مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتوا!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 06:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2007, 11:49 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو (Re: Tragie Mustafa)



    تأملات في (أفندية) الأفندي عبد الوهاب الأفندي (2).
    -------------------------------------------------

    [email protected]

    20 نوفمبر, 2007

    د. محمد وقيع الله

    [email protected]

    يغدر بكل من يستخدمه ويعض اليد التي تطعمه !!
    ------------------------------------------

    لاذ الافندي كثيرا بالصمت إثر ردي الصاعق عليه، وفضل أن يختبئ وراء رباح، ثم لما أدرك أن كتابة رباح الرثة لا تغني عنه شيئا، جاء ليدافع عن نفسه بنفسه بالأكاذيب الصراح. وقد ساق في مقاله الأخير قصة لا تعنيني ولا علاقة لي بها، إذ زعم ان عالما من العلماء ( قال إنه ما زال يحترمه!) طلب منه ألا ينصح الحكام في العلن وان يساررهم ما استطاع، وزعم أن ذلك العالم ساق له ذلك العالم قصه عبد الرحمن بن عوف مع عمر دليلا على ما قال. وزعم الافندي انه سأل ذلك العالم:"عن ما هي تحديداً النقاط في كتابي التي كان يرى أنه لا يجوز تناولها في العلن، فاعترف بأنه لم يقرأ الكتاب، واحتج على ذلك بأنه لم يتلقَ مني نسخة كهدية" .. وهكذا شاء الافندي في قصته المختلقة هذه ان يصور ذلك العالم الذي جادله ضعيفا سخيفا بلا حجة ولا دليل، وأي عالم في الدنيا يقوم بنقد شيئ لم يقرؤه، ولماذا يحترمه الافندي إن فعل ذلك؟ّ! لقد اختلق الافندي هذه القصة ليوحي من طرف خفي أن كل نقاده هم كذلك.

    الاختلاق غير الضروري:
    --------------------

    وقد زعم الافندي أن هذه المقدمة المختلقة غير الضرورية :" ضرورية للتذكير بالسبب الذي من أجله اخترنا التصدي لبعض المقولات التي تسعى تعمد لإعطاء تبرير ديني لبعض تجاوزات الحكم في السودان وغيره، وتعمد الى تجييش قراءات ملتوية للتاريخ الإسلامي لهذا الغرض". وهذه أكذوبة أخرى لأنه لم يقم أي شخص على الإطلاق - لا انا ولا غيري - باعطاء تبرير ديني لبعض تجاوزات الحكام في السودان. وإلا فمن هو هذا الشخص؟ّّ! وماذا قال؟ّ! ليجيبنا عن ذلك هذا الأفندي المولع باختلاق الاقوال ونسبتها الى الابرياء!!

    وكقاعدة عامة أقول للأفندي إن الإسلاميين السودانيين الذين اعرفهم- هم بحق - كما وصفهم أخونا وصديقنا الشهيد محمد طه محمد أحمد قوم أنوف لا يرتضون الذل ولا الضيم، ولا يقبلون الدنية ولا التبعية، ولا يسمحون لأحد أن يسومهم خطة خسف أو هوان، ولذلك فلم يترددوا أبدا في أن يطيحوا بزعيمهم السابق حسن الترابي عندما حاول أن يفرض عليهم ارادته بلا دليل أو برهان.

    وإذا كان شخص كحسن الترابي صاحب الامكانات الكبيرة والتاريخ الطويل، لم يتمكن من تطويع إسلاميي السودان، فبعده لا يستطيع أحد كائنا من كان أن يفرض إرادته عليهم، هذا فضلا عن أن يقبل هؤلاء بها طوعا، كما يزعم هذا الافندي، أويتسابقوا لكي يجدوا لها تبريرات من الدين الحنيف والتاريخ الإسلامي المجيد كما يزعم أحد دجاجلة هذا الزمان العجيب، وإلا فليدلنا هذا الافندي بالتحديد عمن قام بتبرير أخطاء الإنقاذ؟! وما هي الأخطاء التي قام بتبريرها هذا الشخص؟! وإلا فليكف هذا الافندي عن هذا الضرب من التعميم الذميم والاختلاق اللئيم .

