طه سليمان..لماذا لا ترتدي طاقيتك !!

Quote: شواطئ طلال مدثر طه سليمان..لماذا لا ترتدي طاقيتك!(4-4) * (وسط الدائرة)..تعرفونها جيدا هذه الاغنية،بل واراهن بان بعضكم يكاد يدندن بها الان. وسط الدايرة يا اجمل نايرة خلى قلوبنا تطير وارحلى بينا فراشة حنينة بين زينات وعبير لما الخصلة تدور طربانا نبقى حرير فى حرير فرحى خلق اللة واتنى ياشبه القمرا وارقصى رشى عبيرك فينا وفتحى يا زهرة * هذه الاغنية تمثل واحدة من أجمل ما كتب الحلنقي من (اغنيات)..أداها فناننا الكبير (محمد وردي) بعد أن اضفي عليها جمالا رائعا من خلال تلحينه لها ،لكن الذي حدث هو ان المطرب المصري الكبير (محمد منير) سطا علانية علي الاغنية وغناها متخذا (ملكا حرا له) بل وانتجها في البوم غنائي كامل يخصه بعد ما احال حبيبنا (حلنقي) الي (متحف) و كتب علي الالبوم وبجراة يحسد عليها بان الاغنية (تراث)! لكن بعيدا عن هذا الامر هل تعرفون ما الذي حدث؟ انتشرت الاغنية وبشكل رهيب وسط المجتمعات العربية وبشكل لا يصدق وصارت مطلب الجماهير الاول في اي حفل يغنيه (منير) بل وفازت ايضا في مهرجان غنائي كبير شارك فيه منير في العاصمة الفرنسية (باريس) ونال بها المركز الاول فحققت بذلك اغنية (حلنقي ووردي) انتشارا واسعا للاغنية السودانية من خلال غناء (محمد منير) لها ان كان منير بالفعل فنانا (محترما) يعرف قيمة رد الحقوق لاهلها ونسبها اليهم..هذا نموذج جيد قدمه (الحلنقي) كدليل علي قدرة نفاذ اغنيتنا السودانية الي افئدة ووجدان واذان المستمع العربي ودون حوجة (لمصرنتها) وبلحنها السوداني نفسه! فما الذي دفع بـ(طه سليمان) لتنفيذ اغنيته و(كليبه غنى معاي) علي نحو ذلك النسق الغريب ما دام ان هدفه هو التعريف باغنيتنا السودانية! * علي ذات النسق انظر الي المكانة الرفيعة التى يحظي بها الفنان الدكتور (عبدالقادر سالم) باوربا والاحترام الكبير الذي تقابل به تجربته كفنان وتساءل معي لماذا؟ والاجابة لان عبدالقادر سالم احال عتمة سماءهم باوربا هناك الي ضياء بعد ان منحهم ايقاعاته الموسيقية الساخنة من (مردوم) و(تم تم) وغيره...اسمعهم عبدالقادر سالم فنا هو عليهم جديد وموسيقي هي بالنسبة اليهم تمثل مداخل لاكتشاف ثقافة موسيقية جديدة مستمدة من وطن اسمه (السودان)! بلد لا يعرفون عنه شيئا سوي الحروب والاقتتال ومشاهد الدمار والخراب التى تحتشد بها شاشات فضائياتهم لتغذي ذاكرتهم بها فلعب (عبدالقادر سالم) بغناءه ذاك (وبذكاء) دور (السفارة) بامتياز وضرب عصفورين بحجر واحد...عدل الصورة اولا! ونشر اغنيته السودانية حتى بقاع وسهول وكهوف جبال جليدهم الباردة ثانيا بعد ان اسمعهم لغة غنائية جديدة ..ولحن موسيقي جديد! * في كليب (غنى معاي) خسر طه كل هذه المعينات والخصائص والميزات التى كان يمكن ان تقدم فنه للاخرين وفشل في التعامل مع الامر بـ(ذكاء)..خسر طه وكسب المنتج الذي علي الاقل اضاف لسيرة شركته انها انتجت عملا جديد (غض النظر عما ولج للخزانة من عدمه او قلته)! * انا جد مندهش من فكرة ان يسافر (فنان) ما الي بلد غير بلده ، ليصور عملا يختص بتقديم ثقافة بلده ومن بلد اخر! كيف؟ هذا امر لا يستقيم يا سادة حضارتك هنا يا (طه) في (البجراوية) و(كرمة)..حضارتك في و(ودبانقا) و(جزيرة صاي) حضارة عمرها (7) الف سنة..الحضارة النوبية ، اول حضارة علي وجه الارض واعرق حضارة شهدها التاريخ..حضارة ملوك النوبة في شمال السودان الذي اثبت التاريخ نفسه انهم هم من حكموا مصر والمصريين لعدة قرون ..علماء التاريخ يا عزيزي (طه)ويا دكتور (الجبالي) اكتشفوا ان اصل الحضارة الفرعونية كان في السودان وان الحضارة الفرعونية في مصر اتت بعد الحضارة النوبية في السودان..الحضارة الفرعونية التى اظهرها (طه) في الكليب من خلال الفرقة الاستعراضية الفرعونية من مصر لينشر من خلالها حضارة بلده وثقافة بلده وارث بلده الذي هو السودان! * لماذا اذا سافر طه للقاهرة للتصوير؟ هل سافر لاجل توفر (كاميرات) التصوير الحديثة والغير متوفرة بالسودان؟ وبماذا سيفيد وجود هذه الكاميرات (بالقاهرة) ما دام ان الثقافة التى تود ان تعرضها وتصورها من خلالها موجودة (بالسودان)؟؟ هل كان من الاجدي للمنتج الدكتور (الجبالي) اخذ طه الي القاهرة وبالتالي فصله عن ثقافة وارث بلده ! أم كان من الافيد احضار (كاميرات التصوير) الحديثة الي هنا عبر اي طائرة شحن (كارقو) نقالة والاستعانة يسناريست سوداني ليعينه علي شرح ابعاد العمل الغنائي ومن ثم مساعدته علي ايجاد الاماكن المناسبة للتصوير ووقتها لن نكون قط في حوجة لامكنته (المعلبة) من علي شاكلة (ملهاه الليلي) الذي بدأ به العمل او فتيات فرقته الفرعونية بعد ان نستعيض عنهن باي من فتيات فرق بلادي من الفرق النوبية برداءهن ولباسهن النوبي (الساتر) اولا والمميز ثانيا! الم يكن كل ذلك ممكنا؟؟ * عزيزي (طه سليمان)..صدقنى لا احد ضدك او ضد طموحك كفنان..لكن بالمقابل لا احد معك في مثل هذه اللونية من الاعمال التى بينها وبين الغناء والفن السودانى بون من المفارقات والتفاصيل شاسع ومتسع..لك عندي (اجر المجتهد) الذي بامكانك ان سلكت الطريق الآمن الذي نعرفه ونالفه وسيوصلك ان يكون (اجران)..اجر التعريف باغنيتنا السودانية نشرها واجر التعريف بعظمة وشموخ وضياء شعب اسمه (شعب السودان)..طه ذاك هو فقط الطريق وذاك هو سفح الجبل ..اصعد او ابقي هكذا..حيثما انت! ولك عندنا بعد هذا حق الاختيار. حاشية:- * ان كان الكتور (احمد الجبالي) حفيا باغنيتنا السودانية،،مهموما بامر نشرها فلماذا لا يصور للدكتور عبدالقادر سالم اعماله الغنائية (فيديو كليب) لينوبه فينا وفيه ثواب! * علي (الجبالي) ان يفكر في (هذا العرض) ..لكن رجاءا الانتباه الي ان الرجل الذي يشغل منصب رئيس اتحاد عام المهن الموسيقية د.عبدالقادر سالم رجل بسيط لا يملك من الدنيا هذه سوي صوته وبعض الحطام وبالتالي فانه ليس في مقدوره ان يبذل المال(للجبالي) فهل سينتج (الجبالي) له! * اكرر وللمرة الاخيرة.. شئ ما يقلقنى..شئ ما وكفي.