خريجي جامعة أسيوط ، أين الأحياء منكم؟

Quote: لقد كنت من المحظوظين ان قد تلقيت رسالتان صوتيتان هذا العيد من الأخ علي حسب الرسول المقيم بغرب كندا ومنتصر يوسف المقيم بماريلاند امريكا ..لم يحالفني حظ مثل هذا منذ اكثر من عشرين عاما..كما ذكرت في رسالة قبل هذه فإنني اعتبر نفسي وكأنني قد مت وبعثت في دنيا جديدة هي حيث اعيش الآن..... لقد ذكرت للأخ منتصر " علي الرقم من أنني قد عشت لعشرين عاما في مدينة تورنتو- كندا... إلا ان هذه السنين لا تساوي يوما واحدا عشته في اسيوط... " .. اذكر اننا ما كنا نحسب حسابا للمال... ما اذا كان هذا المبلغ من المال ملك لي ام زميلي في السكن....كنا عندما نشتري قدحا من الطعمية في المدينة الجامعية نشعر بأننا اغنياء بنفوسنا.. نتحلق حول القدح ونأكله ونقضي علي آخره.. ونستمتع ايما متعة. وعندما يأتينا ضيف نكرمه بالطعمية ... صفاء النفوس والبراءة والتواضع هي سمات تلك الفترة....لا هموم ولا مشغوليات... أذكر اننا كنا في نسير في شارع الترعة الإبراهيمة ومعنا المرحوم عصام مطيشة.... سبب التسمية " مطيشة" ان المرحوم عصام قد قرر ان يحول من جامعات المغرب الي الجامعات المصرية... كان يحكي لنا كثيرا عن تجربته في المغرب... حيث حكي لنا انهم يسمون الطماطم "مطيشة"... وقد كان يكررها كثيرا حتي اصبحت كنية يكني بها... يومها ... وعلي الترعة الإبراهيمية وبعد ان مللنا الحديث ... قال لنا المرحوم عصام " نحن معقول حانعيش هنا لحد سنة 1985؟....85 مرت .. و 95 مرت...و . 05 مرت وستمر كثير من السنين "وما الناس إلا هالك وأبن هالك وذو نسب في الهالكين عريق".. أسأل الله ان يسكنه مع الصديقين والشهداء .. لقد كان انسانا مرحا طيب الروح. انني اعلم علم اليقين ان تكلفي الكتابة باللغة العربية ممل ... لكن جلالة الموقف تجبرني علي ذلك..... من ذكريات اسيوط الجميلة.. انني كنت عائدا من القاهرة في الرابعة صباحا ... ولما كنت اسكن بالمدينة الجامعية فإنه يستحيل علي ان ادخل المدينة الجامعية في تلك الساعة المتأخرة من الليل.. لذا آثرت ان اقضي بقية الساعات بشقة شارع عبد الخالق ثروت ويسكنها آنذاك عمر محمد عثمان وعصام محجوب والطاهر الجميعابي وخضر النورابي...لقد كان من عادتهم ان يتركوا الباب مفتوحا.....عندما وقفت امام باب الشقة كنت حريصا ان افتح الباب بحيث لا ازعج اجدا... وعندما فتحت الباب وجدتهم جميعا يجلسون في فناء الشقة يتسامرون ويأكلون اكلا طبخوه للتو... رحبوا بي احسن ترحيب واكلت معهم.... وواصلنا السمر حتي موعد صلاة الصبح........هذه الذكريات تمر علي كالطيف الزاهي.. وانا اتحدث مع الأخ منتصر لمدة ساعة كاملة دارت في دواخلي اخلاطا من الفرحة والبهجة المخلوطة بالحزن ونحن نتذكر اهل اسيوط الأحياء منهم والأموات..... اقترح منتصر ان نسعي لإنشاء مستشفبات او مستوصفات بأسماء من ماتوا ... تأبينا لهم وخدمة للفقراء من اهلنا.... ولي عودة ان شاء الله