|
Re: الحركة الإسلامية: يَهْدُوكْ مِنْ المَبيتْ تَقَيِّل كُتُرْ (1) ... مجدي الجزولي (Re: خالد العبيد)
|
بعد هذه المقدمة يبدو من الحكمة أن نضع تيار الإسلاميين السودانيين في منظور أكثر دقة بتوخي علمية قد تفيد في تقييم ودرس الجذور الاجتماعية والاقنصادية لكتلة الإسلام السياسي في بلادنا، وربط ذلك بتطور فكرهم وممارستهم العملية ودعاويهم الآيديولوجية، مع التشديد على أن الإحالة المجانية إلى "الرجس من عمل الشيطان" ليست هي أيضاً إلا دعوى آيديولوجية قد تنقذ خطاب المعارض السياسي المحض لكنها ليست بديلاً موضوعياً لعمل واجب هو الدرس الصابر لهذه الكتلة الاجتماعية السياسية دون الولوج السهل إلى حجة "تجار الدين" على صحتها عند الحكم الأخلاقي على نفر أجرموا حتى التخثر ولم يكرم الله عليهم بتوبة. في هذا الباب كان الرائد لا شك الدكتور عبد الله علي ابراهيم، وقد تحمل في هذا السبيل سباباً وسياطاً من معارضي الإسلاميين قبل مناصريهم، وذلك وفق سنة سبقت لشهيدنا عبد الخالق محجوب الذي أفرد لفكر الإسلاميين كتيباً ما يزال هادياً لأدب اليسار في هذا المضمار: "آراء وأفكار حول فلسفة الأخوان المسلمين". إلا أن المستجد هو المنظور والمعاش من حصاد التيار الإسلامي في السلطة، وهو دون "ملاحيظ" يكفي ولا شك لجعل البغضاء بين الإسلاميين والشعب السوداني حائطاً لا يعلو فوق سوره إلا مداهن راغب في "سلطة أو جاه" بحسب التعبير المحبب عند د. الترابي. وهو بذاته أيضاً دليل الواقع المنتصب على خبال الممارسة السياسية والاقتصادية الاجتماعية للحركة الإسلامية. رغم ذلك فإنه أعشى البصيرة من ينكر حجم النفوذ الذي ما زال التيار الإسلامي يتمتع به بين قطاعات من شعبنا، كان ذلك بصيغة "الحركة الإسلامية"، أو بصيغ أقل أو أكثر "أصولية"، ولعل تاريخنا السياسي يفرخ لنا حتى بعد تجربة الأعوام المتتالية تحت حكم الإسلاميين كتل جديدة ترفع رايات تشابه أو تقارب تلك التي كانت للحركة الإسلامية. بذا فإن من تهوين الأمور أن نترك للحوادث فقط، وليوميات السياسة، مهمة بث الوعي البديل محل ما تراكم من الوعي الكاذب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|