|
هـل نـحن ننتـمني إلى بـلادٍ يغـتالها ابـناؤها كـل يـوم؟!! ... وماذا عن كذب التاريخ؟!!
|
هل نحن ننتمي إلى بلادٍ يغتالها أبناؤها كل يوم!! وماذا عن كذب التاريخ؟!
أنا أنتمي إلى بلاد تنتحر كل يوم/ بينما يغتالوها بنوها، وهل كنت محقاً في تشخيصي لمرض هذا الوطن، المزمن، يوم قلت أنه بلد الثلاثون مليون قائد سياسي.. بلد به من القادة والساسة أكثر مما به من شعب وفيه يتسول الشعراء.. بلد أعادهم إلى مجدهم في عصور الصعلكة!! .. هل هذا نوع من اليأس والقنوط؟!! وهل حال الوطن الآن أفضل مما كان؟! يصعب عليّ فضح جمال روحي إن بقي في الروح جمال هو ما أستمده من الوطن مهما وأياً كانت ظروفه لأنه كياني الوجداني وهويتي وانتمائي هي إمتداداً وإستمداداً من الوطن ، لن أبيعه أبداً لا بغالي ولا ببخس الأثمان ، فالأوطان ليست تعرض في سوق النخاسة وليست سلعة تعرض في المزاد والمزايدات ، إنه عشقي الروحي.. رغم عشقي لجمال الأرواح حتى أقصى مداه، فهو جمال بالكاد تقوى عليه اللغة، حتى تلك التي كتبت الأوطان عن نفسها بها. وإن كنتُ سأفعل الشيء نفسه بمسلكها، فليس لأني في صدد إنهاء أفكاري عنها، بل لأني في صدد إخفاء قلبي عن القارىء ، وأنا أبدأ بها من جديد. فتعالوا نتصفح ما كتب الذين رحلوا إلى شمال الكون البعيد في رحلة الشتات ، أوالجنوب فيه، فهو أقرب إلينا من نبض الوريد.!!
الكتابة كانت وسيلتي في خلق أرض شعرية على أنقاض حروب أهلية، ووسيلتي في طرح أسئلة لانهائية حول حقيقة الوجود والهوية: "هل ولدتُ من كذبة/ في وطن لا وجود له؟.. هل أنا قبيلة على ملتقى دماء متعاكسة؟... مَنْ يجعلني حاضراً؟". إذاً، العالم "الآخر" الذي كنت أطمح إليه ، لم يكن عالماً وهمياً، كرتونياً، خرافياً، زهرياً، أسعى من خلاله إلى الهروب من الواقع عبر التقوقع في كذبة، والتحصّن بأسوار التجاهل، بل عالماً، لحمه ودمه من الحقيقة، تلك الحقيقة المتخيلة في خيالي عن كذب التاريخ، وضلالة الحاضر، وغموض المستقبل. أسئلتي القلقة، تشير إلى أنني ما كانت لأستعيض عن الواقع الحقيقي بآخر وهمي، بل بآخر يوازيه في الوجود، لكنه أكثر حقيقية منه، لأن حقيقته تقوم لا على الإقرار بواقع الحال، بل على السؤال، وإعمال الذاكرة والخيال.
كم أحببتك أيها الوطن وحتى لو قسوت!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|