رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد النور كبر(Kabar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2003, 10:37 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه

    " الرواية تستدعي الفردية المستقلة فى اللحظة التي تستحضر فيها التأريخ الاجتماعي الذي تصوغه و يصيغها" - فيصل دراج

    رواية " الحــنق" لشوقي بدري ، تعد اتجاه للتفكير بصوت عالي في كثير من ظواهرنا، قضايانا،علاقاتنا الاجتماعية و السياسية.. وهذا اتجاه مقبول الى حد كبير..
    أما بنية المسكوت عنه ، فهي منظومة أفكار وأقوال وأفعال و قيم تحكم كثير من تلك العلاقات.. وكثيرا ما يقمع صوت التفكير فيها بعدة وسائل و لعدة أسباب، بالرغم من وجودها الجارح في أرض الواقع...
    وقبل أن تدلف في هذه المساهمة ، نود أن نؤكد بأن مهمة المبدع عموما، و الروائي خصوصا، هي الشهادة الأمينة تجاه قضايا المجتمع و الواقع..
    و شوقي بدري في هذه الرواية مارس شهادته بوضوح حارق و مرارة تفصح عنها بنية السرد للوقائع و التصورات الاجتماعية لهذه الوقائع ، و الأحكام المتبعة في توصيفها و تقييمها.. و لقد كان شجاعا في تناوله لهذه القضايا ، بالرغم من ادراكه التام بأنه يكتب في واقع تكتنفه شبكة من الصعوبات لتقبل هذا النوع من الكتابة..
    أثار شوقي بدري في هذه الرواية قضية علاقات اجتماعية كانت ذات وجود فعال في واقع المجتمع السوداني، و أحسب أن اثارها لازالت ممتدة الى يومنا هذا، و قد تمتد الى الغد..
    تتحرك أحداث الرواية في زمن سوداني غنــي بالتحولات.. و شهد هذا الزمن بزوغ مخاض الاستقلال على مستويين: المتوى الأول التوجه نحو نيل الاستقلال السياسي و ذلك في مواجهة المستعمر... و المستوى الثاني.. الاستقلال الاجتماعي الذي كان يسعى الرقيق الى احداثه وذلك فى مواجهة مستعمر احر لا يقل شراسة عن المستعمر السياسي الانجليزي...
    فالرواية مبنية على تفاصيل حياة مصطفى مرجان الذي وجد نفسه في فضاء عريض بعد انهاء الرق بصورة رسمية فوقية دون معالجة اثارها الاجتماعية و التي نحسب اتها لازالت موجودة..
    اتسم الحكي بتفاصيلية شيقة و تداعي محبوك.. زاد من فرادة تلك التفاصيل ، المضامين الطريفة... منها - كما أشار الاستاذ محجوب عثمان في مقدمة الرواية- صناعة المراكب.. وتفاصيل أمدرمان المدهشة.. وعلاقات المراكبية ببعضهم البعض من ناحية، و علاقتهم بالبحر "النيل" من ناحية أخرى.. و غيرها من التفاصيل..
    لكن الثيمة الأساسية أنبنت على الحرقات و المغصات اللانهائية التي واجهها مصطفى مرجان -الشخصية الرئيسية في الرواية- بسبب كونه رقيق حديث التحرر، و هي أشبه بحكاية المبتدئ الذي يجد نفسه في مواجهة فضاء اجتماعي غــني بالتعقيدات وسياسة الاقصاء ، و القمع ان دعت الضرورة...
    لكن الرواية في مجملها امتدت لتناول علاقات لا تقل تشابكا عن العلاقة موضع الثيمة الأساسية، مؤسسة بذلك ثيمات فرعية جديرة بالبحث و التأمل ..
    و نقصر الحديث هنا عن مفاصل أو عناوين فرعية ، قد تساعدنا كثيرا في اضاءة جوانب مهمة ، ونتمنى أن يواصل غيرنا مهمة البحث فيها..
    مستويات الهـــــــزيمة:
    نقصد بالهزيمة مستويين متلازميين بصورة لا تقبل الفكاك، هما: القدرة على عدم احداث التغيير و القدرة على عدم تقبل التغيير..
