استفتاه في حرمة الدخان، إلا أن ود ضيف الله يجعل الشيخ إدريس يكسب مناظرته للشيخ الأجهوري في النهاية، وذلك عبر تلميذه الشيخ دفع الله العركي الذي أرسله إلى مصر خصيصاً لهذا الغرض. وكان الشيخ الأجهوري في البداية قد أفتى بحل الدخان إلى أن تبينت كرامة الشيخ إدريس فيه، فسلم برأي الشيخ إدريس «وأهدى له الراية المشهورة وعمامة وشدا وجوخة».
    والفقيه جنيد ود طه «أعطاه الله قبولا تاما عند الملوك والسلاطين وعامة الخلق لا سيما أهل الحرمين والحجاز وجدة، وبعضهم سلك عليه الطريق.» وهو قد «توفي بأحد الحرمين وتأسف عليه أهلهما».
    والشيخ حمد النحلان لم يقنع بمدافعة السلطنة هنا فعمد إلى تصدير دعوته إلى الحجاز. يقول ود ضيف الله في قصة حج الشيخ حمد أنه «لما وصل مكة أيام الحج قال: أنا المهدي، فضربوه هو وحيرانه. قالت الحاجة (أي زوجه) ساقونا حبسونا ثم طلقونا». لكن الشيخ لم يعدم بعض المتعاطفين مع دعواه فقد كان هناك رجل شريف «اسمه السيد محمد خليل معتقداً في الشيخ جاب للفقراء ثلاث غراير دقيقاً».
    والصلات الخارجية في أحيان قليلة قد تكون في ذلك الواقع السريالي مع غير بلاد المسلمين، لكنها تؤكد دوماً قوة الانتماء إلى الإسلام ثم كرامة الفقير الذي إمّا حوّل الكفار ببركته إلى الإسلام أو ترك فيهم كرامة ظاهرة كإبراء المريض الذي يئس الناس من برئه. ها هو سلمان الطوالي الزغرات يقوم برحلة عجيبة إثر اتفاق بينه وبين جماعة من الضيوف على إقامة وليمة «قال سلمان: الكزبرة والفلفل والشمار والمرسين والماء عليّ وانتم عليكم الذبيحة والكسرة. في وقته السماء أرعدت وأبرقت والحفاير امتلأت ماء، ومشى بلاد النصارى خرت الفلفل والكزبرة والمرسين والشمار خضرا، وجاء بها إليهم. والنصراني صاحب الزرع صاح قال: إيش أخبارك. قال: أنا جيت من بلاد الإسلام حوار الشيخ محمد الهميم. قالوا النصراني تشهد وأسلم هو ومن معه ويعرفون بالمسلمانيين». ولا أعلم كزبرة ولا فلفلا ولا شماراً تزرع في أرض النصارى، فالأرجح أن زراعها مجوس أو مسلمون من بلاد الهند أو من جزر المحيط الهندي، لكن فن الرواية استلزم هذه الدراما التي تثبت مقدرات الولي الخاصة، ومقدرات شيوخه الذين أول ما يذكر اسم واحد منه يخرّ له أهل الملل الأخرى مؤمنين ومسلّمين. وكلما كانت القصة عن ذلك العالم المجهول لدى العامة غريبة ومتفردة كان أثرها على السامعين أكبر.
    قراءة سريالية لعالم ود ضيف الله (7-8)
    صورة الزعيم الخارق ونفوذها على الحياة العامة السودانية:
    المهدية: الزعامة الخارقة بامتياز
    وكم صام كم صلى وكم قام كم تلا من الله لا زالت مدامعه تجري
    وكم بوضوء الليل كبر للضحى وكم ختم القران في سنة الوتر
    الشيخ محمد شريف نور الدايم في الإمام المهدي
    هبّ ذلك العالم، الذي كان غافياً مستلذاً في أحلامه، مذعوراً على وقع خطوات السناجق وهم يدخلون دنقلا عام 1820 ، ثم كورتي ثم شندي، ثم سنار أخيرا في عام .1821 كان ود ضيف الله قد توفي إلى رحمة مولاه قبل ذلك المنعطف المشهود في تاريخ السودان، أو بالأحرى تاريخ السلطنة أو السودان الأوسط، بحوالي إحدى عشرة سنة في عام 1809م. وعلى مدى خمسة وستين عاماً من ذلك الغزو احتدم الصراع بين نظامين وعالمين متنافرين إلى أن حسم الصراع، إلى حين، الإمام المهدي بثورته ودخوله الخرطوم فاتحاً في السادس والعشرين من يناير من عام 1885.