    الاضطرار إلى أضيق الطرق:
    -------------------------

    ولكن هذه مجرد أمنية حالمة، إذ نحن لا نطمع أبدا في أن يكف هذا الأفندي عن الكذب والاختلاق، فهذه هي بضاعته المزجاة، فلم يبق له إلا أن يلقي القول على عواهنه، ولم يبق له إلا أن يخرج من مأزق أو محنة (أخلاقية) ليدخل في مازق أومحنة (أخلاقية) جديدة.هذا وإذا أراد الأفندي أن يتحدث عن حالتي أنا الذي أجابهه الآن واضطره إلى أضيق الطرق وأحرجها، فإنني قد انتقدت الإنقاذ مرارا وما زلت أنتقدها أشد النقد ولن أكف عن ذلك أبدا ، وما ذلك إلا لأني مسلم حر مسؤول أمام الله تعالى وحده ، ولست أخشى أحدا لا في الانقاذ ولا سواها، ولست مقيدا ولا مغلول اليد بعطايا الإنقاذ، فإني لم أبع في سوق الإنقاذ شيئا، ولم أشر منها شيئا ، لا بدينار ولا بدرهم. ولذلك فلا شئ يدعوني البتة لكي أجد تبريرا لأخطاء الانقاذ سواء من الدين أو من غير الدين، وفي كل أحوالي فأنا أرى أمور الانقاذ بعيني الثنتين الصحيحتين: عين الرضا وعين السخط، وهذا ليس شأن الأفندي الذي ما كان يرى الانقاذ جميعها إلا بعين عوراء هي عين الرضا، وذلك وقت أن كانت تسبغ عليه الرتب وتغدق عليه من المرتبات. فلما انقضى ذلك كله ومضى وحرم منه الافندي ما عاد يرى الانقاذ إلا بعين أخرى عوراء هي عين السخط العميم.

    السعوديون وخدمة الإسلام:
    -------------------------

    وهذا الشخص ذي الرؤية الآحادية المغرضة، لا يخالف قضايا المنهج العلمي البحثي وحدها، وإنما يخالف آداب الإسلام، وأخلاقه، وآداب الصحافة، وآداب المجالس، وآداب الشارع العام. فهذا الأفندي الذي يدعي أن له نصيب تربية من الاسلام، والحركة الإسلامية، لا يتردد في ان يشبه خصومه بالعواهر، فقد قال أخزاه الله:" وبنفس القدر فإننا لا نصرف أي وقت في التصدي لمن شاء أن يحترف النفاق ومدح الحكام طمعاً أو خوفاً، أو كما يدعي البعض، لأنه يهوى هذه الممارسة لوجه الله (وهي درجة غريبة من الانحطاط هي في نظري أسوأ من النفاق طمعاً أو رهبة، لأنها تشبه حالة عاهرة تقول إنها تمتهن البغاء حباً في الحرفة لا طلباً للمال). . وهذا النوع من التفكير الانتهازي ليس غريبا على الأفندي فهو لشدة تماديه في بيع قلمه بالأثمان المقطوعة المعلومة، ما عاد يظن أنه قد بقي على وجه الأرض من لا يبيع قلمه ولا يبتغي إلا وجه الله.

