حوار الفاتح عباس مع فاطمه أخمد ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2007, 01:18 PM

نزار عبد الماجد

تاريخ التسجيل: 10-16-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار الفاتح عباس مع فاطمه أخمد ابراهيم


    القيادية التاريخية.. فاطمة أحمد ابراهيم
    والله نـاس عبود.. گانــــوا أحسن الأنظمــة العسگــــرية
    حوار وتصوير: الفاتح عباس *
    الحوار مع الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم الزعيمة التاريخية للحركة النسائية ليس بالشيء السهل.. فهى قاطعة في اجاباتها.. حادة في طرح آرائها لكن في ذات الوقت شجاعة في الدفاع عن ما تؤمن به!!
    في الذكرى الثالثة والاربعين لثورة اكتوبر الشعبية من عام 1964 جلست ( الصحافة ) مع الاستاذة فاطمة في جلسة حوار ساخن عموماً.. دافئاً عزباً في بعض الاحيان.. فالحوار اختص بمشاركة المرأة السودانية عبر تنظيم الاتحاد النسائي في مناهضة نظام 17 نوفمبر 1958 ولكن في نهايته لامس الواقع السياسي المعاش اليوم..!!
    قضية المرأة لا يمگن فصلها عن قضايا السودان
    * أستاذة فاطمة.. كيف كانت تبدو الاحوال السياسية بالسودان قبل اندلاع ثورة اكتوبر الشعبية 1964؟
    - بداية وقبل الاجابة على هذا السؤال يجب التأكيد على ان الحركة النسائية السودانية كانت ومنذ نشأتها تؤمن ايماناً قاطعاً بأن قضية المرأة لا يمكن فصلها عن الوضع السياسي وآلية ونظام الحكم بالبلاد. بهذا الفهم العميق رأت الحركة النسائية السودانية ان تقدم وتطور وبث الوعي بين النساء لا ولن يتم بمعزل عن كافة قطاعات الشعب السوداني. لذلك عندما بدأنا التفكير جدياً في تأسيس (الاتحاد النسائي السوداني) تناولنا بالدراسة الجادة وضع المرأة السودانية في الماضي والحاضر والاسباب والعوامل التي قادت وأدت الى تخلفها وان تأتي في المرتبة الثانية بعد الرجل، وبالرغم من هذا الوضع كانت قناعتنا الاسخن ونحن نهييء انفسنا لقيام الاتحاد النسائي السوداني بأن المرأة السودانية لن تنال حظاً من الحقوق الاجتماعية والسياسية والمادية ما لم يقتنع (الرجال) بأهمية هذه الحقوق.وقد وضح أمامنا تماماً بأن الرجل لن ولم يكن يوماً من الايام عدواً للمرأة وليس هو السبب المباشر في تخلف المرأة السودانية.
    * قبل انتصار ثورة اكتوبر.. كيف كانت حكومة السيد عبد الله خليل تتعامل مع قضية المرأة؟
    - حقيقة ان حكومة عبد الله خليل لم تستهدف النساء خاصة تنظيم الاتحاد النسائي بمرجعيته الفكرية القائمة على الفكر الاشتراكي.. وكانت حكومة عبد الله خليل لا تقدم لنا المساعدة وفي ذات الوقت لا تناصبنا العداء والاستهداف!! بالطبع في دواخل نفوس حكومة عبد الله خليل كانوا لا يريدون للاتحاد النسائي السوداني ان ينتشر ويتوسع ويتمدد وسط النساء إلا انهم لم يأخذوا موقفاً عدائياً واضحاً ضد الاتحاد النسائي.
    * في ظل هذا الوضع كيف كان الاتحاد النسائي يقوم بنشاطه اليومي؟
    - عند قيام الاتحاد النسائي السوداني في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي كان من أهم أهدافه وبرامجه هو تحرير المرأة ومساواتها مع الرجل ووضح لنا تماماً بأن بلوغ هذا الهدف الذي ينشد تحولاً جذرياً في وضع المرأة لن يتم إلا عبر النضال والكفاح الصبور. نعم.. لقد تأسس الاتحاد النسائي بالعاصمة، لكن فور التأسيس بدأنا في التفكير جدياً بتأسيس فروع للاتحاد بالاقاليم حيث المرأة الريفية اكثر تخلفا واقل وعياً من المرأة في العاصمة والمدن الكبرى.
