|
انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام
|
انقذوا الصادق المهدي من نفسه .!
الإمام الصادق المهدي رقم سياسي وفكري في سودانه وعالميه العربي والإسلامي أنعم الله عليه بهبات كثيرة مكنته من أن ينهل العلم من مراقي رفيعة ثم يتبوأ أرفع المناصب في أينع سني العمر فصار رئيساً للوزراء ولما يتجاوز من عمره الثلاثين عاماً .. وتولى قيادة أكبر الأحزاب السودانية قرابة الأربعين عاماً ..وبكل هذا الرصيد الضخم الذي قلما تيسر لرجل غيره يجلس الآن متكئاً على رصيف السياسة السودانية ..!
والله العظيم أحزنني للغاية - حزناً حقيقياً وليس مجازاً - أن زعيماً بكل هذه القامة المديدة ولأعوام من الزمان لم يجد ما يسهم به في صنع الأحداث في بلده سوى مذكرة جمع فيها قبل أيام وعلى عجل - بعد عودته من عطلة طويلة في الخارج - توقيعات بعض الأحزاب ثم أرسلها الى اجتماع مجلس الأمن في نيروبي فلم تجد حتى من يقرأها ..!
خرج الصادق المهدي الى القاهرة قبل أكثر من عام ونصف العام .. ثم حدثت ضجة اعلان القاهرة وماصاحبها من مهاترات في الداخل فمكث شهوراً طوال في القاهرة وظل هناك إلى أن أجبرته وفاة نائبه المرحوم الدكتور عمر نور الدائم فهبط اضطرارياً في الخرطوم لبضعة أيام ثم خرج ولم يعد الا بعد فترة من الزمن .. ثم تكرر الأمر مرة أخرى حيث خرج قبل شهور في زيارة لأمريكا ورجع منها الى القاهرة فمكث فيها شهوراً الى أن هبط اضطرارياً في أمدرمان قبيل عيد الفطر لإمامة المصلين في مسجد الهجرة بأمدرمان ..!
لا علينا إن رأى الإمام الصادق أنه قادر على إدارة حزبه من الخارج في وقت احتاج فيه مجلس الأمن نفسه أن يقترب من السودان فيهجر مقره في نيويورك ويأتي الى نيروبي .. لكن المشكلة الأكبر أن الصادق صار خارج الشبكة Off-point حتى من قضايا بلده..!
لا أظن أن رجلاً بخبرة الصادق المهدي يظن أن مجلس الأمن عندما يصل الى مطار نيروبي ثم يذهب في صباح اليوم التالى الى قاعة الاجتماع فإنه سيبدأ في قراءة ملف قضية السودان من أول صفحة و يشغل عقله بالتفكير ليرى ماذا يفعل في الأمر .. فالواقع أن مجلس الأمن ومنذ أن قرر عقد الجلسة في نيروبي كان يعلم بدقة وقائع الجلسة والقرارات التي ستنتج عنها..ببساطة قرار نقل الجلسة الى نيروبي نفسه ربما كان مثل ( عنوان القصيدة ) وضع أخيراً بعد أن وضح بالكامل ما سيفعله مجلس الأمن في قضية السلام في السودان..فقرر أن يفعله في نيروبي في أقرب نقطة ممكنة للسودان لجذب الانتباه ..!
المذكرة التي رفعها الصادق المهدي إلى مجلس الأمن بعد أن حصل فيها على توقيعات بعض الأحزاب تفترض أن المجلس سيعكف على قراءتها ليكتشف منها الأخطاء التي وقعت في البروتوكولات من ميشاكوس إلى تقاسم السلطة والثروة ليطلب مجلس الأمن بكل تهذيب من الحكومة والحركة أن يعيدا النظر في تلك البروتكولات ويلزمهما بالبحث عن بقية الأحزاب لتعيد صياغة البروتكولات حتى يتجاوز عقدة '' الثنائية ''..!!
الإمام الصادق المهدي في مأزق كبير .. في حاجة عاجلة جداً لنقد الذات وتصحيح المسار .. وهذا هو عين ما ظللنا نكرره له منذ سنوات أن يتمدد بقامة خبرته وسمعته في فضاء قومي أكبر من حزبه الضيق .. لكنه غاص في يوميات الحزب فأرهق سيرته السياسية قبل أن يرهق حزبه .. الصادق يقتل نفسه سياسياً قبل أن يقتل حزبه معه ..!