    وبعد ذلك فالحديث بلغة العواهر شيئ لائق به وشبيه به. وقد جلبه إلى أدب الخطاب الصحفي لشدة ولعه به. والأفندي لشدة ضعفه وجزعه وارتعاشه من نقدي إياه بسوط الحق، وتعقبي المستمر الذي لن يتوقف لأباطيله ومهازله، ما يزال ينزلق بلغة الخطاب الصحفي من منحدر إلى منحدر أحط. فإذا أخذنا عليه في المقال الردي الماضي أنه قد لجأ إلى استعارة ألفاظ السباب من عند أحبابه الشيعة الروافض الموتورين، فإنه قد هوى الآن إلى وهدة أوطأ من ذلك بكثير. وإلا فماذا يقول القراء الكرام في من ينزل بلغة الحوار الصحفي إلى هذا الدرك المتردي سوى إنه شخص لا حظ له لا في أدب الجاهلية ولا أدب الإسلام. ومن ناحيتي أقول إنني لم أعرف شخصا (محترما) قبل اليوم يحب الحديث بألفاظ المومسات ويستطيبه إلا هذا الأفندي (المحترم)، فقد نضح أخيرا بأطهر ما يحتويه إناه، وإنه لنضح يرشحه لكي يحتل وظيفة (محترمة) بصحيفة (آل رباح) التي قال أحد إعلامييها حديثا شبيها بحديث الأفندي هذا في موقع (سودانيز أونلاين) قبل أسابيع!

    لماذا ينكر الأفندي تاريخه؟!
    -------------------------

    هذا وإن في هذا الانحدار اللفظي للأفندي فوق ما فيه من سوء الأدب وقلته كذب مفضوح. وآية ذلك أن هذا الأفندي كان عاش سنوات طويلة يعمل في مجلة (إرابيا) السعودية، يمدح فيها السياسات السعودية ويشيد بها، بمناسبة وبغير مناسبة، ثم عمل بعد ذلك في مجلة (الأموال) السعودية رئيسا لتحريرها، وظل أيضا يمدح السياسات السعودية، ويشيد بها بمناسبة وبدون مناسبة، ولكن ما ان تعطلت تَانَك المجلتان، ووجد الافندي لنفسه عملا عند مستخدِم آخر، حتى انقلب على مستخدِميه السعوديين، وكأنه ما أكل من رفدهم وعطائهم من قبل. ولكن من يعرف طبع الافندي فإنه لا يستغرب منه مثل ذلك الصنيع، لأن هذا هو دأبه الدائب، وطبعه الغالب، فهو يغدر بكل من يستخدمه، ويعض اليد التي تطعمه!

    وإن هذه للمحة واحدة - مجرد لمحة واحدة فقط - من تاريخ الافندي الطويل في الارتزاق بقلمه، هذا التاريخ الذي يريد ان يطمسه وينكره، وكأنه ما كان قط. تماما كما يريد الأفندي ان يطمس وينكر كل تاريخه في خدمة دولة الإنقاذ وكأنه ما كان على الإطلاق. وبمناسبة تمجيد الأفندي للسياسات السعودية في مجلة (إرابيا) فأذكر أني لما التقيته لقاء عابرا في الخرطوم في عام 1987م سألته سؤالا سريعا عن مقاله الذي أشاد فيه بكتاب محمد جلال كشك (السعوديون والحل الإسلامي) فأنكر أنه كتب مقالا في هذا المعنى، ولما أكدت له أني قد قرأت المقال، وذكرت له شيئا من محتواه، تراجع وأقر بكتابته له.

    فلماذا أنكر الأفندي كتابته لذلك المقال في مدح السياسات السعودية إذن؟! لقد أنكره لسبب (أخلاقي) وجيه (متسق مع حسابت الافندي الأخلاقية الوجيهة الكثيرة!) وهو أن عطاء السعوديين كان توقف عنه في ذلك الحين، وذلك بعد أن توقفت مجلتا (إرابيا) و(الأموال) عن الصدور، ولو استمر صدورهما لما انكر الافندي مقاله ذاك، بل ربما تفاخر به وسلك به مزيدا من (سبل العيش) والارتزاق!!

