|
فقه الشور - مقال جدير بالقراءة . .
|
منذ شهور مضت أفادنا ذلك المحاور في قناة الجزيرة الفضائية أن لرئيس السودان 19 مستشارا ، هم لا شك قد زادوا بعد ذلك بمستشار من غرب السودان وآخر من شرق من السودان وكثرٌ من ينتظر شرف التعيين . فالتعيين كما يبدو غايته السياسة وليس الصالح العام ، تماما كما أن " الإسلام هو الحل " هي في الواقع أداة لـ " تفليس " القفل وليـست مفتاحا لولوج الدار . والأخبار؟ الفصائل حاملة السلاح ضد الحكومة قد فتت نفسها ، وأفاد أهل الدراية أن الغاية وراء ذلك ليست اختلاف الرؤى والتوجهات بقدر ما هي التسابق حول هذه الألقاب الضخمة . . مـســــــــــــــــتشـــــا ر . كلمة مستشار إسم مفعول ، ولا ندري ماذا يفعل بالمستشارين بهذا العدد الكبير . ومهما يكن فإن من ذاع إسمه منهم ، وصفوه بمستشار الرئيس ، وليس في من ذاع إسمه من وصفوه بمستشار نائب الرئيس . فإن وجد بين المستشارين من هو مستشار لنائب الرئيس ، ترى كم لكل نائب رئيس من مستشار ! وهل من عدد يقف عنده تعيين المستشارين ، أم أن الحبل على الجرار كما يقولون ! كلما استرضوا جماعة أو مجوعة أو فئة عينوا منها مسـتشارا وكفى بالصفة والمرتب عوضا عما عداهما ، وقل لي بعدها أن الظل سيستقيم والعود أعوج . ومهـما يكن فإن لفظ المستشار اشتقاق في أصله من كلمة شور ، والشور عرفه الناس بإسداء النصيحة أو الرأي للمعني بهما ، فعمل المستشار كما قد ترى يقف عند المشورة . وفي عصر الإختصاصات المقدر أن يكون المستشار مختصا في ما يستشار فيه . ولأن الإسلام هو الحل فإن من تعاليم رسوله أن الإقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، ولذلك لا يعين لنائب الرئيس مستشار وإنما يسلف أو هو يستلف أو حتى يختار مستشارا " نقاوة " من زمرة المستشارين ، وحين ترتبط الإستشارة بحج موسمي فلا يمكن أن يفوّت أداؤها لأن الموسم لا ينتظر. وتتساءل هل المهمة التي استلف لها المستشار ضمن نطاق ماعين مستشارا من أجله أم أن السيد المستشار كجوكر الكوتشينة أين اصطنعته كان ذا نفع ! وتعجب حين تقرأ لمستشار آخر قوله " إن التيارات الطائفية والقبلية التي تسعى لإشعال فتيل الفوضى والنزاعات تعد من أبرز العقبات والعراقيل التي تواجه الديمقراطية و... إن هذه التيارات تعرقل جهود الحوار والتواصل... بما يهدد عوامل الإستقرار السياسي والإجتماعي ويحول دون تحقيق تنمية دولية عادلة ومزدهرة . " وتتساءل هل لازال القوم في وهم دور أممي حين يتحدثون عن التنمية الدولية ، أم هي زلة لسان ؟ وتتساءل مرة أخرى أين دور الإنقلابات في تهديد عوامل الإستقرار السياسي والإجتماعي ؟ أم أن ذلك في المسكوت عنه ؟ وهذه التيارات الطائفية والقبلية التي تسعى لإشعال فتيل الفوضى والنزاعات ، الكلام عنها ينبغي أن يسبقه تعريف بها . أليست الطائفة هي جماعة حول فكرة أو رجل ؟ إذن ما هو المؤتمر الوطني قبل أن ينشق وبعد أن انشق ومذ كانت أسمـاؤه تتبدل مع المواسم ؟ والقبيلة ؟ ألم يكن لـها نصيب في بناء الفكر السـ ياسي للإنقاذ ؟إذن ماذا عن ما في دارفور - المارد الذي أخرجوه من القمقم قبل اليوم وصعبت عليهم إعادته ؟ وأي ديمقراطية يريدون مع الإخراجات السيئة لتمثيليات المؤامرات وأداء قوانين الأمن تسلب الناس حرياتهم بعد أن سلبتهم الإنقلابات إستقرارهم . إن فتيل الفوضى والنزاعات تؤججه السياسات الخرقاء والأثرة السياسية وفكرها المسيطر في التمكين و المواكبة . والحوار والتواصل تمنعه العزة بالإثم والإدعاء باحتكار المعرفة وزعم الوصاية وأنف الناس راغم . والمثل المصري القائل " أللختشو ماتو " ، ليس بأكثر بلاغة من المثل السوداني عن " الشايلا موسا . . . " فماذا للناس غير أن تدعو الله أن يرفع غضبه ومقته عنهم ، ولكن " ياسين دايرة جكة " .
صالح فرح ، أبوظبي السوداني . .
|
|
|
|
|
|