|
تاريخ مظاهرات الأحتجاج في الوطن العربي ضدارتفاع اسعار الخـبز: مـصر وتونـس وألأردن (مثالآ)!
|
اسـتغلت الـحكومة فـي الـخرطوم فرصـة قـدوم شـهر رمـضان فرفعت أسعار الدقيق والخـبز مـستغلة ظـروف الصيام وانشغال الـمواطنيين في كثيـرمن المناطق بمشكلة البحث عن مأوي او سـكن مؤقت لـحين انحسار مياة السيول والفيضانات عـن مناطـقهم الـمنكوبة، فـعمدت وفي ظـل هـذه الظروف القاسـية الي تـحـقيق رغـبة كبار التجار الأسـلامييـن التابعيين للحـزب الـحاكم فـي الثراء السريع والعاجـل علي حـساب الملاييـن مـن البؤساء والـمسـحوقيين الذين مازال اكـثرهـم يقتات مـن هـبات الـمنظمات الدولية ومنظمات الأغـاثة، بل وكانت قمـة الـمأسآة والفضـيـحـة ان قرار الزيادة فـي أسـعار الخبـز قـد تزامن مع وصـول مساعـدات دولة الكويت للمتضريين بالسيول والفيضانات!!.
الـحكومة قلقة للغاية من جـراء قرارهـا برفع سـعر الخـبز، فـهي تعرف تـمامآ انه قرار لن يسـكت عليه احـدآ خـصـوصآ وانه يـمس أهـم بند في مـصروف العائلات وان اي زيادات فيـه يعنـي بالتالي "ربكة" شـديدة او خلل كبيـر في ميـزانية الأسـر.
سـأقوم برصـد لبعـض ردود الفعل عـند بعـض الشـعوب وكيف تـصـرفت حـال ما رفعـت حـكوماتهـا أسـعار الـخـبز وكيف ان الـمظاهـرات التي عـمت شـوارع بعـض العواصـم العـربية العربية وظلت الجماهير بهـا حـتي تـم سـقوط هـذه الحكومات وتراجـع الـجـديدة عـن الأسعار واعادتها بالسـعـرالقـديـم. الـحكومة فـي الخـرطوم تعـرف تـمامآ انه وبعـد مرور شـهر رمـضان سـيكون هناك رد جـماهـيري كبيـر خـصـوصآ في الأقاليـم والـمدن النائية التي سـتتضاعـف فيها اسـعار زيادة الخـبز مـضاعفة مضاعـفة بسـبب الترحـيل!!!.
1- مظاهرات مصر زيادة سعر الخبز 1977. ------------------------------------
صدرت صحف يوم 17 يناير 1977 تحمل على صفحاتها الأولي قوائم بخمس وعشرين سلعة ضرورية قفزت أسعارها إلى أعلى مرة واحدة. كان رئيس الوزراء في ذلك الوقت هو " ممدوح سالم"، وهو ضابط شرطة ومحافظ الإسكندرية ووزير داخلية سابق. كان بحكم خبرته الطويلة في مسائل الأمن قد اتخذ بعض الاحتياطات التي وجدها ضرورية لتعزيز قوى الأمن في العاصمة، خصوصاً من قوات الأمن المركزي، ومع ذلك فقد شهد الصباح الباكر من يوم 18 يناير انفجاراً شعبياً هائلاً بدأ أولاً في الإسكندرية، وبعد قليل – ودون تنسيق – انفجر في القاهرة.
اندفعت إلى الشوارع في كل مكان كتل بشرية من عشرات ألوف الرجال والنساء في مظاهرات ساخطة صاخبة تعلن معارضتها القوية لقرارات انقضت على رؤوسهم مفاجئة كالصواعق، وكان من شأنها أن تجعل الحياة مستحيلة بالنسبة لهم ولأسرهم، ولم يكد النهار ينتصف حتى كانت المظاهرات تجتاح مصر من أقصاها إلى أقصاها، من الإسكندرية وحتى أسوان. مما أدى إلى إصدار الرئيس السادات أمراً بتدخل الجيش وأصدر قراراً بإعلان الأحكام العرفية وفرض حظر التجول وتكليف الجيش بمسئولية السيطرة على الموقف( [8]).
ولم تهدأ المظاهرات إلا بعد أن قررت الحكومة إيقاف قرارات المجموعة الاقتصادية بزيادة أسعار السلع الأساسية. وأعلنت الحكومة استمرار منح العلاوة التي كانت قد تقررت يوم 17 يناير. ورغم أن انتفاضة يناير 1977 حالت دون تطبيق "وصفة " صندوق النقد الدولي، فقد نشطت – في ذات الوقت – الاتصالات مع صندوق النقد والبنك الدولي ومع الدول العربية ومع الولايات المتحدة الأمريكية، وبدا أن السادات قد استثمر الانتفاضة، في كسب الدعم السياسي والاقتصادي العربي والغربي في آن معاً .
ونواصـل.....
|
|
|
|
|
|
|
|
|