|
مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع
|
اخيرا تجرا الحاج وراق وقال شئيا بعد زيارته لدارفور
مسارب الضي المأساة
الحاج وراق
ليست مصادفة وإنما إشارة ..! «كلما» في لغة الفور تعني القلب، وكانت اسماً لإحدى قرى دارفور ، حين كانت آمنة، والآن عنواناً للمأساة الإنسانية في البلاد وفي دارفور تحديداً، اسم لأحد معسكرات النازحين في جنوب دارفور ، على بعد اميال قليلة من نيالا، وبه حوالي 152 ألف نازح، بعض من 2 مليون نازح ولاجيء - أي حوالي ثلث سكان دارفور الكبرى - والذين اقتلعهم غياب «القلب» من ديارهم ، حيث واجهوا شكلاً من اشكال الحرب لا تخطر إلا على من نزعت من قلوبهم الرحمة، واجهو القتل العشوائي وبلا تمييز ، وحرق القرى، وإلقاء الاطفال في النيران المشتعلة ، واغتصاب النساء بمافي ذلك الفتيات الصغيرات والعجزة، وقطع الاشجار ودفن الآبار، واجهوا حرب «الجنجويد» - او العفاريت بلا قلب وبلا مشاعر، حرب الميليشيات التي اطلقتها الانقاذ في مواجهتها للحركات المسلحة في دارفور.. ولأنها حرب بلا عقل وبلا قلب، فإنها لم تتدبر في قوله تعالى: «وما ارسلناك إلارحمة للعالمين..» ولا في قوله : «ولا تزر وازرة وزر اخرى » ، فتعاملت مع اي قرية ، ولو كان بها مسلح واحد وكأنها قاعدة عسكرية تستحق المحو من على وجه الارض!. * وليست مصادفة كذلك، ان المعسكر الآخر يسمى «عطاش» وبه اكثر من 27 ألف نازح، يعيشون عطشى الى الرحمة، في عالم بلا قلب تحت ظروف نزعت عنها الروح ! وإذا كانت معسكرات «الجولاج» - معسكرات الإعتقال في سيبيريا، قد دخلت التاريخ الانساني كعنوان على فظائع الشيوعية، ودخل معسكر اوشفتز - حيث تم اسر واحراق الألوف من اليهود - كعنوان لفظائع النازية ، و«ابوغريب» كعنوان لفظائع اليمين الامريكي الجديد، فإن معسكري «كلما» و «عطاش» لابد وأن يدخلا التاريخ كعنوان لبؤس الإسلام السياسي، والانتهازية السياسية، ولبؤس النخبة السياسية في البلاد !
* جاء كل نازح الى هناك ، ووراءه مأساة ، روايات من الوحشيات والفظائع تتقطع لها نياط القلب، سأفرد لها حيزاً لاحقاً، ولكن اكتفي في هذه العجالة بقصة واحدة تصور لنا المناخ النفسي للنازحين : حكي احد النازحين من منطقة «شطايا» ، والدموع تملأ عينيه، ان الجنجويد وبعد ان احرقوا قريته وقيدوا الرجال ، اغتصبوا ابنته امام عينيه ! وبعد ان اكملوا فعلتهم الدنيئة تلك قذفوا نحوه بمائة جنيه «اكرر مائة جنيه» وقالوا له : «خذ لأننا وجدناها فتاة «يعنون عذراء»! وللدقة فقد استخدم هذا الرجل لفظة (ركبوا) بدلا من (اغتصبوا) وحسنا فعل، فقد افحم بذلك الكذابين الذين يدعون بأن اهل دارفور لا يعرفون معنى كلمة اغتصاب ويطلقونها على الغصب ! بئس الكذب والانكار والتبرير ! وتخيل مقدار شقاء الضحايا الذين شهدوا ما حاق بعروضهم امامهم فيأتيهم الكذبة والمتحذلقون ينكرون عليهم ما شاهدوه بعيونهم! * ثم ان غالبية النازحين اعزاء قوم، من بينهم مزارعون لم يعتادوا ابدا ان يمدوا اياديهم لأحد بالتسول ! ومن بينهم ملاك مواشي ، عاشوا سنوات عمرهم المديدة السابقة اتقياء متعففين ، وكذلك من بينهم تجار، كإبراهيم، من قبيلة الزغاوة، كانت له ثلاث بقالات ومنزل فسيح في «طويلة» ، والآن محشور مع عشرة من اطفاله و زوجته في «شوالات» في مساحة لا تزيد كثيرا عن المتر المربع في معسكر «كلما» ! ورغم انه كغيره من النازحين ، يعاني من آثار الصدمة النفسية لما رأى، إلا انه وبرغم ذلك ورغم ظروفه البائسة