    * أستاذة فاطمة لا نود الخوض في تفاصيل تأسيس الاتحاد النسائي، ولكن فقط نريد عبر هذا الحوار ان نتعرف على سياسات حكومة 17 نوفمبر العسكرية تجاه الاتحاد النسائي وقضايا المرأة عامة؟
    - لا.. يجب التعرض لتفاصيل تأسيس الاتحاد النسائي لأننا كنا مستهدفات من قوى اليمين والرجعية إلا ان الاسلوب الذي اتبعناه- وحقيقة كان اسلوباً فريداً ورائعاً ومثالياً- فلقد بدأنا في تأسيس الفروع بالقرى والاقاليم وكان اسلوبنا في تأسيس تلك الفروع هو الاتصال مباشرة بعمدة او ناظر القرية ونطلب مقابلته مع تأكيدنا بأن تكون تلك المقابلة بحضور كل الرجال الذين حوله. وحقيقة لم يتم لقاء مع عمدة او ناظر إلا وكان كل اعيان وكبار رجال القرية حضوراً في ذلك اللقاء، ثم نبدأ في شرح أهداف وبرامج الاتحاد النسائي مع التأكيد بأننا لسنا ضد الدين ولا ضد التقاليد السودانية السمحة. ودائماً وعقب ذلك اللقاء بالعمدة او الناظر نطلب منه مقابلة نساء القرية لمخاطبتهن ونرجو منه ان يقوم بتقديم الدعوة لذلك اللقاء، ولذلك لم تكن مصادفة حين انعقد مؤتمر فروع الاتحاد النسائي بالاقاليم ان يكون ضمن حضور ذلك المؤتمر العُمد والنظار في تلك الاقاليم.. بل واكثر من ذلك كان العُمد والنُظار هم الذين يتكفلون بتكاليف ترحيل وفودهم واقاماتهم ومعاشهم بالخرطوم.
    * جميل.. دعينا الآن استاذة فاطمة القفز لفترة الفريق ابراهيم عبود؟
    - عند قيام انقلاب 17 نوفمبر 1958 عقد المكتب القائد للاتحاد النسائي اجتماعاً سرياً لمناقشة الوضع الماثل تحت ظل الحكم العسكري.
    * هل تتذكرين تاريخ ذلك الاجتماع السري؟
    - جداً.. كان ذلك الاجتماع السري في نفس شهر نوفمبر من عام 1958 واتخذ الاجتماع قراراً بعدم حل الاتحاد والاتصال بالنظام العسكري الجديد، وتقرر مقابلة اللواء طلعت فريد عضو المجلس العسكري الاعلى لانقلاب نوفمبر وكان وزيراً للاستعلامات والعمل والمسؤول عن الجمعيات والاتحادات غير الحكومية ولكن لاسباب موضوعية تم تغيير هذا اللقاء فبدلاً من ان يكون مع اللواء طلعت فريد رأينا ان نقابل الفريق ابراهيم عبود على ان يقوم بتحويلنا لـ(اللواء طلعت فريد).. استقبلنا الفريق ابراهيم عبود استقبالاً جيداً.. على الطريقة السودانية.. وقمنا بشرح اهداف وبرامج الاتحاد النسائي واكدنا على الهدف الاساسي لهذا الاتحاد هو نهضة المرأة السودانية واخراجها من دائرة التخلف والعادات الضارة مع مساواتها مع الرجل! وبصراحة لقد اعددنا انفسنا لهذا اللقاء جيداً وقمنا باستعراض تاريخ المرأة المسلمة عبر التاريخ حتى ننفي عن الاتحاد النسائي صلته بالحزب الشيوعي السوداني.. وكان اروع واعمق مثال تاريخي هو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال ( خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء).. وكان افضل الخلق سيدنا محمد يقصد زوجته عائشة رضي الله عنها.. وقلنا للفريق عبود بأن النبي طلب اخذ نصف الدين الاسلامي من السيدة عائشة ولم يقل خذوه من سيدنا ابي بكر الصديق ولا سيدنا عمر بن الخطاب.. هذا ما يعني بأن وضع المرأة عند الرسول عليه الصلاة والسلام والاسلام وضعاً مميزاً!! مع التذكير بأن السيدة عائشة رضي الله عنها مارست السياسة وباشرتها في اعلى درجاتها في (موقعة الجمل) الشهيرة ووقفت في الجانب المعادي لسيدنا علي بن ابي طالب.. وعندما انتصر سيدنا علي في تلك المعركة لم يسيء للسيدة عائشة ويصفها باقبح الخصال بل سيدنا علي اخذ بيده الكريمة السيدة عائشة وادخلها الى منزلها معززة مكرمة!
