|
|
 إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟
|
نداء اليقظة
يعقد حزب المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في فسيفساء الحكم القائم، مؤتمره العام في دورة انعقاده الثانية، وتقتضي ظروف الحال ومتغيراتها ومضاعفات الأوضاع الجائحة في البلاد، أن ننظر إلى هذا المؤتمر من زاوية إيجابية، باعتبار أن الأحزاب السياسية مطالبة كلها سواء كانت في السلطة أو تجلس على دكة المعارضة، أن تعقد مؤتمراتها العامة وتلتئم تنظيمياً، لمراجعة أدائها وتصويب عملها وإفراز برامجها وقياداتها وغربلتها وتحديد مواقفها وتجديد علائقها مع قياداتها، وهذه بالطبع هي أنجع وأنجح الممارسات الحزبية التي تعطيها مشروعية البقاء والتفاعل والعمل.
ومهما كانت المواقف، فإن المؤتمر الوطني يستحق التهنئة لانتظام مؤتمراته التي ظلت نتاجاً طبيعياً لاكتمال هياكله وقدرته على الاستفادة من كل الظروف حوله والإمكانات التي توفر عليها..
لكنه يصبح من الضروري والمهم للغاية، أن لا يذكر الناس المؤتمر الوطني بمدى خطورة هذه المرحلة وهذه الأيام التي يعقد فيها مؤتمره، وكم هي دقيقة وحاسمة الأوضاع السياسية التي تتنادى في ظل تجلياتها قياداته من كل الأصقاع والأنحاء على طول البلاد وعرضها لتقرر سياسات الحزب وبرامجه وتجزم بمواقفه لمعالجة اهتراءات هذه الأوضاع ورسم معالم الطريق نحو المرحلة المقبلة.
المعروف أن في حياة الشعوب والأمم لحظات تاريخية حاسمة وحازمة وقاطعة لا بد أن تُتخذ فيها القرارات، الصحيحة ويتحدد الطريق المفضي نحو الغايات الكبار، ولا تحتمل هذه اللحظات أي حالات ارتخاء أو تعامل رخو وطري، لا يتناسب مع أجواء حدوثها واحتشاد حادثاتها وحوادثها.
من هنا ووفقاً لحلول هذه اللحظة التاريخية الحاسمة التي تقف فيها بلادنا على مفترق طرق وعلى حافة حادة من الانعطاف، فإن المؤتمر الوطني تقع عليه مسؤولية ضخمة وخطيرة للغاية، في العبور بالوطن كله إلى بر الأمان، باعتبار أنه ممسك بمفاصل السلطة والعنصر الأهم في تفاعلاتها ولديه القدرة على المبادرة والقدرة على إنجاز مايعد..
البلاد الآن مهددة في وجودها وهويتها وحرية قرارها وإرادتها، وتستحكم حلقة العداء ضدها إلى درجة تطابق فيها عملاء الداخل بالخارج »وافق شن طبقة« ووجد الأعداء ألف ذريعة للتدخل وألف باب مشرع ومفتوح على مصراعيه لحشر أنوفهم في أوضاعها الداخلية.
أليس أعداء السودان من دول الاستكبار، هم الذين صنعوا الحرب في الجنوب منذ خمسين عاماً.. ثم ركبوا موجة السلام لكسب الجولة بالسلام الزائف بعد أن يئسوا من ربحها بالحرب..؟!؟!
أليسوا هم أنفسهم الذين صنعوا الحرب والخراب والدمار في دارفور وجعلوها منفذاً للولوج ووسيلة للإخضاع ومشكاة للتهديد والوعيد..؟!؟
ألم تزل هذه الطبول التي تدق حولنا وتطوق بلادنا وتهددها تارة بالعقوبات وتارة بالقوات الدولية وتارة بتأجيج صراع الداخل، ألم تزل صاخبة تملأ الغاب والصحراء، لمجرد أن بلادنا تريد أن تعيش على بساط الانعتاق وحرية الإرادة الوطنية..؟
إن المؤتمر الوطني مطالب اليوم قبل الغد، أن يجعل ألف زهرة تتفتح في البلاد، تزيِّن الطريق نحو السلام العادل المستدام والوحدة الحقيقية وليست الزائفة ونحو النهضة الشاملة وتطلعات الأمة.
إن شعبنا هذا يريد أن يرى صروح الحكم الراشد الأمين، فقد قدمت تجربة الإنقاذ في كثير من جوانبها تجربة زاهية وباهرة، لكنها عتمت حين تكالب المتصارعون الطامعون الراقصون على بريق الدنيا الخادع..
على الإنقاذ والمؤتمر الوطني إعادة الوهج وبريق الصدق والمسؤولية لأمانة التكليف واستزراع قيم الحق والخير وتنقية الحكم من شوائب الظنون والشك والفساد والتراجع وطلاب الدنيا وبهرج السلطان وصولجانه..
ولا بد أن يشيد المؤتمر الوطني في عملية إصلاح شامل صروحاً جديدة من المفاهيم وفضاء القيم الجليلة في الممارسة السياسية المبرأة من تشوهات المشوهين فكرياً ونفسياً وسياسياً.
وعليه كحزب حاكم وصاحب مبادرة أن يعيد للأمة روح التوافق والتعاضد والتعاون والانسجام وإطلاق عملية سياسية لتجميع الصف الوطني وتجسير الهوة بين الفرقاء وتوحيد وتماسك البناء الوطني، وتقديم تجربة أنموذج للعالم من حولنا في الاتحاد والتعاضد والترافق نحو بناء وطن..
على المؤتمر الوطني، حسم قضية السلام الذي بدا للناس كأنه طوق نجاة، فإذا الآن يبعد كأنه سراب بقيعة، ويتحول إلى تجاذب مقيت وعمل غير صالح، أدخل فيها شريك المؤتمر الوطني البلاد إلى نفق مظلم وسرداب ضيق عميق.. فلا سلام مع الابتزاز ولا وئام مع الحرب التي تعد لها الحركة الشعبية والمؤامرات التي تحيكها مابين جوبا وواشنطون وعواصم في دول الجوار القريب..
الطريق الذي نريد طريق واضح، هو درب الإصلاح السياسي الشامل، وحشد الإرادة الوطنية وتقويتها وبناء روح شعب قادر على حماية مكتسباته والدفاع عنها، وتأسيس دولة قوية راسخة الأقدام تمد جذورها القوية ضاربة في التاريخ وفرعها في السماء..!
الانتباهة
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | waleed500 | 11-21-07, 06:07 PM |
 Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | Mustafa Mahmoud | 11-21-07, 06:14 PM |
| Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | معاذ حسن | 11-21-07, 06:21 PM |
| Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | Elbagir Osman | 11-21-07, 06:30 PM |
| Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | Alrayah Senhuri | 11-21-07, 06:37 PM |
| Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | Elbagir Osman | 11-21-07, 08:26 PM |
 Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | شكرى سليمان ماطوس | 11-21-07, 08:39 PM |
| Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | ود الباوقة | 11-21-07, 10:49 PM |
| Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | Elbagir Osman | 11-21-07, 11:13 PM |
| Re: إلى المؤتمر الوطني.. هذا ما نريده..!!؟ | Alshafea Ibrahim | 11-22-07, 06:47 AM |
|
| |
waleed500
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست