النثار الشعري الحديث وحصانه الأعرج..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 12:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2007, 12:47 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النثار الشعري الحديث وحصانه الأعرج..!!

    النثار الشعري الحديث وحصانه الأعرج..!!
    خالد أحمد بابكر

    لـ (النور عثمان أبكر):
    عمرنا جوّابة الأمصار
    ما تحكي المرايا
    أهلنا الأدنون ما ذاقوا مسرات
    الليالي
    مالنا نبكي قميراً مات حسرة
    سافحاً ريعانه في بال زهرة
    ما دَرَتْ زهو الفصول
    دفقة في رشح ينبوع
    بهيج في الأعالي
    بوح فكرة

    استهل الصيدلاني أنس مصطفى تأملاته في (الصحافة 25/9/ 2007م) بمقطع كثيف الدلالة للشاعر (رامبو) يتضاد تماماً مع تأملاته حول الشعر المنثور. فمقطع رامبو بالرغم من نثريته البائنة إلا أنه مقطع يحمل قسمات اللغة الشعرية ودلالتها الفارعة في الإيحاء ورسم المفهوم المدرك. ولولا قيمة هذا المقطع الدلالي الوثير في نفوس كل من قرأه، لما استطاع أن يستهل به الحديث البتة. ثم يلج إلى داخل مقالته التي يمكن أن نسميها بـ (الخاطرة) لكونها خاضعة لمفاهيم يراها الكاتب بمنظور ذاتي يحاول الترويج عبرها لفكرة (الشعرية النثرية) بما تحمله هذه العبارة من تضاد يصعب على أهل المفاهيم المحددة أن يتقبلوه. وهو شأن يخص رؤية الكاتب، وليس النقد.
    هناك أخطاء مفاهيمية نقدية أظنها لا تتخطى حواف القصدية. منها اختراعه لمفهوم وتعريف للشعر لا يصح الإتيان به حشواً لمجرد الاستدلال به. وقد رأى:«أن الشعر عُرف في معظم أنحائه – ولأزمنة ممتدة منذ أجيال إنسانية سحيقة – كأدب صوتي، نوعاً ما من الموسيقى المكتوبة». عندي أن هذا إخلال مفاهيمي كبير لتعريف الشعر، واختزال ينبئ عن عدم النضج الأدبي في الرؤية. فمتى كان الشعر بمضامينه السامية وخلجاته واختلاجاته وقدرته النافذة على السامع والقارئ معاً في تحريك وجدانه، محض موسيقى مكتوبة؟ ومن قال إن الشعر هو الموسيقى؟ وأن الشعر هو الوزن؟ هذه المفاهيم الجوفاء هي كل ما يعرفه هذا الجيل عن الشعر بدليل أن أنس مصطفى لم يكلف نفسه عناء البحث والرجوع لما قالته أمهات الكتب في هذا المجال. ولو أننا افترضنا أن التحديث أو الحداثة الشعرية (المزعومة) التي يراها لا تعترف بهذا الرجوع وهذه الأوبة للمصادر الرئيسة، كان عليه أن يطالعها مجرد مطالعة فحسب ثم يسعى لاختراع تعريف أو مفهوم جديد يقوم على أنقاض ما استوعبه وأدركه.
    أما الحديث عن ما سماه: «التركيز على القيمة الصوتية للنص المكتوب» فهو حديث يأخذ من مفهوم الشعر سطحه وقشوره دون النظر العميق لقيمة الشعر الأدبية في معالجة الكثير من جوانب الحياة، وهي رؤيا في تقديرنا غائمة، لأن الشعر لا يكتسب قيمته الحقيقية من الصوت، لأنك تستطيع قراءة نص شعري يهززك هزاً وإنْ لم تقرأه بصوت مسموع. وأرى أن في هذا التأطير مجانبة وقصور يطرحان كل القيم الشعرية جانباً، حين تبقى القيمة الرئيسة للشعر هي الصوت. ومع ذلك، وبإصرار جد كبير يضيف:«إن التعويل الكبير على موسيقى النص ربما أدى إلى قدر ما من التضحية بالمعنى». أية تضحية بالمعنى؟ وأي تعويل كبير على موسيقى النص؟ هل يعني أن كل الشعر الذي كُتب بالوزن والقافية ضحّى كاتبه بمعناه؟ هنا مكمن القصدية والغرضية من هذه التأملات والخواطر الشبابية. فليس كل كتابة بالوزن هي الشعر، وليس الشعر هو كل كتابة من غير وزن. ثم يأتي في فجاجة ليقول إن «هذه التضحية تراوحت بين التي يمكن التسامح معها إلى تضحيات فادحة حصرت الشعر في إيقاعات لفظية مستنسخة بإسهاب لم تمتلك قيمة يسمح لها بالنفاذ وملامسة ما هو غائر وأصيل»!!. مرحى مرحى، إذا كان التقليديون أو الكلاسيكيون قد صنعوا هذه الأوزان المستنسخة – كما يقول، ماذا صنع منسوبو النثر الشعري؟ وماذا أضافوا لهذه المسيرة الكلاسيكية؟ لا شيء بدليل أن ما كتبه هؤلاء يحدّث عن نفسه. اقرءوا معي نص الصيدلاني أنس مصطفى في (الصحافة 2/10/ 2007م):
    هكذا
    لا نزال مشجرين
    وعلى قيد ناس
    نؤخر أيامنا:
    بجروح أكيدة
    أشياء من هذا الحزين
    مرة بعد أخرى
    مرة بعد أخرى
    كانوا يصعدون نحو حياتهم
    يعدون قرى نائية لمغاربها
    أياماً صغيرة تكفي لحوائجهم
    ومساكن