    كان المهدي تجسيداً لصورة الزعامة التي استقينا وصفها من عالم ود ضيف الله بامتياز. من حيث المناقب الشخصية كان فقيها لا يتطرق إلى مسلكه الشك، ويكفي أن نعلم أن أبيات الشيخ محمد شريف المذكورة أعلاه هي من قصيدة قيلت في ذمّه لا في مدحه. فإن كان ذلك ذمّه فكيف يكون مدحه. كان محمد أحمد بن عبد الله، كما شهد له خصومه، صوّاماً قوّاماً غيوراً على الدين لا تأخذه في الحق لومة لائم. وبالمقابل كان كثير من العلماء قد تراجعت مكانتهم بعد أن استأنسهم الحكم التركي وضمّهم لصفه. كان العامة يترقبون المخلّص وقد شاعت في العالم الإسلامي أجواء الانتظار لانبعاث المهدي. لم تنضج الظروف للثورة كما نضجت يومئذ، فوقف إلى جانب المهدي كثير من العلماء، وأهم من ذلك وقف إلى جانبه العامة الذين رأوا فيه الزعيم كما يتصورونه وكما ترسخ في ثقافتهم عبر القرون.
    وكانت دعوة المهدي بسيطة ومباشرة لذلك نفذت إلى القلوب. كانت دعوة في عالم الغيب أكثر مما كانت في عالم الشهادة. لم يدع المهدي إلى التنمية بل دعا إلى التحرير السياسي. لم يبشر بالازدهار الاقتصادي، بل بشر «بخراب الدنيا»، تصور! أي نعم «خراب الدنيا...وعمار الآخرة». وكانت تلك أقوى مقومات دعوته لأنها وافقت ذهنية الحياة العامة التي ظلت تقدّس هذا الضرب من الدعوات ومن الزعامات. لقد كانت المهدية انبعاثاً معاصراً، في تلك الفترة، للذهنية الراسخة في المجتمع كما عبر عنها ود ضيف الله. لهذا السبب التف حولها الناس بسهولة ويسر فهي لم تكن غريبة على نفوسهم ولم يكن خطابها نابياً عن وجدانهم.
    تمعّن في خطاب المهدي حين قرر أن يصدع بدعوته: «ثم أحبابي كما أراد الله في أزله وقضائه تفضل على عبده الحقير الذليل بالخلافة الكبرى من الله ورسوله. وأخبرني سيد الوجود، صلى الله عليه وسلم، بأني المهدي المنتظر وخلفني، عليه الصلاة والسلام، بالجلوس على كرسيه مراراً بحضرة الخلفاء الأربعة والأقطاب والخضر عليه السلام، وأيّدني الله تعالى بالملائكة المقربين وبالأولياء الأحياء والميتين من لدن آدم إلى زماننا هذا، وكذلك المؤمنون من الجن. وفي ساعة الحرب يحضر معي أمام جيشي سيد الوجود، صلى الله عليه وسلم، بذاته الكريمة، وكذلك الخلفاء الأربعة والأقطاب والخضر عليه السلام، وأعطاني سيف النصر من حضرته، صلى الله عليه وسلم، وأعلمت أنه لا ينصر عليّ معه أحد ولو كان الثقلين الإنس والجن». ألا يذكّر هذا النص بكثير من المفاهيم والمصطلحات التي نقرأها في الأدبيات التي شاعت في السودان في القرون السابقة للمهدية، ومن بينها مخطوطة صاحبنا ود ضيف الله.
    ولما ساد بين الناس أن المهدي كان يستمد من عالم الغيب انتشرت الأخبار أنه يحول رصاص العساكر إلى ماء، وأن النار خرجت من حراب الأنصار، وأن اسم المهدي وجد مكتوباً على أوراق الشجر. لقد صدق الناس ذلك دون تدبر، وفي دواخلهم أحبوا أن يكون ما قيل حقاً لأن من أهم شروط الزعامة هو توفر المعجزات والخوارق لصاحبها. بل إنهم، وقد أعجبهم أمر المهدي، على كل حال، كانوا مستعدين لأن ينسبوا إليه من الخوارق المادية والغيبية ما شاء لهم خيالهم أن يفعلوا. إنه قد استوفى شروط الزعامة عندهم حتى إن لم يصح بعد ذلك أنه المهدي المنتظر بعينه. لذلك قالت له البقارية «كان مهدي مهدي، وكان ما مهدي داعور الفقرا سليتا»، وداعور الفقرا هو عيبهم والتهمة الشائعة عنهم أنهم يتقاعسون عن القتال ومدافعة العدى، والمهدي إنما هو فقير من أولئك الفقراء، حفظة القرآن ومعلميه.
