صحافة الانترنت: جهنّم الدولة الاستبدادية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 02:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-27-2007, 08:16 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صحافة الانترنت: جهنّم الدولة الاستبدادية

    أصبح تأثير الصحافة الاليكترونية أو منابر الانترنت حقيقة لا تقاوم، وسواء قلنا بضعف مهنيتها أو خلافه إلا أن ذلك لن يقلل من أثرها الخطير على كل نواحي الحياة، ومهما حاول الزملاء المحترفون للصحافة أن يتعالوا عليها ومهما إبتعد كبار الكتاب عن منابرها بوصف أنها تضم كل من هب ودب، فإن هذا لا يقلل أيضا من إستشراء الرغبة نحو مادتها وأهمية ما يثار عبرها ولكن إستعلاء النخب المحترفة إعلامياً لا يأخذ شيئاً من قدرتها على الانتشار وتوسيع جمهورها وخدماتها يوماً إثر يوم.
    وربما الحال هذي سيأتي اليوم الذي تبتلع فيه صحافة الانترنت ما تعارفنا عليها بالصحافة المطبوعة أو الورقية، وعندئذ ولات ساعة مندم بالنسبة لقطاع عريض من الصحافيين والكتاب المحترفين الذين يتفرّج أكثرهم على هذا النهر الثقافي المتجدد دون أن يسعوا خطوات لحجز مقعد في شواطئه أو التبلل بمائه وقياس مدى برودته أو إستنشاق -على الاقل- النسيم الذي يهب من قبله.
    والحقيقة أننا نعرف أن الانترنت لم يسقط علينا فجأة من السماء وإنما كان نتاجاً طبيعياً لثورة الاتصال في نسختها الجديدة التي لا تعترف بالتخوم الجغرافية ولا تلقي بالاً للقيود السلطوية المتعارف عليها، والتي كانت تقف عائقاً في التواصل بين المفكرين والادباء والصحافيين وأقسام مجتمعهم العريض، وهي أيضاً الثورة التي لا تهتم حتى بالتابوهات العقدية والثقافية والشعوبية والاجتماعية التي لم يكن من الميسور مساءلتها سلمياً ناهيك عن التهجّم عليها نقدياً بواسطة إعلام حر.
    والحقيقة الثانية هي أننا نعيش الآن مرحلة إنتقالية في العالم، أكثر دلالاتها تتمثّل في أن هناك ثورات معرفية وتقنية وصناعية وتجارية تجاور بعضها البعض، وما ثورة الاتصال إلا رديف لها، وهذه الثورات إجمالاً تحاول تشكيل العالم الجديد الذي تشاع فيه قيم إنسانية تتعلّق بشروط جديدة للعمل السياسي والاقتصادي والإعلامي والفني... إلخ، ومهما عارضنا نتاج هذه الثورات تحت مفهوم «الغزو الثقافي» بالمرجعيات القيمية فإننا نبدو كما لو نحاول صناعة التأمل في واقعنا خارج علاقتنا بالزمان والمكان الإنسانيين.
    ففي ظل حالة التلقي ثم الاندهاش التي تسم رؤانا تجاه إبداع الآخر إجمالاً، وفي وقت تتصارع أفكارنا حول حلم بناء الدولة والبذل الخاطئ لتطوير أجهزتها بما يجعلها قابلة لأن تكون دولة «مؤسسات» أو «مجتمع مدني» أو «دولة مواطنة» فإن هذه الثورات ستعصف بالنموذج الضعيف المتحقق لدولتنا، إذا لم تستطع فهم المدلولات التأريخية التي زفت نتائج هذه الثورات ومن ثم تعاملت معها بإيجابية تتجاوز فكر الانكفاء الجغرافي أو الخيلاء العقدي أو العرقي.
    والحقيقة الثالثة هي أن الدولة في العالم العربي أو الأفريقي ولكونها تسعى لإغلاق ذهن مواطنيها بالضبة والمفتاح على أساس التجهيل والتنميط الثقافي فإن ثورة الاتصالات -والانترنت أداتها الكاسحة- سوف تكون جهنماً للدولة الاستبدادية التي ظنت تاريخيا ان لا منافس لغلوها في التطرّف وأن لا محيص لها إزاء اخذ الناس بالقوة الى نموذجها الاحادي في تفسير معطيات الكون، وهكذا ظنت دولة التحجر الفكري ان المواطنين الذين تشوش اذهانهم، عن طريق الموصلات الثقافية والاعلامية وتحجب عنهم في الوقت ذاته اية طرق اخرى للمعارف، لا يستطيعون فكاكاً لهم عن التسطيح الذي يبذله الاعلام ليل نهار.
    إن كل ما تستطيع الدولة العربية فعله هو إغلاق المواقع الاليكترونية التي ترى أنها تمثل صداعا لها حتى تحاصر «صحافة الانترنت» التي ستقف يوماً على «مثال مهني» عبر تجربتها في ممارسة الخطأ والصواب في العملية الإعلامية، كما فعلت الصحافة الورقية التي بدأت مقالياً وليس تحريرياً في بدء خدمتها ثم تطورت إلى المثال الذي نراه الآن.. ولكن هل إغلاق المواقع الاليكترونية هو الحل خصوصاً وأنه ليس هو مثل إغلاق الصحف ومحاكمة أو إستهداف محرريها الذين هم على مرمى حجر من مدفعية الحكومة؟
    إن السلطة يمكنها أن تغلق اليوم موقعاً ولكنها لن تستطيع إغلاق مستقبل ثورة الاتصال والذي سيأتيها من كل فج وصوب في البسيطة وحينذاك ستكون أشد وطأً على بال السلطان.
    ولقد حاولت بعض الدول العربية في بدء توافر خدمة الانترنت محاربته، أيما حرّابة، وفي ذات الوقت، حاولت التعامل معه إجتزائياً وسمحت لبعض جهات المجتمع للإنتفاع به، ولكن مع مرور الوقت فشل هذا الإجراء وأصبحت معركة الدولة مع (جيوش الأثير) غير متكافئة وانهزمت شر هزيمة.