    بالنسبة للمتوى الأول.. القدرة على عدم احداث التغيير..
    فاننا نستعين به لتوصيف الرقيق ككائن مقهور، مسلوب الارادة، ومنبوذ.. فلقد احتوت الرواية على تواصيف عديدة تصب في خانة الاذلال و تقليل الشأن وعدم الفائدة.. و هي تواصيف امتلأ بها قاموسنا الاجتماعي لحد الفيضان..
    و في فعل ذلك امتثلت الرواية لمهمة اختبار منظومتنا القيمية ة أحكامنا في التعامل اليومي.. و لانقول بأن في ذلك اعادة اكتشاف لمفهومات تلك المنظومة ، و انما هو توثيق لها من باب الصوت العالي في التفكير .. و ذلك حطوة أساسية في مواصلة المشروع من باب المعالجة..
    و هناك توصيف حارق يحمل تصور دقيق لبعض من معالم تلك المنظومة.. و ذلك في تأسيس دلالة قوية.. مثلا
    " لقد رجالا يقتلون بعضهم البعض لنظرة بريئة طالعوا بها نساء غيرهم .. و لكنه رأى العبد يركل ةيصفع ويرسل بعيدا لكي يختلي السيد بزوجته أو أحته و ربما تكون أمه.. هل ترى كل هذا يا اللـــه؟" - ص25
    و في كل صفحة من صفحات الرواية، و عددها 192، لا تخلو صفحه من عبارات من جنس سيد، عبد، عربي... و تكرارها بهذه الصورة يفضح احساس شوقي بدري بالمرارة و الحرقة و هو يحكي مثل هذه التفاصيل ..
    أما مستوى الهزيمة الآخر.. القدرة على عدم تقبل التغيير..
    فلقد تبدى في التأكيد على أن المجتمع لم يكن مهيئا نفسيا، اجتماعيا،سياسا، و اقتصاديا لتقبل هذا التغيير.. ونقصد تحرر الرق و الاندساس في الواقع الاجتماعي ، بمظنة الاسهام في البناء دون استحضار للتقييم المتعالي و العنصري.. و لفضح هذا الاصرار على العلاقات المشوهة للانسان و انسانيته ، نجد المصير الذي واجهه مصطفى مرجان .. حينما ظن غرة أن الحياة تعامل و مروءة وشهامة و نخوة وصدق.. فواجه الموت مرتين: الاولى حينما رفض كزوج لآمنة ابنة معلمه عبد الساوي.. الذي صرخ قائلا
    " ان الدنيا لم تكن رفيقة بي.. و لكن هذا اكثر مما توقعت.. انت أيها العبد الأغلف تريد أن تتزوج ابنتي؟"- ص 192
    والثانية حينما واجه مصطفى مرجان الموت الفعلي.. و ذلك حينما تضامن احدهم مع قضية عبد الساوي ، و قام بالاجهاز على مصطفى..
    و كلا الموتين ، يؤسسان لمستوى الهزيمة الثاني بامتياز..ذلك بأن هنالك احساس اجتماعي طاغي لا يملك القدرة على تقبل التغيير ..بل مقاومته باساليب تشي عن الغدر و الجبن و الهروبية..
    و يتمثل هذا المستوى الثاني للهزيمة في امتداه على مستوى اخر.. لأن هذه العلاقات ، وعلى بشاعتها تلك ، تمتد لتوصيف الاحتقار الذي تعاني منه بعض الاثنيات، و التي لم تكن رقيقا، و لكنها كانت في مستوى الرقيق احتقارا.. و نقصد بذلك التصورات التي امتلأت بها المخيلة الشعبية تجاه البعض..
    " و كونه فلاتيا ينظر اليه الجميع بتقزز و عادة ينفر الناس من ان تقع اعينهم على بعض الفلاتة"- ص 105
    ومثل هذا الواقع البشع والأشوه ،لازالت اثاره تمتد لتحكم كثيرا من تقيمنا لبعضنا البعض على مستوى العلاقات الاجتماعية.. و أعني أنه لازالت هناك بعض الاثنيات في واقعنا السوداني محتقرة ومهمشة.. و لازال قانون العرق الــنئ يحكم كثير من علاقات التعامل و التزاوج بين الافراد..
    و تظل مستويات الهزيمة هذه نوع من المسكوت عنه و الحفر فيه يأتي بكثير من الاعتراضات و التوجسات و المساومات والترضيات..
    وقائع المجون/ السكر/القعدات/الشذوذ الجنسي:
    كان المجون، و احسب انه لازال، جزء من و اقعنا و علاقاتنا الاجتماعية .. و ان كانت الناس قد تراضت على عدم الافصاح عنه تراضيا ضمنيا.. و لقد كانت ظاهرة الدعارةن ظاهرة اجتماعية ذات وجود ن سواء كان مرفوض أو مقبول.. لكن ايضا قانون التراضي الاجتماعي لم يسمح مطلقا بتناولها بوضوح، حتى لو كان ذلك من باب تعريتها و مواجهتها و معالجتها... و كثيرا ما كانت تتناثر البيوت التي تسمى مشبوهة في معظم مدن السودان، حيث كان الجسد سلعة تباع مثلها مثل التمباك و الفول المدمس والملابس...
    و بالرغم من الاعلان الرسمي لانتهائها، الا انه لا يستطيع ان ينكر احدنا انه لازالت هذه الظاهرة موجودة بصورة ضمنية و اكبر من تلك التي كانت رسمية..
    و قد نفذ شوقي بدري الى هذه الظاهرة بتوصيف واضح ، تاركا لغيره مهمة التقييم و التناول...
    و كجزء من زمن التحولات الذي تحركت احداث الرواية في افقه، وجدت النساء الرقيق حديثلت التحرر انفسهن في مواجهة واقع مستعصي و متشابك ... حيث لم تكن المرأة الرقيق حديثة التحرر تمتلك المؤهل الذي يساعدها في مواجهة الحياة و تأسيس معيشة كريمة تجنبها المتاجرة في جسدها .. و لقد كانت المؤسسة الرسمية " الدولة" في حالة غياب تام ، لأنه لم تكن هنالك خطط و برامج اجتماعية موجهة لخدمة هذه الشريحة الاجتماعية .. و لم يكن هنالك أي نوع من المساعدات يقدم لهؤلاء النساء..
    وغني عن القول أن المخيلة الشعبية، كنوع من الاقصاء الاجتماعي، درجت على تكييف و تصنيف هذا العمل كنوع من عمل الخديم... في اشارة واضحة للمستوى الثاني للهزيمة.. و ذلك عدم القدرة على تقبل التغيير..
    و تمظهر هذا المستوى ايضا في المفهوم الانتقامي ، الذي كان يشكل جزء من ذهنية الرقيق حديث التحرر من الرجال.. الذين كانوا يقتنعون تماما بأن ما يفعلونه تجاه بعض النساء"بنات العرب مثلا" هو نوع من الانتقام من سادتهم في حياتهم السابقة... و بنفس القدر ما يفعلونه بالشواذ جنسيا كان يصب في اتجاه هذه القناعة..
    ولقد كانت هذه التكوينات، مجتمع الدعارة و المجون ، دوما ما تكون مصحوبة و علاقات الشذوذ الجنسي، و هي أمراض اجتماعية وجبت مواجهتها بكل شجاعة ووضوح..
    " و لمه ترتدي هذا الجلباب الفضفاض ذي الأكمام الواسعه؟ هل تحب أن تتمثل بالسادة العرب ؟ أم تخفي تحته احد الغلمان الرائعيين؟" - ص 142
    أو
    " لماذا لم تنطلق مع احد البنات ألا يرقن لك؟ اني أعرف انك تحب الصنف الآخر"- ص 178
    و لقد كانت هذه المماراسات تتم فى وسط المجتمع.. و علاقاتها متشابكة.. لأن البيوت كانت ملكيتها تعود لأناس محترمين في عرف المجتمع، و لم يتنكر منهم ذلك، لأن ما يفعلونه كان يصنف في اطار التعامل المشروع - كالاجارة مثلا- و انما الاستنكار كان يوجه لنشاط تلك النساء وهو منطق فيه كيثر من العوج المحمي بقانون التراضي ذاك..
