|
مطار الخرطوم:مبنى قاعة الوصول وبدل السفارى والفوضى المنظمة:
|
تفتح الطائرة ابواباها وتهبط على السلم ومنه تشاهد عمال كثيرون ورجال بوليس و رجال يرتدون بدل سفارى منتشرون حول والطائر والبص (الذى يقل المسافرين الى قاعة الوصول. و تتسائل ما هى فائدة وجود كل هذا الحشد من البشر؟
موظفى الهجرة السودانيين الذين يرتدون زي الشرطة متجهمين الوجه (ولا ابتسامة على الشفاه، لا مرحبا بك فى السودان، و حتى لو قلت له شكرا بالكاد يرد عليك اشك فى ان بعضهم يعرف التحدث بلغة ثانية غير العربية)، يبدو انهم يمارسون تقليد راسخ تم سنه فى الخدمة المدنية بالسودان الموظف ليس من اجل خدمة الاخرين بل انه هناك يمن عليهم بخدمتهم بوجوده هناك فقط (الذى غالبا ما يكون بالواسطة)، ربما هى المرتبات الغير مجزية!!! ربما هو عدم التدريب او التأهيل فى كيف تخدم الاخرين.
طبعا كحال مدينتا السرية (التى تمتلئ شوارعها بالاعلانات التجارية و لا توجد اشارة تخبرك عن اى معلومة ) رغم اليافطة الصفراء العريضة لا توجد اشارة واضحة توضح اين هي صفوف الاجانب او السودانيين، فجاة يفتح ديسك وموظف الهجرة (الذى تم استدعائه ربما من نومة عميقة) ويطلب من السودانيين ان يتوجهوا الى ذلك الديسك ويتزاحم الناس بشكل يثير الدهشة، لماذا التزاحم ياعالم ما هذا الهلع الذى الم بنا؟ We are Traumatise
نعم انت فى السودان فتذكر ان اعلان المحاباة والواسطة يتم فى الدقائق الاولى لوصولك لهذا البلد التى مات به اكثر من 2 مليون فى حرب اهلية، ويحتل المرتبة الثالثة فى العالم (بين الدول الاكثر فساد) ، ويحتل المرتبة الاولى فى الدول المرشحة للفشل، وهكذا امام الجميع وبدون خجل امر لاتشاهده فى مطارات كثيرة حول العالم (ثالث او اول!!!)، نؤكد للاخرين هذه الحقيقة ونعكس درجة فسادنا، وقدرتنا المزهلة على خرق اى نظام نعمله نحن ام يعمله لنا الاخرون.
مشهد اول: امرأة يبدو انها تعمل بالمطار تطلب من اسرة ان تخرج من الصف وتخرج الاسرة متجاوزة ديسك موظف الهجرة، بدون اى حرج على وجه الموظفة او الاسرة، هكذا؟
مشهد اخر:ضابط جيش (تبدو عليه علامات الرضى عن النفس) يقف خلف ديسك الهجرة يطلب من اسرة اخرى ان تخرج من الصف وتتم نفس العملية. مشهد اخر: احد لابسى بدل السفارى والنظارات الشمسية يطلب من احد المصطفين الخروج من الصف، وتجاوز ديسك الهجرة، (امشى يا خى، بالله يا ..... مشى لينا ورق اخونا ده). ويعلق احد الاجانب الذى يقف خلفى هذا امر محزن!!! وقلت له وانت شفت حاجه دى المناظر فقط. اما نحن جيوش القادمين (اجانب ام سودانيين) الذي ليس لدينا (واسطة) فعلينا تحمل اجراءات الهجرة البطيئة المملة، وتحمل تجهم موظف الهجرة ونظرات لابسى بدل السفارى والنظارات الشمسية.
وتخرج الى صالة وصول العفش لتلتقيك جيوش من العمال وكل منهم يسحب ترولى يود أن يقدم لك خدمة فى سحب عفشك طبعا مدفوعة الاجر حسب الاتفاق بتوسل يثير الشفقة والرثاء، هكذا نعلن فى مطارنا امام الجميع اننا شعب فقدنا كرامتنا؟ هل يتلقى هؤلاء العمال مرتبات من ادارة المطار؟ لماذا لا تكون مهمتهم محصورة فقط فى تقديم مساعدة للذين يحتاجونها من العجزة والنساء الذين معهم اطفال أوالمعوقين (بدون اجر او مساومة) بدلا من تقديم خدمة لا يحتاجها معظم المسافرين؟ كما يحدث فى مطارات العالم الاخرى.
تذهب الى سير وصول العفش بعد ان تقدم اعتذارك للعدد من الذين يودن تقديم خدمة لا تحتاجها، وعلى اللو حة الالكترونية خلف سير العفش تعلن عن (الطائرة السودانية القادمة من جدة) والتى هى ليس الطائرة التى كنت عليها وسالت احد العاملين هل هو سير العفش الصحيح وقال، (العفش حيجى فى السير ده ذاتو لكن بس ماغيروا اللوحة الالكترونية لسعه، يا اخوى ده السودان) وضحك!! فعلا هذا هو المضحك المبكى!!!!!!!!!!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|