|
الفصــــل بالإستخـــــارة / د . زهير السراج
|
اقرأوا واضحكوا واستخيروا
وبعدها نسمع رأئكم ....؟؟
السوداني
مناظير ..
زهير السراج
× لا ندري إلى أين تمضي بنا الأيام، وماذا تريد الحكومة أن تفعل بنا!.. × ففي وزارة علمية تُرسم السياسات وتُتخذ القرارات المهمة في جلسة صباحية فوق برش أثناء تناول الشاي بالزلابية، ولهذه قصة طريفة (ستشاهدونها قريباً على الشاشة). × وفي جامعة حكومية، صار الفصل بقانون الصالح العام، وإلغاء الوظيفة، وكل المسميات الأخرى التي يعرفها الناس.. (موضة قديمة).. وحان وقت الفصل بالاستخارة!!. × والمسألة في غاية البساطة، ليست أكثر من ركعتين يصليهما المسؤول ليلاً، ثم ينوم على (الخيرة)، ويستيقظ في صباح اليوم التالي بقرار الفصل!!. × أول ضحية (عفواً.. أول محظوظة) لهذا النوع من الفصل المبارك.. هي الخبيرة الإعلامية والأستاذة الجامعية وصاحبة الإسهامات الكبيرة في العمل العام.. الدكتورة آمال عوض محمد الحسن، رئيسة قسم الاتصال بكلية دراسات المجتمع والتنمية الريفية بجامعة جوبا.. التي انتدبت إليها من أكاديمية السودان لعلوم الاتصال في أبريل .2003 × وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.. فلأن الدكتورة صاحبة أعمال جليلة في المجتمع.. ومن (شيوعيات الجامعة الإسلامية).. كما كان يحلو للبعض أن يتهمها أيام الدراسة بجامعة أم درمان الإسلامية قبل أكثر من ربع قرن من الزمان.. فلا بد أن تُستحدث لها طريقة فصل تتناسب مع مقامها الرفيع، وأعمالها الجليلة وخبراتها الكبيرة وتضحياتها السابقة في النضال من أجل إعلاء راية الشيوعية في البلاد!. × طريقة ليس للبشر فيها حق اتخاذ القرار، وإنما شرف استقباله فقط، وتوصيله.. وهي (الفصل بالاستخارة)!. × ويعود الفضل في اكتشاف هذه الطريقة المباركة، للسيدة عميدة الكلية، التي قالت إنها صلت ركعتين واستخارت واتخذت القرار بإنهاء انتداب الدكتورة آمال، رغم أنها الوحيدة في القسم التي تحمل درجة الدكتوراه وتشرف على برنامج الدراسات العليا، وحققت الكثير من المكاسب للجامعة من بينها موافقة منظمة اليونيسكو على اقتراح من الدكتورة آمال بإقامة برنامج تعاون ضخم بينها وبين جامعة جوبا، بالإضافة إلى إسهاماتها الكبيرة في مجال العمل العام. × العميدة، التي شغلت المنصب حديثاً، اختلفت مع الدكتورة آمال في الرأي حول موعد تطبيق المنهج الجديد للكلية الذي أجازه مجلس الأساتذة، ووضعته لجنة خبراء من بين أعضائها بروفيسور علي شمو ودكتور فتح الرحمن محجوب. رأت العميدة تأجيل المنهج، بينما رأت دكتورة آمال غير ذلك، فاستحقت التهمة القديمة، وإلقاءها في الشارع بـ(أمر رباني)!. القصة لم تنته بعد.. × عندما عادت الدكتورة آمال لمزاولة عملها بالأكاديمية، التي وقفت هي وراء إنشائها بالبحث الذي قدمته عن (سياسات التدريب الإعلامي في السودان) تحت إشراف الخبير الإعلامي الكبير الدكتور الطيب حاج عطية، وجدت أنها مفصولة من الأكاديمية قبل أكثر من عامين بسبب التغيب عن العمل.. بينما كانت تعمل بجامعة جوبا عن طريق الانتداب الذي أنهته بركات الشيخة العميدة!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|