|
نوبة زيمباوى
|
أتابع دائما وبشغف شديد، إحدى القنوات الرائعة حقا ضمن هذا الكم المهول من البث الذى يوشك أن يضيق به الفضاء الاسفيرى القناة إسمها USHUAIA TV.
وأتمنى أن يشاهد كل المهتمين هذه القناة البهية فعلا، وهى فى القمر الإصطناعى
Hotbird باقة OpenMux التردد 10873
وهى ناطقة بالفرنسية، وعلى الرغم من مرور الكثير من الكلام المحكى دون أستوعبه بشكل صحيح، إلا أن الكثير أيضا من الصورة المحكى عنها تصل، وإن كان وصولها بعد تعب اشد
القناة تعنى بالإنسان، خاصة خارج الحضارة الغربية، فهى تتناول البيئة وانثروبولوجيا البشر، والحيوان والنبات وتداخل العلاقة بينها جميعا من عادات وممارسات وطقوس وما بين كل هذا وذلك، وهى شبيه إلى حد ما بقناة الناشيونا جيوقرافيك المعروفة ويشاركان العديد من الإهتمامات وأطر التناول
ونفس القناة كانت قد قدمت حلقة عن حضارة نبتة قبل حوالى الثلاثة أشهر ومن مواقعها الصلية فى أرض شمال السودان الأوسط
اليوم وبينما كنت مستغرقا فى مشاهدة موضوع عن زيمباوى، وفى عمق مجتمع الغابة العجيبة، تم عرض رقصة من أجمل أنواع الكيورقرافى الذى يمكن أن يستمتع به الإنسان أغمضت عينى وفتحتها مرتين لأتأكد من أنى لا أشاهد اهلنا الأحباب من نوبة الجبال وهم يؤدون "الكمبلا" أى والله هى الكمبلا بكا تفاصيلها، حتى الدقيقة منها نفس اللباس الطقوسى البديع نفس الإيقاع ونفس الحركات، وفى هذه يتم التطابق التام، والتام جدا، حتى حركات اليدين واليمنى تمسك بالمنفضة المصنوعة من ذيل التور ونفس الحلى التى التى تصدر أصواتا منغمة يضعونها حول المرفقين أو حول الكاحل وأكاد أجزم أنه ذات المعانى التى يلهج بها اولئك القوم هى ذاتها التى تنشدها نساء أهلنا النوبة وهن فى كامل زهوهن وفرحهن الأصيل، وهن يتحولقن فى دوائر هلالية الشكل والطعم حول الراقصين وهم يؤكدون إنتماءهم لتلك الأرض الأم، وربما وفاءا ومحبة لمعنى الإنسان أولا وأخيرا
والله العظيم كنت أشاهد "الكمبلا" بأدق تفاصيلها، حتى اللفتات والإيماءات وتلكم الزغاريد التى تخرج من عمق أصل الفرح
الإختلاف الوحيد الأوحد كان فى أن "نوبة" زيمباوى كان يعتمرون قطعة من جلد التور ذات شعر كثيف، بينما لم يرض زهو وفخر "نوبة" السودان إلا وضع قرنى التور على رؤوسهم فى تماهى وتماذج بديع عجيب
فيا سبحان من خلق
ويا لجمال وحسن إنسانك يا افريقيا
|
|
|
|
|
|