|
صمت الخطيئة
|
هذه الأقصوصة هي محض خربشات من لدني، أيّ تشابه بينها وبين الواقع هو محض مصادفة.
في بواكير شبابها مات عنها زوجها تاركاً طفلةً لم تتجاوز العامين. آلت على نفسها ألا تدخر وسعاً في تربيتها وتعليمها عازفةً في سبيل ذلك عن الزواج بآخر . انصرمت السنون وامتشق قوام البنت وأضحت موضعاً لمطلب الخُطاب. تقدم شاب وسيم يحمل مؤهلاً عالياً وأمامه مستقبل مشرق لخطبة بنتها فوافقت عليه الأسرة بحبور بالغ. صار الخطيب يتردد على خطيبته بمنزلهم لمناقشة ترتيبات الزفاف. شئ ما استوقف الأم، ها هي البنت أصبحت على مشارف الزفاف وهي قد مر بها قطار العمر دون أن تنتبه. ما راعها أن عاطفتها المعطلة طيلة عشرين عاماً خلت تحركت تجاهه. نعم تجاه خطيب ابنتها. قاومت مشاعرها كثيراً دون جدوى. وذات يوم أقبل الخطيب وكانت البنت لدى الجيران لشأن ما. لم تدر صاحبتنا إلا وهي تلقي بنفسها في أحضانه لتروي عطش السنين. أفاقت على صفعةٍ مدوية تلقتها من خطيب ابنتها لينصرف صافقاً الباب خلفه دون عودة. ما زالت البنت حيرى تتساءل عن خطيبها الذي اختفى والأم لائذة بصمت الخطيئة.
|
|
|
|
|
|