انقذوا الصادق المهدي من نفسه .!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام (Re: ahmed haneen)
|
الاخ الحبيب احمد حنين صباح الخير شكرا على اهتمامك بنقل كل ما ينقل عن او ن الصادق الهدي فى وسائل الاعلام كنت اتوقع من عثمان ميرغنى بدل النقد المحض/اى النقد لاجل النقد/ ان يفند المذكرة التى رفعتها القوى الوطنية لمجلس الامن بنيروبي بدلا من التركيز على كون الصادق المهدي سافر او جاء او هبط اضطراريا فى امدرمان او هبط هبوطا عاديا ان آفة المثقفين السودانيين هي النقد من اجل النقد دون ان يكون بمقدورهم ان يقدموا البديل عن كل ما ينتقدونه من ممارسات ولك المحبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام (Re: lana mahdi)
|
Quote: التركيز على كون الصادق المهدي سافر او جاء او هبط اضطراريا فى امدرمان او هبط هبوطا عاديا |
لنا مهدي تحياتي إسمحي لي بالتعليق ليس دفاعاً عن الكاتب ذو المواقف الجميلة دائماً مع الحق عثمان ميرغني ولا تحاملاً على السيد الصادق المهدي الذي أكن له الود و التقدير و الإحترام و أحفظ له جميلاً أسداه لأهل منطقتي التي كنت أسكن فيها سابقاً"قشلاق جيش" و فعل للعسكر جميلة لم يفعلها لهم منهم محسوبون عليهم فعشت و أهلي في بحبوحة من العيش "المحدود" بفضل قرار رئاسي من السيد الصادق و لأول مرة و آخر مرة أتذوق فيها طعم قرار رئاسي بحق يمس المواطن الغلبان بخير. عثمان ميرغني لم يقصد ما رميتي إليه في متابعة السيد الصادق و أخبار حله و ترحاله فهو ليس صحافياً مرتزقاً من صور نجوم السينما المصرية بل هو مهندس "فاهم" و كاتب عمود دافع يوماً عن سودانيزاون لاين حينما تكالبت عليها أيدي الظلمة. عثمان ميرغني يبحث عن رجل لا عن صورته يبحث عن محطات سياسية لا محطات قطارات و مطارات يبحث عن الصادق رئيس الوزراء السابق لا عن الصادق المشتت الغير مستقر وهو يبحث عن إستقراره لخير الوطن بالتأكيد كما نتمنى جميعنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)
|
Quote: الإمام الصادق المهدي في مأزق كبير .. في حاجة عاجلة جداً لنقد الذات وتصحيح المسار .. وهذا هو عين ما ظللنا نكرره له منذ سنوات أن يتمدد بقامة خبرته وسمعته في فضاء قومي أكبر من حزبه الضيق .. لكنه غاص في يوميات الحزب فأرهق سيرته السياسية قبل أن يرهق حزبه .. الصادق يقتل نفسه سياسياً قبل أن يقتل حزبه معه ..! |
وانا ابصم بالعشرة على جاء به عثمان ميرغني
وتشكر يا حنين على ايراد المقال فهو فعلا مهم شديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام (Re: ahmed haneen)
|
الأخت لنا مهدي
انت دوما مدهشة في حواراتك
نعم ان عثمان مرغني يعتبر صحفيا له مواقف رغم ان البعض يصنفه ترابي الهوي
اما نقده للسيد الصادق قد يجانبه الخطا او الصواب فمن وجه نظري البسيطة كنت اتمني ان اري للسيد الصادق مواقف اكثر قوة في معارضته للأنقاذ منذ انقلابها ،، فبحكم قاعدته الجماهيرية وبصفته رئيس اكبر الأحزاب في اخر برلمان منتخب ،، واخر رئيس وزراء شرعي ،، كنت اتمني ان اري منه مواقف اكثر فاعلية واكثر وضوحا واكثر عملا لا قولا وكنت اتمني ان اراه علي رأس مسيرة سلمية تنطلق في جميع انحاء العاصمة تطالب بالحريات والديمقراطية ،، كاول خطوة في الجهاد المدني الذي ينادي به السيد الأمام ولكن ,, قريبا سأعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام (Re: ahmed haneen)
|
الاستاذ حنين المحترم
Quote: لا أظن أن رجلاً بخبرة الصادق المهدي يظن أن مجلس الأمن عندما يصل الى مطار نيروبي ثم يذهب في صباح اليوم التالى الى قاعة الاجتماع فإنه سيبدأ في قراءة ملف قضية السودان من أول صفحة و يشغل عقله بالتفكير ليرى ماذا يفعل في الأمر .. فالواقع أن مجلس الأمن ومنذ أن قرر عقد الجلسة في نيروبي كان يعلم بدقة وقائع الجلسة والقرارات التي ستنتج عنها..ببساطة قرار نقل الجلسة الى نيروبي نفسه ربما كان مثل ( عنوان القصيدة ) وضع أخيراً بعد أن وضح بالكامل ما سيفعله مجلس الأمن في قضية السلام في السودان..فقرر أن يفعله في نيروبي في أقرب نقطة ممكنة للسودان لجذب الانتباه ..!))