    مضت المهدية تحطم العالم الاصطناعي الذي أنشأته التركية، ربما بغير منهج بديل ناجح، لكن الرغبة في إزالة ذلك النظام الذي فرض بالاستيلاء والتغلب كان من أبرز أهداف المهدية، فكانت المخاصمة معه والمبارزة له نهائية. وهناك اعتقاد تعززه أقوال كثير ممن عايشوا تلك الفترة وكتبوا، من وجهة نظر التركية، أن المهدي في أول أمره كان معتدلا ومعقولا في مطالبه. و لو أحسن القائمون على الأمر معاملته واستمعوا لمطالبه التي حركت الجماهير، لربما مضى المهدي في طريق شيخه محمد شريف الذين كان يرى مسالمة السلطة، ولعله كان من حزب الشيخ حسن ود حسونة وإدريس ود الأرباب اللذين وصفنا كيف أن علاقتهم بالسلطنة كانت علاقة طيبة. لكن هنا فرق أساسي، فالسلطنة كانت حكومة تحمل ذهنية شعبها وتهتدي بمنطق مجتمعها. أما حكومة التركية فقد كانت غريبة ذهنياً ووجدانياً من الشعب الذي استعمرته، فهي كانت محكوماً عليها بالفشل والزوال على أية حال.
    استوفت المهدية جانباً آخر مما وصفنا به صورة الزعامة الخارقة. ذلك هو قوة الانتماء إلى العالم الإسلامي والتحفز لنقل المعركة إلى بقية بقاعه. يؤكد هذا وعي المهدي المتقدم بأهمية محيطه الحيوي، فرسالته لم تكن لأهل السودان وحدهم وإنما كانت لجميع العالم الإسلامي. وكما أعلن حمد النحلان من قبل مهديته وهو في الحجاز تأكيداً لشمول دعوته إلى العالم الإسلامي، أرسل المهدي مناشيره ورسله إلى أمصار العالم الإسلامي يدعوهم إلى نصرة الإسلام بالانحياز إليه. وربما لا يصح الخبر المنسوب إلى المهدي من أنه كان يريد مقايضة غردون بعرابي باشا، لكن مجرد ذكر الخبر يحمل دلالة تؤكد خواطر المهدي واهتماماته الخارجية. يعزز ذلك الاهتمام وعي المهدي بالحركات الجهادية في العالم الإسلامي ورغبته في محالفتها محالفة إستراتيجية، وهو ما يفسر اختياره للسنوسي في ليبيا ليكون أحد خلفائه. إننا نلاحظ هنا بوضوح السمة المميزة لموقف الأستاذية تجاه العالم الإسلامي ومهمة تحريره كما فهمها المهدي وسعى نحوها.
    وبعد المهدي جاء الخليفة عبد الله التعايشي ملتزماً بصورة الزعامة الخارقة: استقامة خلقية وشجاعة فائقة، وخوارق عديدة منسوبة إليه وإلى جيشه، من الحراب التي نطقت بالشهادة إلى الأنوار التي ومضت بها الأسلحة. أما نبي الله الخضر فقد احتل مكاناً أثيراً في عالمه. وفوق ذلك حمل الخليفة رؤية تحريرية نحو العالم الإسلامي والمحيط من حوله. وقد قادته تلك الرؤية، التي تمثل إحدى خصائص الزعامة الخارقة، إلى معركة توشكي مع مصر، ثم معركة الحبشة مع إمبراطورها يوحنس.
    إن المهدية تمنحنا مثالاً نادراً في العالم الإسلامي لمحاولة جديّة لتكوين سياسي وطني متسق مع خصائص الشخصية العامة للمجتمع. ولو ترك لها المجال لتتطور بصورة طبيعية لصححت أخطاءها ولأصبحت نظاماً وطنياً مستقراً، لكن القوى الاستعمارية، وهي في أوج قوتها، ما كانت لتسمح لميلاد جديد كهذا يعدي بالثورة، فأجهضته.
    قراءة سريالية لعالم ود ضيف الله (8-8)
    صورة الزعيم الخارق ونفوذها على الحياة العامة السودانية
    نتائج ومستخلصات
    لا تمثل هذه المقالات دراسة علمية، وإنما هي التماس لفرضية hypothesis أو فرضيات تحلل بواسطتها البنية النفسية للشخصية والحياة العامة في السودان. وهذه المحاولة تعتمد بصفة أساسية على استقراء مخطوطة ود ضيف الله التي تعد من أهم نصوص التاريخ الاجتماعي للسودان الأوسط. وهي لأهميتها، وجاذبيتها لدى الناس، ظلت في حالة استنساخ وتداول واسعة منذ كتابتها. ولنجاح هذه المحاولة ينبغي، أولاً، تجنب الجدل، ولو لحين، حول صحة وقائعها. وينبغي ثانياً أن تقرأ المخطوطة لا على أساس أنها نص فقهي، بل على أساس أنها نص تاريخي اجتماعي نفسي، فالعبرة، لأغراض هذه المحاولة النظرية، لا تكمن في صدقية الوقائع الواردة فيها، ولا في صحة فقهها، وإنما تكمن العبرة في أن هذه الوقائع قد ذُكرت بصراحة ووضوح ووجدت من يصدقها ويؤمن بها ويبني أفكاره ومعتقداته وأفعاله عليها.