    وفي هذه الناحية فقد أراد الافندي ان يرميني بدائه الانتهازي الارتزاقي الوبيل وينسل. حيث أنني لم ارتزق في أي يوم من الأيام بمدح مخلوق ولا بهجاء مخلوق. ولم أقل في الإشادة بالسعوديين حرفا واحدا عن ملق أو مداهنة. ولم أقل عنهم شيئا أنكره اليوم ولا غدا. ولم أقل فيهم إلا ما لا يتردد كل مؤمن صادق الإيمان سليم القلب والجَنان في الصدع به. لقد قلت في معرض رثاء شيخ الإسلام محمد هاشم الهدية :" لقد التقى الهدية بأفكار السلف الصالح عند زيارته لمكة المكرمة، زادها الله كرامة وشرفاً ومجدا. وكان ذلك في عام 1946م، أي بعد نحو عشرين عاما من وصول السلفيين النجديين إليها. وكانوا قد دخلوها محرمين، لا فاتحين، وذلك بعد أن منعهم أهل البدع القبوريون من دخولها لعشرات السنين. وقد دامت خدمة السعوديين لمكة وحرمها المقدس منذ ذلك اليوم العظيم الذي دخلوا فيه مكة بزعامة ناصر الملة عبد العزيز بن سعود. ومن يومها ظلت مكة والمدينة مراكز راسخة لبث العقيدة السلفية الصحيحة. حيث أصبح الحجيج يتلقى معالم تلك العقيدة الناصعة من دعاتها في حِلَق الحرمين الشريفين، بعيدا عن تلفيقات وفتن عداتها المغرضين".

    فهل في ذلك أي لون من ألوان الملق أو النفاق؟! لقد اسس السعوديون كما يحدثنا التاريخ الحديث دولة وطيدة من نثار دويلات وإمارات صغيرة متقاتلة متناحرة، وأنهوا عهد الفوضى السياسية التي ضربت ذلك الإقليم لعدة قرون، وأشاعوا (الاستقرار السياسي)، وأمنوا الحجيج، ونشروا الكتب السلفية الصحيحة، وعلى رأسها كتب ابن تيمية وابن القيم، ووسعوا عمارة الحرمين الشريفين وجددوها، وأقاموا الجامعات الإسلامية، وغير ذلك من انجازات كثيرة تحسب لهم على هذا الصعيد. فأنا أشيد بذلك ولا أتردد في الإشادة به، لأنني لست مصابا بحساسية بعض الكتاب الذين يتجنبون قول الحق حتى لا يتهمون بهذا الاتهام أو ذاك، فأنا بحمد الله أملك من الشجاعة القدر الكافي، واقف على كلمتي التي قلتها ولا أنكرها، ولست كهذا الأفندي الذي ينكر كلامه ويتراجع عنه كلما توقف عنه العطاء!!

    استحقاق لا مجاملة:
    ---------------------

    وأما إن كان في نفس الأفندي شيئ من فوزي بجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية المعاصرة، فإنني قد كتبت لها بحثا أشاد به كل من قرأه. وقد قال المتابعون لهذا الشأن إن هذا بحث فريد رائد في الموضوع، وأخبرتني هيئة الجائزة بأنهم لم يستطيعوا أن يشركوا معي في الجائزة شخصا آخر، لأن الفرق بين بحثي والبحوث الأخرى كان كبيرا جدا. ونفس هذه الملاحظة ذكرتها هيئة الجائزة القطرية(جائزة الأمير القطري الأسبق على بن عبد الله آل ثاني للدراسات الشرعية)التي فزت بها بعد ذلك، وضمنتها الهيئة في الإعلان الصحفي عن خبر الفوز، فقالت إنه استحق أن يكون فائزا وحيدا بالجائزة.