    * طيب.. بعد هذه المرافعة الاسلامية القوية والرائعة ماذا كان رد الفريق ابراهيم عبود؟
    - طوالي.. سمح لنا بممارسة نشاطنا لنشر الوعي وبث المعرفة وسط النساء السودانيات. طبعاً لقد كان الاتحاد النسائي يصدر (مجلة صوت المرأة) وكنت اشغل رئيس التحرير بها. المهم قررت إدارة تحرير (المجلة ) ان (يتحايل) على القانون وان لا تنشر أي مقال او خبر او تحقيق يهاجم سياسة نظام 17 نوفمبر، ولكن في ذات الوقت قررنا مهاجمة النظام عبر (الرسم) واعني بذلك استخدام (فن الكريكاتير) وهذه السياسة كان المقصود منها عدم اعطاء نظام 17 نوفمبر الفرصة او السبب لايقاف او تعطيل (المجلة) أو حتى اعتقالنا! المهم افردنا صفحتي الوسط بمجلة صوت المرأة للرسوم الكاريكاتيرية.
    * من كان يقوم بتلك الرسوم؟
    - كانت الفنانة المرحومة فوزية حسن اليمني.
    * يعني نضالكم ضد (حكم عبود) كان بسلاح الرسم؟
    - نعم.. كان سلاحاً فاعلاً وقوياً ومؤثراً وما من عدد من اعداد المجلة يصدر وإلا اللواء طلعت فريد يقوم باستدعائي لمقابلته.
    * هل كانت توقع عليكم عقوبات من أي نوع عن هذه الرسوم؟
    - طبعاً المرحوم طلعت فريد لم يكن بليداً وهو وزير الاستعلامات والعمل وحين يتم استدعائي يقوم بفتح صفحتي النصف ويصبح غاضباً (كده يا استاذه تهاجموا ثورة نوفمبر.. حسع «الزول» المرسوم ده ما ما انا؟!.. وده الفريق ابراهيم عبود؟ يعني تفتكروا نحن ما فاهمين؟ واقوم بالرد عليه بكل هدوء وبرود! يا سعادتك حسع «الزول» المرسوم ده يشبه الفريق عبود؟! او ده بشبهك؟! وهنا ينفجر اللواء طلعت فريد ضاحكاً.. الله يرحمهم جميعاً والله كانوا (ناس عبود) سودانيين بمعنى الكلمة!! واذكر دائماً يبدأ صياحه بالهجوم على شخصي: يا مجرمة انا حسع بشبه دا؟!
    وارد عليه: انا ما عارفه، لكن انت الذي قمت باستدعائي!! فاذا كان الزول المرسوم ده بشبهك نكون فعلاً قاصدين شخصك او الفريق عبود.. لكن الاستاذة (فوزية) راسمه (زول) عادي!! بس برضو في النهاية يقوم اللواء طلعت فريد باصدار قرار بايقاف المجلة لمدة عدد او عددين وبعدين يقوم برفع منظر الايقاف!! والله (ناس عبود) كانوا احسن الانظمة العسكرية!! لذلك استطاعت (مجلة صوت المرأة) نقد وتعرية نظام 17 نوفمبر دون مضايقات شديدة.
    * أستاذة فاطمة، لكن نسبة الامية في ذلك الوقت كانت عالية وسط النساء بالاضافة الى حداثة فن الكاريكاتير مما يعني محدودية تأثير المجلة؟
    - طبعاً نسبة الامية وسط النساء مرتفعة جداً وحتى اللاتي يعرفن القراءة قد لا يفهمن المقصود بالرسم الكاريكاتيري ولهذا كان لدينا المستوى العلني للعمل وسط النساء والمستوى السري، ومنذ اصدار مجلة صوت المرأة تم الزام كل فروع الاتحاد النسائي بتخصيص متطوعات يقمن بقراءة وشرح كل ما تحتويه المجلة من مقالات ورسوم ولذلك كانت النساء يواكبن الاحداث مهما بلغ تعقيدها، ولا اكون مبالغة ان قلت بأن حتى النساء اللاتي لا يعرفن القراءة كن يقمن بشراء (المجلة) ويطلبن من يعرف القراءة بقراءتها لهن!! لهذا نجحت المجلة في الوصول الى كل النساء مما امن على استمرار صدورها.
    وشكل هذا التواصل بين المجلة والنساء حلقة وصل قوية وفاعلة في شرح مفاهيم الاتحاد النسائي وفضح سياسات نظام 17 نوفمبر.
    * بعد احداث المولد النبوي في اغسطس 1962 هل تغيرت سياسة الاتحاد النسائي تجاه نظام 17 نوفمبر؟ خاصة والعمل المعارض للنظام انتظم بين كل القوى السياسية بزعامة السيد الصديق المهدي؟
    - اولاً: اقول بأن الاتحاد النسائي يؤمن ايماناً تاماً بأن قضية المرأة هى جزء اصيل من القضية العامة لكل السودان.
    ثانياً: دون انخراط المرأة في العمل السياسي فهذا العمل لن يكتب له النجاح مهما توفرت له الامكانيات.
    ثالثاً: يضع الاتحاد النسائي في الاعتبار وضع المجتمع السوداني ونظرته لعمل المرأة بالشأن السياسي، لذا فقد قرر الاتحاد ايجاد صيغة تضمن مشاركة المرأة في العمل السياسي وفي ذات الوقت لا يعرضها لنقد المجتمع لها!! ولهذا كان الاتحاد النسائي يبث وينشر المفاهيم السياسية المبشرة باحداث التغيير دون ربطها ربطاً مباشراً بمفردات الخطاب السياسي المتعارف عليه في ذلك الوقت وكان شعار الاتحاد النسائي في تلك المرحلة بأن (قفة الملاح) ولقمة العيش التي تأكلها اسرة المرأة هى السياسة بعينها!! وبدأت المرأة السودانية ( العادية) تفهم وتعي جيداً بأن ما يتم بالقصر الجمهوري او مجلس الوزراء ينعكس سلباً او ايجاباً على (قفة الملاح).
    * لا.. انا بسأل هل كان الاتحاد النسائي ضمن الجبهة الوطنية العريضة للاحزاب السياسية السودانية ضد نظام 17 نوفمبر بعد احداث المولد؟
    - لم يكن الاتحاد النسائي يشارك مشاركة مباشرة في تلك الجبهة المعارضة لنظام 17 نوفمبر وكان القصد من هذا هو عدم اعطاء الايحاء بأن الاتحاد النسائي تنظيم سياسي.
    * لكن كيف يقوم الاتحاد النسائي بتعبئة النساء ضد نظام 17 نوفمبر دون الحديث في السياسة؟
    - انا كنت عضوة في قيادة الحزب الشيوعي السوداني وهو فصيل اصيل في الجبهة المعارضة لنظام 17 نوفمبر وكنت اقوم بشرح وانزال ما تتوصل اليه الجبهة المعارضة لنظام 17 نوفمبر لعضوية الاتحاد النسائي..
