|
الجامعات ( نقلا عن اخر لحظة)
|
الثلاثاء 16 أكتوبر 2007م، 5 شوال 1428هـ العدد 437 تحقيقات المذكرات طاعـــون الدراسـ الجـامـعي الأساتذة يؤلفون المذكرات ويغرون الطلاب بعدم دخول المكتبات! تحقيق: بشائر نمر في الآونة الاخيرة أصبحت ظاهرة المذكرات التي يعدها الاستاذ الجامعي ويقدمها للطالب عبر نافذة البيع أو الترويج التجاري ظاهرة لافتة للنظر ومثيرة للعديد من التساؤلات وقدر غير قليل من الإرتياب حيالها . فأولاً هذه المذكرات تتراوح أسعارها ما بين 6 آلاف الى 20 ألفاً للمذكرة أي أنها أرخص من سعر المرجع او الكتاب الصادر عن دور النشر مما انعكس سلباً على مستوى الطالب الجامعي وأدى الى التواني عن البحث عن المراجع واقتنائها والتكاسل عن دخول المحاضرات وتلخيصها فضلاً عن تدهور المستوى الاكاديمي بتحول الطالب من باحث الى حافظ.
«آخر لحظة» استطلعت بعض الطلاب وأساتذة الجامعات حول أثر المذكرات في تدهور مستوى التحصيل الأكاديمي للطالب.
المذكرة تجزي
عن حضور المحاضرة
سلمى محمد علي محمد طالبة بجامعة النيلين كلية الآداب قسم الجغرافيا قالت : في السابق كان الطالب يعتمد على المراجع بالاضافة الى المحاضرة ونحن الآن نعتمد على المذكرات والتصوير خاصة ان الورقة الواحدة بقرش واحد بدلاً من إن ألخص مرجعاً او كتاباً أو أكتب أثناء المحاضرة ـ أي نعم هي لا تقدم الى الامام لكنها تفي بالحاجة عند الامتحان.
اما ملاك علي طالبة بكلية التجارة قالت طالما أن هناك مذكرات جاهزة وتكفي للإمتحان لماذا الرجوع للمكتبة؟ ذلك فيما أثبتت زميلتها هالة محمد ان السبب الحقيقي وراء تدهور مستوى الطالب الجامعي المذكرات والدليل على ذلك في هذه السنة كل الدفعة راسبة في مادة او مادتين ولم يسلم احد من الرسوب. لكن انا شخصياً اكتفي بالمذكرة طالما انها تكفي عن حضور المحاضرات واللجوء للمراجع فلماذا التعب ؟.
شهادة جامعية بديل عن عمل اليومية
امام محمد هارون جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ذكر ان الاعتماد على المذكرات اصبح أمراً عادياً ويغني عن الرجوع للمكتبة وحضور المحاضرات والإستغتاء عن المراجع واحتاج لتلخيص من 3- 5 مراجع لذا ألجأ للمذكرات وتصوير الملخصات التي تغني الطلاب عن حضور المحاضرات وأعتقد أنها سبب رئيسي وراء تدهور مستوى الطالب الجامعي لكن ماذا افعل وانا محتاج لشهادة جامعية اعمل بها بدل شغل اليوميات.
وفي كلية الآداب فضل طالب عدم ذكر اسمه قال كان قبل ان نتحدث عن المذكرات يجب أن نعرف السبب الرئيسي وراء وجود المذكرات فأما أن تكون بطلب من الطالب الذي لا زمن لديه للبحث بسبب انه يعمل لتوفير مصاريف الجامعة او قيام الاستاذ نفسه بطبع هذه المذكرات ويحصر الطالب في مقرر معين وبهذا اصبح الطالب خاملاً وتحجر عقله وانحصر في رؤية لشخصية واحدة وهو استاذ المادة.
اما فايزة السر الطالبة بجامعة السودان قالت إن سبب تدهور الطالب هو تركيزه على جانب معين وهي المعلومات الواردة بالمذكرة التي يقدمها الاستاذ بل أن بعض الطلبة يتخوفون من الخروج عن إطار المذكرة ويتصور انه اذا لم يذاكر من هذه المذكرة بالتحديد ويتقيد بالآراء الواردة بها سوف يرسب في الامتحان.
وكلاء الاساتذة بالمكتبات قالت صاحبة مكتبة جوار جامعة الخرطوم فضلت عدم ذكر اسمها: نحن نبيع المذكرات للطلبة بتوصية من الاستاذ الذي يأتي إلينا بالمذكرة ونقوم بتصويرها وبيعها للطالب بسعر التكلفة هذا بالاضافة الى ان بعض الطلبة يصورون جزءاً من المرجع بأمر الاستاذ. ونحن نحتفظ بنسخة من اي مذكرة تأتي لنا بغرض كسب الطالب كزبون.
ولمعرفة رأي أساتذة الجامعات التقت «آخر لحظة» بالاستاذ يوسف جلال محمد خير ـ جامعة الخرطوم ـ الذي أوضح ان المذكرات أساساً لا تفي بحاجة الطالب من المعلومات والذي يعتمد عليها و تؤثر على إطلاعة وجهده البحثي حتى انها تؤثر على مستواه الاكاديمي ويكون الطالب حافظاً وليس باحثاً لكن في نفس الوقت تساعد الطالب خاصة الذي لا يستطيع الحصول على المراجع التي تكون أسعارها مرتفعة.