    فأنا فزت – بحمد الله وفضله- بجائزة نايف عن استحقاق لا عن مجاملة. ولم أكن أعرف أحدا من هيئة جائزة ولا هم يعرفونني بالطبع، وكل ما هناك أني قرأت خبر الاعلان عن موضوع الجائزة، وكانت لي الرغبة في متابعة الموضوع المعلن عنه، فكتبت البحث، وأرسلته إليهم بالبريد، وجاءني خبر الفوز منهم بالتلفون، وعرفت أنهم قد أخضعوا بحثي مع البحوث الأخرى لعدة محكَّمين، وكل هؤلاء المحكمين وضعوا بحثي في المقام الأول. فهذا ما كان من أمر فوزي بالجائزة وأنا أكره بطبعي الحديث عن نفسي إلى أن اكرهني للحديث عنه هذا الافندي الهمام. وقد كان من شأن بعض أصدقائي الخلص أن قالوا إن هجوم الأفندي البذئ غير المبرر علي كان سببه فوزي بهاتين الجائزتين، لا مجرد دفاعي عن الانقاذ، ولكني لا أميل كثيرا إلى تصديق ما يقولون.

    السوبر- تنظيم والمايكرو- تنظيم:
    --------------------------------

    ذلك أن الافندي كما قلت عنه في المقال السابق لا هم له إلا الهدم والخراب وتحطيم دولة الانقاذ، التي يزعم انها قد فسدت، وان الحركة الإسلامية التي جاءت بها قد فسدت كذلك. وفي تطوير الافندي لنقده للإنقاذ إثر استغنائها عن خدماته في الدبلوماسية والإعلام، ورفضها لمشروع الشركة التجارية التي اقترحها لتقوم - برئاسته - بالدفاع عن الانقاذ، جنح إلى الإشارة إلى وجود تنظيم سري خفي، وكرر حديثه عما سماه بـ(السوبر – تنظيم) الذي يقود الانقاذ.

    وهذه التسمية خاطئة، فمثل هذا التنظيم معروف في نظريات العلوم السياسية باسم (القانون الحديدي للأوليغاركية)، أي المجموعة الصغيرة التي تتحكم وتتنفذ. وهذه النظرية هي إحدى النظريات القليلة جدا التي صحت في علم السياسة. وهذا التنظيم التحكمي (الأوليجاركي) تنظيم صغير جدا، وأحرى أن يسمى (مايكرو- تنظيم)، لا (سوبر – تنظيم). والأفندي نفسه يكاد يقر بذلك إذ يتناقض في وصفه لهذا التنظيم بالضخامة والخفاء، وهما وصفان لا يجتمعان ولا يتسقان!!

    ومثل هذا التنظيم التحكمي(الأوليجاركي) الصغير موجود ومعروف في كل احزاب وتنظيمات العالم وليس في الإنقاذ وحدها. وقد تحدث في نظريته عالم السياسة السويسري المعروف روبرت مايكل، ومؤدى هذه النظرية أن جميع الأحزاب السياسية ينتهي أمرها إلى تنظيمات صغيرة مغلقة، وتحكمها نخبة من القادة السياسيين المحترفين وشبه المحترفين. وقد أسس روبرت مايكل نظريته هذه اعتماداً على بعض العوامل التي اختبر تأثيرها وتسبيبها لصعوبة تطبيق الديموقراطية التامة في الأقطار الغربية، ومن هذه العوامل اتساع المدن والحواضر، وتعقد مسائل الحياة الحديثة، وعدم امتلاك المواطن العادي للمعرفة التامة بمسائل السياسة، وقلة رغبته في شئونها المعقدة. وهذه العوامل هي التي تعطى الفرصة الكافية للنخب السياسية (الأوليجاركية) لتقوم بإنشاء تنظيم صغير خفي يتحكم في السياسة في جميع بلدان الديمقراطية الغربية بلا استثناء.

    وقد تحدث عن هذه النظرية ذاتها ولكن بسند مختلف الفقيه الدستوري الفرنسي موريس دوفرجيه فذكر أنه طالما أن قادة الأحزاب الديموقراطية هم الذين يختارون النواب المرشحين، فإنهم يسيطرون بالتالي على إرادة النواب ويتولون توجبه سلوكهم السياسي بالبرلمان، وهكذا تؤدي العملية الديموقراطية في خاتمة المطاف إلي تكريس السلطة بأيدٍ قليلة متمكنة هي ايدي قادة الحزب، فهذا الشيئ موجود إذن حتى في الديمقراطيات الغربية ولم تبتدعه الانقاذ!! فهل يجهل الأفندي كل هذا؟! أم يتجاهله؟! أم هي عادته التي لا يتخلى عنها في القراءة بعين واحدة هي التي منعته من النظر إلى هذه النظرية المحكمة، وذلك ليتمهد له الطريق ليلج ويوغل في عدوانه ونقده الأثيم لدولة الإنقاذ؟!

    وفي كبوة كبرى من قلم الافندي قرر أن الظاهرة التي يسميها (السوبر- تنظيم) قد وجدت في إطار الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ فقال:" وتعود جذور هذه المشكلة كما ذكرنا من قبل إلى نشأة ما أطلقناه عليه "السوبر- تنظيم" داخل الحركة، وهو تحالف بين الجناح العسكري والجهاز المالي فيها على شكل تنظيم سري داخلي غير معروف لغالبية أعضاء الحركة فضلاً عن أن يكون منتخباً من قبلهم كما تقتضي لوائح الحركة. وقد أعطى هذا الوضع لقيادة الحركة سلطة غير خاضعة للمساءلة في التصرف في موارد الحركة. ومن ذلك تعيين الأعضاء المتفرغين وتحديد مخصصاتهم، وترشيح الأعضاء للمنح الدراسية في الخارج أو للوظائف في المؤسسات المالية التي تملكها أو تتحكم فيها الحركة، ثم للوظائف في الدولة في فترة المصالحة".

    وفي حديث الافندي عن ما أسماه بـ (السوبر – تنظيم) فقد أورد نفسه مرة أخرى موارد العطب الشديد. لأننا إزاء حديثه هذا مضطرون إلى أن نواجهه بسؤالنا المنطقي: إذا كنت تعرف أمر هذا (السوبر – تنظيم) المفزع من قديم الزمان فلماذا سكت عنه ولم تنتقده في الوقت المناسب عندما كنت في خدمة الإنقاذ؟! بل لماذا لم تنتقده قبل ذلك عندما كتبت أطروحتك للدكتوراه، تلك الأطروحة التي جعلتها كلها في تمجيد حسن الترابي زعيم ما تسميه بـ (السوبر – التنظيم) الذي تتحدث عنه وتنتقده الآن؟!.

    لقد كان من شأني أن اطلعت على أطروحتك تلك التي كتبتها في تمجيد حسن الترابي، في نصيها الأصلي الذي قدمته للجنة امتحان الدكتوراه، وذلك الذي استخرج منها وتكون منه الكتاب الشعبي الذي صدر بعنوان (ثورة الترابي)، ولم أجدك في أي من هذين النصين قد وجهت أي نقد لما تسميه الآن (سوبر – تنظيم).

    إنك أيها الأفندي صاحب القلم المباع لم توجه إلى هذا(السوبر – تنظيم) الذي تشن عليه النكير اليوم أي نقد قبل أن تغادر مكرها – لا مستقيلا - خدمة الدولة الانقاذية، وتفقد رتبها، ومرتباتها، وبدلاتها السخية. لقد خشيت آنها أن تنتقد هذا الذي تدعوه (سوبر – تنظيم)، لأنك لم تكن تتلقى تعليماتك من غير هذا (السوبر – تنظيم)، فهو الذي اختارك للعمل في وزارة الخارجية، لتحسين صورة نظام الإنقاذ في الخارج وتسويغ ممارساته، وإلا فقل لي من الذي اختارك للعمل بوزارة الخارجية غير هذا(السوبر – تنظيم) ؟! أتظن أن وزارة الخارجية هي التي اختارتك لتعمل بها؟! لا تقل لي ذاك!!

    دعبل الأفندي:
    -----------------------

    أن الذين يمثلون هذا الذي تدعوه خطأ (سوبر – تنظيم) هم سادتك وأولياء نعمتك السابقون، وأما أنت فشخص انتهازي مبين من الطراز الاول، تسيئ لكل أولياء نعمتك، وهكذا كنت طوال عهدك انتهازيا من هذا الطراز، تفصل كتاباتك وتحوكها حسب الطلب وحسب مقتضيات ظروف الخدمة.

