اما لماذا هذه الظاهرة تحديدا..و الإهتمام بها..يرجع لبعض الأسباب..منها أن تأريخ الكائن السوداني قد جبلت كتابته ببعض القصور.. مثلا نحن اقصى ما نفهم في تأريخنا التاريخ السياسي و نسعى لكتابته و توثيقه..ولا نتعدى ذلك الى دارسة التاريخ الوجداني و الإجتماعي و الثقافي و الجمالي.. باعتبار أن السياسة لها الأثر الأكبر..و هي مقولة تنطوي على مثيولوجيا مضللة للغاية..
ايضا من اسباب تأمل هذه الظاهرة.. ان مزاج الكائن السوداني العادي له اثر كبير في صياغة و تكوين الشخصية العامة لذلك الكائن..فنحن شعب السياسي فينا يمارس الريدة..العسكري يمارس الريدة.. المثقف يمارس الريدة.. الفنان يمارس الريدة.. التاجر يمارس الريدة..المهندس يمارس الريدة,, العامل يمارس الريدة.. ست الشاي تمارس الريدة..الخ..فهي ظاهرة توحدنا جميعا بمختلف مشاربنا و رؤانا و موقفنا من الكون و الأشياء.. الكائن السوداني ، الريدة تشكل محور كبير في حياته ، مثلها و مثل الأكل و الشرب و اللبس و التعليم و العمل و الرصاصة التي يشتريها لقتل انسان اخر.. فهي حالة لا ينجو منها كائن سوداني سواءا كان رجلا أو امرأة..!
بداية اركيولوجيا بهذه الكيفية هي مسألة شاقة و قاسية للغاية..فالموضوع بالرغم من أن الجميع يمر به ، الإ انه شئ من باب المسكوت عنه..مع انه اخطر اثرا من حصة الدين أو اللغة العربية أو التاريخ..و بالطبع ليس هناك حفريات مادية لتحديد معالم الريدة في الوجدان السوداني ، و لكن على المستوى المعنوي فهناك خطابات ثقافية عديدة ارخت لملامح الريد في وجدان الكائن السوداني..و هذه كثيرة للغاية.. من الصعب جمعها جميعا في كتابة عابرة..ولكن لا مانع لدينا ان يلتقط غيرنا الفكرة و يكتب عنها..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة