بلند ويوسف الخال، أنسى الحاج وأدونيس وخليل حاوى، جميعهم ممن ينسجون الأحرف أشرعة، لنبحر نحن تجاه الحلم، كل الى وجهته، ونحن نبحر الينا، الينا فقط، حيث جزر الحنين دافئة وعاشقة
هذى الليلة فى احلامك لا تبحث عن نفسك فى هم فى بعض حروف صم فى أرض تغرق دامية فى عتمة رمس افتح جفنيك على الدنيا لا حراس لها واغلق عينيك على دوار الشمس احلم احلم
أوقات كثيرة يا جبران، يترائى لى الحلم وكانه واقع المنى، أو هو الواقع المشتهى، من أى الجهات فى الروح يأتينا الحلم؟ وكيف تتربص بنا الذاكرة، الذاكرة العذاب، والتى دوما تمط شهيتها على موائد الماضى، وتصطاد أفخر اللحظات
الحلم يا جبران، آخر قشة صديقة نتمسك بها، علها تفضى الى مدائن السندباد، وتتلخص المسافة فى ظل صغير قرب نبع من الناس، تشربهم أو تشرب منهم، لا يهم، كل ما يهم هو أن يرتوى وريد الحلم حتى ثمالته، ويفيض على باحات وأرجاء اللقاء، لنختصر العمر، فما عاد متسع لتزاحم الأحزان ونزقها
ما رأيك يا جبران أن نخبئ الشمس بين جفوننا، وحين ننام، نفاجئى بها الحلم، حتى يتخذ شكله ويرتدى جسد الواقع، لحظتها لا يجد مفرا من الإنضمام الينا
أعود ثانية .. لأكتب .. لا تحسب أن كتابتي هي نوع من الرسالة .. أو ضرب من ضروب الخطابات التي ترسل .. ولكن صديقي هي نوع من الصراخ والفضفضة التي تتعهد إدارة البورد بإيصالها لك بضة حية دافئة .. حينما أكتب لك ..أكون بإحساس الخاطئ الذي يجلس على كرسي الإعتراف .. بعدها أحس بأنني صرت نقياً كالأطفال .. صافياً وكأنني خارج من بوتقة .. أو كما قد تقول بأنني من بلور .. ينتابني أحياناً الإحساس بالوحشة أكثر مما هو إحساس بالوحدة .. أجد دواخلي شائكة .. كأنها دغل كثيف يوحي بالرهبة .. لذلك حينما لا أجد الشجاعة الكافية .. أتهرب من مواجهة ذاتي.
أنت تعلم أن الكتابة إليك تحتاج لقلب بكر وساعة إمتلاء .. وأنا الآن يعوزني هذا القلب البكر كثيراً .. إذ أنني وجدت الأقرب إلى نفسي أشباح الإحتضار والإنتظار غير المجدي وخواء كبير قد كان في يوم من الأيام قلباً نضراً وتحور إلى مساء مشوش الأنفاس وكسير الملامح متعرج الدهاليز.
شكراً يا صديقي إذا أفردت لي من المساحات الكبيرة في هذا العالم الحلو الإطار كما طلبت مني أن أحاول أن أشغل الفراغات المخصصة لي .. ولكن وجدت أن الخفوت الذي أخافه قد غطى حتى القلم وأحلام أحرف الكتابة بالظهور على صفحات الورق الأبيض.
قد يكون لي في يوم من الأيام أن أستطيع العودة إلى القلم .. عندها سأحاول قدر الإمكان أن أحصل على أو أن أسترد هذه المساحات الخصبة لأدوزنها بالكلمات المحبورة والمفردات المقروءة .. في لحظات الإفلات هذه سيكون الشعاع أكبر من أن تستطيع الأوهام أن تسد عليه الطريق .. ويكون الشعور عملاقاً لا تحده الأشياء .. هي لحظة الإفلات التي أتمنى الوصول إليها .. فأرحل إلى محطات النشوة والإرتجاف .. ما أمتع الوصول والمرسى في هذه المحطات .. وخاصة للناس الذين وصلوها في يوم من الأيام وأحبوا العودة إليها مرات ومرات.
