إنفصل الجنوبيين عن الشمال .. فمتى سينفصل متسوليهم ومجانينهم ومتشرديهم ؟؟!

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم عجزت كل الحكومات المتعاقبة على السودان في أن تجد حلاً لمشكلة المشردين الذين يملأون العاصمة ، بل وأصبحوا جذءاً هاماً من المجتمع العاصمي .. جيث أن هؤلاء المشردين أتوا من مناطق مختلفة وبظروف تخلف من فرد إلى أخر ، وقد هال هؤلاء المشردون خيرات العاصمة وإتساع أماكن البحث عن رقعة العيش فيها ، فما لبثوا ان إستقروا فيها وإنتشروا على شكل مجموعات في المدن الثلاث حول السينمات والمطاعم والأحياء الهامشية وأقسام الشرطة ... وقد إنتشرت العديد من العادات السيئة في أوساط تلك الفئة مثل إستنشاق البنزين والنشل في مواقف المواصلات العامة ، وأحياناً القفز في المنازل ليلاً مما جعلهم شبه معزولين عن المجتمع الذي لا يرغب في توظيفهم للعمل عنده لإنه لا يعلم شيئاً عن خلفيتهم .. وطوال الأنظمة التي توالت على السودان لم نسمع تصريحاً من مسئول حول هذه المشكلة العويصة ، وكما نعلم فإن المشردين في إذدياد بمتوالية هندسية رهيبة ، ربما بسبب عدم الإستقرار الذي تعاني منه معظم الأسر السودانية وأيضاً ظروف الحرب في غير قليل من أجزاء البلاد .. والإن جاء الدور للإستفادة من خبرات الدول الأخرى في هذا المجال .. كل العالم يعاني من هذه المشكلة بتفاوت الأسباب ... ولكنه يجد لها حلاً وتوظيفاً .. والسودان لم يستفد حتى الأن من المشردين .. بالرغم من أنه في أمس الحاجة إليهم ... وسأضرب المثل هنا بدولة واحدة تعد اليوم من أعظم دول العالم في جميع المجالات ، وقد نجحت في توظيف المشردين لديها ، وجعلهم ركيزة للتقدم وإنجاح المشاريع ... إنها الولايات المتحدة الأمريكية .. التي ننظر إليها بنظرة جامعة ورؤية محدودة .... فلننظر كيف إستطاعت طوظيف طاقة المشردين .. عندما نشأت الولايات المتحدة الأمريكية ، كان حلمها الأكبر هو التفوق والسيطرة على الشعوب الاخرى ، وجميعنا نعلم كيف أنها لم تتردد في إبادة شعب الهنود الحمر كي تنهض على أك######## .. وطوال تاريخها أصبحت تسعى للسيطرة وقمع الشعوب وقهر الأصوات التي تنادي بالتحرر في بقية الدول .... وقد أدرك قادة الولايات المتحدة أنهم إذا ارادوا السيطرة والقوة فعليهم بناء جيش قوي لا يهزم ولا يقهر ويكون اليد العليا في البطش والتأديب ، فكان أن سعت الولايات المتحدة إلى بناء جيش حديث ومدرب ومجهز بأحدث الإمكانيات .. وكما نرى فقد نجحت في ذلك إلى أبعد الحدود وتعدت حدود القوة المعروفة ... ولكن بما أن الإنسان بطبعه تغره النعمة وتبطره القوة .. وبما أن خزائن البخلاء لا تمتلئ .. والبحر لا يضيره زيادة الماء , فإن الولايات المتحدة لم تقنع بجيشها ، فأخذت تبحث عن طريقة أخرى ووسائل جديدة لدعم الجيش ، ورغم تفوقها في حرب النجوم والصواريخ والاسلحة غير التقليدية , وإمتلكت من السفن والطائرات ما لم يملكه غيرها ، إلا أنها ظلت في حالة بحث دائم عن المزيد من القوة ... وبما أن مجتمع الولايات المتحدة يسوده عدم