    والمقصود بالشخصية العامة هو أية شخصية تتصدى لمهمة القيادة، سواءً في المجال السياسي أو الديني أو الاجتماعي..إلخ. والمقصود بالحياة العامة هو الساحة الحية التي يتحرك فيها هؤلاء القادة زائداً الجمهور من حولهم، إضافة إلى العلاقات التفاعلية بينهم.
    تنطلق الفرضية التي نحن بصددها من أن فكرة الزعيم الخارق فكرة مركزية في تكوين الشخصية والحياة العامة السودانية. وأن بضعة شروط جوهرية لا بد من استيفائها لتصبح الزعامة خارقة. بعض تلك الشروط جسدي كالقوة الجسمانية التي تؤهل لاحتمال مشاق الزعامة كالسهر والسفر ومقابلة الناس وإكرامهم وإطعامهم والإنصات إلى شكاواهم؛ وكالقوة المعنوية التي تترتب عليها الاستقامة الخلقية والزهد حتى إن توفر للشخص الثراء المادي الظاهري؛ وكالاستثنائية التي تعني القدرة على خرق القوانين والسنن من أجل قضاء حوائج الناس؛ وكاللانهائية التي تجعل أي قرار أو قضاء في أي مستوى كان، قابلاً للاستئناف بتوسط الزعيم؛ وأخيراً، في بعض الحالات وليس جميعها، أن يكون للزعيم ارتباط بالعالم الإسلامي ودرجة من الأستاذية تجاه ذلك العالم تعلو به من أن يكون زعيماً محلياً.
    بهذه المواصفات فإن الزعامة الخارقة مؤسسة متكاملة؛ أي مؤسسة فيها --الدين والعجين--، إذا أردنا أن نستعير من وصفات الشيخ إدريس ود الأرباب. وفي الحقيقة فيها أكثر من ذلك، فهي مؤسسة للتعليم والزراعة والنشاط الاقتصادي وحماية المواطن البسيط من ظلم السلطان؛ وبالمقابل مناصحة السلطان ومناصرته المعنوية والمادية إذا دعا داعي الجهاد لصد غزو الأعداء (أنظر بصورة خاصة إلى دور البيوت الدينية في حرب الحبشة عام .1744 أما الحرب الثانية مع الحبشة في المهدية فمعلومة).
    تستند الفرضية كذلك إلى قوة تداخل الديني مع السياسي في التأريخ المذكور، فبرغم أن الصفات المؤهلة للزعامة الخارقة مستلة من دراسة نماذج اشتهرت في السودان بأنها شخصيات دينية كما أوضحت المخطوطة، إلا أن المعايير التي تضعها تمتد لتشمل الشخصيات السياسية، حتى لو لم يكن لها دعوى دينية واضحة. كما أننا منذ البداية لا يمكن أن نصف تلك الشخصيات، موضع النظر والاستدلال، بأنها كانت شخصيات دينية فقط، أي بهذه الدرجة العالية من الفرز؛ كثير من تلك الشخصيات كان لها دور سياسي محسوس، فقط هي لم تنافس في أخذ البيعة للحكم.
    وتاريخياً تطلبت الحياة العامة درجة عالية من التداخل بين الديني والسياسي، على الأقل في معايير مشروعية الزعامة، فالشروط القاسية للزعامة تذكّر بمعايير حمل الأمانة وهي معايير ذات أصل ديني واضح. وعلى خلفية هذه الحقيقة يمكن أن نفهم لماذا يذكر الشيخ عجيب، وهو رجل سلطة ودولة، ضمن الخمسة الذين سلكهم تاج الدين البهاري. إن هذه الأهلية المزدوجة للشيخ عجيب تمثل رمزية عالية لترابط الديني مع السياسي من حيث مطلوبات الزعامة الخارقة. هناك أدلة أخرى كثيرة على قسوة معايير الزعامة في المجتمع موضوع النظر: تدبر مثلا كيف غضب الفونج على ملكهم أونسه لأنه «كان صاحب لهو ولعب وهوى ... حتى ظنوه بأمر قبيح وفاحشة عظيمة فلما بلغ أهله الفنج ذلك أرادوا عزله».×
    ليس هذا مقام الاستفاضة في هذه المسألة، لكن من المفيد لتجلية هذه الفكرة إجراء مقارنة بين مواقف الجماعات الصوفية من الحكم والحكام لنرى هل تنطبق هذه الخصوصية السودانية عليها. المقارنة تشير من ناحية إلى عزوف الطريقة التجانية الحازم من مقاربة السلطان وقضايا الحكم. وسبب ذلك في نظري هو أن الطريقة التجانية على كثرة أتباعها في السودان يظل ارتباطها بأصولها المغربية وغرب الإفريقية قوياً. أما الطريقة السمانية، وبالتالي الأنصارية التي نشأت في أكنافها، والطريقة الختمية والطريقة القادرية، فقد كان لها جميعاً ارتباط قوي بقضايا السلطة والسياسة في تاريخ السودان وحاضرة، وأدى كل منهم دوراً سياسياً وإن لم يكن واضحاً لجميع الناس. تفسير ذلك في تقديري هو أن المجموعة الثانية من الطرق تطبعت بالواقع السوداني وتأثرت به أكثر من تأثرها بمكوناتها الخارجية. والواقع السوداني، كما تقول فرضيتنا، يجعل للزعامة السياسية بعداً دينياً قوياً، والعكس أحياناً صحيح.