نعم كنت أود لو أحبر لك بعض هذه الصفحات على الأقل إن لم يكن كل ما أتيح لي من مساحات الإنتشار .. ولكن شملني رعاف اللحظة .. ولم أستطع حتى أن أحدد اللقيا بالمفردات .. يمكنك أيضاً أن تقول أنني لم أقدر على أن استرد ما أضعت من أنفاس أو من ترتيب الوعي .. حتى أحدد من أين أبدأ وإلى أين أنتهي .. ليس هذا كل شئ ولكن أصبحت ودون وعي وأحياناً بوعي كامل أحاول إستشفاف البخر .. إن قوانين التبخر جد مؤلمة .. هل أحسست يوماً أنك تتناقص من الأطراف وأن تتلاشى شيئاً فشيئا .. لن تؤثر الكلمات في وقف نزيف الأشياء ولكنه وحده الزمن هو الذي يعالج مثل هذا النزيف ولكن كيف ؟ بأن يتركك تنزف للقطرة الأخيرة .. وأن تحاول الإنطلاق والبقاء في حدود الرؤيا المتاحة سواء أكانت ضبابية أم غير ذلك.
منطات النجاح أحياناً تقود الواحد منا للإلتفاف حول المحور .. والمفردات الباقية تضمحل ويتلاشى دورها حينما ندمن الإرتشاف من عصير البهجة وهذا الإضمحلال هو أس الأساس في خسوف الأمنيات والولوج في تلافيف الأسى إذا أن الواحد منا لا يحسب للكون حساب وهنا يأتي نزيف الأماني .. وهشاشة في المحور نفسه .. وهذا هو الإحساس الممض بالبخر الذي أعنيه .. أرجو أن لا يعوزني المزيد من الكلمات لأصل للمعنى الذي أعنيه.
إحتكر كل ما تستطيع من سلعة الصبر فهي من أندر الأشياء وخاصة ساعة الحوجة لها حينما تتكالب عليك مظاهرات الكآبة.
آمل أن لا يؤثر إنهمار الغربة المنسل مني إليك فيك فتغيب عنا الملامح .. وآمل كذلك أن لا يهلك المعنى في إبتذال المفردات.
06-25-2003, 04:10 PM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
لا تجعل الروح ترخى قبضة التوق لعناق الأمنيات ، فقد علمنا النهر، أنه على قدر ما تبتعد الضفاف عن وجهه، فهو ملاقيها، ويذهب ظمأ الروح وتبتل عروق الطين الكامن دوما فى أحشاء الأمنية
حتما سيبتل يا جبران
وأنا على يقينى كله، إنا سنلتقى ذات فرح، فرح مبهرج غير عابئ بالغياب ولا مشقات الدروب المجدبة
حتما سنلتقى
وليس عندى سوى وميض من فرح خجول، دعنى أتنازل عنه كله لك، أهديك إياه، ليت عندى ما هو أكثر منه
06-25-2003, 07:19 PM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
حاولت انساك وقلبى زاد فى جروحو ورينى كيف الحى يودع روحو
هى جدلية الوجع مرة أخرى؟
وأنا أصطحب أحمد المصطفى، حاولت جاهدا أن أتذكر صاحب هذا الوجع العالى، أتراه حسن عوض أبو العلا، أو ربما هو الجاغريو، ولماذا لا يكون خضر حسن سعد، ذلك البهى صاحب
ما شقيتك انت الشقيتنى راعى نص الهوى والغرام
كيف يسطرهؤلاء الناس الوجع؟ كيف ينقاد مداد الدموع ويطاوعهم لؤم الحزن، لتخضر الأغنيات؟
ورينى كيف الحى يودع روحو
سؤال لا يقدر على رفعه فى وجه الأسى، سوى من لديه ذلك التوق لملامسة أقصى معنى ممكن فى الحياة
قد تكون نوع من دايلما الرغبة فى الإمساك بذات وروح العشق الجليل، مع ما به من وجع خرافى لا يطاق، وفى نفس اللحظة المتربصة، إحتضان الموت، موت من نوع خاص، يمنح نوعا خاصا ايضا من حياة تتيح الإنصهار مع حبيب لا ينال، ولا يرضى النسيان أن يفتح كوة رحمته يهب بعضا منه للعاشق
ما أقسى وله ووجد العاشقين
يزداد ضجيج الجرح وهديره، مع كل محاولة لمصادقة النسيان والتالف معه، وتتفتح الأغانى، تنقش ملامح الخلود لذوات مشعة بألق المعاناة وجمر النشيد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة