|
Re: قف...........الامن العام (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
حاجة الإنسانية لأمن الإسلام >إذا كانت المجتمعات الإنسانية تعاني اليوم من ظاهرة الإرهاب والعنف، وإذا كان أهل الحل والعقد في دول العالم الغربي قد عجزوا عن التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها، فمن الحكمة ومن دواعي الإنصاف أن يلتفت هؤلاء قليلاً إلى ما يتمتع به الدستور الإسلامي من حلول جذرية لظواهر الانحراف، فالإنسان الذي تألف من عنصرين >العنصر الترابي والعنصر الروحي، الأول مصدره المادة الأرضية ـ الطين والصلصال والحمأ المسنون ـ والثاني مصدره نفخة من روح الله تعالى، تعمل الشريعة الإسلامية على تحقيق النمو المتوازن للجانبين معاً والإشباع المتوازن لحاجات هذين العنصرين الأساسيين اللذين يتكون منهما الإنسان، وينشأ الانحراف عندما يفتقد هذا التوازن الدقيق المحكم، وهذا التوازن لا يتحقق إلا من خلال المنهج الإسلامي عقيدة وشريعة وهو الأساس الذي تستهدف التربية الإسلامية تحقيقه، فالإسراف في إشباع الجانب المادي بممارسة الهوى والشهوات دون ضابط يؤدي إلى كل أشكال الانحراف، كما أن الإسراف في الروحية والرهبانية انحراف كذلك<(18)، وهكذا عالج الإسلام الانحراف من جذوره وتحسس منابته وتوصل إلى أصوله الأولى، لعل هذا النهج العلمي السديد هو آخر ما وصلت إليه العلوم التجريبية الحديثة والفلسفات المعاصرة، وهو منهج تحليلي يبحث عن العلل البعيدة والأسباب غير المباشرة للظواهر· وهذا يؤكد أن >الإسلام ليس عقيدة دينية فقط ولا نظاماً أخلاقياً فحسب، بل هو >دين ودولة< بكل ما تتسع له كلمة >دولة< من معنى· >إن الإسلام نظام شامل وكامل بلا ريب، فهو يحكم الإنسان وتصرفاته في كل حالاته، في خاصة نفسه، وفي علاقته بالله تعالى، وفي صلته بأسرته وفي علاقاته الكثيرة المختلفة بالمجتمع الذي يعيش فيه، وفي علاقات الدولة الإسلامية بالدول الأخرى، فهو ينظِّم كل هذه الأحوال والعلاقات، وذلك ببيان الأصول والمبادئ العامة التي تقوم عليهم، والقواعد والقوانين والنظم التي تحكمها على اختلاف أنواعها<(19)· ويلحظ من يدقق النظر في المنهج الإسلامي قدرته البالغة في توجيه النفس الإنسانية وترويضها، وإحداث تغيير في الأداء والحركات، وذلك لأنه يغذي الفرد بمقومات الإصلاح النفسي والتهذيب الخلقي، والقدرة على تحمل الصعاب والثقة بالنفس· فيشعر الذي يتحلى قلبه بالإيمان أن له >تأثيراً عظيماً في نفس الإنسان، فهو يزيد من ثقته بنفسه، ويزيد من قدرته على الصبر وتحمل مشاق الحياة، ويبث الأمن والطمأنينة في النفس، ويبعث على راحة البال ويغمر الإنسان بالشعور بالسعادة ومما يتمتع به الدستور الإسلامي الخالد أنه اشتمل >على قاعدة من أهم القواعد التي يستقر فوقها الأمن، وهي إقامة الحدود، التي تحول دون بغي الباغين وعدوان المعتدين، واستخفاف المستخفين بالأنفس والأعراض والمجتمعات وهذه الحدود بمثابة حاجز يحجز الشر والفتنة، ويطفئ لهيب القلق والاضطراب، ويهيئ للحياة جواً من الأمن والسلام والهدوء<(21)· إن الدراسات الجادة، والنظرات المنصفة، والواقع الطبيعي يجمعون على قدرة الدستور الإسلامي بمنهجه المتكامل، على قيادة العالم في كل وقت وحين، وتميزه في التعامل مع المشكلات وتشخيص الدواء الناجع لها، ورعايته الدقيقة لكل الفئات والطبقات التي يتكون منها المجتمع، وإمكاناته الفريدة في تحقيق الأمن للإنسانية جمعاء·
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:40 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:42 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:44 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:46 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:48 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:51 AM |
Re: قف...........الامن العام | خالد الطيب أحمد | 09-22-07, 01:51 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:53 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:56 AM |
Re: قف...........الامن العام | عدلان أحمد عبدالعزيز | 09-22-07, 01:56 AM |
Re: قف...........الامن العام | waleed500 | 09-22-07, 01:59 AM |
|
|
|