    وبدلاً عن ترويضها وإصلاح اوضاعها الخاطئة بواسطتها فإن الطريقة المتخلّفة للدولة الاستبدادية في مقاومة الثورة المعرفية التي أفادت إنسانياً كما نلحظ، أبانت لنا خيبة العقل الجاهل للحرس القديم المسؤول عن الجبهة الاعلامية داخل الدولة القطرية، وكيف أنه يفتقد الحس التاريخي والوعي الشامل في استشراف المستقبل، وتدلنا أيضاً على تضاؤل قيمة إستشارية النخب الاعلامية التي يقربها الحاكم حتى يضمن متانة سياجات الدفاع المضروبة من حوله.. في مقابل أية محاولات للتشكيك في شرعية حكمه أو أهليته القانونية أو الصحية أو نزاهته أو عدالته.
    وصحيح هو ما يقول به الإعلاميون المدرّبون بأن منابر الانترنت مليئة بالغث المكتوب والمشاهد والمسموع، ولكن من الذي أفتى بخلو «الصحافة الورقية» من الاسهام في التأسيس المنهجي للغث الذي أدام عمر الدولة الاستبدادية؟ ومن ذا الذي ينفي أن غالب الصحافة الورقية للسلطة ظل عاجزاً عن تحقيق حرية وإشاعة قيم التسامح والعدل والمساواة؟ ومن ذا الذي وجد الصحافة الورقية تعبّر يوماً عن ظلامات المواطنين تجاه الحكام الذين يجربون الحلاقة على رؤوس «المواطنين اليتامى» حيث لا عائل يغنيهم عن سياسية البطش؟ وإلى أي مدى نمّت هذه الصحافة حس المواطن في المطالبة بحقوقه المشروعة والعادلة في إقامة الديمقراطية كنهج للممارسة السياسية.
    إن الغث البائن في بعض المواقع، وهو من بعد غير ممنهج، لا يساوي قطرة من الإفساد المنهجي الذي أسست له وسائل «الإيلام» في الدولة القطرية العربية ما بعد الاستقلال، ومالنا نذهب بعيداً فلعل الجزء الأكبر من هذا الفشل التاريخي يعود إلى أجهزة الاعلام العربية التي كادت تؤلّه الحكام وتبرر لهم سوءاتهم التي تبدأ من جز الرؤوس بغير حساب مروراً بإشاعة ثقافة الترهيب والوعيد ونهاية بتمهيد الطريق للتدخلات الأجنبية التي تعمّق الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
    على أن العداء المستحكم الذي توليه النخب الإعلامية التقليدية لصحافة الانترنت يبدو، من حيث لا تدري، مشاطرة للحرس القديم نحو تغبيش الحقيقة العارية وهي: أن الانترنت أعطى صوتاً لمن لا صوت له، حيث لا رقيب ولا حسيب إلا الضمير وحيث لا سنسرة من أجل عيون حاكم أو وزير فاسد أو غير كفوء أو من أجل «كاريزمات» قدسها واقع الإستبداد وزركشتها تجربة «التدجين الثقافي والإعلامي».
    فوقاً عن ذلك فإنه كيف يجوز تجاهل الآلاف من المواقع العربية التي تزخر بالمعرفة من كل الصنوف وهي غير المتاحة عبر وسائل «الإيلام» السلطوية.
    إن جولة واحدة لساعة من الزمان في صحافة الانترنت تكفي لتبيان المواقع الجادة التي تطرح الأخبار التي لا يتيسّر الحصول عليها في الصحافة الورقية وتعرض العديد من الكتابات الزاخرة بالمعلومة في كل ضروب الحياة وتستفيد من إمكانات الفيديو والصوت الذي يتوافر للمواقع الاليكترونية ولكن لأن الحرس القديم يستهوي إحتراف ثقافة التبرير لإستدامة موقعه وموقع من يخدمونه فإن بعض المطروح السلبي في الانترنت -والذي يمكن الحوار حوله أو تفهمه في سياق من موضوعية التناول- يتم توظيفه كمجال للطعن في قابلية الانترنت ومنابره في إثراء المعرفة الجديدة.
    إن أفق المستقبل سيكون لصالح صحافة الانترنت، وكلما يتقدّم الزمن سيصبح متاحاً للمواطنين الحصول على خدماتها الأسرع وفي العقدين القادمين على الأقل سيكون الانترنت منتشراً بقدر واسع لكل الناس في العالم العربي وسوف تتضاعف أهميته وآنذاك سيكون الإعتماد عليه كمصدر للأخبار والتثقيف والتعليم والتسلية أكبر من الصحافة الورقية، والتي ربما تحتاج الى إختراق مهني يساعد على استمراريتها ومنافستها للانترنت وإلا تحوّلت الى صحافة انترنت او لصارت مجانية تعيش على هبات اعلانية او منح حكومية مهولة من الدولة كما هو حادث في بعض البلدان.
    التصرف الصحيح للإعلاميين والصحافيين إزاء الانترنت لا يزال متوجساً ومرتبطاً بمنهج «الغيرة المهنية» ولم يتحركوا حتى الآن لتأسيس مواقع في الانترنت تكون أكثر مهنية برغم أن وجود الانترنت اصلاً يعتبر فتحاً عظيماً للإعلاميين والصحافيين الذين عانى الجزء الأكبر منهم من جور الناشرين بل إنه استطاع تيسير تواصلهم ومنحهم الحرية في التعبير والقدرة على البحث.
    ولعل هذا الأمر لا ينطبق على العالم العربي وحده فحتى في الولايات المتحدة لا يزال الإعلاميون عاجزين عن خلق صحافة انترنت منضبطة مهنياً وتؤسس لتنافس حقيقي مع الصحف الكبرى.
    وربما وجدنا حال الكتّاب في توظيف خدمة الانترنت أفضل حالاً من الإعلاميين والصحافيين المحترفين والذين أصبحوا أسرى في الإرتباط بالصحف التي تضمن لهم المرتبات وذلك على خلاف وضعية الكتّاب والذين لم يصلوا إلى احتراف الكتابة أو عجزوا عن جعلها مهنة يقتاتون عليها أو لربما تأتي الكتابة كحرفة ثانية بعد حرفهم الكثيرة والمتنوعة.
    كل ما يقال عن خصوصية الصحافة الورقية مفهوم وغير غائب عن الذهن، ولكن هذه الخصوصية مواجهة بتحديات لإثباتها أكثر والمحافظة عليها، خصوصاً وأن الزمن يدفعنا سريعاً نحو إدمان «صحافة الانترنت» التي قلبت الموازين وهدمت أكثر ما هدمت الأبنية الإعلامية لدولة الاستبداد ومع مرور الوقت ستحاصر بالحقائق التي تكشف زيفها وتسلطها.