    أين ملامسة ما هو غائر وأصيل في هذا النص؟ بالله عليكم خبرونا!! وما مدى الفرق في الأصالة والجزالة والقوة بين ما ابتدرنا به كلمتنا من مقاطع لشاعرنا الكبير النور عثمان أبكر ومقاطع أنس المسماة (السيسبان الذي يمضي لحاله)؟. يصح أن نقول بأن قصيدة النور عثمان أبكر أكثر حداثة في كل شيء مما في (السيسبان)، مع العلم أن النور عثمان أبكر كتبها في الستينيات وليس في الألفية الثالثة!!
    على كل، ومهما استدللنا على اللغة المنفلتة في كتابة أنس، نجد أن الدكتور هاشم ميرغني يقول في محاباة لا تخطئها العين في كلمته (الصحافة 2/10/ 2007م):« إن مقاربة أنس مصطفى المكثفة المكتنزة (غسق الصوت: تأملات في الشعرية والشعر وقصيدة النثر) كانت الصاعقة الفتنة بالنسبة لي: أي إدراك ثاقب لـ (جوهر الشعرية) وأي لغة مكثفة لا تقتات على الجاهز، والمبتذل، والرث؟ بمثل هذه اللغة المغايرة نستطيع أن نفترع عوالم مغايرة، وبمثل هذه المقاربة النقدية نستطيع أن ندير حواراً هادئاً مع المتلقي. أما الصراخ الإعلامي حول قصيدة التفعيلة واجترار صدى معارك الخمسينات والستينات حول الغموض والوضوح والوزن والقافية والشكل والمضمون فغالباً ما يقودنا إلى مسارب ضيقة لا تلامس أسئلتنا الحارقة ولا تطأ جمرة دمنا».
    لم يخبرنا الدكتور عن ماهية أسئلتنا الحارقة وجمرة دمنا. فالشعر السوداني كما - هو معلوم – قد طرق دروباً وعرة في ثقافتنا وتناول أكثرية همومنا وأسئلتنا، ونحسبه لم يترك شيئاً إلا وطرقه. فهل قدمت قصيدة النثر طرحاً مغايراً وأدباً جديداً أغفله السابقون؟ وإنْ وجد أين هو وكيف؟ وهل محاولة اختراع بعض التعابير والجمل المنفلتة وغير المفهومة يعد فتحاً وإضافة في مجال الشعر؟ وهل الشكل النثري هو كل ما أتت به المدرسة النثرية؟ ومتى كان الشكل إضافة من غير مفهوم ومعنى؟
    إنّ قصائد النثر اليوم هي محض أحصنة عرجاء لا تقوى على العدو طويلاً في مضمار السباق الإبداعي والإنساني. والمفارقة أن غالبية النثريين حين يتحدثون عن الجمال والإبداع، وحين يستشهدون في مواضع الاستدلال والاستشهاد، يهرعون للنصوص الرائقة ذات الفرادة والابتداع الرصين – كحال هروب محجوب كبلو.
    عندما يتحدث أنس مصطفى عن الشاعر في زمانه كونه «يعيد إنتاج قيمته كنبي جديد مهموم بإعادة تشكيل الأنساق الكونية بطريقة مغايرة، يسد الفراغات في الحضور الإنساني الباهت»، لا يأتي بجديد، فهذه عندي ذات الهموم التي تحدث عنها جيل الستينيات وحاربوا لأجلها الكلاسيكية، ولكن بفهمها واستيعابها، واستطاعوا أن يضيفوا شيئاً للمسيرة، لا أن يهدموا المعبد على الرؤوس – كما يقول هو عن «الرائي الجديد الذي أصبح مهموماً بهدم العالم (القديم) الذي لم يعثر على وجوده فيه». هذا حديث فضفاض لا يقنع صاحب لب، لأنه ينطوي على مخادعة فحسب، وليست له قيمة أدبية. يتأرجح أنس مصطفى في دعواه بين الشكل والمضمون كتأرجح الشيخ القاص عيسى الحلو الذي بدا متأخراً جداً يسعى لاعتناق الشكلانية ويقول بها. لذا فإن أنس يرى أن «القصيدة النثرية هي مفهوم وشكل». أي شكل ومعنى. وهو رأي صائب إذا التزمه، وكان لزاماً عليه أن يعيد تصوراته وصياغتها مرة ثانية ونفي عمليات الهدم ومفهوم (اختراع المجهول) الفارغ الذي لا يعني شيئاً إذا قيس على مفهوم (الشكل والمضمون). ويصح بعد ذلك أن نؤكد – كما قال – على أن «النص النثري بآفاقه الفسيحة يمنح كل كلمة قيمتها الكاملة وحضورها الجوهري». وهذا لا يتأتى إلا بمفهوم (الشكل والمضمون معاً).
    بدا لي أن هنالك عوامل عديدة ساعدت في انتشار الكتابات النثرية الواهنة، منها استسهال القائمين على أمر الملفات الثقافية في بلادنا والمحاباة والشللية البغيضة التي هي عندي أسوأ حالاً من الكتابات نفسها. والمتابع يرى أن بعض الملفات تقتات على نتاجات الأصدقاء المقربين وأصحاب المدارس المتقاربة في الرأي والرؤية، بمعنى أن ما ينتجه هؤلاء لا يجري تقويمه تقويماً صائباً لمصلحة الثقافة والأدب فحسب، بل لمصلحة (الشلة) أو التيار، كما يكشف عن خساسة وضعة. وقد شهدنا ورأينا بعضهم يرسخ لخدمة اتجاهاته الثقافية والفكرية باتخاذ بعض الملفات الثقافية مطية لبلوغ غايته وغرضه، ولو شئت لأسميت هذه الخُشُب المسنّدة التي ليست لها أدنى صلة بالشأن الثقافي. يبقى أن نؤكد على أن الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de