حاليا ، يكرر حمده لله تعالى، لأنه وبعد هروبه على عجل من قريته المحروقة ، استطاع ان يظفر بأربعة من اطفاله، كانوا يهيمون مذعورين في العراء ! * ولكن العار حقا ، عارنا جميعا، ان النازحين هؤلاء وقد دفعتهم فظائع تنوء بها الجبال الى ترك ديارهم، إلا انهم ما يزالون حتى الآن تحت اسار المآسي ! وقد تكون لفظة معسكر لفظة خادعة في وصف تحشدات النازحين ! ليس هناك خيام تبرر استخدام لفظة معسكر، الا في حالة استنائية، في معسكر واحد يدعى «السريف» فيه خيام تبرعت بها مشكورة احدى منظمات الاغاثة الا سلامية السعودية، ولكنه المعسكر الاقل تعدادا، به فقط 11 ألف نازح، اما بقية (التحشدات) في جنوب دارفور وبها ما يزيد عن الـ 170 ألف نازح فبلا خيام، تتكدس الاسر تحت (سقف) واطيء وضيق من (الشوالات) ! * والمأساوي اكثر، ان المعسكرات تعاني من الجوع ! ازمة حادة في الطعام ! .. عند دخولنا معسكر عطاش، ضمن وفد ملتقى منظمات المجتمع المدني للتضامن مع اهل دارفور، هرعت نحونا مجموعات من النازحين وهم يشيرون نحو افواههم ويكررون : «اكل ، أكل»! وكان من بينهم مجموعة من الاسر الجنوبية، نزحت الى دارفور من منطقة اويل، واضطرتهم المحرقة الجديدة للجوء الى معسكر عطاش، قالت لنا احدى النساء الجنوبيات : «قرنق وين؟ قولو ليهو أكل أكل»! وكانت توميء نحو فمها بإستجداء يقطع القلب ! * اخبرنا مدير معسكر عطاش بأن النازحين لم يستلموا صرفة غذاء لمدة شهر متواصل ! وفي معسكر كلما استلموا واخيرا صرفة غذاء ، بعد انقطاع استمر لمدة 45 يوما ! ولك ان تتخيل مقدار المأساة، اذا عرفت بأن الصرفة هذه انما «خلطة» من البقوليات والنشويات، تطبخ كعصيدة ، ولكنها تصرف لوحدها، جافة، بلا اي شيء آخر معها ، بل ولا يصرف معها وقود، مما يضطر النازحات للخروج للاحتطاب ، ولكن بمجرد خروجهن من المعسكرات يتعرضن للإعتداء والاغتصاب من ميليشيات الجنجويد ! وغداً اواصل بإذنه تعالى .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | ahmed haneen | 04-02-05, 03:08 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | وانجا | 04-02-05, 04:29 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | Mohamed osman Deraij | 04-02-05, 09:30 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | alin | 04-02-05, 10:36 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | عدلان أحمد عبدالعزيز | 04-02-05, 11:27 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | ahmed haneen | 04-02-05, 01:29 PM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | Dr.Mohammed Ali Elmusharaf | 04-02-05, 04:43 PM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | ahmed haneen | 04-02-05, 11:57 PM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | ahmed haneen | 04-03-05, 03:13 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | Khalid Eltayeb | 04-03-05, 08:08 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | Tragie Mustafa | 04-03-05, 11:18 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | ahmed haneen | 04-03-05, 01:50 PM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | Abdelrahman Elegeil | 04-05-05, 05:43 AM |
Re: مقال خطير للحاج وراق ..عن دارفور،، في الزمن بدل الضائع | Bashasha | 04-05-05, 08:29 AM |
|
|
|