كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ســـودان عبد الرحيم حمــدي / د زهير الســراج (Re: ahmed haneen)
|
حمدي غيت
زهير السراج يواصل في مناظيره
العنوان أعلاه هو أقل ما يمكن أن نصف به الورقة التي قدمها الاستاذ عبد الرحيم حمدي في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني في الشهر السابق، تحت عنوان «مستقبل الاستثمار في السودان»، وهي ورقة تكشف عن العقلية الانتهازية العنصرية التي تدار بها شؤون هذا القطر، فحمدي هو المفكر الاقتصادي للانقاذ وللمؤتمر الوطني، وهو عراب سياسة التحرير الاقتصادي، وهو وزير المالية والاقتصاد الوطني للانقاذ عدة مرات، وهو الشخص المتنفذ داخل دوائر اتخاذ القرار في المؤتمر الوطني.. وهو المندوب السامي للمؤتمر الوطني والانقاذ في دوائر الاستثمار الاجنبية.. والصديق الصدوق لمعظم رجال الأعمال العرب الذين فتحت لهم البلاد على مصراعيها، يشترون ويبيعون فيها كما يشاءون، بعون حمدي ومشورته. لذلك فإن ورقة يقدمها عبد الرحيم حمدي.. لابد أنها تعبر عن رأي العقلية التي تقود البلاد.. «الى الهاوية بالطبع»!! * فالورقة تنضح بأسوأ ما في العقلية الانتهازية العنصرية من أفكار سوداء تؤجج الصراع العنصري، وتشعل فتيل الفتنة، وترسخ الفوارق الطبقية والجهوية والعنصرية، وتزيد من اتساع الهوة بين الذين يعيشون على الهامش، ويلوكون مرارات هذا العيش البائس، ويسعون للتخلص منه بكل الطرق المشروعة، وغير المشروعة، وبين الذين يعيشون في المركز، ويتمتعون بمستوى معيشي أفضل، ويسعى حمدي لاستقطاب الاستثمار العربي والاسلامي لمناطقهم لتحسين ظروف معيشتهم، ليس حباً في سواد عيونهم، أو رحمة بهم.. وانما من أجل اصواتهم الانتخابية التي يسهل استقطابها، بينما يموت الآخرون بالفقر والجهل والمرض، لأن أصواتهم الانتخابية لا يسهل استقطابها، كما انهم يقيمون جغرافياً خارج المنطقة التي تحمل الفكرة التاريخية للسودان العربي الاسلامي ـ وهو ما عبر عنه حمدي بالقول: «ان الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار اليها اعلاه، وسأطلق عليها اختصاراً.. (محور دنقلا ـ سنار + كردفان) اكثر تجانساً، وهو يحمل فكرة السودان العربي الاسلامي بصورة عملية من الممالك الاسلامية القديمة قبل مئات السنين.. ولهذا يسهل تشكيل تحالف سياسي عربي اسلامي يستوعبه. وهو أيضاً الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي/ الاستعماري/ الاستقلال، وظل يصرف عليه، حتى في غير وجود البترول، ولهذا فإنه حتى اذا انفصل عنه الآخرون، ان لم يكن سياسياً، فاقتصادياً عن طريق سحب موارد كبيرة منه، لديه امكانيات الاستمرار كدولة فاعلة. * أي أن حمدي لا يرى في أهل السودان من هم جديرون بتقديم الخدمات اليهم، غير الذين يعيشون في محور دنقلا ـ سنار + كردفان، لانهم تاريخياً ينتمون للسودان العربي الاسلامي، بالاضافة الى المبررات التي ساقها في مقدمة ورقته التي تجعل استقطاب اصواتهم الانتخابية في متناول يد الانقاذ. * وللأسف الشديد، فإن الذين يعيشون في هذا المحور.. حسب وجهة نظر حمدي ـ لا يعنون للانقاذ وللمؤتمر الوطني، سوى أصوات انتخابية يسهل استقطابها لصالح المؤتمر الوطني، لأسباب تاريخية ولوجستية ـ ولهذا فإنهم جديرون بتقديم الخدمات اليهم، لا أكثر ولا أقل. * وحسب ما جاء في ورقة حمدي.. «فإنه يترتب على هذا ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جداً لمقابلة تطلعات أهله، اذا اردنا أن نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا السياسي». * لاحظوا الشرط الذي وضعه حمدي لتقديم الخدمات.. «اذا اردنا ان نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا السياسي»!! * ماذا يمكن أن نسمي هذه الورقة وهذه الافكار الانتهازية والعنصرية البغيضة.. غير أن نطلق عليها اسم «حمدي قيت»؟! وهي أقل ما يمكن توصف به، مثلها مثل ووترقيت وكونترا قيت وايران قيت وغيرها من الفضائح التي دخلت التاريخ من أسوأ أبوابه. * غداً بإذن الله يتصل الحديث. انتظروني.
|
|
|
|
|
|
|
|
|