الصحفي القدير عثمان ميرغني من اكثر العارفين بشخصية الصادق المهدي....وكم وقف بقلمه مناصرا الصادق المهدي وحزبه ردحا من الزمان حتى حسبه الناس حزب امه.. مثلما يعلم علم اليقين بان ما كتبه لم تفت فيه كلمة بل حرفا على وعي وادراك الصادق المهدي .
حزب الامة عندما اعد تلك المذكرة المرفوعة الى مجلس الامن في جلسته الاستثنائية في نيروبي واجمعت عليها القوى الوطنية ممثلة في 29 حزبا ، لم يقل ان تلك المذكرة ستقلب طاولة مجلس الامن، والذي حتما يعلم حزب الامة بانه جاء منعقدا بناءا على اجندة امريكية مرتبه ومسبقة بل مطبوخة بعناية تامة ومنذ بدايات ولاية بوش الاولى وليست اخرها... والدليل على هذا الاطروحات العديدة التي اطلق حزب الامة في فضاءات الحركة السياسية حتى قبل ان تبدأ مفاوضات نيفاشا لتؤدي الى ما ادت اليه من اتفاقات يشوبها العديد من القسمةغير العادلة في الثروة والسلطة .... وكانت قراءة حزب الامة في اطروحت الاجندة الوطنية ما هي الا تأكيد لخطل ما يجري الان من اقصاء حقيقي للقوى الرئيسية في المجتمع وهذا ما لزم ان يدركه مجلس الامن حتى وان جاء مبيتا نيته او اجندته ليتحمل مسئوليته التاريخية في مآلات ما يمكن ان تلده الايام.
لذا ليس هناك ما يمنع البته في ان تثبت القوى الوطنيه مواقفها و للتاريخ حول اتفاقات ترى بان هناك نواقص او خلل فيها و لا احد ينكر بان بروتوكولات السلام تحتوي على الكثير الذي فيه اكثر من قول او رأي وطني وهذا ما قصدت القوى الوطنيةايصاله الى المؤسسة الدولية وفي هذا الظرف ممثلة في مجلس امنها...الذي جاء يمرر اتفاق ما زال ثنائيا والذي تأمل القوى الوطنية ان يتحول الى وفاق قومي وتحول ديمقراطي حقيقي. واهم عثمان ميرغني اذا ظن بان مجلس الامن لا يقرأ مذكرة القوى الوطنية السودانية، وواهم ان اذا ظن بانها لم تضمن في مخطوطات هذا الاجتماع ومحاضره، بغض النظر العمل بها من عدمه ...ولكن لن تغيب عن ذاكرة مجلس الامن يوما ماوخاصة حين يحدث ما لا تحمد عقباه بان القوى الوطنيةالسودانية قد لفتت منه غافلة في اجتماعه المنصرم بنيروبي!!.
المنظمات الدولية اخي حنين لا تتعامل مع ما يرفع لها من مذكرات على طريقة الصحفيين او رؤساء التحرير الذين يلغون او يرمون في سلة مهملاتهم كل ما لا يستهويهم من اراء ترسل اليهم بغرض النشر من القراء او الكتاب او المعلقين .
احترم عثمان ميرغني جدا واعتبره قلم مفخرة للسودان في الصحافة الدولية.... ولكن في نهاية المطاف عثمان ميرغني انسان وهو ليس مجرد صحفي ، فيغلب عليه احيانا رأيه الشخصي وميوله الفكرية او حتى السياسية... ومنها كما ممالاته جانب مبارك الفاضل منذ وقت ليس بالقصير ونحن في حزب الامة ندرك جانبا من دوافعه لكتابة مثل هكذا مقال.