    ويمكن أيضاً استقصاء هذه المسألة في التاريخ الحديث باستفاضة أكثر عند النظر إلى تجربة الأحزاب منذ الاستقلال وعلاقتها الوشيجة مع الطوائف الدينية؛ ثم تجربة نميري التى انطلقت من الصبغة اليسارية العلمانية قبل أن تتحول سريعاً إلى الطابع الديني؛ والآن تسود تجربة الإنقاذ بتوجهها الإسلامي منذ اليوم الأول. بل هناك ما يشير إلى أن لهذه الخصلة، أي تماهي الديني والسياسي، أصولاً قديمة في بلاد النوبة من قبل الإسلام، وللمرء أن يراجع قصة ملك النوبة المسيحي مع عبيد الله بن مروان، اللاجئ إلى أرض النوبة من مذابح الأمويين، ليرى المفارقة حين يخاطب ملك النوبة عبيد الله بمنطق أقرب إلى منطق العالم الديني، أو الراهب، منه إلى منطق رجل الدولة. والقصة مشهورة في المراجع الإسلامية.
    تمضي الفرضية لتستقصي خصائص الحياة العامة السودانية النابعة من مركزية مبدأ الزعامة الخارقة بما لها من إيجابيات وسلبيات. يمكن القول إن من الإيجابيات تماسك المجتمع حول زعاماته الخارقة، الشيء الذي يولّد معايير وقيماً وثقافة صلبة تحمي المجتمع من الاختراق الثقافي الكامل وتؤهله للمقاومة والجهاد ضد الغزو العسكري والاستعماري. لاستبانة هذا الملمح بصورة جلية، تدبر تميّز استجابة المجتمع للمحاولتين الاستعماريتين لاحتلال السودان وإخضاعه؛ وقارن سيرة الإدارة الاستعمارية البريطانية في السودان الشمالي وسياساتها بسيرتها وسياساتها في بقية إفريقيا أو حتى في جنوب السودان؛ وتأمل في خروج السودان الشمالي من الحقبة الاستعمارية متفرداً في محافظته على لغته وهويته الثقافيه وامتناعه حتى من دخول الكومنولث الذي نظر إليه باعتباره أحبولة لاستدامة الارتهان الاستعماري؛ وأيضاً من الإيجابيات، استقلالية المجتمع عن الدولة في كثير من حاجاته التي توفرت حول المؤسسات متعددة الأغراض التي أقامها أولئك الزعامات؛ ومن الإيجابيات كذلك لا مركزية الحكم التي وفرت درجة عالية من التعايش بين كيانات سياسية متنافسة وحققت استقرارا كبيراً من خلال صيغة خلاقة لاقتسام السلطة.
    أما السلبيات فتتمثل في الاعتمادية الكبيرة على الزعامة الفردية بمقدراتها الاستثنائية وسلطتها في استئناف أي حكم أو قضاء؛ وتتمثل أيضاً في تخليد الزعيم في موقعه. وقد أدت تلك السلبيات إلى ضعف جوهري في البناء المؤسسي وعدم الرغبة في الانضباط بالقوانين والالتزام بالنظم. ويمكن رؤية أثر هذه السلبيات الآن وانعكاسها على بعض الأبنية التنظيمية الحديثة كمجالس الوزراء، والمؤسسات التشريعية، والخدمة المدنية، والقوات النظامية، والأحزاب السياسية.