وقال الاستاذ عبد المنعم محمد مسجل كلية المختبرات بجامعة النيلين ان المذكرات تختزل عقل الطالب في أستاذ واحد وهو استاذ المادة وهذا يلغي دور المراجع كما ان للمذكرات جانب نفسي للطالب ويعتقد انه اذا لم يذاكر ويجاوب الامتحان من داخل المذكرة ممكن ان يرسب في المادة والأستاذ في حد ذاته ممكن أن ينظر للمذكرة من ناحية العائد المادي اكثر من علم المفترض توصيله للطالب والدليل على ذلك أن هناك مذكرات تكون غير واضحة ولا تشمل اكثر من مرجعين فقط.
اما الاستاذة هند عباس حلمي بقسم الإعلام جامعة الخرطوم قالت : أولاً أنا لا أؤمن بالمذكرات وأعطي في المحاضرات أسماء المراجع التي من المفترض يرجع لها الطالب وثانياً انا لا اعتقد ان المذكرات سبب رئيسي وراء تدهور الطالب وانما الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السبب والدليل على ذلك اذا دخلت مكتبة الجامعة تجدها مكتظة بالطلاب وفي النهاية هناك طلاب مجتهدون يصلون الى المعلومة وآخرون مهملون او متكاسلون لذا يلجأون للتصوير والمذكرات.
الاستاذ محتاج للتدريب إخلاص عشرية أستاذة علم النفس بجامعة الخرطوم : أكدت أن الاستاذ الجامعي لم يستفد من قدرات ومهارات الطالب القادم من المرحلة الثانوية في توجيه العملية التعليمية موضحة ان الاستاذ في حد ذاته محتاج لمزيد من التدريب والتأهيل على طرق التدريس الحديثة وكيفية توظيف قدرات ومهارات الطالب الجامعي. وأضافت أن الاعتماد على المذكرات يعني عدم تحمل المسؤولية من الطالب تجاه المذاكرة والبحث والحصول على المعلومات ونحن في جامعة الخرطوم غير مسموح لنا بالمذكرات واستنكرت تماماً بعض الجامعات التي تمنح الطالب مذكرات يحفظ منها المعلومة أضف الى ذلك زيادة الجامعات والكيفية التي توسع بها التعليم العالي وتوظيف هذه الجامعات هي اشكالية حقيقية جعلت الطالب لا يحس بأهمية التعليم فاذا فصل من جامعة يمكنه الدخول لجامعة أخرى. و في علم النفس نعزو بعض التدهور في مستوى الطلاب الى الاغتراب داخل المنزل الواحد ويكون ذلك بسبب وفاة او إغتراب أو طلاق العائل للأسرة وهذا يؤدي الى مشاكل نفسية للطالب مما يشغل تفكيره ويبعده عن المذاكرة.
المذكرات أسلوب مصري وعزت الأستاذ ناهد محمد حسن تحول الطالب من باحث الى حافظ الى التوسع في التعليم العالي الذي لم يقابله توسع في المكتبات بمعنى ان الاستاذ لا يستطيع ان يطلب بحثاً من طلاب دفعة كاملة ويكون المرجع واحداً وهذا جعل الاساتذة يلجأون الى المذكرات والإملاء داخل المحاضرة والمذكرة التي يبيعها الاستاذ للطلبة يكون هدفها الاول العائد المادي وهذا اسلوب مصري دخيل على السودان.
فقر المكتبات من المراجع د.ابراهيم عثمان حسن رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الخرطوم عزا ظهور المذكرات الى فقر بعض المكتبات من المراجع المتنوعة للمقرر الواحد والحديثة منها وعدم توافرها باللغة العربية والتي اصبحت لغة التدريس في مرحلة التعليم العالي وضعف البيئة الجامعية لبعض الجامعات مما جعل هم الطالب الجامعي هو النجاح في المقرر و ليس الحصول على المعرفة في حد ذاتها وعدم إطلاع بعض الأساتذة على الجديد من المعرفة حيث أصبحت المعرفة متجددة ومتطورة كل يوم مما يجعل بعض الاساتذة غير مواكبين لتطوير التقدم العلمي والتقني هذا مع قلة اهتمام الطلاب بالدراسة والانشغال بأشياء أخرى بالإضافة الى دخول عصر العولمة وانشغالهم بالقنوات الفضائية وضعف ربط بعض الاساتذة مقرراتهم بالمراجع المتوفرة بالمكتبات والاكتفاء بالملخصات التي تكون داخل القاعة وبعض الطلاب لا ينتظمون في المحاضرات وعدم اهتمام بعض الاساتذة بحصر الحضور والغياب في المحاضرة بالرغم ان لوائح غالبية مؤسسات التعليم العالي تنص على حضور الطلاب للمحاضرات بنسبة لا تقل عن 75% مما جعل بعض الطلاب يقوم بتصوير المحاضرات التي لم يحضروها او التي لم يأخذوا فكرة عنها. وكذلك عدم مراعاة الامتحانات لجدول مواصفات وشروط الاختبار الجديد من حيث الشمول والموضوعية والثبات والهدف والدافعية واشار د.ابراهيم الى ان عدم احتكاك الطالب بالأستاذ قلل دور الإرشاد الاكاديمي.
تهيئة مكتبة جاذبة للطالب فيما اكد د.عبد الله الخضر مدني عميد كلية التربية جامعة الخرطوم ان جامعة الخرطوم ضد المذكرات وتصوير الملخصات. وقال إن الجامعة لابد ان توفر المرجع في المكتبات حتى لا يلجأ الطالب للمذكرات ويقطع على الاستاذ سكة بيع المذكرات.
كمـا يجب ان تتم تهيئة المكتبات حتى تكون بيئة جاذبة للطالب ويبتعد عن اللجوء للمذكرات.
--------------------------------------------------------------------------------
|
|
|
|
|
|