    * لكن.. لم تكن كل النساء اللاتي في الاتحاد النسائي شيوعيات؟!
    - صاح كل (النسوان) عارفات اني عضوة بالحزب الشيوعي السوداني.. لكن ما كنت اتحدث على الاطلاق مع النساء بخطاب ولغة الحزب الشيوعي الشيء الآخر كانت النساء من قبل يقعن تحت تأثير الدعاية الكاذبة ضد الشيوعية، ولكن وجدن بأنني - أي فاطمة- امرأة سودانية اصيلة ( لابسة توبها) وكانت النساء يقمن بالدفاع عني بالعبارة السودانية الشهيرة (سابلة مقنعها) والأهم والمهم كنت اقوم باداء كل صلواتي في اوقاتها وكثيراً ما كانت بعض النساء يقصدن زيارتي بالمنزل في اوقات الصلاة ويجدن بأنني اقوم باداء الصلاة، ولهذا تأكدت غالبية النساء بأنني ومجموعة مقدرة من قيادات الاتحاد النسائي بأننا (مسلمات حقيقيات) وبنات بلد اصليات.. وماتت الاكذوبة بأننا ( بنات ملحدات) نعم.. لم (ادس) بأنني شيوعية وعضو لجنة مركزية بالحزب الشيوعي بذات القدر فأنا امرأة سودانية مسلمة واقوم باداء كل الواجبات التي يفترض ان يقوم بها المسلم!!
    * اذن الاتحاد النسائي كان يعارض نظام 17 نوفمبر بصورة غير مباشرة؟
    - نعم..
    * طيب بعد تفاقم الاحداث والتطور السلبي في قضية الجنوب وارهاصات الرفض الشعبي لنظام 17 نوفمبر ماذا قدم الاتحاد النسائي؟
    - لقد كان الاتحاد النسائي يقوم بشرح (أي حاجة) مافي حاجة بتخص الرجال وتانية بتخص النسوان ونحمد الله بأن صرنا عضوات - بعضنا- بالحزب الشيوعي الذي وفر لنا كماً هائلاً من الوعي والادراك وفهم طبيعة الاشياء وبالتالي كنا نقوم بايصال تلك الحقائق لبقية النساء .
    * هل شارك الاتحاد النسائى في أي اجتماع للجبهة المعارضة لنظام 17 نوفمبر بأي صورة من الصور؟
    - لا.. لكن انا ساكنة وسط انصار وانصاريات وبعض الانصاريات كن يتعاطفن مع الاتحاد النسائي ومع شخصي تحديداً وبعدين طبيعة المجتمع السوداني المتسامحة كانت تتيح قدراً واسعاً من التواصل الاجتماعي بغض النظر عن الاختلافات السياسية. وانا- فاطمة كثيراً ما قمت بزيارة اسرة آل المهدي وقمت بتلبية العديد من الدعوات التي كانت تقدم لي .. نعم لقد حدثت بعض المضايقات من بعض بنات اسرة المهدي، لكن للحقيقة والانصاف فبنات السيد الصادق المهدي بنات محترمات واكن لهن كل الاحترام والتقدير وهو شيئ متبادل.
    * أثناء تواصل ثورة اكتوبر الشعبية هل قام الاتحاد النسائي بدور تحريضي منظم لدفع النساء بالمشاركة في تلك المظاهرات؟
    - الاتحاد النسائي كان يعلم ويدرك ويعي قرب حدوث ثورة اكتوبر.
