أحداث الخرطوم المؤسفة، وإحداث العنصرية

Quote: ((بالطبع ليس هـذا البوســـت عنصريا بأية حال من الأحوال لكنني لست بمواضع نفي العنصرية أو اثباتها فالتناول الان ينبغي أن يجري مع الواقع الذي نراه ونعيشـه بعاصمة بلادنا ووجهها المشرق ونقطة الالتقاء الوطني والإثني والعقدي والديني. كان ما حدث بالأمس مؤسـفاً وله ما بعده على كافــة الصعــد الذي ثبت ولا ينفيه مكابر أو غير مكابر أن الذين انفرط بهم عقد الامن بالخرطوم غداة الإعلان عن وفاة القائد قرنق لم يستهدفوا المنشآت الحكومية ولا قوات الحكومة ولا رجال أمنها ومقارهــم ولا المكاتب والوزارات ولا الرسميين ولا أي من المظاهر الرسمية لكنهم استهدفوا مكامن الضعـف ومواضع الغفلة ومظان الدســـم الاقتصادي والمالي والحضاري. لقد كانت صدمة كبيرة أن يشاركنا هؤلاء الوطن الواحد وأحلام المستقبل الواعــد وهم الذين يستهدفون المدنيين والممتلكات المدنيــة. وكانت غاية القسوة الاساليب التي لجأ إليها العديد منهم في قتل الناس ذبحاً وتقطيع الأيدي والأطراف والتحكمية في التسبيب وهي تحكمية تجوز على الحكومة ولا تجوز على المواطنين بأية حال. صحيح أن المسيح نبي لكنه ليس نبي المسلمين وصحيح أن قرنق قائد سوداني لكنه ليس زعيم الشماليين. لا توجد في نظري على الأقل أية مبررات لما حدث بالأمس في الخرطوم على الاطلاق لا توجد حتى الذين يتحدثون عن إزالة مظاهر الفقر وتضييق الهوة بين الدخول وإزالة الغبن والتهميش عن النفوس فهم يتحدثون عن أمور ومعالجات طويلة الأمـد وتحتاج لبرامج وجداول زمنية طويلة المدى. أما الذي هو الأن في حيز الوجــوب فهو ممارسة حق الدفاع الشرعي للدولة خياراتها ولكن للفرد خياراته أيضاً وخيبة الدولة عندنا ليست أولى الخيبات ولا آخرها ولكن خيبة الأفراد هي أكثر ما يؤلم في أفريقيا تتوافر الدروس بالمجان والملايين الذين قضـو في رواندا وبورندي فعلوا ذات الغفلة وأصيبوا بذات الذعــر الذي أودى بهم في مهالك الموت هؤلاء لم يمارســوا حقهم في الدفاع الشرعي القانون لا يعلمنا الجبن ولا التخاذل ولا انتظار الاحتياط المركزي ولكنه يعلمنا أن لنا حقوقا في الدفاع عن أنفسنا حينما نواجــه خطرا حالا أو وشيك ضد الانفس أو الأموال أو المقدرات وهو هنا حال وليس وشيك الوقوع. على الجيمع في السودان ممارسـة حق الدفاع الشرعي وعدم الانتظار والعلم واليقظة والتيقن بهذا الحــق القانوني والاعفاء القانوني من المسئولية في حال تسبيب موت المهاجم أو أذاه الجسيم يجب أن يعرف ويستيقن كل من يهاجم الحرمات الخاصة بأن هناك من يقف في وجهه بذات العنف ويرد أذاه بذات الوسيلة. والحق جماعي إن كان الهجوم جماعيا وفردي إن كان فرديا وتنسيقي أن كان المهاجمين ينسقون بالظهور فرادى ثم تتبعهم الجماعات. القانون لا يعلمنا الجبن واتفاقية السلام لا تعلمنا التضحية بأموالنا ونفسيات أبنائنا والوحدة مع الجنوب لا تعلمنا أن نتعرض للهوان. على كل من يقرأ هـذا ويتعرف على حقه القانوني في الدفاع عن نفسـه أن ينشر هذه الثقافة بسرعة بالاتصال وتهيئة الناس وعلى كل من يخالف أن يكــف أذاه فقد بلغنا الأذى بوصيكم على السيف السنين اسعــوه بوصيكم) على فايت الحدود واســـوه))