التقيد بالنظم الأخلاقية وينتشر فيه الإنحلال والجنس والعلاقات غير الشرعية ، فقد تفشت ظاهرة التشرد في الشوارع الأمريكية ، وكثرت الجرائم والعطالة ، وتقول الإحصائيات أن الجريمة تقع كل دقيقتين في المدن الامريكية ... ففكرت الولايات المتحدة في توظيف تلك الطاقات الهائلة لخدمة أهدافها ومشاريعها ، فكان ان أدخلت أعداداً هائلة من الشباب العاطل المشرد في خدمة الجيش مما زاد من نطاق القوة لدي القوات الامريكية فإذدادت بطشاً على بطش .... أما الأطفال الذين لم يبلغوا سن العاشرة بعد فقد تم إنشاء معسكرات خاصة بهم لإقامتهم وإيوائهم ، حيث تتم تغذيتهم وتعليمهم بطريقة معينة وإدخال أفكار العقلية الامريكية في رؤوسهم وتقييدهم بنظم متميزة وتثقيفهم ثقافة حددت مسبقاً .. وهكذا نشأ هؤلاء الأطفال وشبوا على هذه التعاليم فكانوا شديدوا القوة والبأس وذووا افكار إستعمارية ، وعندما بلغوا سن الرجولة أدخلوا إلى معسكرات الجيش الأمريكي للتدريب .. وتكونت بذلك قوة أخرى داخل الجيش وتعمل تحت خدمته ... قوة تكونت من أطفال الشوارع والحارات ... لها اليد العليا الآن في بطش وتركيع الشعوب ... من أطفال الشوارع ..... تكونت قوة ( المارينز ) ... وهكذا فإن الولايات المتحدة وظفت أطفال الشوارع لخدمتها وخدمة اغراضها فكانت سبقة تفوز بها في هذا المجال ... والآن لماذا لا نفعل المثل لدينا ؟؟ّّ!! ... لماذا لا نوظفهم لخدمة قيمنا ومشاريعنا الوطنية ؟؟ ... أنخشى أن نتهم بإنتهاك حقوق الإنسان ؟! أم سنتعلل بضعف الإمكانيات ونقصها !!! لم أجد فائدة من وجود وزارة تسمى (الرعاية الإجتماعية) في السودان إذا كانت هذه الوزارة عاجزة منذ نشأتها عن إيجاد مأوي وحلولاً لمشكلة المشردين في السودان .. بل إنها حتى لم تلتفت إلى ذلك ولم أسمع تصريحاً جاداً من مسؤلي هذه الوزارة حول إيجاد الملاجئ والمساكن لهؤلاء المشردين .. إذ المفروض أن تكون هذه المشكلة من أولى أولويات مهام الوزارة ، ولكنها إلتفتت نحو مهام ثانوية لا تمت للرعاية الإجتماعية بصلة .. نستطيع جمع هؤلاء المشردين في معسكرات خاصة وتعلبمهم وتثقيفهم وإدخال مفاهيم الوطنية وحب السودان في عقولهم وأجسادهم ونجعلهم يشبوا على هذا المنهج وهذا المفهوم وننتظر النتيجة .. سنجد في النهاية أنهم جميعاً قد تشبعوا بمفاهيم وطنية حرة وحبذا لو علمناهم بعد ذلك كيفية البحث الشريف عن لقمة العيش وأسكناهم في منازل خاصة بهم ولا ننسى أن أرض السودان حبلى بالأراضي الصالحة للزراعة والتي تقدر بمائتي مليون فدان لم يستثمر معظمها بعد فماذا سيحدث إذا ما تم تعليم هؤلاء طرق الزراعة وإستوعبناهم في هذه المشاريع الزراعية ؟؟ّّ ستكون النتيجة مذهلة والنصر هائل وعظيم .. فقط نحن تنقصنا الحيلة والجرأة ... وليس نقص الإمكانيات كما يزعمون .. نقص الإمكانيات هو الدافع للنصر وليس العكس ... المشردين جذء من المواطن السوداني .. ونبض دائم داخله ونفس يتردد بين صدورنا .. فهلا تحركنا من أجلهم ، أم ننسف وزارة عاطلة ؟؟!! وزارة تسمى الرعاية الإجتماعية ؟؟؟!!!!!!!!! ....