|
Grazing at Shendi
|
حين تركت شندى يا عامر كانت حدودها الشمالية عند القيادة العسكرية والجنوبية فى معهد التربية والغربية طبعا عند النيل أما الشرقية وهى موضوع هذا البوست فقد كان أقصاها مربع حداشر فى مواجهة الجزء الجنوبى من مربع واحد وبيوت البنزين فى مواجهة الجزء الشمالى ولمن لم يزرنا فى شندى بعد بيوت البنزين هى مخازن شركة شل. ومابين مربع واحد وبيوت البنزين كتبت صفحات من تاريخ المدينة خلدتها أنت يا عامر فى نحتك Grazing at Shendi وليدة بارعة بديعة لابد أنك أودعتها كل ذلك الحب الذى لا ينسى ولايمحى من قلوب الشنداوية. واقول الشنداوية لأن هذه المدينة التأريخية تحتضن من يسكنها من أى جهة أتى. هذا النحت يا رفاق طبقت شهرته الآفاق فتلقفه ال Smithsonian فى واشنطن وزينت به أغلفة الكتب . والنحت يصور بيد الفنان ما كان يجرى مابين مربع واحد وبيوت البنزين. فى الخريف يملأ ذلك الفراغ خضرة لم أر لها مثيل فى حياتى ينبت "القش" حتى يصير أطول من قامة الإنسان وينشط الراعى الواعى أبراهيم ود هدى (بكسر الهاء) واخته زينب وكل من استطاع العمل فى الرعى فى جمع أغنام المدينة لترعى الكلأ الأخضر وتخرج المدينة نساء ورجالا وأطفالا ساعة العصارى للتمتع بالمنظر والهواء الرطب. وعندما نصبت Grazing at Shendi فى ال Smithsonian أقسم القوم أن النحت كاد أن يمشى. فهل رأى العالم يا عامر ما نعرف وما رأينا فى عملك الخالد؟ هل رأوا زينب بت هدى تنادى أهل البيت بأسمائهم وهى تطلق الأغنام وتسوقها أمامها إلى المرعى وهل أرعبهم بعير إبراهيم ذلك الرجل الذى حظى باحترام الجميع؟ لكم تركت الشارع جريا وأنا طفلة لمجرد سماع ذلك الجمل يرغو ولكم أنبنى عمى ابراهيم "ها الطيرة دى الجمل بياكل الناس؟" وما أدرانى يا شيخ؟ كل هذه الضخامة ولا يأكل الناس؟ طيب ماذا عن عفصهم تحت ذلك الخف اللعين؟ الخبر السئ يا عامر أن بيوت البنزين قد صارت أثرا بعد عين. ابتلعتها المدينة وهى تمتد لتحتضن المزيد من السكان. وابادت رمال الجفاف الخضرة. وصارت الأغنام ترعى أكياس البلاستيك التى تنتهى بها عند البيطرى الذى يجتهد فى إنقاذها. سأفتقد جلساتنا الطويلة بين إعجاب السيدة الفضلى آن واستغرابها لذلك البريق الذى يكسو وجهك كلما ذكرنا شندى وأهلنا وجيراننا. فى آخر زيارة لى قالت ونفس البريق يكسو وجهها "أنظرى وراء عربة عامر وقولى لى رأيك" وعندما نظرت كانت لوحة العربة تزغرد "Shendi 1 ". وأصابتنى عدوى البريق. تحياتى من على البعد وآمل أن أكون قد حدثت قومى عن احد أعمال المشهور عالميا الفنان النحات عامر نور.
|
|
|
|
|
|
|
|
|