    * هل كان هذا بايعاز من الحزب الشيوعي السوداني؟
    - لا.. من تلقاء الاتحاد النسائي.. وهنا اقول حاجة هامة جداً وهى بأننا في الاتحاد النسائي كنا نحرص اشد الحرص على ابتعاد الاتحاد النسائي عن نفوذ الحزب الشيوعي السوداني لأننا لا يمكن تأسيس تنظيم نسائي فاعل في السودان ونربطه بصورة او اخرى بالحزب الشيوعي ولذلك نحن الشيوعيات بالاتحاد النسائي كنا نرفض بشدة تدخل أي زميل من الحزب الشيوعي في عمل الاتحاد النسائي.. والشيء الهام لم نكن نرجع للحزب الشيوعي لاخذ المشورة او الرأي في أى موضوع يخص الاتحاد النسائي حتى السكرتير العام للحزب الشيوعي- الشهيد عبد الخالق محجوب- لم يكن يتدخل في عمل الاتحاد النسائي!!
    * يعني النساء اللائي شاركن في المظاهرات ضد نظام 17 نوفمبر كانت مشاركتهن بعيدة عن توجيه الحزب الشيوعي؟
    - اطلاقاً لم ن كن نقبل توجيهات من الحزب الشيوعي بخصوص المشاركة في المظاهرات.
    * جميل.. كم عدد النساء اللائي اصبن في تلك المظاهرات؟
    - عدد قليل جداً.. زي اربعة واشهرهن الاستاذة محاسن عبد العال.
    * بعد نجاح ثورة اكتوبر وسقوط نظام 17 نوفمبر تم الاعتراف بالحقوق السياسية للمرأة السودانية بالترشيح والتصويت.. ألم يكن هذا من اهم سياسات الحزب الشيوعي؟
    - ابداً.. هذا المطلب من أهم المطالب المنصوص عليها في دستور الاتحاد النسائي ولم يقم بوضعه الحزب الشيوعي السوداني واستطعنا اقناع كل عضوات الاتحاد النسائي بأن حال السياسة السودانية لن ينصلح ما لم تشارك فيه المرأة.. كان هناك ( بعض الرجال) ضد عمل المرأة في الشأن السياسي.. وكذلك كانت هناك مجموعة من النساء تعتقد بأن الرجل هو عدوها الاول!! لا.. الرجل هو أخ.. وابن وزوج المرأة.
    * استاذة فاطمة لقد ترشحت في انتخابات 1966 في دوائر الخريجين بدعم من الحزب الشيوعي السوداني ولم يكن لك حظاً من الفوز لو لا دعم الحزب الشيوعي لك؟!
    - اولاً: انا ترشحت (مستقلة) صحيح لقد تم دعمي من الحزب الشيوعي، وانا شيوعية عن قناعة تامة وكنت اتألم جداً عن (السمعة) السيئة عن الحزب الشيوعي المربوطة بالالحاد والانحطاط الاخلاقي ولهذا التحقت بالحزب الشيوعي لاثبات بطلان هذه الاكذوبة الكبرى. وقد تأثرت كثيراً بسلوك شقيقي المرحوم صلاح احمد ابراهيم لذا سارعت بالانضمام للحزب وانا شابة يافعة ومنذ (ارتدائي) للطرحة.. كنت اقوم بتغطية (شعري) ورقبتي لأن هذا ما امر به ديننا الاسلامي الحنيف. وانا (متربية) تربية دينية لأن والدي عليه الرحمة كان رجلاً متديناً بوعي وفهم وعمق وكذلك الوالدة.
    * الحزب الشيوعي كان من المفترض ان يقدم 15 مرشحاً لدوائر الخريجين في انتخابات 1966 وتنازل عن دائرة لك.. ولهذا دخلت الجمعية التأسيسية.. يعني انت نائبة شيوعية بـ(اللفه)؟!
    - الحزب الشيوعي حين قدم دعمه لي لم يعلن بأن هذا الدعم لانني شيوعية ولكن سياسة الحزب العامة تنادي بمشاركة المرأة في الحياة السياسية لذلك تم تأيدي ودعمي من الحزب.. وبعدين اقول حاجة لم اكن اجلس في البرلمان مع كتلة الحزب الشيوعي السوداني، فكنت اجلس وسط نواب غير شيوعيين حتى حينما نخرج للفطور لم اكن اشارك اعضاء الحزب الشيوعي بالبرلمان في تناول وجبة الافطار.
    * وتاه قطار ثورة اكتوبر وسط العديد من الاحداث السياسية.. ثم جاءت مايو فكنتم من اوائل المؤيدين لها.. فهل يعني هذا نسيان حكم نظام 17 نوفمبر العسكري ونضالكم وكفاحكم ضده؟!
    - للحقيقة عند قيام نظام 25 مايو ضد هذا الانقلاب باعتباره انقلاب عسكري سوف يقود البلاد حتماً الى حكم ديكتاتوري.. لكن مايو رفعت شعارات ومعظم تلك الشعارات كانت شعاراتنا لذلك كان من الصعب ان تقول لمن يرفع شعاراً تعمل على تحقيقه (يا انا او لا !!) لهذا تم تأييد انقلاب مايو 1969.
    * وكمان عندما جاء انقلاب 30 يونيو وقفتم ضده بشده بل حملتم السلاح لاسقاطه.. والآن انتم- أي الحزب الشيوعي- جزء من هذا النظام؟
    - قد اكون انا شخصياً اختلف عن الآخرين، ولكن في ذات الوقت قادرة علي فهم المتغيرات في المواقف ومن هذه المتغيرات في المواقف القناعة بأن استخدام القوة لاسقاط نظام ما قد تأتي بنتائج عكسية..
    * انا لا اعني المقاومة المسلحة، لكن الآن للحزب الشيوعي اعضاء بالمجلس الوطني تحت مظلة نظام الانقاذ وانت احد هؤلاء النواب؟
    - نعم.. انا جوه المجلس الوطني لكن من شخصي لم اكن اود المشاركة في هذا المجلس.. لكن حين (دخلت) المجلس (حمدت الله) لأن الذي بالخارج لا يعلم ما يدور بالداخل. ونحن بالمجلس الوطني عرفنا ناس الانقاذ In and out.
    * استاذة فاطمة انت الآن جزء من الهيئة التشريعية لنظام الانقاذ.. هل يمكن تشاركي في مظاهرة ضده مطالبة بسقوطه؟
    - ايوه.. ليه.. ما ممكن؟! واقول ليك لولا دخول ومشاركة الحركة الشعبية لتحرير السودان في هذا النظام لفعلنا المثير لاسقاط هذا النظام وانا شخصياً اعلم تماماً ماذا يمكن ان اقدمه لاسقاط نظام الانقاذ.
    * الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل مشاركتها في النظام كان لديها تنظيمها النسائي وكانت تقاتل الانقاذ.. فلماذا لم يتعاون الاتحاد النسائي مع التنظيم النسائي للحركة الشعبية؟
    - اقول بصراحة شديدة الراحل د. جون قرنق كانت تربطه علاقة قوية جداً بالحزب الشيوعي السوداني واضيف ان العلاقة التي كانت تربطني شخصياً مع د. جون قرنق كانت اقوى واعمق من علاقته بالحزب الشيوعي.
    * هل المجلس الوطني بوضعه الحالي مفيد؟
    - شوف.. والله مفيد..!! وانا شخصياً لم اكن حريصة على الدخول، لكن قرار الحزب هو الذي الزمني.. ولولا قرار الحزب لما كنت اقبل بدخول المجلس لأنني اعرف نفسي جيداً إذ لا يمكنني (السكوت).
    * سؤال اخير.. هل يمكن ان تتكرر ثورة اكتوبر الشعبية؟
    - والله.. ما بقول تتكرر بذات تفاصيلها.
    * لا.. ما اقصد اضراب سياسي وسقوط شهداء.. انا اقصد التظاهر العلني ضد النظام.. وبعد ذلك لكل حدث حديث؟
    - ايوه.. (بطلع الشارع!!) مع الاخذ في الاعتبار حدوث الكثير من المتغيرات وباختصار اقول وليس تأكيداً انه يمكن تكرار ثورة اكتوبر.. ولولا مشاركة الحركة الشعبية في النظام لتكررت ثورة اكتوبر من زمان!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de