    إن أهمية التجربة المهدية لا تقتصر على نجاحها في بعدها الجهادي، أو النضالي ضد المستعمر، وإنما في أنها وفرت تجربة مثالية لمحاولة وطنية للتطور نحو الحداثة بتوافق مع الطبائع والخصائص المكونة للبيئة المحلية. لكن التجربة أجهضت بالغزو الاستعماري نهاية القرن التاسع عشر، مثلما أجهض من قبل الاستمرار الطبيعي والتلقائي للسلطنة الزرقاء بالغزو الاستعماري الأول. ولما كان الغزوان الأول والثاني يحملان فكرة تبشيرية بنظام عالمي بدأ يتشكل آنذاك فقد دخلتا في مواجهة قوية مع تلك الثقافة الراسخة، لا يزال المجتمع يعاني من آثارها.
    يقال في علم النفس إن الإنسان في سعيه تتجاذبه قوتان: الأولى تتمثل في صورة الذات Self-image ، وهي الفكرة المثالية التي يختزنها الإنسان عن نفسه أو التي يطمح أن يكون عليها. أما الثانية فهي تحقيق الذات Self-actualization، وهي ما يستطيع أن يحققه فعلاً من تلك الصورة المثالية، والتفاعل بين الاثنين يحدث توتراً خلاقاً يدفع بالإنسان على الأمام. حتى إذا تدخل الوالدان أو تدخلت أية قوة خارجية أخرى وفرضت على الإنسان صورة مختلفة عن صورة الذات التي يختزنها هو عن نفسه فعندئذ ينشأ توتر هدّام يفقد الإنسان ثقته بنفسه وربما تسبب في فشله في حياته العامة والخاصة.
    إذا عدينا هذه القانون النفسي من الأفراد إلى الشعوب، يمكننا أن نفهم كيف أن صورة الذات التي فرضتها التجربة الاستعمارية أحدثت توتراً مدمراً في السيكولوجية الجماعية لأنها جاءت مباينة لصورة الذات كما طورها المجتمع تلقائياً بغير منازعة مع قوى خارجية. وقد استدعت صورة الذات الجديدة المفروضة من خلال التجربة الاستعمارية إقامة مؤسسات حديثة لكنها غريبة ومجافية للبنية النفسية ومكوناتها الرئيسية مثل فكرة الزعامة الخارقة.
    ليس المقصود من هذا القول أن المؤسسات التي فرضتها عملية التحديث لا تصلح في المجتمع السوداني، أو أن الخصائص النفسية التي نشأت بعيداً عن التجربة الاستعمارية هي الأفضل من غيرها. المقصود هو تأكيد ضرورة أن تأتي عملية التحديث متوافقة مع صورة الذات الوطنية وأن تبني مؤسساتها من خلال تطور طبيعي وصحي متوافق مع البنية النفسية للمجتمع، لا من خلال صيغ قهرية ومعتسفة، داخلية كانت أم خارجية.
    صحيفة الانتباهة
    العناوين الرئيسية:
    منصور خالد: قضيتي مع الانتباهة تتجه للتسوية.
    ضبط كتب تسئ للرسول الكريم وتورط مسئولين حكومتيين نافذين.
    معاشيو القوات المسلحة يغلقون كباري الخرطوم والشرطة العسكرية تتدخل.
    اخبار وتفاصيل:
    منصور خالد: قضيتي مع الانتباهة تتجه للتسوية:
    الخرطوم/ عمر جمعة:
    بدأت وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسع امس بمحكمة جنايات الخرطوم شمال- محكمة الصحافة والمطبوعات- برئاسة مولانا عصمت يوسف عبد الله جلسات النظر في الدعوي المرفوعة من القيادي البارز بالحركة الشعبية د. منصور خالد ضد صحيفة (الانتباهة) بحضور الخصمين وهيئتي الاتهام والدفاع. بجلسة إجرائية وطرح القاضي في بداية الجلسة التسوية السلمية للقضية الأمر الذي وجد ترحيبا طيبا لدى المدعي منصور خالد وهيئة الاتهام ووافقوا على التسوية والصلح خارج قاعة المحكمة غير أن هيئة الدفاع عن الصحيفة برئاسة د. قطبي المهدي رأت النظر إلى كيفية التسوية وفق منظور الإدعاء والشاكي أولا ومناقشتها مع الموافقة المبدئية على الصلح. وأعلن القاضي تأجيل المحاكمة لليوم العاشر من يناير العام القادم. تسوية القضية وديا بمجرد طرح الفكرة من جانب قاضي المحكمة. واضاف أن الصحيفة تلقت اتصالات من جهات عديدة لتسوية القضية وزاد (موقفنا الثابت أن الشاكي شخصية عامة ومن واجبنا تنوير الرأي العام عن مواقف وأفكار وأدوار الذي يتولى مسئوولية وطنية تتعلق بالشعب) ونحن الآن في انتظار شكل التسوية من وجهة نظر الاتهام). وقال عضو هيئة الدفاع عمر عبد الله الشيخ أن القاضي نقل لهم أن في مثل هذه المحاكم تترك الفرصة للتسوية، واضاف: أكدنا له أن الاتصالات جرت في مثل هذه المحاكم تترك الفرصة للتسوية وأضاف: أكدنا له أن الاتصالات جرت في هذا الصدد ولابأس أن يستمع طرفي الدعوى لبعضهم البعض، ووافقنا تقدير للمحكمة حتى نعطي الفرصة للاتصالات الجارية.