    ولعله أمر ذو بال وعبرة أن الافندي قد حدثنا في مقاله البذئ الأخير أنه قد اختار لنفسه – وبئس ما اختار لنفسه - دِعَبْل الخزاعي إماما ومرشدا، فقال:" ونحن في هذا على مذهب دعبل الخزاعي في أننا نحن الذين وضعنا هؤلاء حيث هم، إذ لو جلس البشير ونافع وعلي عثمان في بيوت آبائهم، أو تدثروا بعصبياتهم القبلية أو العسكرية، أو ببطانتهم من المنافقين الذين يتقوون بهم اليوم، لما تمكنوا من تولي رئاسة مجلس بلدي في مناطقهم" .. فكأن الافندي يريد بمنطقه هذا أن يقنعنا أنه هو الذي جاء بجهاده - المزعوم - بهؤلاء الأماجد من أعيان الحركة الإسلامية إلى قمة السلطة والحكم!

    ودعنا قبل أن نتصدى لتكذيب هذه الفرية وتسفيهها، أن نتحدث قليلا عن هذا الشاعر الشيعي الرافضي الخبيث المدعو دعبل الخزاعي الذي نصبه الافندي قدوة له وإماما. فهو شاعر عاش في العصر العباسي، وكان يغلو غلوا عظيما في آل البيت، ويقدسهم أشد التقديس، ويسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد وصفه المؤرخ الكبير ابن خِلِّكان فقال:" كان بذيء اللسان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس، هجا الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق ومن دونهم". وقد اتصل دعبل الخزاعي بهرون الرشيد، ومدحه بقصائد ذائعة، وأكل كثيرا من رفده وعطائه، ثم لما مات الرشيد هجاه دعبل بشعر ذائع أيضا. وقد روي عبداللّه بن طاهر هذا الخبر فقال :"وما بلغ الشاعر دعبل‏ ان الرشيد مات حتى كافاه على فعله باقبح مكافاة"، إذ هجاه وأقذع في الهجاء، فهو في صنيعه هذا كالأفندي سواء بسواء، والأفندي في صنائعه كلها مثله سواء بسواء!!


    (وبقي لنا أن تنحدث في المقال القادم - بإذن الله - عن جهاد الأفندي المزعوم في إطار الحركة الإسلامية السودانية.. فإلى لقاء).

                  

العنوان الكاتب Date
مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتوا!! السنجك11-13-07, 05:42 PM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو السنجك11-13-07, 05:50 PM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو Elawad11-13-07, 05:53 PM
    Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو مصطفي سري11-13-07, 06:51 PM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو Elawad11-13-07, 07:18 PM
    Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو السنجك11-14-07, 07:32 AM
      Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو adam khatir11-14-07, 08:16 AM
        Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو Hatim Yousif11-14-07, 09:21 AM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو osman righeem11-14-07, 08:53 AM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو الزبير صالح الزبير11-14-07, 12:22 PM
    Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو السنجك11-14-07, 04:05 PM
      Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو هشام هباني11-14-07, 04:56 PM
        Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو السنجك11-15-07, 07:40 AM
          Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو عبد الواحد أبراهيم11-15-07, 10:01 AM
            Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو السنجك11-16-07, 07:12 AM
              Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو Mohamed Elgadi11-16-07, 12:30 PM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو صلاح الفكي11-16-07, 12:56 PM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو بكري الصايغ11-16-07, 01:18 PM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو نصار11-16-07, 01:34 PM
  Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو بكري الصايغ11-16-07, 01:44 PM
    Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو السنجك11-18-07, 05:23 AM
      Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو Tragie Mustafa11-19-07, 10:26 AM
        Re: مقال خطير للكاتب الاسلامى الافندى لقد فقدنا الثقه فى البشير وعلى ونافع فاليعودوا من حيث اتو بكري الصايغ11-20-07, 11:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de