    [email protected]

    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147510799
                  

09-28-2007, 06:47 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحافة الانترنت: جهنّم الدولة الاستبدادية (Re: صلاح شعيب)



    * صحافة الانترنت : جهنم الدولة الاستبدادية *
    ____________________________________________ فوق
                  

09-28-2007, 09:07 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحافة الانترنت: جهنّم الدولة الاستبدادية (Re: Osman Musa)

    Quote: ومع مرور الوقت ستحاصر بالحقائق التي تكشف زيفها وتسلطها.

    مش كلامك ده صحيح وإخش العقل ... لكن المعنيين ربما يفكروا في
    توقيف الزمن حتى لا يحدث ما تتوقعه ... أكثر من أي يفكروا فى
    وضع السلطة على يدي الشعب ... تصور .
                  

09-28-2007, 09:10 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحافة الانترنت: جهنّم الدولة الاستبدادية (Re: HAYDER GASIM)


    متى تفهمْ ؟



    من معادلات الحرية



    لو أنَّ كلَّ عصفورٍ بحاجةٍ إلى تصريحٍ من وزير

    الداخليَّهْ..

    ليطيرْ..

    ولو أنَّ كلَّ سمكةٍ بحاجة إلى تأْشِيرَةِ خروجْ

    لتسافرْ..

    لانقرضتِ الأسْمَاكُ والعَصَافيرْ...
                  

11-15-2007, 06:27 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحافة الانترنت: جهنّم الدولة الاستبدادية (Re: صلاح شعيب)

    سلامات العزيز صلاح شعيب

    صدقت
    وعشان كده دايرين يشمعوهو بالشمع الاحمر فاكرين

    ولكن حرب الصحافة الالكترونية اصعب من مطاردة طواحين هواء
    ولكن انّا لدونكيشوتات هذا الزمان ان يفقهوا ذلك
                  

11-15-2007, 06:31 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحافة الانترنت: جهنّم الدولة الاستبدادية (Re: صلاح شعيب)

    تحياتي واحترامي اخي صلاح شعيب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de