د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً»

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 07:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2007, 02:36 PM

Mahadi
<aMahadi
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً»

    د. عبدالوهاب الأفندي
    «1»
    كثيراً ما يتهم الإسلاميون من قبل خصومهم بأنهم من المتاجرين بالدين، وهي في نظري تهمة مجحفة، أقله لأن هذه تجارة خاسرة في الأغلب الأعم إذا قبلنا هذا المنطق. فبحسب ما نرى فإن معظم منسوبي الحركات الإسلامية يكونون في الغالب من مرتادي السجون، ويعيشون حياتهم مطاردين. وحتى حين يحالفهم الحظ فيصلون إلى السلطة، كما حدث لحماس، فإنهم يجدون أنفسهم في وضع المعارضة خير منه. وعليه فإن الدوافع التي تحرك هؤلاء بعيدة كل البعد عن المتاجرة بالدنيا، خاصة أن أبواب الغنى غير ذلك كثيرة كما ذكرنا أبو نواس.
    «2»
    هذه التهمة أطلقت بصدقية أكثر في حق مؤسسي البنوك الإسلامية وغيرها من المؤسسات المالية التي تدعي الطابع الإسلامي. ولا شك أن مجال الخدمات المالية الإسلامية هو مجال يدر ربحاً لا بأس به، حتى أن مؤسسات غربية مثل سيتي بانك وأتش. إس. بي. سي. دخلت هذا السوق. ولكن حتى هنا فإن إطلاق صفة التربح بالدين على مثل هذا النوع من الأنشطة لا يكون عادلاً. فمن جهة فإن رواد هذا التوجه الذين بادروا إليه تحركوا في أول أمرهم من دافع عقائدي، ولم يكونوا واثقين من النجاح أو الربح. ومن جهة أخرى فإن ما يقدمه هؤلاء هو في نهاية الأمر خدمة مثلهم في ذلك مثل بائع الخضار وصاحب البنك الربوي. فالأمر هنا تجارة وتربح بعمل مشروع، أي أنه تربح لا غير «وليس تربحاً بالدين».
    «3»
    هناك بين أصحاب المؤسسات المالية الإسلامية وغيرهم من يتوسل ما يزعم أنه صفة دينية لمؤسسته لجذب الزبائن، وهنا قد يقترب المرء من باب المحظور، أي المتاجرة بالدين وبيع الآجلة بالعاجلة.
    «4»
    هناك مثال صارخ أكثر في المتاجرة المفضوحة بالدين، من نماذجه ما قامت به مؤخراً شركة اتصالات سودانية تدعم محطة إذاعية تخصصت في المدائح النبوية والأحاديث الدينية. وقد كلفت هذه الشركة من نظم «مدحة» غير نبوية في تعداد مناقب الشركة، على روي ولحن المدائح النبوية. فإذا أنعم الله على المستمع بالاستماع لتلك المحطة فإنه يصادف عدة مرات في اليوم ما يعتقد لأول مرة بأنها قصيدة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكنه بعد تمعنٍ يكتشف أن الممدوح هو تلك الشركة.
    «5»
    المدائح النبوية السودانية كما يعرف متذوقوها تتبع نسقاً معيناً ومميزاً في اللحن والأداء، وغالباً ما تقوم على مقطع أو عبارة يكثر تردادها طوال الإنشاد. وفي الغالب تشير هذه العبارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو محبته، مثل «العدناني» أو «سيد منى». أما في المدحة المعنية في مناقب الشركة، فإن العبارة التي تردد باستمرار هي اسم الشركة. ولا ينسى الشاعر المنشد أن يربط مناقب الشركة بالدين، فهي «شركة عريقة، للإسلام شجرة وريقة»، إلخ المدح الذي يخجل جريراً والفرزدق.
    «6»
    من ناحية تجارية فإن هذه بلا شك حملة علاقات عامة ناجحة. فوضع شركة في مصاف الأنبياء وإطراء مؤهلاتها الدينية في إذاعة مثل هذه، لا بد أن تلفت الأنظار وترفع أسهمها حقيقة ومجازاً. ولكن من منطلق أخلاقي وديني فإن هذا الإسفاف والاستهتار بالقيم الدينية وتقويض الدين من أساسه لصالح التجارة والربح.
    «7»
    يبدو أن المؤسسات الاقتصادية المتاجرة بالدين ستحقق لأعداء الإسلام ما عجزوا عنه بمحاربته لقرون، أي أنها ستنجز علمنة الدين وتحويله إلى سلعة تباع وتشترى في السوق. وعليه ننصح الحكام الذين اجتهدوا في محاربة الإسلام عبر بناء السجون ونصب المشانق، أن يقوموا بإنشاء شركات «إسلامية» تقوم عنهم بالواجب. وهذا هو تحديداً الطريق الذي اتبعته العلمنة في الغرب. فقد كان الاقتصاد هو أول ما خرج عن طوع الكنيسة حين قرر المرابون تحدي تحريم الربا ودعمهم في ذلك الملوك. ولم يكن هناك بلد دخلته البنوك والصرافات من الباب إلا وخرجت الكنيسة من النافذة.
    «8»
    هناك أدلة لا تحصى بأن الرأسمالية المعاصرة هي ديانة مستقلة عن كل الأديان الأخرى، وهي ديانة عبادة الربح، تماماً كما عبد بنو إسرائيل عجلهم الذهبي، وعبدت سلالتهم الإله «مامون» رمز الجشع وحب المال الذي حذَّرهم السيد المسيح عليه السلام من أن عبادته لا تتفق مع عبادة الله تعالى. وهذا تحديداً ما تسعى بعض الشركات الإسلامية «ولا أقول كلها» الى أن تعمله. فهي تريد أن تجمع عبادة الله وعبادة آلهة الجشع، ولأن الله تعالى أغنى الشركاء، فإنها تنتهي بعبادة إله واحد. فالرأسمالية هي في نهاية المطاف أيضاً ديانة توحيدية لا تقبل الشركاء في عبادة مامون. فليختر من شاء معبوده.
                  

العنوان الكاتب Date
د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً» Mahadi09-22-07, 02:36 PM
  Re: د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً» Nazar Yousif09-24-07, 10:22 PM
    Re: د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً» jini09-24-07, 10:41 PM
      Re: د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً» صلاح شعيب09-25-07, 00:59 AM
  Re: د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً» اسعد الريفى12-07-07, 00:15 AM
  Re: د.عبد الوهاب الافندي في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً» بكري الصايغ12-07-07, 03:17 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de