|
|
 Re: هل احدا منكم سمع بالشيخ عياش برشام السوداني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)
|
الأخ ابوالقاسم ابراهيم الحاج
كل سنة وأنت طيب وتعود الأيام
تحدث فعلآ فى أوربا حركات مريبة تجعلنا نتصارع بين الإنتماء والعنصرية المحلية وأصوات العقل . أحداث إذا كانت فى بلادنا لكان لدينا فيها رؤيا أخرى . هنا تختلط الأحاسيس بشعور الغربة وتتوه الأحكام وتقييمها .
كتبت قبل ذلك عن حدث جدير بالتوقف عنه عن قذافى السودانى الذى ظهر فى سويسرا ومات فى السودان تاركآ خلفه أكثر من علامة أستفهام .
أشرككم بها هنا
مات قذافى آخر وترك لنا الدهشة
الموت له رهبة متجددة وخوف دفين ولايمكن العبور فيه بدون توقف رغم سرعان ما يسرى اليقين الى الروح ونقبل به بطرد كثير من التفاعلات السالبة والمبهمة وتفضل غصة نتجاهلها ولكنها هناك . نهرب منها الى ذكرى كل الأحبة الذين مضوا بكل الخير .
أحكى قصتى ولا أدرى لماذا هذه الرغبة الملحة التى تتملكنى بأن أشرككم فيها . ربما مشاركة الغربة وخاصة اللاجئين منكم وما تعرضنا له من إنتقاص وما كابدناه نفسيآ وعمليآ فى نقل فلذات أكبادنا الى عوالم مليئة بالإنزلاقات والعنصرية بعد أن كانوا آمنين وملوكآ فى بلادهم . آلمنى كثيرآ وأعزائنا يوصفوننا بمتسكعى الفنادق وما قد ذقناه لم نكن نتخيله لا فى طفولتنا ولا فى صبانا ونحن مزهون بين الجندول والموردة وأبولو والليدو والآن نحن لانساوى سوى متسللين نخضع لمراجعة الأوراق وتحمل وزر الإتهامات وإزلال الجنس واللغة .
أعود لقصة القذافى هو مصطفى سعيد فى غموضه ورأفت الهجان فى تسلله وبن لادن فى هروبه
لم أراه عن عمد رغم إنه كان يسكن قرابة ثلاثمائة متر منى .
وصل القذافى مع زوجة حبلى وطفل فى حوالى الرابعة من العمر . هو شاب فى الثلاثين من عمره يتكلم العربية بلكنة أظنها ليبية . تحدثت معه مرتان عبر الهاتف . وعرفت بأنه يتحدث الإيطالية مما ينبئ بأنه آت من إيطاليا .
زوجته إمرأة تقليدية غير متعلمة ويبدو إنها بعيدة عن أى ثقافة و آتية من بيئة موغلة فى الجهل .
تم إيوائهم فى معسكر تابع للكنيسة البروتستانتبة مكون من أربع طوابق . كنت أنا فى نفس المكان عندما وفدت حديثآ . رغم كل الأسرة تمنح غرفة واحدة ومطبخ مشترك لكل السكان وحمامات مشتركة يعتبر من أفضل الأماكن لإستقبال اللاجيئن الجدد.
يوجد فى المدينة ثلاثة مساجد . مسجد للأتراك ومسجد تبرع به الأمير عبدالله الفيصل ويعرف بمسجد العرب ومسجد آخر على الحدود الفرنسية خاص بجماعة الدعوى والتبليغ جل رواده من عرب شمال أفريقيا وغالبيتهم من تونس .
يقال توجد مساجد أخرى خاصة بالألبان وغيرهم ولكنى لا أعرفها . جل السودانين يترددون على مسجد العرب .
إنخرط القذافى فور قدومه فى مسجد الدعوى والتبليغ مدرسآ للغة العربية وفيما يبدو قدومه كان لهذا المسجد .
إتصلت بنا إدارة المعسكر طالبين مساعدة الزوجة فى المستشفى لإعتلال حالتها الصحية فى شهور الحمل الأخيرة . كانت زوجتى وباقى النساء فى المنطقة قد تواصلن معها ودائمآ يتندرن بجهلها . لوجودها بالقرب منا لازمتها زوجتى وكانت ترافقها فى زيارات المستشفى للترجمة وتلقينها الإرشادات الطبية .
كان رمضان عندما وضعت الزوجة مولودتها . كانت بالمستشفى وزوجها جل يومه بالمسجد . إتصلت بنا إدارة المعسكر بخصوص الطفل الذى يترك وحده بالمنزل طوال اليوم ولا يستطيعون مساعدته لصغر سنه وإنعدام لغة التخاطب . طلبوا من زوجتى أن تقوم برعايته حتى تخرج والدته من المستشفى . أبدت زوجتى موافقتها ولكنى طلبت منهم أولآ الحصول على موافقة الوالد .
فى نفس اليوم إتصلت الإدارة معتذرة بأنه رفض أن يكون إبنه تحت رعاية أسرة مسيحية . ضحكت لأنه يترك طفله فى رعاية جماعة كنسية . إستهجن السودانيين ذلك المسلك وإبتعد النساء عن الإتصال بزوجته . إتصل بى تلفونيآ وأنكر وقال كان هناك خلط لأنه تخاطب معهم بالإيطالية وحدث سؤ فهم . هونت عليه وأجبرت النساء على التواصل مع الزوجة لآنها فى حوجة المساعدة وليس ليها ذنب فى ما قاله زوجها . كان هذا الإتصال الأول بيننا وسمعت فيه صوته.
بعد شهر من وضوع الزوجة لمولودتها كانت حبلى مرة أخرى وتواصلت زوجتى معها للمستشفيات حتى إنتقلوا من القرية التى نسكن بها الى المدينة ولكنها لا تبعد عنا كثيرآ وتولت رعايتها هناك إمرأة سودانية أخرى .
إتصل بى مكتب مكافحة الجريمة وطلبوا مقابلتى . طلب منى عميلهم مقابلته فى مكان عام ولكنى إقترحت عليه أن يقابلنى فى بيتى وقد كان . كنت فى المنزل أنا وأبنتى عندما حضر . فوجئت به يسألنى معلومات عن القذافى . ومن حسن حظى كنت صادقآ فى عدم معرفتى به وأخبرتهم بمحادثتى التلفونية الوحيدة التى لا يوجد فيها ما يفيدهم .
عرفت من جماعة مكافحة الجريمة والإرهاب بأن مسجد جماعة الدعوة والتبليغ تحت رقابة الحكومة وبه حركة مشبوهه . أخبرتهم صادقآ بمعرفتى وإحتكاكى بهذ الجماعة فى السودان بأنهم ليس لهم أى نشاط عدائى ولا سياسى ولكنهم يؤمنون بواجب الدعوة و التبليغ وكنت أزورهم بمسجدهم بجبرا لوجود صديق طفولتى وصباى وشبابى وغربتى فى السعودية "صديق الشايقى" بينهم . أعرفهم قوم مسالمون يهتمون بنشر تعاليم الدين ولا يهمهم إنتماء المتلقى وليس لديهم إجبار ولا إستكبار ولا عنصرية .
أخبرونى أن لا أخبر أحد بهذه المقابلة حتى لا يعلمون إنهم تحت المراقبة . لم أخطر سوى إمرأة سودانية متزوجة من سويسرى مسلم علمت منها يومآ بأنها صلت فى هذا المسجد عندما حدث لبس فى إعلان العيد فى رمضان . فاتتها الصلاة فى مسجد العرب وصلت فى مسجد الدعوى والتبليغ الذين صاموا يومآ زائدآ. وكانت قد أخبرتنى بإعجابها بذلك المسجد الذى دخلته لأول مرة . وعدتنى بكتمان القصة وذكرت بأنها لم تعود هناك لأن زوجها فضل عدم مفارقة مسجد العرب الذى تعود عليه. لم أحتاج لإخطار باقى السودانيين لأنهم لا علاقة لهم بهذا المسجد . هكذا ضحيت بالقذافى لعدم وثوقى به ولا بعرب شمال أفريقيا .
وضعت زوجته بنتآ أخرى ولكنها عليلة نتيجة خطأ فى العلاج أو الوضوع لست أدرى ولكن تحملت المستشفى علاج الطفلة على مسئولتها وتحمل التكاليف . إتصل بى وأخبرنى بمولودته الجديدة ووعدته بالزيارة ولم أوفى وكانت هذه مكالمتنا الثانية والأخيرة . ولا تزال زوجته فى المستشفى إتصلت بى صديقتنا السودانية زوجة السويسرى وأخطرتنى بأن القذافى تم ترحيله الى السودان .
كان لغزآ محير القبض عليه وترحيله فى نفس اليوم وبموافقته تاركآ أبنه وبنته برعاية جارته السودانية وزوجته بالمستشفى رغم إنه كان قانونآ يحق له البقاء حتى يتم علاج طفلته . قامت صديقتنا برعاية الزوجة وتكفلت بها كاملآ .
إتصلت بى منزعجة قائلة أن المرأة وأطفالها قد إختفوا ولم تجد لهم أثر . حاولت الإتصال بالتونسيين أصدقاء القذافى ولكن بدون جدوى . إتصلت بالشرطة ولكن لا أثر وهى إمرأة لا يمكن أن تكون قد قامت بأى تدبير وحدها .
بالآمس إتصلت بى زوجتى بالتلفون وعلى عجلة قالت لى لقد مات القذافى . ذهبت بذهنى للرئيس معمر القذافى وأخذت أقلب فى فى المنتديات وأنا أسمعها وفجأة سمعتها تقول أخيه ذهب بزوجته الى السودان دون أن يخبروها . تنبهت هنا من المقصود بالموت وسألتها أين وجدوها . قالت كان التونسيون قد سللوها الى فرنسا وكانت إجراءات زوجها تكاد أن تتم ليلحق بها ولكن الموت كان أسرع . لا يعرف أحد كيف مات ولكنه توفى فى غرفة العناية المكثفة بإحدى المستشفيات فى السودان .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
رأفت ميلاد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست