|
Re: في بيتنا إنفصاليون 1-3 حسن ساتي عن الرأي العام (Re: ahmed haneen)
|
يا سلام عليك يا ابوعلي
في بيتنا إنفصاليون 3-3 اقرأوا هذه الأسماء وأحبسوا أنفاسكم :
أندورا ، أنتراكتيكا ، باربادوس ، أشموروكارتير ، مايوت ، وغيرها العشرات .
أنا لا أحدثكم بلغة هيروغليفية وليس لتلك الأسماء صلة بمثل تلك اللغة ، لأني أحدثكم عن دول بكياناتها وأعلامها وسيادتها ، والأخيرة من تلك القائمة أي '' مايوت '' صوتت العام 1974 لإعادة روابطها القديمة مع فرنسا ، المستعمر السابق ، لتصبح الوحيدة في أرخبيل الكوموروس التي تفعل ذلك ، أي أنها إقتربت من رفض الإستقلال .
والسؤال هنا هو : هل سمعتم بدور أو إنجاز لمثل تلك الدول ، بدءا من الفوز بميدالية في الألعاب الرياضية حتى وإن كانت في سباق مائة متر أو حمل الأثقال وما أسهلها ، أو بأي تأثير لصوتها في الأمم المتحدة على مسارات قضية عالمية ؟ .
الإجابة معلومة ، والسبب أنها دول متناهية الصغر ، دول أقزام وتعرف أنها لا يمكن أن تتطاول نحو أدوار لا تؤهلها لها الجغرافيا ولا التاريخ ولا الديموغرافيا ، فتبقى هكذا طرشاء في زفة المسيرة الإنسانية
وللمقدمة تلك صلة وثيقة بأشواق الذين يطالبوننا أن نتبنى في الشمال دعوات إنفصال مجاراة لمطالبة بعض الجنوبيين به ، متناسين الفوارق والمعطيات بيننا وبينهم وقد حملهما سيناريو الأحد وأمس الأول الاثنين . المنطق ذاك لا يقرأ التاريخ ولا يتوقف مع معطيات هذه الألفية وما تحمله فضاءات العولمة ، وحين يكلف نفسه قراءة التاريخ ، يقع في سجون الإنتقاء فيكون كمن لم يقرأه اصلا ، لأن فلسفة التاريخ لا تعترف بالإنتقاء .
والسؤال أيضا : ترى هل قرأ أولئك القوم ما اصطلح على تسميته بـ ''سيناريو البلقنة ،'' ذلك الذي فتت يوغسلافيا في سياقات تختلف عن تفكك الإتحاد السوفياتي وإنفصال التشيك عن السلوفاك ؟ لأن يوغسلافيا تيتو التي كانت ملء السمع والبصر تفتت الى خمس دول هي سلفينيا وكرواتيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك وصربيا مونتينقرو ، دعك عن كوسوفو الموضوعة تحت الوصاية الدولية الى يومنا هذا، فيما خاضت هذه الأعراق حروبا أسكتتها إتفاقية دايتون وقصف صربيا ل 78 يوما لإسقاط رئيسها ميلوسيفتش ، ثم جره الى لاهاي لمحاكمته الممتدة الى اليوم .والشاهد هنا أنها لم تنفصل فقط وإنما خاضت حروبا بعد الإنفصال بحكم إختلاف نسيجها عن الإتحاد السوفيتي ونموذج التشيك والسلوفاك .
لو توقف أولئك القوم مع سيناريو البلقنة الذي رشح له فقهاء العلوم السياسية يوما نيجيريا ثم ذهبوا به الى اندونيسيا فسموها '' بلقان آسيا ''، لعرفوا أننا وبمثل طرحهم هذا يمكن أن نكون مرشحين لمثل ذلك السيناريو أو نصبح بالفعل يوما'' بلقان أفريقيا ''، لأننا وبالفعل نملك معظم مكونات وملامح الفوارق العرقية والدينية والثقافية التي تشكل منها '' بلقان أوروبا ''، فمن قال أننا وحين ندفع الجنوب دفعا للانفصال، لن يفتح ذلك شهية مناطق أخرى، فيتوالى سيناريو
'' نظرية الدومينو '' ، فنصبح كما بلقان أوروبا خمس دول أو أكثر ، أو توضع بعض مناطقنا تحت الوصاية الدولية ،( إقرأوا هنا محطة منطقة جبال النوبة الى يومنا هذا ، فهي منطقة تصح المقاربة بينها وبين كوسوفو مع فوارق بسيطة ) وهذا لا ينفي بالطبع أن إختيار الجنوب الإنفصال بعد ست سنوات بالاستفتاء يمكن أن يفتح على المدى البعيد نفس سيناريوهات البلقنة حتى بإسقاط دعوات أولئك القوم .
الأفضل لنا ، ولأولئك القوم ، إن هم أرادوا مستقبلا آخر للوطن ولحفدة قادمين من بعدهم ، أن يعملوا على توريث القادمين كيانا كبيرا حتى لا يجد القادمون في المستقبل كيانات مثل باربادوس، وغيرها ، حفنة أقزام تسمي نفسها دولا وهي طرشاء في زفة المسرح السياسي العالمي .
وآخر قولي لهم : خففوا الوطء .. فما أظن أديم الأرض الا من هذه الأجساد ، أو كما قال فيلسوف المعرة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|