كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: منذ عام 1989 حتى 2005 الحكومة صرفت (0) على البحث العلمى (Re: أحمد أمين)
|
اس الازمة يعبر عنها قانون التعليم العالى لعام 1990 عندما يتحدث عن اهداف التعليم العالى والهدف الاول هو: " تأصيل التعليم العالي بحيث يكون معبراً عن الخصائص المميزة لأهل السودان والنابعة من معتقداتهم ومورثاتهم الإسلامية والعربية والأفريقي". وكلمة تاصيل تعنى الاسلمة والاخرى تعنى ايدولجية الاخوان المسلمين، والترتيب (اسلامى، عربى، افريقى) يؤكد اولوية النظام، وكلمة الافريقى الاخيرة وضعت بمثابة ذر الرماد فى العيون، حيث ان المقصود الكلمة لكن ليس مدلولاتها.
تعود النظام الشمولى السودانى ان يكتب قوانين انشائية، اضافة الى انهم اخلاقيا لا يعنيهم فى شئ أن طبق القانون ام لم يطبق. حيث ورد فى القانون أن احد الاهداف هى: "توسيع مدى البحث العلمي بحيث يشمل البحوث الأساسية التي تساهم في بناء صرح النهضة العلمية". كيف يتوسع البحث العلمى ويبنى صرح النهضة العلمية و الدولة لم تصرف عليه قرشا؟، وكيف تقوم نهضة علمية واهم خصائصها هو (مبدء حرية البحث العلمى) والذى يناقضها القانون: حيث ورد " تتمتع مؤسسات التعليم العالي بحرية الفكر والبحث العلمي في حدود القوانين السارية". لاحظ عزيزى القارئ عبارة القوانين السارية كيف تنسف المادة (ومفهوم حرية البحث العلمى) وليس سرا أن القوانين السارية فى السابق او الان هى قوانين (وبحكم طبيعية العقلية الشمولية التى صاغتها) ضد حرية التعبير والتفكير فى الشارع فى البيت او الجامعات. وغياب حرية الفكر والتعبير في التعليم الرسمي التعليم الجامعي العالي، ادى الى غياب الرغبة او القدرة على تطور البحث العلمي. فسيطرة الايديولوجية والاستبداد ادى الى ظلامية كاملة.
ان انبثاق هؤلاء الحكام من سياق مغلق ومحدود ادى بهم الى احتقارالتقدم العلمى وماتشكله المعرفة العلمية من تحدى لاوهامهم الفكرية. لكنهم فى نفس الوقت كحال نشاطهم الطفيلى الذى لايساهم فى الانتاج الفعلى بمعناه الاقتصادى، فهم لايساهمون فى انتاج المعرفة لكنهم يسيل لعابهم لالقابها العلمية (دكتور، وبروفسير...بالترقيات) فهناك دالة عكسية فى السودان بين انحسار المعرفة واذدياد التهافت على اللقب العلمى (الذى اصبح الحائزين عليه يتلقون التهنئة فى صفحة كاملة بالصحف اليومية) ربما يذكرنى هذا بصفحات النعى (الكاملة) ولعلنا نستطبن اعلان وفاة المعرفة عندنا. فهاذ ما وصل اليه الحال الان فى السودان حيث عبرت عنه بحسرة احد ضحايا جريمة الانقاذ ضد المعرفة (العلمية) فى السودان "نحن نشعر بخواء داخلى مخيف"
|
|
|
|
|
|
|
|
|