ليس الصادق المهدي من يحتاج الى من ينقذه من نفسه بقدرما اقلام كتاب في قامة عثمان ميرغني تحتاج الى تنقيتها من الهمبكة الاعلامية التي تبدو احيانا غير اخلاقية بالمعايير المهنية خاصة عندما تتجاوز الفكرة المطروحة لتتمحور حول البعد الشخصي.... فلماذا من بين 29 حزبا وقعوا على تلك المذكرة يشخصن عثمان ميرغني الامر في شخص الصادق المهدي ارجو الا يكون المبرر هو رمزية الصادق المهدي وثقل حزبه الواقف خلف المذكرة لان في المواقف السياسية في القضايا المصيرية يكون لاقل الاحزاب شعبية اهمية قصوى في الحراك السياسي لان المسألة تتعلق هنا بالارادة اكثر منه تكتيك سياسي.
واطالبه كما فعل بعض المتداخلون هنا ان يركز على المحاور والافكار والمواقف السياسية التي وردت في المذكرة بدلا من ان يترك الموضوع ويجنح لما هو شخصي الامر الذي يضعه في خانة المتربص اكثر منه راصد لحدث يستحق التناول الموضوعي.
ابوساره
***************************************************
مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام (Re: ahmed haneen)
|
ونقلا عن شبكة الامة للمعلومات والاخبار اليكم ترجمة المذكرة محبتى ***************************************************** بسم الله الرحمن الرحيم
16/ 11/ 2004م
السيد/ رئيس مجلس الأمن
السيد/ الأمين العام للأمم المتحدة
السادة أعضاء مجلس الأمن الموقرون
السادة المحترمون ممثلو الاتحاد الأفريقي
والسادة المحترمون ممثلو الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد)
كارثتان حاقتا بالسودان منذ استقلاله في عام 1956م عمقتا مشاكله المعهودة وخلقتا مشاكل أخرى غير معهودة هما كارثة الحرب الأهلية والحكم الشمولي الأيديولوجي. وفي اللحظة التي تهيأ فيها إجماع الرأي الوطني لتسوية كبرى تنهي الحرب الأهلية وتوسع فرص استدامة النظام الديمقراطي تم اختطاف الوطن من قبل نظام يصر على السير في الاتجاه المضاد.
كانت الحكومة الديمقراطية هي الضحية الأولى وكانت عملية السلام التي شارفت على النجاح في 1989م هي الضحية الثانية. تحولت الحكومة إلى الاستبداد والحرب الأهلية إلى حرب دينية. ووصل الاستقطاب في السياسة والمجتمع السوداني وفي العلاقات الإقليمية والدولية منتهاه. ولكن ضغوطا داخلية وخارجية مختلفة أقنعت النظام بمراجعة أجندته الأيديولوجية وفتحت الطريق أمام تسوية متفاوض عليها لمشاكل السودان.
ساعدت وساطة الإيقاد وخصوصا الدور الكيني مع الرافع الدولي لا سيما الأمريكي المتفاوضين السودانيين في الوصول للبروتوكولات الستة التي شكلت جوهر إعلان نيروبي يونيو 2004م.
لقد رحب الشعب السوداني والمجتمع الدولي بهذا التطور الإيجابي نحو السلام والتحول الديمقراطي في السودان.
تزامنت الشهور الأخيرة من مفاوضات الإيقاد مع انفجار التمرد في دارفور والذي اختارت الحكومة إخماده باللجوء لنشر قوات غير نظامية مؤلفة من عناصر مأخوذة من إثنيات معارضة للإثنيات التي قادت المعارضة المسلحة.
استهدفت التكتيكات المطبقة في الحملة المضادة للتمرد، استهدفت المدنيين من القبائل ذات القرابة والصلة بحركتي تحرير السودان والعدل والمساواة وخلقت بالتالي مأساة إنسانية صدمت الرأي العام العالمي وتسببت في النهاية في قراري مجلس الأمن 1556 و1564.
وجدت اتفاقية وقف إطلاق النار تحت الوساطة الشادية في أبريل الماضي وبروتوكولات القضايا الأمنية والإنسانية بوساطة الاتحاد الأفريقي والموقعة في هذا الشهر بأبوجا بين أطراف النزاع، وجدت سنداَ وطنياً ودولياً.
لقد ساند الشعب السوداني كل هذه الخطوات في عملية السلام وقدر العمل المضني والمخلص للإيقاد لا سيما كينيا والاتحاد الأفريقي لا سيما نيجيريا والمجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي في جهود الوساطة التي أسهموا بها لإنجاح عملية السلام.
لقد منح الاهتمام العظيم لمجلس الأمن لا سيما الأمين العام بكل الخطوات الساعية نحو تسوية سلمية للنزاعات السودانية وزنا أدبيا وقانونياً لعملية السلام في السودان.
