الحريــــــــــــــــف

Quote: العدد رقم: 314 2006-09-19 حديث المدينة الحمد لله.. رُفعت الرقابة..!! عثمان ميرغني كُتب في: 2006-09-19 [email protected] *الحمد لله.. أخيرا رفُعت الرقابة الأمنية التي ضُربت علينا خلال الأيام الماضية فأدت إلى توقف مجموعة من كتاب الأعمدة احتجاجا على مصادرة حريتهم في التعبير.. وكم كان مؤلما لنا أن تنهال علينا مكالمات القراء تحتج على حجب الأعمدة ولا نجد إلا أن نقول لهم إن الاحتجاب كان خيارنا بين النفاق أو الرأي الحر.. صحيح أن الصحفي سلاحه قلمه ولا يجب أن يلقى السلاح أبدا.. لكن الإضراب عن الكتابة كان الوسيلة الوحيدة لكي نبلغ القارئ واقع حالنا الذي نكابده.. والذي حولنا الى كتابة الخواطر والذكريات وأطباق (الويكا كولا). *والله العظيم.. ثلاثا.. الكلمات التالية في هذا العمود لا أكتبها إطلاقا ردا للتحية بأفضل منها بمناسبة رفع الرقابة.. بل كنت سأكتبها أيضا حتى ولو لم تكن هناك من الأصل رقابة.. *دعانا أمس السيد كمال عبداللطيف وزير الدولة بمجلس الوزراء للقاء بالأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية.. حضر معظم رؤساء التحرير وعدد كبير من الصحفيين والفضائيات.. تحدث علي عثمان كما لم يتحدث في حياته السياسية قط.. ومهما كان الاختلاف معه في بعض النقاط التي ذكرها لكن يبقى الأهم أنه كان قويا في حجته ومنطقه ولغته إلى مدى مدهش.. محير، أن يكون لدينا سياسيون بكل هذه القوة الفكرية والخطابية ومع ذلك تلجأ الحكومة لفرض رقابة على الصحف والرأي.. *كان علي عثمان كتيبة بل لواء إعلام كامل.. وقدم مرافعة لو قدمتها الحكومة من البداية لكفتها شر مواجع كثيرة تئن منها الآن.. هذا هو الخطاب الحكومي الحصيف الذي ظللنا نطالب به دائما.. أن تتكلم الحكومة بكل قوة بقناعاتها.. وأن تفتح عقلها بذات القوة لسماع رأى غيرها حتى ولو خالفها.. بل الأجدر أن تسمع لمن يخالفها لأنه يمنح الفكرة الأخرى.. وأن لا تخشى من الرأي الآخر لأنه لا يقدم إلا فكرة أخرى تقوي الرأي ولا تفسده.. فنصف رأيك عند أخيك.. *الإعلام سلاح نافذ في عالم اليوم خاصة مع تقدم وسائط الاتصال.. لكن هذا السلاح لا يصلح التعامل معه إلا بالحجة لا بالحجب.. بالإقناع لا بالقمع.. ولان الحكومة تمسك بوسائط إعلامية أكثر من غيرها فكان في يدها أن تستخدم هذه الوسائط بكل فاعلية دون أدنى حساسية من الرأي الآخر.. الكلمة الحرة لا تقتل.. والرأي الصادق أفضل من الكاذب مهما بدا الأخير معسول الطعم والكلمات.. فما أسهل النفاق.. *سأعود لتفاصيل ما قاله نائب الرئيس.. لكن أليس مناسبا الآن أن تراجع الحكومة خطابها الإعلامي العام.. ألم يئن الوقت لكي تدرك الحكومة أن الخطاب الإعلامي صناعة خبراء يجب أن تسند إليهم هذه المهمة.. لقد كان محزنا أن نرى وزير الإعلام يتحول إلى مجرد مذيع ربط في المؤتمرات الصحفية بينما كان حريا به أن يكون اللسان الفصيح المبين لكل سياسات الحكومة.. إلا إذا علت حكمة السلامة الوظيفية على الإحساس بالمسؤولية.. * المؤتمر الصحفي الذي عقده علي عثمان أمس أثبت أنه لا خيار لعلي عثمان في كابينة القيادة إلا علي عثمان.