    و مهما يكن ، فان انتقام المهزوم من المهزوم في حد ذاته هزيمة كبرى.. و توصيف هذه التكوينات بهذه الكيفيه هو مستوى اخر من مستويات الحفر في بنية المسكوت عنه.. و لقد أنجز شوقي بدري هذه التوصيفات/الشهادة بتمكن ، لكنها لا تخلو من اثارة كثير من الأسئلة الت تحتاج ايضا الى شجاعة في معالجتها..
    فســـاد المؤسسة الرسمية " الدولة":
    و هي ايضا بنية من علاقاتنا الاجتماعية ، و التي تغطى بغطاء كثيف من التراضي الاجتماعي .. فكثيرا من الناس تشكو من فساد مؤسسات الدولة وعمالها.. خاصة بعض المؤسسات المدنية.. لكن لم تبلور هذه الشكوى فى مشروع متكامل يحوي المواجهات والمعالجات..
    و الشاهد أن مؤسسة البوليس من اكثر المؤسسات التي اثارت، ولازالت، كثيرا من السخط والضجر.. و نحن هنا لسنا بغرض استعداء الناس تجاه جهاز من اجهزة الدولة ، و لكننا بصدد اضاءة وقائع روائية تمارس شهادتها فينا و في واقعنا و علاقاتنا..
    " مد دبرياش يده الى قبعة الرجل الجديد وبدا في تنقية المخدر من الحبوب و العيدان الغليظة واضعا اياها في القبعة.. قائلا.. لا تستغرب هكذا ندشن رجال البوليس الجدد.. لقد مر الجميع بهذه التجربة، فنحن ندخن البنقو على رأس الحكومة" - ص 100
    أكثر من ذلك ، فان الحكومة ممثلة في محمد مصطفى ، رجل البوليس عديم الذمة والمخنث، هي التي كانت ترتكب السرقات الصغيرة و المنظمة لتوفير المال اللازم لمتعة هؤلاء النفر.. و ما قاله دبرياش ، شبيه الرقيق حديث التحرر، هو نوع من انواع الانتقام الضمني تجاه المجتمع و مؤسساته الرسمية.. و في كل الأحوال لازال فساد الدولة ، كبيره و صغيره، من السكوت عنه ايضا .. و يتم تداوله في جلسات الأنس و القعدات و الهمس الخجول..
    في الرواية مستويات أخري من العلاقات و الشخصيات التي تتميز بوقائع أشبه بالغرائبية.. منها مثلا الحاج عبد المحمود، و دبرياش.. ثم تفاصيل مدينة أمدرمان ، التي كانت بها ظواهر البلطجة و البارات المفتوحة.. و غيرها من التفاصيل التي تشبه الخيال.. و أقول بذلك.. لأن معظم الأجيال الحديثة لا علم لها بمثل هذه التفاصيل.. و قد تدخل عندها في باب الخرافات..
    ثم حقيقة أخيرة أوجزتها الرواية في عبارة صغيرة تقول..
    " أفتح عينيك اذا كنت انت و رجالك تعرفون ما هو الدين اذن لماذا تنطلقون الى الحلة كلما حل الظلام؟" - ص 58
    و هذا مستوى اخر من مستويات المسكوت عنه ، و يحتاج الى حفريات و حفريات.. أعني مستوى علاقتنا كسودانيين مع الدين.. و تلك حكاية اخرى..
    صدرت الرواية عن الشركة العالمية للطباعة و النشر-1998
    محمد النور كبر
                  

العنوان الكاتب Date
رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Kabar04-14-03, 10:37 AM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه أبكر آدم إسماعيل04-14-03, 09:16 PM
    Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Yahya Fadlalla04-14-03, 09:54 PM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Kabar04-16-03, 06:58 PM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Kabar04-16-03, 08:10 PM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Yassir Mahgoub04-17-03, 04:21 AM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Kabar04-17-03, 06:50 AM
    Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Yassir Mahgoub04-20-03, 06:32 PM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Yassir Mahgoub04-20-03, 07:51 PM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه zumrawi04-20-03, 08:09 PM
  Re: رواية " الـــحنق": الحفر في بنية المسكوت عـــنه Kabar04-21-03, 07:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de