إن قرار مجلس الأمن بعقد جلسة خاصة في نيروبي هي إشارة ذات مغزى وجدت تقديرا عاليا لدى الشعب السوداني. وسوف يعزز هذا الأمر من شرعية الاتفاقات السودانية ويمكن أن يزيد فرص استدامتها.
لقد لعبت الأمم المتحدة دورا مقدرا في إنجاح مؤتمر كل الأحزاب للديمقراطية في جنوب أفريقيا "الكونديسا" في 1992- 1993م والذي أثمر برنامجاً شاملاً ومستداماً لجنوب أفريقيا الجديدة.
إن تحقيق استدامة اتفاقيات السلام السودانية متوقف على آلية قومية مشابهة.
إن كعب أخيل الاتفاقيات هو اختبار التنفيذ والتطبيق.
يمكن التوصل للاتفاقيات ثنائيا ولكنها تطبق على المستوى القومي. ولضمان الالتزام القومي بها يجب أن تكون اتفاقيات كل المجتمع السوداني وهذا لا يتحقق إلا عبر آلية المؤتمر القومي الدستوري على غرار الكونديسا بصلاحيات مراجعة وإقرار البروتوكولات الثنائية.
1/ لماذا تستلزم بروتوكولات وساطة الإيقاد المراجعة والتصديق القوميين؟ أ/ هناك جوانب أساسية معينة في البروتوكولات سيتم التصديق عليها دون مناقشة لأنها تشكل جزءاً من الإجماع الوطني وهي: تسوية قضية الدين والدولة، مبدأ المشاركة في السلطة، مبدأ التوزيع العادل للثروة، لا مركزية السلطة والإدارة، برنامج الحكم الديمقراطي، مبدأ فترة انتقالية لخلق أساس جديد للوحدة في السودان والاستفتاء لتمكين مواطني الجنوب لتقرير خياراتهم المستقبلية بحرية.
ومع ذلك فإن الأغلبية الغائبة يجب إن تمكن من المراجعة والاعتراف والالتزام بالصيغ المحددة التي أوجدتها البروتوكولات.
ب/ الأغلبية الغائبة تتحسس بشدة من بعض المواضيع في البروتوكولات ولا يمكن تجاهل موقفها والمواضيع هي:
1. أردف بروتوكول مشاكوس انقسام البلاد الجغرافي بانقسام ديني.
2. يشير بروتوكول قسمة الثروة فقط للثروة النفطية في الجنوب وهذه إشارة خاطئة لأنها تحرم الجنوب من المصادر الأخرى وتشجع خيارات الانفصاليين في الجنوب. إنها تشير لنسب مئوية دون أية معايير موضوعية. فالجنوب يستحق أكثر من القسمة النسبية من الثروة الوطنية وذلك لحوجته لإعادة البناء بعد الحرب ولتجسير الفجوة التنموية. إن إعطاء الجنوب نصيبه النسبي من الثروة القومية وزيادة ذلك النصيب بنسبة مئوية يبدو منطقيا ويؤمن نصيبا أكبر للجنوب ويتماشى مع المعايير الموضوعية وهذا يراعي تطلعات الجنوبيين دون خلق سابقة لمطالبات غير متناهية من قبل الأقاليم الأخرى بنسب مئوية مدعومة بقوة السلاح. يجب أن تلبي المعايير الموضوعية كل مطالب الحاضر والمستقبل.
3. يمكن تفهم بقاء أكثر من جيش خلال الفترة الانتقالية، ولكن لا يمكن القبول بالادعاء بأن تحالف جيشين حزبيين يشكل جيشا قومياً. إن المصلحة الوطنية السودانية تقتضي وضع معايير وطنية للقوات المسلحة القومية والمضي قدما في بنائها وفق تلك المعايير.
4. يهدف بروتوكول قسمة الثروة في الحقيقة لتكوين حكم ثنائي.
ومن الواقعي أن يتوقع المرء أن يحتفظ الطرفان المتفاوضان لنفسيهما بنصيب الأسد. إن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يكون مقبولاً إذا كان مصحوبا بضمان الحريات الأساسية وبتكوين قومي محدد للجنة الدستور وإصلاحات تؤسس الصفة القومية لمؤسسات الدولة وجدول محدد لانتخابات حرة ونزيهة لأجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية.
5. يشير بروتوكول قسمة السلطة باقتضاب مخل لمظالم الماضي. لقد عانى الشعب السوداني إذلالاً عظيماً في الماضي ولا يمكن لشيء أقل من آلية الحقيقة والمصالحة على نمط جنوب أفريقيا أن يشفي الجراح.
6. تعاني الاتفاقيات الثنائية من اختلافات في التفسير. أفضل مكان لتصحيح هذا هو المنبر القومي.
لماذا لا تصلح بروتوكولات وساطة الإيقاد نموذجا لحل أزمة دارفور؟ أ. لأنها ستعاني من نفس العيوب المذكورة هنا.
ب. هناك نوعان من المشاكل في دارفور هما: مشاكل المركز والأقاليم ومشاكل دارفورية- دارفورية.
وإذا عولجت المشكلة الدارفورية الدارفورية على نمط بروتوكول الإيقاد فستوقد حربا أهلية لا تنتهي
ت. إن للمقاومة المسلحة في دارفور قضية حقيقية يجب النظر فيها بعدالة، ولكن جوانب عديدة للأزمة الآن خلقت استقطابا إثنيا واكتسبت صفة حروب الوكالة. يجب تمثيل كل المجتمع الدارفوري والأطراف الرئيسية في حرب الوكالة في أية تسوية جادة، وكذلك القوى السياسية التي لم تشترك في المفاوضات الثنائية في قضية دارفور وهي أكثر كثيراً من مثيلاتها في الجنوب.
ث. لقد قسمت بروتوكولات الإيقاد كل النسب المئوية للسلطة والثروة بين الطرفين. ونفس هذه النسبة ستخضع لتقسيم ثنائي آخر. إن مثل هذه البهلوانيات السياسية غير واقعية ولا ضرورية. يجب تقسيم كل النسبة المئوية مرة واحدة وبصورة نهائية في منبر قومي.
ج. إن الاتجاه لإعطاء وزن أكبر للمجموعات المسلحة سيجعل المجتمع وبالتأكيد الأقاليم خارج السيطرة لأنه سيشجع الانقسام بين القيادة السياسية لأية مجموعة وجناحها العسكري، وسيشجع التكاثر الفطري للمجموعات العسكرية لتحقيق مكاسب سياسية. وستكون النتيجة فقدان السيطرة والفوضى.
3) من إنهاء الحروب إلى بناء السلام وبناء الأمة:
في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ السودان الحديث أدرك الشعب السوداني عبر تجربة مرة أن الخطة القومية التي اختطتها البلاد منذ 1956م تحتاج مراجعة جذرية لبناء خطة حاكمة مرجعية لبداية جديدة نحو بناء الوطن. ولا شيء أقل من هذا النداء سيكون قادرا على حل مشاكل السودان. الاتفاقيات الثنائية ضرورة لإنهاء الحروب ولكنا ليست كافية لبناء السلام ولا بناء الأوطان. إن هذا النهج الشامل يمكن أن تدعمه أو تعيقه قرارات المجتمع الدولي. ولمساعدة الشعب السوداني في هذا المسعى فإننا نتطلع لمجلس الأمن لإصدار قرار شامل فيما يتعلق بالسودان، قرار يلبي الجوانب الأساسية الآتية:
أولا: مساندة الاتفاقيات الثنائية التي تم التوصل لها حتى الآن وتشجيع الأطراف المعنية على الاستمرار في مفاوضاتها للوصول لاتفاق متبادل حول النقاط المتبقية. إن مثل هذه الاتفاقيات الثنائية ضرورية لترتيبات وقف إطلاق النار وتسهيل الإغاثة الإنسانية وزيادة مساحات التنازلات المتبادلة وللتسوية التاريخية. ولكن لضمان استدامة السلام يجب إجازة هذه الاتفاقيات من قبل ممثلين للشعب السوداني في جو من الديمقراطية والحرية.
ثانيا: الاستمرار في التحريات التي كونها القرار 1564 لمحاسبة المذنبين وتحقيق العدالة للضحايا. ولكن موضوع المصالحة الأوسع في السودان يجب تحقيقه عبر لجنة للحقيقة والمصالحة على نمط جنوب أفريقيا.
ثالثا: المسألة الإنسانية تستدعي اهتماما أعظم. هناك الآن أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين السودانيين. إن حالتهم تستدعي جهدا قوميا ودوليا عاليا لتأمين عودتهم الطوعية لأماكنهم وهذا يستدعي اتخاذ إجراءات أمنية وكذلك يستدعي وضع برنامج مكثف لإعادة التوطين والتنمية لتشجيع إعادة التوطين وتعويض الضحايا عن معاناتهم.
أخيرا وليس آخرا:
على مجلس الأمن في سعيه للسلام الشامل والاستقرار الديمقراطي في السودان أن يدعو الأطراف السودانية بما فيها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى لعقد مؤتمر دستوري لكل الأطراف لمراجعة والتصديق على البروتوكولات التي تم التوصل لها ثنائيا، ولمناقشة أجندة دارفور الشاملة ولتضمين كل قضايا النزاع المحتملة للوصول لخطة حاكمة جديدة لإعادة ميلاد السودان وتكوين حكومة قومية انتقالية ذات قاعدة عريضة لتطبيق تلك الاتفاقات وتحقيق التحول الديمقراطي نحو الحكم المدني الديمقراطي.
إن الأمم المتحدة هي اتحاد للدول والشعوب ونسبة لتأثير الحكومات الدكتاتورية - بصف خاصة- تم تهميش الشعوب وأصبح لصوت الدول حتى ولو كانت لا تمثل شعوبها السيطرة الكاملة. أما داخل الشعوب فأصبح الاتجاه هو الاستماع للمجموعات المسلحة وهذا بمثابة مكافأة وتحفيز للعمل المسلح. صحيح أنه لا بد من إشراك أطراف النزاع في المفاوضات لإنهاء النزاع المسلح ولكن هذه الخطوة الضرورية لا بد أن تعقبها إجراءات لبناء السلام والحكم الديمقراطي الأمر الذي يتطلب مشاركة قومية.
المجتمع الدولي منغمس بصورة كبيرة على عدة مستويات في الشؤون السودانية. هذا المجهود سيتبدد إذا حصر نفسه في مجرد دعم الاتفاقيات الثنائية التي تم التوصل إليها إلى الآن.
إننا نتطلع لمساندة مجلس الأمن لاتفاق قومي مستدام للسلام الشامل والتحول الديمقراطي في السودان.
لقد قررنا مواصلة البحث عن مثل هذا الاتفاق بكل الوسائل المتاحة وهذا يمثل التطلعات المشروعة للشعب السوداني.
إننا نتطلع لمساندة مجلس الأمن لهذا المسعى القومي لصالح الشعب السوداني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انقذوا الصادق المهدي من نفسه .! / عثمان مرغني -الرائ العام (Re: ahmed haneen)
|
أحمد حنين تحياتي وهاهو رد من بيت الصادق و في نفس العمود لعثمان ميرغني
بل انقذوا عثمان ميرغنى من نفسه.! في اليوم التالى بعد كتابتي هنا بعنوان «انقذوا الصادق المهدى من نفسه».. لبيت الدعوة لحضور منتدى الصحافة والسياسة في منزل الامام الصادق المهدى في حي الملازمين.. وبعد المنتدى علق السيد الصادق مازحاً فقال لي «اقترح عليك تكوين جمعية انقاذ الصادق المهدى من نفسه».. ولم يبد عليه انه اخذ النقد بأبعد من «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية».. وتفضلت السيدة أم سلمة الصادق المهدى بكتابة المداخلة التالية :
بل انقذوا عثمان ميرغنى من نفسه!
السيد الباشمهندس/ عثمان ميرغنى
صاحب عمود حديث المدينة المحترم
تحية طيبة وبعد
اكتب اليك في عجالة عساها تسكت عني الغضب، فمن استغضب ولم يغضب فهو حمار، وغضبي ذلك ليس فقط لمعان تشخصن قضيته ولكني فوق ذلك وقبله مواطنة سودانية غيورة على وطني ورموزه القومية، ولا احسبني متجاوزة حدوداً ولا مبالغة، ان قلت ان الامام الصادق الذي لا تنفك تكيل له الكيل وتسلقه بألسنة حداد اشحة على الخير في حقه كلما حانت لك فرصة، هو ذلك الرمز الذي مالت اليه قلوب العباد وتقلد بقلائد الدين رغم انفك والشموليين من خلفك.
لقد قرأت ما ورد بمقالكم المنشور في جريدة «الرأي العام» عدد الثلاثاء، بعنوان «انقذوا الصادق المهدى من نفسه»! وكما لم يستطع محمد شريف من قبل هجاء المهدى هجاء مجرداً حيث اضطره مقام من يهجو الى قول كم صام وكم صلى.. كذلك لم تستطع انت قدح من تذم مجرداً واضطررت الى الاعتراف قسراً بما هو اهل له من العلم والعمل والتأهيل والاجتهاد..
لقد كنت ايها السيد دائماً اتساءل وبقلق حقيقي عما عساه يذهب بمنطق كاتب نابه مثلك يحاول ان يبدو موضوعياً دائماً حينما لا يكون الأمر قيد الكتابة أو الحديث عن الامام الصادق او حزب الأمة أو كيان الانصار وكنت استغرب مناصرتك لمبارك وحزبه المتشرذم منذ مولده، وقد كتبت لك حينها خاصة عند ترويجك للقاء الثلاثي الذي حسبته فتحاً مبيناً، وقد كان لقاء منبتاً ضم دانفورث مبعوث الرئيس الامريكي للسودان ومبارك المنشق لتوه والسيد احمد الذي نصب نفسه اماماً بالرغم من رباط السقاي وهو لقاء ما كان له ان يتم اصلاً لولا حداثة عهد دانفورث بالشأن السوداني وتحسسه لطريقه خبط عشواء وقد كان هدف من دله على عقد ذلك النوع من اللقاءات سحب البساط من اهل الفعل الى غير اهله فخاب امله في الأولى ولم يحقق الثانية وهو منطق استهجنته من مثلك فمنذ متى صرنا نلجأ للاجنبى ليحكم بيننا؟
هل وصل سوس الانقاذ الى عظمنا؟ حتى لم نعد نجد ان تدويل قضايانا ورطة ادخلتنا بها الانقاذ علينا استنكارها حتى نستطيع منها الفكاك وهذا هو ذات المنطق الذي تريد تمريره علينا هنا حينما تستنكر تقديم المذكرات لمجلس الأمن المنعقد بنيروبى لمناقشة قضايا وطننا، لا نحسب انك من السذاجة بحيث تظن ان المجتمع الدولى يهتم بالشأن السوداني لاجل عيون السودان بل له مصالح يريد تحقيقها فلابد لنا من السعي لتتقاطع مصالحه مع مصالحنا الحقيقية ولابد لنا من طرق جميع الابواب لنسمع المجتمع الدولى ان هناك قوى اخرى لابد له من سماع صوتها الناطق بصوت الجماهير وندرك ان مجلس الأمن لا ينتظرنا كي ينفذ ما عقد ثنائياً طالما ان صوتنا غائب عن مجلسه ويبدو علينا الرضى والسكون بما وصل اليه من سلام نراه ناقصاً، لابد انك تعرف ان وسائل منظمات المجتمع المدنى الاحتجاجية وسائل يحترمها المجتمع الدولى ويضطر بسببها الى التراجع عن مواقفه التي لا ترضى الشعوب. ان ركنا لمثل رأيك الذي ذكرت لفسر ذلك الخنوع على انه رضا ولما جاز للمقاومة في العراق وفلسطين منطق يسندها ولكان موتنا افضل من بقائنا. لقد بح صوتك مستنكراً محاولة الامام الصادق ومن معه «وهم كل الاحزاب السودانية الشمالية غير التابعة للحكومة فيما عدا الاتحادي» التقليل من اخطار التدويل وكبح جماح المتفقين ثنائياً بوسائل تصير اكثر قوة ان وجدت سنداً من الصحافة، ونراك تغض الطرف عن اعلان برونك الخطير عن العشرة آلاف جندى الذين سيأتون مع السلام لحراسته في الجنوب وعن الثلاثة آلاف جندى المتواجدين حالياً في الغرب ولا يزعجك هذا فلم نرك تكتب فيه مع ان ذلك احتلال بائن وبالشكل التقليدى ولا ترتعد فرائصك من ان هذا يعني ان السودان صار منزوع السيادة فهو محمية الأمم المتحدة ومن ورائها واشنطن ولا يهتز لك رمش حين ترى ثروات السودان تنهب عياناً بياناً بينما اهله يموتون جوعاً..
انك تقول سيدى، ان الصادق واقف على رصيف السياسة وهذا شأنك وقول الشموليين من خلفك وهو من وجهة ترى ان صدر المجالس لا تقرره الشعوب والجماهير ولا الفكر والاجتهاد والمواقف الصلبة، انما تحدده الدبابات والجيوش وقول امريكا ولا نتهمك بالشمولية اجتهاداً منا، انما هو حديث ورد في أحد أعمدة حديثك للمدينة..
تقول انك مشفق على الامام ونفسه وتنصحه بنقد الذات ورغم حديثك الواشي بحديث نفسك اظن بك الخير واطمئنك على ان آلية النفس اللوامة آلية ناشطة في نفس الامام ورداً على التحية بمثلها انصحك ذات النصيحة وازيد بأن عليك عدم الاستخفاف بأنصار الله واحترام زعيمهم ولو من باب فارق العمر ان جحدت نفسك ما استيقنته من فروقات اخريات!
وفي الختام سلام ولا يصرف السوء إلا الله..
أم سلمة الصادق المهدى
| |
|
|
|
|
|
|
|