    وفي ذات السياق أكد المهندس الطيب مصطفى المتهم الثانى في القضية استعداده للمحاكمة وقال: (لا نخشى المحاكمة وموقفنا من التسوية والمصالحة خاضع للتشاور مع هيئة الدفاع) إلى ذلك ظهر بقاعة المحكمة مع الشاكي هيئة اتهام مثلها عدد من المحامين رغبتهم تطوعا في الانضمام إلى هيئة الدفاع. وكان القيادي بالحركة الشعبية منصور خالد قد رفع دعوي قضائية ضد رئيس تحرير الصحيفة الأستاذ الصادق الرزيقي متهما أول والطيب مصطفى الكاتب بالصحيفة متهما ثانيا بنشر أخبار كاذبة تمس سمعته بدعوى العمل لصالح وكالة المخابرات المزكزية الأمريكية (CIA) وتناؤل الصحيفة لنشاطات له من خلال التقارير الاخبارية وبعض الكتابات والأعمدة الصحفية.
    صحيفة آخر لحظة
    العناوين الرئيسية
    تأكيدا لخبر(آخر لحظة) :مراسم جمهورية بتعيين وإعفاء وزراء دولة
    أطفال دارفور: تحويل أوراق قضية المنظمة إلى المحكمة والمتهمون يواجهون أحكاما تصل إلى السجن(20) عاما.
    أخبار وتفاصيل
    مراسم جمهورية بتعيين مستشار للرئيس و((6)) وزراء دولة وإعفاء آخرين:
    أصدر المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية مراسيم جمهورية عين بموجبها مستشارا لرئيس الجمهورية وستة وزراء دولة بعدد من الوزارات الاتحادية، وأعفى آخرين.
    وشملت مراسم الجمهورية تعيين الدكتور الصادق الهادي عبد الرحمن المهدي مستشارا لرئيس وتعين كل من د.كمال محمد عبيد وزير دولة بوزارة الإعلام والاتصالات، والصادق محمد علي حسب الله وزير دولة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني ود.الفاتح محمد سعيد وزير دولة بوزارة الطرق والنقل والجسور، وصلاح علي آدم وزير دولة بوزارة الصحة،ود.أمين حسن عمر وزير دولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة ود.عيسى بشرى محمد وزير دولة بوزارة العلوم والتقانة.
    كما أعفى السيد رئيس الجمهورية في مرسوم آخر كلا من فرح إبراهيم عقار من منصبه كوزير دولة بوزارة الإعلام والاتصالات ود. الفاتح محمد سعيد من منصبه كوزير دولة بوزارة الصحة، وعبد القادر محمد زين من منصبه كوزير دولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة وصلاح علي آدم من منصبه كوزير دولة بوزارة العلوم والتقانة. وتشير(آخر لحظة) إلى انفرادها بخبر التعديلات في مناصب وزراء الدولة في عددها الصادر يوم الأربعاء الموافق الخامس من ديسمبر الجارى تحت عنوان(تعديل وزاري محدود وسط وزراء الدولة بالوطني).
    الصادق المهدي: نرفض الهيمنة الخارجية على الإدارة الوطنية السودانية
    بحث عبد الله الأحمر الأمين العام القومي المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري مع الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين والسودان والضغوط الخارجية التي يتعرض لها وأهمية تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المخططات الأجنبية التي تستهدف هوية السودان وأرضة وثرواته ومستقبله.
    وعبر المهدي عن تقديره لمواقف سوريا القومية الداعمة للسودان في مواجهة المشكلات التى يتعرض لها مؤكدا ان حزبه يدعم وحدة التراب السوداني وانه لم ولن يبدل ثوابته الوطنية الرافضة للتدخل الأجنبي ومحاولات فرض الهيمنة الخارجية على الإدارة الوطنية السودانية.
