|
كيف تتم صناعة تقسيم الوطن.. عمداً مع سبق الإصرار والترصد
|
السودانى العدد رقم: 689 2007-10-16
حديث المدينة وراء البسمات كتمت دموع..!! عثمان ميرغني
زميلنا النشط الصحافي "صلاح المليح"، في قسم الأخبار.. ظل يثابر على عمله خلال عطلة العيد ولم يسترح يوماً واحداً.. فأكرمه الله بأن حاز على سبق صحفي مهم.. فقد كان الصحافي الوحيد الذي رافق وفد الحركة الشعبية برئاسة د. ريك مشار لتسليم مذكرة الحركة الشعبية للسيد رئيس الجمهورية.. واستخدم الكاميرا بجانب القلم لتسجيل تلك اللحظة التاريخية.. وعندما رجع إلينا بالصور.. ومن أول نظرة إليها.. استطعت أن أقرأ بواطن المشهد السياسي المرعب الذي تنزلق إليه البلاد.. وفد الحركة الشعبية، جاء يحمل رسالة من الفريق أول سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية للسيد رئيس الجمهورية.. والرسالة -بالطبع- في سياق حدث خطير ومهم للغاية أرخى العالم كله أسماعه إليه لمتابعة تداعياته..
Quote: من الصور التي التقطها الصحافي صلاح المليح، كان واضحاً.. مدى التهوين الذي يتعامل به المؤتمر الوطني مع الحركة ومع الحدث نفسه..الفريق أول بكري حسن صالح استقبل الوفد وهو يلبس (الجلابية).. وكأنها مناسبة اجتماعية.. عقد زواج أو "سماية" أو "طهور" ولا أريد أن أقول "مناسبة عزاء".. أكاد أتخيّل أن رئاسة الجمهورية كانت تفضّل أن يترك وفد الحركة مذكرتهم في غرفة استقبال القصر الجمهوري.. وربما يطلب منهم رجل الاستقبال ترك (أرقام هواتفهم) للاتصال بهم.. بعد أن يحدّق رجل الاستقبال في وجه د. ريك مشار ويسأله بكل عفوية (الأخ.. أنا شايفك وين قبل كدا؟؟). |
لم يظهر في الصورة أي مشهد يدل على الاهتمام.. فلا كاميرات التلفزيونات الحكومية.. ولا مندوبي الإذاعة و"سونا".. رغم أن هذه الأجهزة تحرص على تصوير لقاءات القصر الجمهوري مع وزراء الدولة.. ورجال الطرق الصوفية.. وكل من تتاح له الفرصة لدخول القصر الجمهوري.. وتعرض نشرة التلفزيون في خبر مصوّر طويل لكبار المسؤولين في القصر الجمهوري وهم يبتسمون ويهزون رؤوسهم.. وتطوف الكاميرا على جميع من هم في المشهد فرداً فرداً.. حتى أفراد السكرتارية في القصر الذين يجلسون في مقعد منزوٍ.. ثم يستمر الخبر فتضطر الشاشة لإعادة المشهد من جديد.. نفس الابتسامات السابقة.. والمسؤول الكبير يهز رأسه.. نفس الهزة التي رأيناها قبل قليل.. ثم الزوار فرداً فرداً.. لكن الخبر لا يزال طويلاً فتضطر الشاشة لإعادة المشهد مرة ثالثة.. نفس الابتسامات.. ونفس هزة الرأس.. وهكذا إلى أن ينتهي الخبر..
Quote: كان واضحاً من الطريقة التي استقبل بها بكري حسن صالح.. وفد الحركة الشعبية أن المؤتمر الوطني لا يمد رجليه فحسب، بل لسانه طويلاً لشريكه ويقول لها من وراء الكلمات (أعلى ما في خيلك، فأركبه..). وهكذا تمضي حيثيات تصوير مشاهد (اليوم الآخر..).. أرجوكم اجمعوا ما نكتبه الآن واحفظوه معكم.. فسيأتي قريباً اليوم الذي تحتاجون فيه لمراجعة هذه الحيثات لتعرفوا كيف تم صناعة تقسيم الوطن.. عمداً مع سبق الإصرار والترصد.!! |
السودانى العدد رقم: 689 2007-10-16
|
|
|
|
|
|
|
|
|