    وفي عموده شهادتي لله كتب الهندي عز الدين وقطعوا الطريق بين الخرطوم.. وبحري..!!
    o أفلح المئات من معاشي القوات المسلحة وللمرة الثانية خلال عشرة أيام في إغلاق الطرق والكباري الرابطة بين(الخرطوم) و(بحري) مما أحدث شللا تاما في حركة المرور وإمتد لعدة ساعات من وسط الخرطوم وإلى شرقها،
    o مواقف المواصلات.
    o المعاشيون تعودوا أن يرابطوا حول القيادة العامة للقوات المسلحة مطالبين بمستحقاتهم التي تأخرت لأشهر عديدة، وعندما لا يجدون آذانا صاغية من المسؤولين، يتجهون نحو كبري النيل الأزرق القريب من القيادة العامة، فيسدون الطرق للتعبير عن احتجاجهم..
    o ما ذنب مئات الآلاف من المواطنين الذين يهدرون الساعات الطوال على الطرقات بسبب هذه(الفوضى).. وتلك (الهرجلة)؟!
    o ما ذنب المرضى الذين هرع بهم أهلهم صوب أقسام الطوارئ بالمستشفيات فتعسر الوصول، وازداد الألم.. وتعالت الآهات..؟
    o ما ذنب الطلاب والطالبات الذين قطعوا أمس عدة كيلومترات مواصلات مشيا على الأقدام المرهقة من جامعة الخرطوم والى مواقف مواصلات أم درمان.. وبحري.. الكلاكلة.. وجبرة والصحافة وار كويت..و..؟
    o ولماذا لم يستلم المعاشيون مستحقاتهم بينما شرعت وزارة الدفاع في تشطيب عمارات شاهقة جديدة داخل القيادة العامة لا بد أنها كلفت الخزانة مليارات الجنيهات، يتم دفعها عاجلا أم آجلا.. لا يهم.. المهم أنها ستخرج نقدا ذات يوم من(بطن) الخزينة العامة.
    o مشهد الكباري والطرق المسدودة.. ومظهر رجال شرطة المرور والنجدة وهم حائرون أو متفرجون.. وصفوف المواطنين الذين يهرولون(كداري) إلى حيث لا نهاية.. هذا المشهد (السوداني) لا يبعث على الاطمئنان..
    o إنه مشهد ناطق.. يتحدث بفصاحة عن كم الفوضى الضاربة بأطنابها في الخرطوم يتحدث في بلاغة عن الاضطرابات في إدارة الدولة.. وإدارة المال العام رغم بيانات وكيل المالية الشهرية عن عائدات البترول التي بلغت عن شهر اكتوبر الماضي –وحده(536) مليون دولار..!
    o إن الدولة تنفق على استضافة المؤتمرات الدولية والإقليمية عديمة الفائدة وتنفق على سفريات الوفود الحكومية الطائرة صباحا ومساءا على مدار الأسبوع، وتنفق على مخصصات جيوش الوزراء وزراء الدولة والولاة والمعتمدين والمستشارين والخبراء الوطنيينو..و..و دون فائدة أيضا..!
    o فلماذا لا تدفع الدولة حقوق المعاشين عسكريين كانوا أم مدنيين.
    o لقد أيقن معاشيو القوات المسلحة أن حكومتنا لا تستمع إلا للمتمردين حملة السلاح.. قطاع الطرق.. فقطعوا الطريق بين مدينتي الخرطوم .. وبحري..
    o لكنه مشهد الأمس يكشف بجلاء عن(عورة) الخرطوم.. الأمنية.. والسياسية.. ويا لها من عورة..!!
    صحيفة صوت الأمة
    العناوين الرئيسية:
    إرهاصات بتأجيل محكمة التخريبية ومؤشرات بسحب القضية.
    (صوت الأمة) تكشف خفايا لقاء (البشير- نقد)
    انتقادات برلمانية واسعة للموازنة في استهلال التداول.
    صحيفة الخرطوم
    العناوين الرئيسية:
    لقاء بين البشير ونقد غدا.
    تعديل وزاري في الحكومة الاتحادية.
    أخبار أخرى:
    مناوي يطالب بسرعة ايداع أموال صندوق اعمار دارفور.
    اعتصام معاشيي القوات المسلحة يعطل حركة المرور لـ5 ساعات بالخرطوم.
    صحيفة رأى الشعب
    العناوين الرئيسية:
    سلفاكير يطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
    مسرحو القوات المسلحة يغلقون الكباري ويعطلون حركة المرور.
    محاكمة المتهمين في التخريبية تبدأ اليوم بجلسات علنية.
    صحيفة ألوان
    العناوين الرئيسية:
    مراسم جمهورية بتعيين مستشار للرئيس وستة وزراء دولة
    نائب الأمين العام للصيدلة: الإمدادات الطبية باعت أدوية سرا للمستشفيات.
    معاشو القوات المسلحة يغلقون جسري كوبر والإنقاذ إحتجاجا على تأخير مستحقاتهم المالية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de